أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - المهاجر / 3-3















المزيد.....

المهاجر / 3-3


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


كانت " شركة تجارة اللحوم الربانية أم العتبة المقدسة " يمتلكها جزّارون محترفون جاءوا من الزمن البعثي القبيح ، ليتحولوا إلى معممين يُئمون العباد في الصلاة و الصيام و الجلوس و القيام ، و ذلك حسب أوامر و نواهي الدين الوهابثي الجديد . في هذا الدين الجديد ، فإن الصوم يعني تناول الصائم خمسة أضعاف طعامه قبل الصيام . أما الصلاة فنصها : "أشهد أن كل الرجال عبيد عوّاد ، و أشهد أن كل النساء سبي للقواد ؛ حيّ على الفساد في البلاد ، حيّ على نهب كنوز التلاد . حيَ على إعمال السيف في العباد ." و قد اشتهرت هذه الشركة ببيع لحوم فطائس الحيوان من كل نوع بعد خلطها بلحوم جثث النساء و الاطفال و الرجال المغدورين المرماة يومياً في مكبات الزبالة ، و ذلك بعد تعليبها في عبوات أنيقة مكتوب عليها : لحم بط القداسة ، لحم خضيري الخُلد ، لحم دجاج الشفاعة ، لحم غنم النعيم ، لحم عجل الجنان ، لحم الجاموس المعصوم ، لحم فسيفس الفردوس ، لحم غزلان الرحمن ، لحم الأرنب القوي الامين ، لحوم جرابيع آل سعود الفتانين . و بفضل علاقات مديرها المفوض الوثيقة بجرابيع الجوار فقد تم اختياره وزيراً في حكومة الخصيان الخضران .
يدفع سعيد لشركة تجارة اللحوم الربانية أم العتبة المقدسة آخر ما تبقى لديه من نقود لقاء عبوة نصف الكيلو من بط الخضيري ، و يتجه نحو شاطيء النهر . يجمع الحطب ، ثم يوقد النار ، و يشوي اللحم ، و يأكله و هو يردد سبع مرات و بكل دقة الدعاء الرباني القدسي المكتوب بالورقة التي تسلمها من عبد السادة. بعدها بساعة ، يبلع سعيد كبسولة التحوّل الأمريكانية ، فيتحول إلى مخلوق آخر . يتقافز على الشاطئ محاولاً الطيران ، فيفشل ، و يغطس بمياه النهر . يسبح الى الشاطئ و يبحلق بوجهه المنعكس على صفيحة المياه ، فيشاهد نفسه : وجه كلب أبيض . لا بد انهم قد باعوه لحم الكلب بدلاً من لحم البط الخضيري !
يهرول سعيد لمقر شركة تجارة اللحوم الربانية ، و يهجم على صاحبها الوزير ، غير أن رجال فيلق حمايته يلقون القبض على سعيد و يوسعونه ضرباً قبل تقديمة للمثول بين يدي الوزير للبت في مصيره . يأمر الوزير بتصفيد سعيد بالقيود الفولاذية المحكمة أولاً ، ثم يجمع الوزير مراسلي وكالات الانباء المحلية و العالمية كافة ، و يستعرض سعيداً أمامهم و هو مغطى الرأس ، و يصرح أمام عدساتهم بالبيان التالي و رجال حمايته يهتفون :
- بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة على من اتبع الهدى بقلب سليم . أما بعد ، فمن المعلوم و المشهود لنا من طرف كل شعوب و أمم العالم الحشترائية أننا لم ندفع ملايين الدولارات الأمريكائية من حُرِّ أموالنا الفابريكائية لتسنم منصبنا الوزاري هذا إلا للإصلاح و للحفاظ على بيضة الدين و ليس معاذ الله للنهب و السلب و نكاح الموظفات و الموظفين المساكين يومياً و في كل حين . و يشهد الإنس و الجان على ايماننا الفولاذي الذي لا يتزعزع بحقوق الإنسان و الحيوان ، و بمبادئ الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الأخلاق السامية العليا ، و بأحكام الدستور و القضاء العادل و الشراكة الحقيقية . و بفضل عون الله و مباركته و رعايته و حفظه لعباده المتقين الزاهدين المتبتلين المخلصين المناضلين الميامين من مثلنا و أمثالنا فقد تم اليوم صد الهجوم الارهابي اللئيم على جنابنا العظيم من طرف بلايين الارهابيين المجانين . وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ . صدق الله العظيم ! هذا و قد تولى رجال حمايتنا الأشاوس المنصورين إبادة عشرات البلايين منهم ، و أسروا كلبهم المسعور هذا الماثل أمامكم شر أسرة .
