أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - من يخدم من















المزيد.....

من يخدم من


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من في خدمة من
سؤال جدلي يشبه كثيرآ جدلية الدجاجه من البيضه , أم البيضه من الدجاجه. هذا السؤال هو: هل الدوله في خدمة المواطن أم المواطن في خدمة الدوله.
يحكى أن هناك قصه تاريخيه من زمن الأمبراطوريه الرومانيه , تتحدث فيها أن هناك قانون ينص على ؛أن المواطن يجب عليه أن يحمل أمتعة الجندي أذا طلب هذا الجندي المساعده من المواطن؛ ووفقآ لهذه الحكايه التاريخيه أن جنديآ رأى مواطن وقال له ؛أترغب أن تحمل أمتعتي ؛ فسارع المواطن وحمل الأمتعه ضعف المسافه التي طلب منه الجندي مساعدته فيها, هذا الأمر أدهش الجندي ومما دفعه للسؤال عن ذلك ؛ لماذا حملت أمتعتي مسافة ميل زياده؛ فأجابه المواطن ؛الميل الأول كان للدوله أما الثاني فهو لك؛. يتضح من ذلك أن للدوله حق على المواطن بأعتبارها تمثل رمز الأمه وعرين المواطن الذي يلوذ به عند المحن , وهي التي ترعاه في حياته العامه والخاصه, لأن المواطن بلا دوله لا مستقبل له ولا كيان وهي الحاضنه التي تشعره بالأمان والحمايه.
طبعآ لا يمكننا القول بأن هنا ك وطن بدون دوله والعكس صحيح. أن وجود الدوله ضروره لا مناص منها , وحاله لا بد من وجودها , ولأجل ديمومتها ووجودها القوي , على المواطن أن يقدم الولاء لها وتقديم الغالي والرخيص من أجل حمايتها لأنها رمز وجود الوطن .
هذه المقدمه تنقلنا الى ما ينبغي على المواطن من واجب أتجاه الوطن, ولكن أمن الدوله في الوقت الحاضر يتعرض الى حاله من الأهتزاز الخطير ,والذي ينجر بطبيعته الى أهتزاز الوطن, وهذا ناتج من الخلل في الرؤيه الى مفهوم الدوله , فالصوره المجتمعيه العراقيه تبرز أن هناك خللآ كبيرآ وخطيرآ بالنظر الى مفهوم الدوله , الا وهو المفهوم الأبوي الذي يعطي بدون مقابل بلحاظ الواجب. هذه الرؤيه شكلت سببآ كبيرآ فيما تعيشه هذه الدوله من حالة أشبه بالأنهيار . هناك كتل سياسيه وحالات مجتمعيه لا يستهان بها ترى أن الدوله عباره عن بقره حلوب , لا يجب رعايتها بل هي من ترعي نفسها بنفسها ., وعندما يجف لبنها أو تتعرض لنكسه صحيه لا يلقوا بلائمه الا عليها وكأن لا يلزمهم واجب رعايتها لكي تدر عليهم لبنها. هذا هو حال العراق وما يتعرض له من أعتداء , سواء كان خارجيآ متمثل بداعش أو داخليآ متمثل بالفاسدين والمتآمرين والمارقين والناكثين من بعض أبناءه .
لا شك أن الدول تكون عزيزه بقوة أنتماء وولاء أبناءها لها , وهذا يمثل أهم عناصر بناء الدوله القويه . أن الولاء هو شعور وألتزام يترتب على المواطن أتجاه وطنه , فالدوله عندما تقوم بواجباتها المتمثله بما توفره من حمايه ورعاية مصالح الأفراد تنتظر بالوقت نفسه الولاء والأخلاص لها والدفاع عنها في كل الظروف والأحوال. فالولاء للدوله يرتفع وينخفض بحسب موقف الدوله من المواطن , ومدى ما تسدده من حقوق له , وعندما تعجز الدوله عن تقديم الخدمات وتفشل في تحقيق مصالحه , يتعرض هذا الولاء للنكوص والوهن, لذا تساهم الدول في قوة ولاء المواطن وفي ضعفه , لذا يترتب عليها تعزيز ثقة المواطن بها عن طريق الأرتقاء بهيبتها والقيام بما يترتب عليها من حقوق لمواطنيها وبأحسن وجه وهذا ما يعزز شعور الأنتماء لديه , وهذا هو سر رفع أغلب الشعب السويدي علم بلدهم من على شرفات منازلهم, ووضعها على ملابسهم وفي مكتباتهم و.....