أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حمدان - من ذاكرة النكبة














المزيد.....

من ذاكرة النكبة


مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)


الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


من ذاكرة النكبة

تمُر بنا أعواماً
وتُرجعُنا جِراحنا
الى ابعدُ من اليوم الأخير
نصمُت نتأمل ونحلمُ كثير
كان زمن جميل وبريء
اجمل من كل المدن والسواحل
وبريء كحلم قصير في غفوة عفوية

الأرض تؤجل فصولها ومواسمها
وتبكي الحقول اشجارها
ويدخُل الغرباء
ويرحل غرباء آخرين
فتبقى الأرض مباحة
في ساحة
عند آخر رصاصة عربية

ألم تروا أيها القادمين
ان هذه الأرض ليست خالية
ألم تروا آثار أقدامنا
في شقوق الأرض
ورائحة أسلافنا
في التراب باقية
أي ساحر
أي معجزة وداهية
علمتكم بأن هذه الأرض
التي يتنازع عليها الأمم
منذ خمسة الف عام
لا زالت خالية

أي قديس ابلغكم
بأن المسيح سيعود هنا
ليمسح الخوف عن وجه زانية
وأي أسفار وأحبار
وعدتكم بالأرض
وأن الأرض منذ ثلاثة الف سنة
ستكون كما كانت على ما هيّ

بأن يعود أبناء الحق
أبناء السيدة
ليكنسوا الأرض
ويطهروها
من أبناء الجارية

تعلموا من دروس الأمس
ومن وحي الأمم
بأن هذه الأرض بأشجارها
بأحجارها
بترابها
كانت وستبقى كنعانية
***
يا حُلم أبي الضائع
خلف حصانٍ تاه في البرية
يا ذاكرة أمي الشاردة
خلف فراشة في الحقول الوردية
يا رائحة جدي على
جذع زيتونة في الهضاب مزوية
لماذا لمْ نبقى .. لنموت هناك
على تراب الأرض البهية
فتأخذ مقابرنا مكاناً هناك
ونكون مع الأحياء عدداً سوية
لنشْهَدَ على موتِنا
وعلى الجريمة
فنبقى في ذاكرة القتلة الدخلاء
صورة يومية

نكتُبُ على جرحِنا وجلودنا
ألف قصيدة ومرثية
هل فقدنا الأرض والمكان
أم تاهت أقدامنا
في الطرق الملتوية
وهل ضاعت الأرض عنا
أم نحن ضعنا
في الموانئ المنسية

فلم يبقى لنا هناك
سوى أحلامٌ مبعثرة
وبلادٌ مسبية

***
من جديد وبعد سنين
قاوَمنا حزننا
وجمعنا ما تبقى من ذاكرة
لنطفئ جمر الحنين
فوجدنا اننا ما زلنا هناك
على الأشجار مُعَلقين
نموت كل يوم
بعد السنة الثمانية والستين

مصطفى حمدان
من ديوان - نافذة من المنفى



#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)       Mustafa_Hamdan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكس بيكو ! ولعنة المئة عام
- نشيدُ الأرض للمطر والشهداء
- خبز الفقراء
- معاً نُغني رفيقتي
- إلى امرأة في بلادي
- إلى صديقي الشهيد
- موْتُ غريب
- مدينة الغرباء
- الفاصِل بين الدقيقتين .. الفاصِل بين السنتين
- حالة احتضار
- بعيداً عنكِ .. قريباً منكِ !
- (عشوائيات)عن الحُب الحرب والوطن
- مَن يُرثي موْتُنا وسقوط مدننا ؟!!
- في القلب حزنٌ
- إلهة المقاومة
- وطن أمْ دولة ؟!
- اللاجئ والبحر
- الحنين الى الذاكرة
- أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض
- الى جندي إسرائيلي ؟!


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حمدان - من ذاكرة النكبة