أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الكبير الداديسي - أخيرا أصبح للبنان رئيس في البرازيل والعبرة لمن يعتبر















المزيد.....

أخيرا أصبح للبنان رئيس في البرازيل والعبرة لمن يعتبر


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا أصبح للبنان رئيس في البرازيل والعبرة لمن يعتبر
الكبير الداديسي
من يستمع للبناني ميشال تامر يدعو البرازيليين إلى التهدئة والوحدة وتجاوز الخلافات يعتقد أنه كان يوجه كلامه للبنانيين الذين فشلوا في أزيد من سنتين في اختيار رئيس يقود سفينة لبنان .. فقد تكون مصادفة أن تحيك الأقدار سيناريوهات لم تكن في الحسبان لتضع المتتبع أمام هذا المشهد الغريب حيث عجز اللبنانيون طيلة سنتين، وبعد ما يقرب من أربعين اجتماعا لمجلس البرلمان عن التوافق حول رئيس يدير شؤون البلاد والعباد ،اختارت البرازيل رئيسها من أصول لبنانية في وقت قياسي دونما الحاجة إلى صناديق الاقتراع وصراع الحملات الانتخابية...
هكذا شكّل خبر اختيار "ميشال تامر" رئيسا للبرازيل يوم الخميس 12 ماي 2016، مصدرا للتندّر، وفأل خير بين اللبنانيين الذين أعجبوا بنبأ وصول ابن قرية "بتعبورة" الصغيرة في شمال لبنان إلى سدة الرئاسة في أكبر بلد بأمريكا الجنوبية وأحد أهم الاقتصادات العالمية الصاعدة، في الوقت الذي سدت كل الأبواب أمام الفرقاء في البرلمان اللبناني للسنة الثانية على التوالي حتى نسي عدد من اللبنانيين وكثير من سكان المعمور أن لبنان الممزق بين الطائفية والصراعات الدينية والسياسية يسير دون رئيس ...
فبدل انشغال اللبنانيين بقضية انتخاب رئيس بلدهم ، بدوا هذه الأيام أكثر انشغالا برئيس البرازيل الجديد، و قرية بتعبورة الجبلية والتي تحيط بها أشجار الزيتون من كل الجهات غدا إسم (ميشال تامر) أكثر الأسماء ترددا على الشفاه بل أكثر من ذلك أقامت البلدية احتفالا بوصول تامر إلى سدة الحكم ،كما لو كان الأمر يتعلق بوصوله لرئاسة لبنان ؛ وتبادل رواد شبكات التواصل الاجتماعي فيديوهات لتلك الاحتفالات التي تظهر فيها القرية وقد وضع في مدخل شارعها الرئيسي علما لبنان والبرازيل وتم تغيير اسم الشارع من شارع ( ميشال تامر نائب رئيس البرازيل) إلى ( ميشال تامر رئيس البرازيل) وكانت لوحة صخرية قد وضعت في حديقة وسط البلدة وقد نقش عليها (هنا ولد نخول تامر والد ميشال تامر) .