- يعيش فاني البلايين القائد المقدام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
- يعيش مبيد البلايين البطل الهمام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
- إنّا بالدم نكتب عزنا ، لا بالكلام ،
هذي أفعالنا : تتغنى بها كل الأنام ؛
يا عم ، نراك اليوم تاج الحِمام .
كل الأرواح فدى الوزير الإمام .
- بالروح ، بالدم : نفديك يا ضرغام .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا صمصام .
- شكراً لكم ، و بارك الله فيكم . هع هع هع هاع ! و مثلما تعلمون ، و لأننا نؤمن بالديمقراطية و باستقلال القضاء ، فسنحيل الكلب المسعور هذا للقضاء ليأخذ جزاءه العادل حسب المادة 4 ارهاب .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا حمحام .
- كل الأرواح فدى الوزير الإمام .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا صخمام .
- بالروح ، بالدم : نفديك يا ضرغام .
- دمدم ، دمدام : نفديك يا قَدّام .
- يعيش فاني البلايين القائد المقدام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا صمصام .
- يعيش مبيد البلايين البطل الهمام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
بعد ان يمضي ستة عشر عاماً رهن التحقيق ، يحال سعيد أخيراً إلى المحكمة . يقول له القاضي :
- إسمع أيها الكلب ، بإمكانك أن تحدثني بلغة بالكلاب ، فلقد كنت كلباً مثلك قبل أن أشتغل عند الأمريكان . أنبح نبحة واحدة إذا كنت بريئاً ، و نبحتان إذا كنت متهما . و الآن قل لي : هل أنت بريء أم متهم ؟
- بريء .
- نبحة واحدة . طيب : إذن اثبت براءتك لمحكمتنا الموقرة المشكلة حسب نص القانون و الدستور .
- لك ، كل خرا ، حيز ! و لك أنت مو كنت سمسار أمن بزمن صدام ، و تكتب أطنان من التقارير الأمنية كل يوم ، و تطارد الرياجيل البسطاء ليلاً لسوقهم إلى قواطع الجيش الشعبي ؟ كلب إبن الكلب ، مو أنت اللي دقتك أم عمشة الغبشة لما زرقت عليهم تريد تكمش رجلها ، و طلعت تركض مهزوم باللباس و الفانيلة ؟ ها ؟ هسا صاير لي قاضي بروس اليتامى ؟ كلب إبن السطعش كلب ؛ أشو إلا اعضك من لوزتك ، و أخلص البشرية من شرّك !
يفلت سعيد من الحرس و يهجم على القاضي ، الذي يختبئ خلف رجال الحماية و هو يقول :
- هذا الكلب مسعور ! و لقد حكمنا عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت وفق المادة أربعة إرهاب !
يسود الهرج و المرج قاعة المحكمة ، فيستغل سعيد الفرصة المتاحة ، ويطلق ساقيه للريح ، بعد ان افلح بالإفلات من قبضة رجال الشرطة .