هذا لم يأتي أعتباطآ وأنما من تنامي الشعور بالوفاء له بما قدمته الدوله لهم من رعايه وخدمه ورفاه.وهذا بعكس ما تقوم به الكثير من حكوماتنا من تثبيط للمواطن بسبب أهمالها له مما يساهم بهبوط منسوب الولاء للدوله وبالتالي للوطن. أذن أذا أراد المعنيين بالسياسه في العراق بناء دوله حديثه وقويه وقادره على مواجهة التحديات فعليهم رسم كل السياسات التي تعزز لدى المواطن ولاءه وأنتماءه لها.
من نافلة القول وددت أن أركز على عامل الولاء ومدى أثره في كيان الدوله , فقد أكدت الدراسات السياسيه والأجتماعيه ما لهذا العامل من أهميه كبيره , وأن هذا الولاء لا يمكن تحقيقه بدون التجانس الأجتماعي, وهذا يتوضح من خلال التعريف الذي يقدمه الدكتور كمال العالي لمفهوم الدوله وهي ( مجموعه متجانسه من الأفراد تعيش في أقليم معين, وتخضع لسلطه عامه منظمه) , من هذا التعرف يتضح ان العراق الحالي لا ينطبق عليه هذا التعريف , وبالتالي نحن لا نعيش في دوله بالمعنى المشار اليه , يعني أننا نعيش حالة الا دوله , وهذا هو الواقع للأسف., السبب هو عدم الأنسجام بين مجموع الشعب العراقي وخاص جزءه الكردي حيث هناك فجوه نفسيه كبيره وعميقه أحدثته القياده الكرديه , وهو فعل مخطط له , وهناك الكثير من الشواهد ليس هنا محل تعدادها , مما أفقدهم عنصر الولاء لهذا الوطن , وهذا هو سر تهديدهم المتكرر والمصدع لرؤوسنا دومآ بمقولة الأنفصال , وما التعاون مع داعش وحرق العلم العراقي الا بعض مصاديق عدم الولاء , بالأضافه أن من ميزات الدوله وأحد أهم خصائصها أنها تمثل الجهه الوحيده التي تمتلك القوه لغرض فرض النظام وفي نفس الوقت نرى أقليم كردستان يمتلك من القوه المسلحه ما يضاهي قوة الدوله العراقيه وهذا ما يفقد الدوله أحد أهم ميزتها . كما أن علماء الأجتماع والسياسه يؤكدون على مبدأ السياده وما أثره على قوة وكيان الدوله ولكن الواقع في العراق ينبأ بعكس ذلك نظرآ لعدم ألتزام الجانب الكردي ومنع بغداد من فرض سيادتها على كل الأراضي العراقيه ومن مصاديق ذلك أحتضانها للكثير من الأرهابين والقتله المطلوبين للقضاء العراقيين في أربيل والسليمانيه كما أن الدوله تنص على وجود حكومه مستقله واحده ذات سياده , والحال أن العراق فيه حكومتان وعلمان (علم العراق وعلم كردستان).ولأعادة الأمور الى نصابها علينا فعل أمرين . الأمر الأول هو الغاء كل مظاهر القوه والسلاح ما عدى قوة وسلاح الدوله العراقيه وهذا يعني ألغاء كل المظاهر المسلحه ما عدى الجيش العراقي وهذا يستدعي حل البيشمركه وأرجاع كل أسلحته الى بغداد بالأضافه الى أختفاء كل الفصائل المسلحه بعد القضاء على داعش , أما الأمر الثاني وعند رفض الكرد لهذا المقترح وعدم أظهار الولاء لبغداد عليهم الأستقلال بمفردهم وتشكيل دولتهم الخاصه بهم , وهذا ما سمح لهم به الدستور لأن عكس ذلك هو الأنحدار نحو الجهويه والقبليه والطائفيه ,والتي لا محال ––-------سوف تنتهي الى الفوضى والذي ها نحن غارقون فيه ونعيشه من الألف الى الياء ولا منجى لنا الا زورق الدوله القويه العزيزه.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن
- دول العبور


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - من يخدم من