أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - المهاجر / 3-3















المزيد.....

المهاجر / 3-3


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


كانت " شركة تجارة اللحوم الربانية أم العتبة المقدسة " يمتلكها جزّارون محترفون جاءوا من الزمن البعثي القبيح ، ليتحولوا إلى معممين يُئمون العباد في الصلاة و الصيام و الجلوس و القيام ، و ذلك حسب أوامر و نواهي الدين الوهابثي الجديد . في هذا الدين الجديد ، فإن الصوم يعني تناول الصائم خمسة أضعاف طعامه قبل الصيام . أما الصلاة فنصها : "أشهد أن كل الرجال عبيد عوّاد ، و أشهد أن كل النساء سبي للقواد ؛ حيّ على الفساد في البلاد ، حيّ على نهب كنوز التلاد . حيَ على إعمال السيف في العباد ." و قد اشتهرت هذه الشركة ببيع لحوم فطائس الحيوان من كل نوع بعد خلطها بلحوم جثث النساء و الاطفال و الرجال المغدورين المرماة يومياً في مكبات الزبالة ، و ذلك بعد تعليبها في عبوات أنيقة مكتوب عليها : لحم بط القداسة ، لحم خضيري الخُلد ، لحم دجاج الشفاعة ، لحم غنم النعيم ، لحم عجل الجنان ، لحم الجاموس المعصوم ، لحم فسيفس الفردوس ، لحم غزلان الرحمن ، لحم الأرنب القوي الامين ، لحوم جرابيع آل سعود الفتانين . و بفضل علاقات مديرها المفوض الوثيقة بجرابيع الجوار فقد تم اختياره وزيراً في حكومة الخصيان الخضران .
يدفع سعيد لشركة تجارة اللحوم الربانية أم العتبة المقدسة آخر ما تبقى لديه من نقود لقاء عبوة نصف الكيلو من بط الخضيري ، و يتجه نحو شاطيء النهر . يجمع الحطب ، ثم يوقد النار ، و يشوي اللحم ، و يأكله و هو يردد سبع مرات و بكل دقة الدعاء الرباني القدسي المكتوب بالورقة التي تسلمها من عبد السادة. بعدها بساعة ، يبلع سعيد كبسولة التحوّل الأمريكانية ، فيتحول إلى مخلوق آخر . يتقافز على الشاطئ محاولاً الطيران ، فيفشل ، و يغطس بمياه النهر . يسبح الى الشاطئ و يبحلق بوجهه المنعكس على صفيحة المياه ، فيشاهد نفسه : وجه كلب أبيض . لا بد انهم قد باعوه لحم الكلب بدلاً من لحم البط الخضيري !
يهرول سعيد لمقر شركة تجارة اللحوم الربانية ، و يهجم على صاحبها الوزير ، غير أن رجال فيلق حمايته يلقون القبض على سعيد و يوسعونه ضرباً قبل تقديمة للمثول بين يدي الوزير للبت في مصيره . يأمر الوزير بتصفيد سعيد بالقيود الفولاذية المحكمة أولاً ، ثم يجمع الوزير مراسلي وكالات الانباء المحلية و العالمية كافة ، و يستعرض سعيداً أمامهم و هو مغطى الرأس ، و يصرح أمام عدساتهم بالبيان التالي و رجال حمايته يهتفون :
- بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة على من اتبع الهدى بقلب سليم . أما بعد ، فمن المعلوم و المشهود لنا من طرف كل شعوب و أمم العالم الحشترائية أننا لم ندفع ملايين الدولارات الأمريكائية من حُرِّ أموالنا الفابريكائية لتسنم منصبنا الوزاري هذا إلا للإصلاح و للحفاظ على بيضة الدين و ليس معاذ الله للنهب و السلب و نكاح الموظفات و الموظفين المساكين يومياً و في كل حين . و يشهد الإنس و الجان على ايماننا الفولاذي الذي لا يتزعزع بحقوق الإنسان و الحيوان ، و بمبادئ الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الأخلاق السامية العليا ، و بأحكام الدستور و القضاء العادل و الشراكة الحقيقية . و بفضل عون الله و مباركته و رعايته و حفظه لعباده المتقين الزاهدين المتبتلين المخلصين المناضلين الميامين من مثلنا و أمثالنا فقد تم اليوم صد الهجوم الارهابي اللئيم على جنابنا العظيم من طرف بلايين الارهابيين المجانين . وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ . صدق الله العظيم ! هذا و قد تولى رجال حمايتنا الأشاوس المنصورين إبادة عشرات البلايين منهم ، و أسروا كلبهم المسعور هذا الماثل أمامكم شر أسرة .