اللبنانيون يحتفلون برئيس البرازيل وهو الذي لم ير أرض الأرز إلا في زيارتين إلى لبنان مسقط رأس والده : الأولى في سنة 1997 حين كان رئيسا للبرلمان البرازيلي وكانت تلبية لدعوة من رئيس البرلمان نبيه بري، والثانية في عام 2011 بدعوة من الرئيس السابق ميشال سليمان الذي سلمه الجنسية اللبنانية بعد مشاركته في احتفال بمناسبة عيد الاستقلال. لكنه اليوم يبدو أنه في وضعية شبيهة بوضعية الممنوعين من زيارة لبنان لأن لبنان هذه المرة بدون رئيس يسمح باستقبال الرؤساء وفق البروتوكول الذي أصبح يتطلبه استقبال رئيس دولة وإن كان لبنانيا.
وليس ميشال تامر هو اللبناني والعربي الوحيد الذي وضعت فيه دول غير عربية ثقتها وسلمته مفاتيح التسيير ، فالمتأمل للمشهد العالمي سياسيا وعِلمياو ثقافيا... سيلاحظ أن عددا لا يستهان من الشخصيات العربية/ الإسلامية يحتفى بها في جهات كثيرة من المعمور: في أوربا ، الأمريكيتين وحتى شرق آسيا يستفاد من خبرتها في وقت لا ينالون هذه الثقة في أوطانهم التي أصبحت تجيد طرد المواهب والطاقات المفكرة والمنتجة، فبالأمس القريب تضمنت الحكومة الفرنسية نساء مغربيات أكثر مما هو موجود في حكومة المغرب، في هولندا وبلجيكا سير أبناء الجالية المغاربية كبريات المدن وتم اختيارهم عمداء لبلديات كبيرة ، واليوم تابع العالم كيف تم انتخاب صادق خان المسلم الباكستاني الأصل عمدة لمدينة لندن والأمثلة كثيرة ..
السؤال هو لماذا وصل هؤلاء إلى أعلى المراتب في دول غير دولهم الأصلية ؟؟ ولماذا لم تتح الفرصة لأي شخص غير عربي/مسلم لكي يدير شؤون أية مقاطعة مهما كانت صغيرة في مختلف الدول العربية؟؟
قد يرى البعض أن السبب يكمن في تسامحهم و قبولهم للآخر مقابل تعصبنا والاعتقاد بأننا الأحسن وإن الآخر أن كلفناه بمسؤولية في أوطاننا فلن يكون سوى جاسوس وخائن ... لكن السبب الحقيقي مهما اختلفت الآراء يبقى في فصل الدين عن الدولة ، فالعلمانية تجعل القانون هو المرجع الوحيد في تحديد الحقوق والواجبات بعيدا عن أية علاقات قبلية إثنية أو حزبية والكفاءة هي معيار اختيار الشخص المناسب للمنصب، فيما العلاقات العشائرية والدينية لا تقبل الغريب بين أفرادها إلا في مرتبة دونيا، فقد يتظاهر العربي المسلم بالدفاع عن المستضعفين، و تكريس قيم العدل والمساواة والديموقراطية والحرية وغيرها من القيم الإنسانية التي تنبذ الضعف والإقصاء والتهميش وتجعل الإنسان يتنازل عن أنانيته ليقبل الآخر كما هو .. لكنه عند التصويت لن يصوت إلا على العربي والمسلم وعلى أهل ذمته ، ولن يختار أبدا المواطن القادر على ضمان الحقوق والواجبات وتطبيق القانون، ولو حدث وترشح أي مواطن من أبناء الوطن تجري في عروقه دماء غير مسلمة /عربية من أحد جدوده الغابرين سيتم تجييش الغوغاء ضده لتشوه صورته وسمعة كل أقربائه ...
إنها الطائفية في التفكير هي التي تحول اليوم في لبنان دون اختيار رئيس للبلاد، لأن كل طائفة لا تقبل إلا أن يكون الرئيس من بني جلدتها أو ممن يوالي بني جلدتها رغم وضوح الدستور اللبناني الذي يحدد ذمة رئيس البلاد (مسيحي )
صحيح أن البرازيل تعد من أقدم الوجهات التي قصدها اللبنانيون ودارسوا الأدب الرومانسي وأدب المهجر منه خاصة يعرفون الكثير عن العصبة الأندلسية التي أسسها مفكرون وشعراء كبار من المهاجرين الأوائل في القرن التاسع عشر أمثال عائلة المعلوف (ميشيل نعمان ، فوزي ، شفيق ، رشيد سليم،إلياس فرحات،عقل الجر،شكر الله الجر،جرجس كرم،توفيق قربان، اسكندر كرباج، نضير زيتون، مهدي سكافي، عمرعبيد، إيليا أبو ماضي، يارا الشلهوب... والأكيد أن أحفاد هؤلاء يتقلدون اليوم مناصب في دول أمريكا الجنوبية ، ولا يشعرون بأي تمييز مقارنة مع السكان الأصليين وإن كانت العبرة لدى العلمانية ليست بالقدامة والحداثة وإنما بالكفاءة.
وصول ميشال تامر لأعلى منصب في البرازيل ، و اعتلاء صادق خان كرسي لندن لا يعكس إلا شيئا واحدا هو كون أبنائنا ناجحين في الخارج معترف بأهليتهم لكنهم في أوطانهم مهانون مهمشون فالأكيد لو قضى تامر كل عمره بلبنان سيكون أقصى ما سيحلم به هو الوصول رئاسة مجلس بلدية بتعبورة لن يكون في أحلامه أبدا الوصول إلى مفتاح تدبير شؤون بلاده لأنه سيعرف أن طريق الوصول إلى كرسي الرئاسة في الشرق لا يأتي عبر العمل والكفاءة والنزاهة ، وعلى نفس القياس لن يكون مسموحا بصادق خان بإدارة مدينة كراتشي ...
ففي اجتماع واحد حسم الأمر وتم بحكم القانون إسقاط الرئيسة المنتخبة ابنة المهاجر البلغاري (يلما روسيف) وانتخاب ميشال تامر حتى لا تبقى البلاد تعيش حالة فراغ سياسي ، وكذلك فصلت صناديق الاقتراع في اعتلاء صادق خان كرسي لندن ، في الوقت الذي فشل اللبنانيون في مجلس النواب في تحقيق التوافق بعد 39 اجتماع خلال سنتين، ولا يبدو التوافق قريبا في الأفق في برلمان أصبح يضم 128 عضوا مقسمة بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين منذ اتفاق الطائف.
فيكفي اللبنانيين أن ابن أحد قرى لبنان أصبح رئيسا لواحدة من أهم الدول في العالم ، فما حاجتهم إذن لانتخاب رئيس ما دامت الدولة تسير بدونه كما تسير بوجوده ، وما يضير لبنان لو تركت أمورها تسير دون رئيس على الأقل سيتم اقتصاد ما يصرف على الرئيس من رواتب وتعويضات وتنقل... بل ومن سينتخب الرئيسَ إذا كان مجلس النواب قد انتهت صلاحيته منذ 2013 ولم يصادق على تمديد ولايته إلى حدود 2017 إلا 95 نائبا من 97 الذين حظروا إلى جلسة التصويت في برلمان يتكون من 128 عضوا ..