يتجه سعيد إلى مكتب الشيخ عبد السادة المعيدي . عند و صوله إلى هناك ، يتعجب من كونه قد تحول من رجل دين إلى طبيب استشاري شهير تملأ اليافطات جناح المراجعين فيه . يقرأ سعيد :
" الدكتور الشيخ السيد عبد السادة السيد السليطي السيد الحكيمي السيد الرباني الفسنويسي العنجوقي الراسطيري "
حاصل على الشهادة العالمية العليا : -;-G HGUVHRDDK RAHLV
" حكيم إستشاري اختصاص : باطنية ، جلدية ، نسائية ، أطفال ، كسور ، جراحة الحملة الإيمانية و الدشبولات و الأمراض الوطنية ، طب الأعشاب النبوي ، العيون ، الأسنان و الكعوب و الفكوك و الجامرلغات و الخشوم و الجعمقات و الصدر و القبنغات و الأذن و البنجرة و العنجرة و الطنجرة و الصالنصات و الفرَمْمَمّات و الدلكو "
" لدينا علاج سحري للبواسير و النواسير و البرابير و القراقير و الطقطقة و البقبقة و اللقلقة و الجقجقة و الدنادير و الخراخير و السِوادين و المِسْوَجّين و النَقَريّة و الضرّاطين و الأنذال "
" لدينا أحدث جهاز للحيم و ترقيع العظام بالغيزر ، مع أدوية سحرية لعلاج العقم الرجالي و النسائي تفعل فعلها بلمح البصر "
" تَكْثور اختصاص في الطب و المدد و الهدد و الهندسة و العُدد و الغُدد و علم الأرواح و الفال و السحر و التنجيم و الطب الفلكي "
" دبلوم اختصاص في العلوم التَكْثورية : HG.VFHKDM"
" زميل المجلس الأعلى لخراب البصرة ، و رئيس المفوضية العليا المستقلة للقَنْزة وَنْزة و النَنَوْ نَنَوْ و النامندجي ، و العضو المؤسس للتخالف الوطني و دولة سيادة الطاعون "
" الدوام تسعة أيام بالأسبوع "
" لا نستقبل الحالات الحرجة و الطارئة و المزمنة بطاتاً "
" لا يوجد لدينا كِكّة لَلاش "
يستغرب سعيد أشد الاستغراب لمرأى الحيطان المرمرية الملطخة بالحناء ، و عشرات ألواح كتب الشكر و التقدير الصادرة من وزراء و برلمانيين ، و الشهادات التقديرية و الاكاديمية المزججة المحررة بعدة أبجديات ، و الأدعية و الآيات القرآنية المعلقة على جانبي ثلاث صور صارمة مزججة و مشوهة التلوين لباريس هلتن و كيم كارداشيان و مها صبري و هن يرتدين اللحية و الشوارب و الزِبون و اللكجة الخضراء و يتمنطقن بالسيوف .
كما هال سعيد الازدحام الشديد للمراجعين الذين كانوا يدخلون جناح الطبيب عشرة عشرة رغم أن أجرة الكشف هي خمس و عشرون ألف دينار . سبحان مغير الأحوال .
كان سعيد قد أمضى ست عشرة سنة ينتظر لحظة الحقيقة هذه ، فحدث نفسه قائلاً : على هذا الحقير إما إعادتي بشراً أو أسفح دمه الساعة ، و ليكن ما يكون .
يدخل سعيد قاعة مدير المكتب ، فيفزع منه المدير الذي يسارع إلى عدم منع انسلاله إلى جناح الطبيب مبرراً ذلك للمراجعين بكونه الكلب الخاص بالطبيب .
عند باب غرفة الطبيب ، يسمع سعيد عبد السادة و هو يحدِّث معمما يجلس أمامه و بيده سبحة طويلة من الكهرب الأصفر الفاتح ، فينزوي جانباً لسماع الحديث الدائر بينهما :
- ألف مبروك ، دكتور ، على زواج نجلكم المحروس : دائح .
- شكراً ، سيدنا العزيز . انشاء الله أشوفكم في يوم زواجكم انتم ، مولانا الكريم !
- كأنك ساكن بقلبي . نعم بالتأكيد ، فقد سرَّحت البارحة زوجتي الرابعة العجوز ، و بإمكاني الآن التزوج بطفلة صغيرة بدلاً منها حسب سنة الله و رسوله . هل زوجت ابنك بإحدى بنات رؤساء الكتل السياسية أم البرلمانيين و البرلمانيات ؟
- كلا. إنه فُقْري . لقد أصر على الزواج ببنت جيراننا القديم : كريمة المرحوم سعيد فالح عظيم . أنتظرها ستة عشر عاماً حتى توفى أبوها ، و انتحرت أمها ، فأصبحتْ أمام الأمر الواقع ، و قبلت به أخيراً و هي صاغرة مستسلمة .