- يعيش فاني البلايين القائد المقدام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
- يعيش مبيد البلايين البطل الهمام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
- إنّا بالدم نكتب عزنا ، لا بالكلام ،
هذي أفعالنا : تتغنى بها كل الأنام ؛
يا عم ، نراك اليوم تاج الحِمام .
كل الأرواح فدى الوزير الإمام .
- بالروح ، بالدم : نفديك يا ضرغام .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا صمصام .
- شكراً لكم ، و بارك الله فيكم . هع هع هع هاع ! و مثلما تعلمون ، و لأننا نؤمن بالديمقراطية و باستقلال القضاء ، فسنحيل الكلب المسعور هذا للقضاء ليأخذ جزاءه العادل حسب المادة 4 ارهاب .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا حمحام .
- كل الأرواح فدى الوزير الإمام .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا صخمام .
- بالروح ، بالدم : نفديك يا ضرغام .
- دمدم ، دمدام : نفديك يا قَدّام .
- يعيش فاني البلايين القائد المقدام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
- طمطم ، طمطام : نفديك يا صمصام .
- يعيش مبيد البلايين البطل الهمام ، يا -
- يعيش ، يعيش .
بعد ان يمضي ستة عشر عاماً رهن التحقيق ، يحال سعيد أخيراً إلى المحكمة . يقول له القاضي :
- إسمع أيها الكلب ، بإمكانك أن تحدثني بلغة بالكلاب ، فلقد كنت كلباً مثلك قبل أن أشتغل عند الأمريكان . أنبح نبحة واحدة إذا كنت بريئاً ، و نبحتان إذا كنت متهما . و الآن قل لي : هل أنت بريء أم متهم ؟
- بريء .
- نبحة واحدة . طيب : إذن اثبت براءتك لمحكمتنا الموقرة المشكلة حسب نص القانون و الدستور .
- لك ، كل خرا ، حيز ! و لك أنت مو كنت سمسار أمن بزمن صدام ، و تكتب أطنان من التقارير الأمنية كل يوم ، و تطارد الرياجيل البسطاء ليلاً لسوقهم إلى قواطع الجيش الشعبي ؟ كلب إبن الكلب ، مو أنت اللي دقتك أم عمشة الغبشة لما زرقت عليهم تريد تكمش رجلها ، و طلعت تركض مهزوم باللباس و الفانيلة ؟ ها ؟ هسا صاير لي قاضي بروس اليتامى ؟ كلب إبن السطعش كلب ؛ أشو إلا اعضك من لوزتك ، و أخلص البشرية من شرّك !
يفلت سعيد من الحرس و يهجم على القاضي ، الذي يختبئ خلف رجال الحماية و هو يقول :
- هذا الكلب مسعور ! و لقد حكمنا عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت وفق المادة أربعة إرهاب !
يسود الهرج و المرج قاعة المحكمة ، فيستغل سعيد الفرصة المتاحة ، ويطلق ساقيه للريح ، بعد ان افلح بالإفلات من قبضة رجال الشرطة .
