أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل سعيد - الشغيلُ الأوّل !!














المزيد.....

الشغيلُ الأوّل !!


عادل سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 02:13
المحور: الادب والفن
    


في الأول من .. أيّار

عادل سعيد

الشغيلُ الأوّل !
ـــــــــــــــــــــ




يا لهذي (الشّغيل) الذي لا يَتعَب....!
مِن يومِ أنْ أوقدَها الله
كي تُنيرَ له خارطةَ الكون
و هو عاكفٌ على رسمِهِ
و حين أحسّ بالتعبِ في اليوم السابع
ألقاها في الكونِ مثلَ كلب أجرَب
و أغلقَ بابَ الكونِ خلفَه
دهورٌ تتابعَتْ
وهي تتسكّع
بين البحار و الصحارى و الجبال
تحبو بطفولتِها الضوئية
ترعى مع الماموث و الديناصورات و النياندرتالات
و تتَدرّبُ على رسمِ الظِلال
تراقبُ المعاركَ بين الضواري
بقلب مُنكَسر
و بالدمع تودّعُ مَن ينقرض ..
لَمْ تُرسل نبياً أو مُبشّراً و نذيرا
لكنّ عُشّاقَها شيّدوا لها المعابدَ و الأبراج
فلَمْ تَعِدْ أحداً منهم بجنّةٍ
و لم تهدّدْ مَن لَمْ يعبدْها بجحيم
في بلاطِ حمورابي
اشتغلَتْ بالحِكمة
و نقشَتْ وصاياها على حَجرِ مسلّتهِ ..
في صخَبِ السَنة البابلية
شرِبَتْ حتى تَعْتعَها الخمرُ
و رقصَتْ حتى الثّمالة
تعرّتْ أمام الرسّامين
و تشرّدت في قلوبِ الشّعراء
أعارَتْ للفقراء و المشرّدين أسمالَها
و استأجرَها مُلاّكُ الأرضِ
مربيةً للسنابلِ
حتّى تبلغَ سِنّ الصُفرة
في الشوارعِ تجدلُ ضوءَها للعدساتِ
دون ان يكافئها المصورونَ
بصورة واحدة
للحريةِ لحّنَت الأناشيدَ
و في أقبيةِ الثوّارِ
حجبَتْ ضوءَها عن مناشيرهم السرّية
سرّحها قُطبُ الشمالِ من العمل
كي لا تعلّمَ جليدَهُ
فَنّ التمرّدِ و الذوبان
و الى فرنسا و مصر والعراقِ
أرسَلَتْ إبنَها تموز كي يقودَ الثورات
كافأها الفوضويونَ و البعثيونَ و ( الإخوانُ )
بشطبِ تموزَ من الروزنامة
و دعوا اللهَ كي يرجمَها بالسُّحبِ
و يعفّرَ وجهَها
بغُبارِ صلواتِهم الغاضبة
في الشواطئ تدهنُ الحسناواتِ بالسُمرةِ، مجّاناً
و في الخليجِ تصنعُ لشيوخِ النفطِ
نظاّراتِهم السود
و دشاديشَهم البيض
كي لا يمسّ الضوءُ ارواحَهم المُظلِمة
و حين يسدلُ نصفُ الكُرةِ ستائرَهُ كي ينام
توقظُ قلبَ ديكِ الكون
كي يوقظَ النصفَ الثاني النائم
ياأنتِ يا شمسُ
ايتها الشغيلُ الأبديّ الذي
لم يُضرِبْ يوماً عن العمل
و لَمْ يطالب الرأسماليين و الشيوعيينَ
عن ساعاتِ عملهِ الطويلةِ
دون أجرٍ أو استراحةِ ساندويج، أو حقٍّ في التقاعد
لماذا تركتِنا في ليلِنا الطويلِ الطويلِ
اننا نضرعُ اليكِ عُراةً عُراة
ونحنُ نرفعُ جُثةَ تموزَ بأذرعِنا و دموعِنا و أكفِّ يأسِنا
فهل لكِ يا أنتِ
يا أمّنا الرؤوم
أن تمرّي على نصفِنا المُظلم
كي توقظي ديكَنا الطاعنَ
........... في النّوم !!



#عادل_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمارين .. قبل الهبوب
- خُطى !!
- قَدْ ...
- شِجارٌ أُمَمي
- هذا المريض !!
- ورطة !!
- مِحْنة !!
- لا يا ... شيخ !!
- في الشوط الأخير
- حضانة !!
- ولَو كَمُزحةٍ دِبلوماسيّة
- لا تُصغِ .. إليّ !!
- تَكريم !!
- ثمّةَ خلَلٌ... في التصميم !!
- قبلَ الجُرْفِ ... بِشِبْر !!
- في .. لُعبة حَرب !!
- توقيت !!
- تواطُؤ
- هواءٌ .. مَندوف
- ألوان


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل سعيد - الشغيلُ الأوّل !!