- ما الحب إلا للحبيب الأول . شايف الخير ، و بالرفاء و البنين . متى يصلني مبلغ الإستيزار المتفق عليه ؟
- أقول : ألا تعتقد ان مبلغ العشرين دفتر كثير جداً جداً على منصب وزير الصحة ؟
- أنت واهم . هذا هو الحد الأدنى المطلوب : عشرون دفتراً تدفعها الآن مقدمًا ، مع ثلث الراتب الشهري بعد التوزير .
- أليس هذا كثيراً ؟
- بالعكس . فصافي ربح الوزير من مقاولات تجهيز الأدوية لا يقل عن مائة و خمسين مليون دينار شهرياً ، و قد يصل إلى خمسمائة مليون . و بالمناسبة ، فإن هناك من الأطباء الحقيقيين ممن هو مستعد لدفع حتى خمسين دفتراً مقدماً .
- خمسمائة ألف دولار ! مبلغ خرافي ! أمرنا لله . ستصلك الدفاتر العشرين بالتمام و الكمال مساء اليوم ، إنشاء الله .
- قرار حكيم ، دكتور .
- سمعت أن رئيس الوزراء الجديد هذا رجل زين .
- أسكت و خلها : إنه زمال مال طمّة أصيل .
- كلهم مطايا و حرامية .
- نعم . و لهذا تجدهم يعتاشون على مجد ذاك الرجال اللي كان قد عافهم عيفة الفطيسة في حينها . هل سمعت بفضيحة وزيرة الصحة الجديدة التي ستحل أنت محلها ؟
- كلا . خبّرني ، أرجوك ، فكلي آذان صاغية .
- راحت لصالة الولادة في إحدى المستشفيات ، و أعطت رشوة للعامل المناوب على الردهة كي يسمح لها بالدخول لغرفة العمليات ، و ذلك بعد ان توسلت كثيراً عنده كي يسمح لها برؤية ابنتها التي تلد حسبما ادعت ، حيث دست بجيبه خمسة آلاف دينار و هي تقول له : هاي هدية لأولادك !
- حلو ! إي ، و بعدين ؟
- خطيّة ، العامل الغافل تصور أنها خوش مرة و بنت أوادم ، فقبل منها الهدية الإجبارية . عندها دخلت لصالة الولادة ، ثم خرجت منها بعد دقيقتين ، و وقفت امام العامل و هي تقول له مصعرة خدها : جناب حضرتي أنا وزيرة الصحة على سن و رمح ، و لقد أتيت لكي أقضي على الفساد المنتشر في وزارتي قضاء مبرماً و ذلك على سنة الله و رسوله !
- الله و أكبر ! كم هي شريفة هذه الوزيرة ؟ لا هوايا عمرت ! ليش ما تروح تقضي على فسادها هي و الجالسين على يمينها و يسارها في المجلس المتربعة به : أولئك أصحاب الهبر البرّاني الدفّاني ، و الطبر الدخلاني الصخماني ؟
- لا مو بس هاي ؛ البعيدة ما تعرف أن جريمتها باعتبارها هي الطرف الراشي هي أسوأ من جريمة العامل المرتشي لكونها هي المورطة له في الجريمة ؛ يعني لازم تنحكم عشر سنين سجن في جريمة مخلة بالشرف .
- ها ها هاع ! حلو ! يا عيب الشوم ! إي ، و بعدين ؟
- بعدين ، طمطمولهياه العفالقة الدينجية الجدد بمعرفة زمال الطمّة رئيسها .
- لعد من يقول ان هذا الدبنگ راح يقبل بتوزيري بديلاً لها ؟
- ما عليك . انا آمره أمراً و هو لا يملك غير التنفيذ ، و أنت لك الصافي .
- الله كريم .
- أودعناكم . أنا بانتظار استلام الأمانة مساء اليوم .
- تؤمرون سيدنا الجليل . اعتبرها في جيبك منذ الآن .