يتجه سعيد إلى مكتب الشيخ عبد السادة المعيدي . عند و صوله إلى هناك ، يتعجب من كونه قد تحول من رجل دين إلى طبيب استشاري شهير تملأ اليافطات جناح المراجعين فيه . يقرأ سعيد :
" الدكتور الشيخ السيد عبد السادة السيد السليطي السيد الحكيمي السيد الرباني الفسنويسي العنجوقي الراسطيري "
حاصل على الشهادة العالمية العليا : -;-G HGUVHRDDK RAHLV
" حكيم إستشاري اختصاص : باطنية ، جلدية ، نسائية ، أطفال ، كسور ، جراحة الحملة الإيمانية و الدشبولات و الأمراض الوطنية ، طب الأعشاب النبوي ، العيون ، الأسنان و الكعوب و الفكوك و الجامرلغات و الخشوم و الجعمقات و الصدر و القبنغات و الأذن و البنجرة و العنجرة و الطنجرة و الصالنصات و الفرَمْمَمّات و الدلكو "
" لدينا علاج سحري للبواسير و النواسير و البرابير و القراقير و الطقطقة و البقبقة و اللقلقة و الجقجقة و الدنادير و الخراخير و السِوادين و المِسْوَجّين و النَقَريّة و الضرّاطين و الأنذال "
" لدينا أحدث جهاز للحيم و ترقيع العظام بالغيزر ، مع أدوية سحرية لعلاج العقم الرجالي و النسائي تفعل فعلها بلمح البصر "
" تَكْثور اختصاص في الطب و المدد و الهدد و الهندسة و العُدد و الغُدد و علم الأرواح و الفال و السحر و التنجيم و الطب الفلكي "
" دبلوم اختصاص في العلوم التَكْثورية : HG.VFHKDM"
" زميل المجلس الأعلى لخراب البصرة ، و رئيس المفوضية العليا المستقلة للقَنْزة وَنْزة و النَنَوْ نَنَوْ و النامندجي ، و العضو المؤسس للتخالف الوطني و دولة سيادة الطاعون "
" الدوام تسعة أيام بالأسبوع "
" لا نستقبل الحالات الحرجة و الطارئة و المزمنة بطاتاً "
" لا يوجد لدينا كِكّة لَلاش "
يستغرب سعيد أشد الاستغراب لمرأى الحيطان المرمرية الملطخة بالحناء ، و عشرات ألواح كتب الشكر و التقدير الصادرة من وزراء و برلمانيين ، و الشهادات التقديرية و الاكاديمية المزججة المحررة بعدة أبجديات ، و الأدعية و الآيات القرآنية المعلقة على جانبي ثلاث صور صارمة مزججة و مشوهة التلوين لباريس هلتن و كيم كارداشيان و مها صبري و هن يرتدين اللحية و الشوارب و الزِبون و اللكجة الخضراء و يتمنطقن بالسيوف .
كما هال سعيد الازدحام الشديد للمراجعين الذين كانوا يدخلون جناح الطبيب عشرة عشرة رغم أن أجرة الكشف هي خمس و عشرون ألف دينار . سبحان مغير الأحوال .
كان سعيد قد أمضى ست عشرة سنة ينتظر لحظة الحقيقة هذه ، فحدث نفسه قائلاً : على هذا الحقير إما إعادتي بشراً أو أسفح دمه الساعة ، و ليكن ما يكون .
يدخل سعيد قاعة مدير المكتب ، فيفزع منه المدير الذي يسارع إلى عدم منع انسلاله إلى جناح الطبيب مبرراً ذلك للمراجعين بكونه الكلب الخاص بالطبيب .
عند باب غرفة الطبيب ، يسمع سعيد عبد السادة و هو يحدِّث معمما يجلس أمامه و بيده سبحة طويلة من الكهرب الأصفر الفاتح ، فينزوي جانباً لسماع الحديث الدائر بينهما :
- ألف مبروك ، دكتور ، على زواج نجلكم المحروس : دائح .
- شكراً ، سيدنا العزيز . انشاء الله أشوفكم في يوم زواجكم انتم ، مولانا الكريم !
- كأنك ساكن بقلبي . نعم بالتأكيد ، فقد سرَّحت البارحة زوجتي الرابعة العجوز ، و بإمكاني الآن التزوج بطفلة صغيرة بدلاً منها حسب سنة الله و رسوله . هل زوجت ابنك بإحدى بنات رؤساء الكتل السياسية أم البرلمانيين و البرلمانيات ؟
- كلا. إنه فُقْري . لقد أصر على الزواج ببنت جيراننا القديم : كريمة المرحوم سعيد فالح عظيم . أنتظرها ستة عشر عاماً حتى توفى أبوها ، و انتحرت أمها ، فأصبحتْ أمام الأمر الواقع ، و قبلت به أخيراً و هي صاغرة مستسلمة .
- ما الحب إلا للحبيب الأول . شايف الخير ، و بالرفاء و البنين . متى يصلني مبلغ الإستيزار المتفق عليه ؟
- أقول : ألا تعتقد ان مبلغ العشرين دفتر كثير جداً جداً على منصب وزير الصحة ؟
- أنت واهم . هذا هو الحد الأدنى المطلوب : عشرون دفتراً تدفعها الآن مقدمًا ، مع ثلث الراتب الشهري بعد التوزير .