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتحول الانتخابات لضرب من المعاناة
- أليس فيكم رشيد مختار يكيف زمن الامتحانات مع رمضان
- في الهوية الثقافية الأمازيغية
- في الرواية النسائية العراقية
- في الرواية النسائية بالجزائر ج.1
- المرأة ونشأة الرواية في الخليج
- نادي الصحافة والإعلام يحتفل بالمجتمع المدني
- نادي القلم المغربي يكرم الإبداع النسائي
- 8 مارس بنكهة فلسطسينة في ثانوية عامة بالمغرب
- نادي القلم المغربي : لقاء حول الشعر والسرد
- بواكير الرواية العربية ونظرية المركزية المصرية
- وداعا صاحب (اسم الوردة )
- نشاط: الحب، فالنتين وعلاقات التلاميذ والتلميذات
- هل كانت نازك الملائكة فعلا حداثية ومجددة في الشعر العربي؟؟
- زيكا هل هو وجه جديد للحرب البيولوجية ؟؟
- هل انتهى دور المثقف في زمن شبكات التواصل الاجتماعي ؟؟
- 2966 سنة والأمازيع يخلدون رأس السنة الأمازيغية دون اعتراف رس ...
- نادي القلم المغربي : لقاء حول الرواية النسائية
- كتاب جديد عن الرواية العربية المعاصرة
- نادي الصحافة والإعلام يخلد اليوم العالمي لحوق الإنسان بخمس و ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الكبير الداديسي - أخيرا أصبح للبنان رئيس في البرازيل والعبرة لمن يعتبر