- خير إنشاء الله . أودعناكم في أمان الله .
- مع السلامة ، مولانا الجليل .
يدخل سعيد فجأة غرفة الطبيب ، و يوجه كلامه إلى عبد السادة بنبض قوي :
- ولك اسمع ، عبد السادة ، سوايتك هذه بي ما تتسولف أبداً أبداً ، و لا صايرة و لا دايرة : مثلما سويتني كلب أمام الناس ، هسّا تسويلي حل فوري : أريد أرجع لأصلي ، و إلا هسّا أقطَّعك إرباً إربا !
- شوية إهدأ ، أرجوك ، أنت أبو الأصول ـ و تعلم بأن هذه عيادة محترمة ، و أنا طبيب استشاري كبير !
- أنت الذي ورطتني ، و أنت من يجب عليه تخليصي من هذه الورطة !
- صار ! إهدأ ؛ لقد فهمت مشكلتك ، و بإمكانك اعتبارها محلولة !
يًخرج عبد السادة من مجر مكتبه كماماً مخدِّراً كان قد أعده للصبايا من مراجِعات عيادته للتمتع بمفاتنهن على مهل و هن مخدرات ، و يوجِّه كلامه للكلب و هو يلف الكمام حول رأسه :
- دعني أضع هذا الكمام السحري على أنفك . نعم ، هكذا .. جيد .. الآن ستنتهي كل المشاكل على أفضل ما يرام . تشممه زين كي تتلقف سحره .. خذ نفساً عميقاً .. نعم ... هكذا .. جيد جداً ... أعمق .. أعمق ..أعمق ...
يسقط سعيد على الأرضية مغشياً عليه .
يستدعي الطبيب مدير مكتبه .
- كيف تسمح لهذا الكلب المسعور أن يدخ عيادتي و تعريض حياتي للخطر ؟
- بصراحة ، لقد انسل خلسة ، فخشيت إن حجبته أن يبدأ بالنباح فيتسبب بهروب المراجعين من العيادة .
- لا تكرر مثل هذا الإهمال الجسيم في أداء الواجب ، و الا طردتك شر طرده ، و أعدتك للسجن باعتبارك مشمولاً بقانون المسائلة و العدالة . مفهوم ؟
- مفهوم ، سيدي .
- أذهب بسرعة الآن ، و اجلب كيس الزبالة الأسود الكبير . أدخل الكلب فيه ، و انقله لصالة العمليات بهدوء . إذبحه و أسلخ جلده هناك ، ثم علّب لحمة رأسه و صدره بعبوات الخمسين غرام لدواء لحمة البركة الإيمانية لشفاء الأمراض الوجدانية و لإطالة العمر ، و بع الباقي لشركة تجارة اللحوم الربانية أم العتبة المقدسة بعد تعليبها بعبوات ربع الكيلو : عظم و شرح ، سعر العبوة المقدسة الواحدة بخمسين ألف دينار . مفهوم ؟
- مفهوم ، سيدي .
- جُر صلوات .
- الله المسلط على بني آدم .

جمهورية الواقواق ، إيّار ، 1602



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور سلطة البرجوازية الطفيلية في العراق من 1980 إلى الآن
- المهاجر / 2 - 3
- تدهور أسعار النفط الخام و العجز في موازنة العراق
- المهاجر / 1 - 3
- ترنيمة الموتى
- حقائق عن أورويل / 16
- حقائق عن جورج أورويل / 15
- حقائق عن جورج أورويل / 14
- نوط الشجاعة
- حقائق عن جورج أورويل / 13
- عفاريت لسع الخصى
- حقائق عن جورج أورويل / 12
- ذكريات شيوعي عراقي : كاظم الشيخ / 5
- حقائق عن جورج أورويل / 11
- حقائق عن جورج أورويل / 10
- قصة حجب عصام الخفاجي لتعليقي
- حقائق عن جورج أورويل / 9
- حقائق عن جورج أورويل / 8
- حقائق عن جورج أورويل / 7
- حقائق عن جورج أورويل / 6


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - المهاجر / 3-3