- أليس هذا كثيراً ؟
- بالعكس . فصافي ربح الوزير من مقاولات تجهيز الأدوية لا يقل عن مائة و خمسين مليون دينار شهرياً ، و قد يصل إلى خمسمائة مليون . و بالمناسبة ، فإن هناك من الأطباء الحقيقيين ممن هو مستعد لدفع حتى خمسين دفتراً مقدماً .
- خمسمائة ألف دولار ! مبلغ خرافي ! أمرنا لله . ستصلك الدفاتر العشرين بالتمام و الكمال مساء اليوم ، إنشاء الله .
- قرار حكيم ، دكتور .
- سمعت أن رئيس الوزراء الجديد هذا رجل زين .
- أسكت و خلها : إنه زمال مال طمّة أصيل .
- كلهم مطايا و حرامية .
- نعم . و لهذا تجدهم يعتاشون على مجد ذاك الرجال اللي كان قد عافهم عيفة الفطيسة في حينها . هل سمعت بفضيحة وزيرة الصحة الجديدة التي ستحل أنت محلها ؟
- كلا . خبّرني ، أرجوك ، فكلي آذان صاغية .
- راحت لصالة الولادة في إحدى المستشفيات ، و أعطت رشوة للعامل المناوب على الردهة كي يسمح لها بالدخول لغرفة العمليات ، و ذلك بعد ان توسلت كثيراً عنده كي يسمح لها برؤية ابنتها التي تلد حسبما ادعت ، حيث دست بجيبه خمسة آلاف دينار و هي تقول له : هاي هدية لأولادك !
- حلو ! إي ، و بعدين ؟
- خطيّة ، العامل الغافل تصور أنها خوش مرة و بنت أوادم ، فقبل منها الهدية الإجبارية . عندها دخلت لصالة الولادة ، ثم خرجت منها بعد دقيقتين ، و وقفت امام العامل و هي تقول له مصعرة خدها : جناب حضرتي أنا وزيرة الصحة على سن و رمح ، و لقد أتيت لكي أقضي على الفساد المنتشر في وزارتي قضاء مبرماً و ذلك على سنة الله و رسوله !
- الله و أكبر ! كم هي شريفة هذه الوزيرة ؟ لا هوايا عمرت ! ليش ما تروح تقضي على فسادها هي و الجالسين على يمينها و يسارها في المجلس المتربعة به : أولئك أصحاب الهبر البرّاني الدفّاني ، و الطبر الدخلاني الصخماني ؟
- لا مو بس هاي ؛ البعيدة ما تعرف أن جريمتها باعتبارها هي الطرف الراشي هي أسوأ من جريمة العامل المرتشي لكونها هي المورطة له في الجريمة ؛ يعني لازم تنحكم عشر سنين سجن في جريمة مخلة بالشرف .
- ها ها هاع ! حلو ! يا عيب الشوم ! إي ، و بعدين ؟
- بعدين ، طمطمولهياه العفالقة الدينجية الجدد بمعرفة زمال الطمّة رئيسها .
- لعد من يقول ان هذا الدبنگ راح يقبل بتوزيري بديلاً لها ؟
- ما عليك . انا آمره أمراً و هو لا يملك غير التنفيذ ، و أنت لك الصافي .
- الله كريم .
- أودعناكم . أنا بانتظار استلام الأمانة مساء اليوم .
- تؤمرون سيدنا الجليل . اعتبرها في جيبك منذ الآن .
- خير إنشاء الله . أودعناكم في أمان الله .
- مع السلامة ، مولانا الجليل .
يدخل سعيد فجأة غرفة الطبيب ، و يوجه كلامه إلى عبد السادة بنبض قوي :
- ولك اسمع ، عبد السادة ، سوايتك هذه بي ما تتسولف أبداً أبداً ، و لا صايرة و لا دايرة : مثلما سويتني كلب أمام الناس ، هسّا تسويلي حل فوري : أريد أرجع لأصلي ، و إلا هسّا أقطَّعك إرباً إربا !
