أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كريم الوائلي - جدلية القامع والمقموع في الديمقراطية العراقية














المزيد.....

جدلية القامع والمقموع في الديمقراطية العراقية


كريم الوائلي
كاتب وناقد ادبي وتربوي .

(Karim Alwaili)


الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 13:37
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


في زمن قيادة ما يسمى بالحكومات الثورية في البلاد العربية .. مصر والعراق وليبيا والسودان والجزائر .. كانت الحكومة تضطلع بكافة المهمات التشريعية والتنفيذية ، بل انها هي التي تقوم بعمليات التفكير وتحدد آليات السلوك ، ولذلك فهي تمتلك كل شيء الارض ومن عليها ، وتقدم الخدمات التي ينبغي ان تصفق لها الجماهير ، وتنحني امام اعجاز ابداعها الشعوب . وهذا من شأنه ان يجعل مخيلة الشعوب منطفأة وعقولها معطلة ، لانها في استراحة تامة ، إذ لا مبرر لاي تفكير يعارض ما تريده السلطة لانه سيؤول الى هامش الحياة ان لم يكلف صاحبه الموت الزؤام .
وقد دلت على ذلك شعارات كشعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ، والمعركة معركة الحزب والثورة ، فصوتها هو الصوت الاوحد ، وكشعار لا ثوري بدون نظرية ثورية ، وما دامت النظرية الثورية لدى الحزب والحكومة فأن اي تفكير واي ثورية خارج سرب السلطة يُعد تغريداً ممجوجاً ، وانَ مصيره الفناء ، ومصير صاحبه الهلاك.
وامست السلطة في بعض هذه الانظمة مقدسة لدرجة تضاهي قداسة الالهة والانبياء .. ، وكما انَ لله تسعاً وتسعين اسماً كذلك للقائد الاوحد تشابه في الخصائص وتماثل في المسميات .
وليس من قبيل المصافة ان تكون الفنون كالرسم والنحت والموسيقى والغناء والادب كلها في خدمة ما تريده السلطة ويتحول اغلب الفنانين بفعل الترغيب والترهيب الى مجرد ادوات او (قراقوز)تحركه ايادي اجهزة الاستخبارات ووكلاء الامن ، ولذلك تنشط الفنون في احد اتجاهين :
اولهما :- ما يمجد الحاكم وما يمجد حاشيته واعوانه وهو المتفشي .
وثانيهما :- يميل الى الغموض والضبابية والترميز كي يعبر عن جور القمع والكبت والحرمان ، بمعنى اننا ازاء فنين : فن السلطة وفن المقموعين ، وازاء بلاغتين بلاغة الوضوح والمباشرة والتقريرية وهي بلاغة السلطة ، وبلاغة العمق والرمز وتلك هي بلاغة المقموعين .
وفي ضوء هذا اصبحت العلاقة بين الحاكم والمحكوم واضحة ومحددة ، ويعرف كل طرف من اطرافها طبيعة عمله ووظيفته ،فالسلطة تشرع وتأمر .. والشعب يتلقى وينفذ في اطار سلطة بطرياركية ، تماماً كعلاقة الاب المستبد بابنه المقموع .
ولقد قاد هذا الى اختفاء او الغاء دور المجتمع المدني والغيت مؤسساته واصبحت الدول تسمى بأسماء حكامها ، مصر ناصر والسادات ومبارك وسوريا حافظ وبشار ، وعراق قاسم وعارف وصدام .. في محاولة لطمس هوية البلدان ونسبتها الى افراد حكام .
ولا تفرح الشعوب بحدوث تغيرات جديدة ما دامت تصدر عن المنظومة نفسها ، يتغير حاكم ويتلوه اخر .. والفرق بالدرجة وليس بالنوع ، إذ تظل طبيعة التفكير وآليات التنفيذ هي هي دون تغير بذكر .
اما إحداث تغير جوهري في المنظومة الفكرية والسياسية والاقتصادية مهما كان نوعه ، سواء أكان لصالح الشعوب ام لا ، فانه يحتاج الى وقت كي تتمكن الشعوب من استيعاب دروسه ومحاولة تغيير العادات المترسخة لدى الحكام والمحكومين على السواء.
وليس من السهل ان يتغير الحاكم في رؤيته وطبيعة سلوكه لمجرد حدوث تغيير تم بطريقة فوقية ، كما انه ليس من السهل ان تغير الشعوب رؤاها وطبيعة ممارساتها وانماط سلوكها لمجرد ان قوة داخلية او اجنبية رغبت بذلك .
ان التغير الحاصل في العراق منذ عدة سنوات إنما هو تغير في القشرة ولم يبلغ العمق بعد ، إذ لا يزال من يمثل موقع القيادة يحمل الكثير من رواسب الماضي ولا يزال يحتفظ بالكثير من سمات الاب الديكتاتورببطرياكيته المعهودة على الرغم من تأكيده ديمقراطية الحوار والسلوك . ولا يزال الشعب يؤدي دوره السابق في تبعية مطلقة للسلطة بمراكز قواها المختلفة .
ولا ريب اننا نلتقي بجدل بيزنطي لم تفرغ منه الاطراف السياسية المختلفة وفي احيان كثيرة مثل الجدل الذي يتساءل هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ! ! ففي الوقت الذي يحترق فيه الشعب ارهاباً وجوعاً تقر قوانين المشاركة لحماية طبقة الاوزون .. في شبه جلسات صوفية ! !
ان واقعنا السياسي المعاش به حاجة الى قدر من الجهد في اعادة تأهيل الحاكم . كي يتخلى من كافة رواسب الماضي .. بعيداً عن الحزبية والقبلية والمناطقية والانتقال من الجزئي الضيق الى الكلي المطلق اعني الوطن ..
كما ان الشعب به حاجة هو الاخر الى تأهيل كي يدرك ان تغيراً ما قد حصل وعليه ان يمارس دوره .. ليس بالرفض واقرار سياسة الامر الواقع .. وانما بتأسيس مؤسساته المدنية والتخلي تماماً عن حالة ان الدولة تؤدي كل شيء .. وتفعل كل شيء .. وتفكر نيابة عنا .. ! !



#كريم_الوائلي (هاشتاغ)       Karim_Alwaili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كريم الوائلي - جدلية القامع والمقموع في الديمقراطية العراقية