- شوية إهدأ ، أرجوك ، أنت أبو الأصول ـ و تعلم بأن هذه عيادة محترمة ، و أنا طبيب استشاري كبير !
- أنت الذي ورطتني ، و أنت من يجب عليه تخليصي من هذه الورطة !
- صار ! إهدأ ؛ لقد فهمت مشكلتك ، و بإمكانك اعتبارها محلولة !
يًخرج عبد السادة من مجر مكتبه كماماً مخدِّراً كان قد أعده للصبايا من مراجِعات عيادته للتمتع بمفاتنهن على مهل و هن مخدرات ، و يوجِّه كلامه للكلب و هو يلف الكمام حول رأسه :
- دعني أضع هذا الكمام السحري على أنفك . نعم ، هكذا .. جيد .. الآن ستنتهي كل المشاكل على أفضل ما يرام . تشممه زين كي تتلقف سحره .. خذ نفساً عميقاً .. نعم ... هكذا .. جيد جداً ... أعمق .. أعمق ..أعمق ...
يسقط سعيد على الأرضية مغشياً عليه .
يستدعي الطبيب مدير مكتبه .
- كيف تسمح لهذا الكلب المسعور أن يدخ عيادتي و تعريض حياتي للخطر ؟
- بصراحة ، لقد انسل خلسة ، فخشيت إن حجبته أن يبدأ بالنباح فيتسبب بهروب المراجعين من العيادة .
- لا تكرر مثل هذا الإهمال الجسيم في أداء الواجب ، و الا طردتك شر طرده ، و أعدتك للسجن باعتبارك مشمولاً بقانون المسائلة و العدالة . مفهوم ؟
- مفهوم ، سيدي .
- أذهب بسرعة الآن ، و اجلب كيس الزبالة الأسود الكبير . أدخل الكلب فيه ، و انقله لصالة العمليات بهدوء . إذبحه و أسلخ جلده هناك ، ثم علّب لحمة رأسه و صدره بعبوات الخمسين غرام لدواء لحمة البركة الإيمانية لشفاء الأمراض الوجدانية و لإطالة العمر ، و بع الباقي لشركة تجارة اللحوم الربانية أم العتبة المقدسة بعد تعليبها بعبوات ربع الكيلو : عظم و شرح ، سعر العبوة المقدسة الواحدة بخمسين ألف دينار . مفهوم ؟
- مفهوم ، سيدي .
- جُر صلوات .
- الله المسلط على بني آدم .

جمهورية الواقواق ، إيّار ، 1602



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور سلطة البرجوازية الطفيلية في العراق من 1980 إلى الآن
- المهاجر / 2 - 3
- تدهور أسعار النفط الخام و العجز في موازنة العراق
- المهاجر / 1 - 3
- ترنيمة الموتى
- حقائق عن أورويل / 16
- حقائق عن جورج أورويل / 15
- حقائق عن جورج أورويل / 14
- نوط الشجاعة
- حقائق عن جورج أورويل / 13
- عفاريت لسع الخصى
- حقائق عن جورج أورويل / 12
- ذكريات شيوعي عراقي : كاظم الشيخ / 5
- حقائق عن جورج أورويل / 11
- حقائق عن جورج أورويل / 10
- قصة حجب عصام الخفاجي لتعليقي
- حقائق عن جورج أورويل / 9
- حقائق عن جورج أورويل / 8
- حقائق عن جورج أورويل / 7
- حقائق عن جورج أورويل / 6


المزيد.....




- جرأة محفوفة بالمخاطر.. شهادات علنية لضحايا اعتداء جنسي تتحدى ...
- الفرانكو- جزائري يخرج عن صمته ويعلق بشأن -فضيحة حوريات-
- نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا ...
- شون بين يتحدث في مراكش عن قناعاته وتجربته في السينما
- تكريم مؤثر للفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي في مهرجان ...
- بوتين يتذكر مناسبة مع شرودر ويعلق على رجل أعمال ألماني سأله ...
- على طريقة أفلام الأكشن.. فرار 9 سجناء من مركز اعتقال في نيس ...
- -الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي- في فرنسا لنجوان درويش
- الخنجر.. فيلم من إنتاج RT يعرض في مسقط
- ملف -القندورة والملحفة- الجزائري بقائمة اليونسكو للتراث غير ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - المهاجر / 3-3