أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - وكزيز موحى - مؤتمر الطبقة العاملة الفرنسية 51 وقيادة نقابية هجينة...















المزيد.....

مؤتمر الطبقة العاملة الفرنسية 51 وقيادة نقابية هجينة...


وكزيز موحى

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 09:18
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


مؤتمر الطبقة العاملة الفرنسية 51 وقيادة نقابية هجينة...
وكزيز موحى 27 ابريل 2016 فرنسا
قيل وكتب وصور الكثير عن المؤتمر 51 لنقابة الكونفدرالية العامة للشغل (CGT) بفرنسا المنعقد بمرساي الأسبوع المنصرم. ولم يعد الحدث إلا رقما من أرقام أو موضوعا من المواضيع الروتينية والموجهة للاستهلاك الإعلامي. وخلصت التقارير الى ما تمليه إدارات التحرير الموالية سياسيا والمرتبطة ماليا بدوائر رأسمالية لا يشغل بالها إلا ترويض رأي العمال قبل غيرهم وتوجيه وبوتقة نضالاتهم المريرة في وجهة تنسجم وخدمة الرأسمال ونظامه.
اشتد الصراع بين العمال والرأسمال بفرنسا وأخذ صيغا متعددة وتعابير تكثفه حول طبيعة النظام القائم من جهة والبديل عنه المتشكل من قوى العمال وباقي الطبقات المستغلة. تشهد الأشهر الأخيرة عن دينامية متصاعدة لنضالات العمال والفئات والطبقات الأخرى، وما يمكن تسجيله هو اتساع وتعدد الأشكال النضالية التي تخترق الجسم الشعبي والعمالي، إضرابات بطولية، مسيرات، وقفات، احتجاجات عمت كل مناطق البلاد وجل مرافقه الاجتماعية والاقتصادية.
ومن جهة ثانية، شدد النظام الحالي بقيادة الحزب الاشتراكي قبضته وعمل بدون هوادة على التراجع عن المكتسبات الاجتماعية وعمل على تطبيق مخططات تستهدف في الصميم الطبقة العاملة وسائر الطبقات، بل حتى ما يسمى ب "المصلحة العامة"، وأصبحت الدولة خاضعة لمستلزمات السوق الأوروبية وماليتها لا ولم تعد تسمح بما يسمونه بالعجز المالي (أي صرف مستحقات ولوازم الخدمة الاجتماعية) والقوانين المالية المتحكمة في الميزانية هي نفس القوانين المؤطرة لشركات الخواص. وبلغة أخرى، أصبح القطاع الخاص هو القطاع العام، وكلي القطاعين يخضعان للتوازنات المالية التي تسمح بالربح وتراكم الرأسمال وتصفية أي خدمة اجتماعية. إن الإنتاج الرأسمالي بفرنسا قد ضيق الخناق عن العمال وزاد من استغلالهم واستعبادهم، بل إن الحزب الاشتراكي ونقاباته وجمعياته زاد من هذا الاستعباد للعمال باسم اليسار. إن كل القوانين المنظمة للشغل وكل القوانين المنظمة للخدمات الاجتماعية (سكن، صحة، تعليم، تقاعد، ضمان اجتماعي، ثقافة، ترفيه، سياحة... الخ) وكل القوانين المنظمة لللامركزية والجهوية وإعادة تنظيم التراب الوطني، كل هذا الفضاء العام تم تسييجه بنسيج من أدوات إدارية واجتماعية يحكمها الربح والمنافسة الرأسماليين. هكذا تم الإجهاز عن ما اكتسبته الطبقة العاملة بنضالاتها وبدمائها بعد الحرب العالمية الثانية.
شهدت سنة 2016 منذ البداية نضالات عارمة بكل القطاعات بدون استثناء، بل أصبحت حتى فئات من البرجوازية تقلد الطبقة العاملة وتحتل الشوارع لإسماع مطالبها. ومن بين هذه الشرائح المحامون والحرفيون والأطباء... الخ. أما العمال فحدث ولا حرج، حيث شهدت قطاعات صناعية بالأساس نضالات بطولية أرغمت القيادات النقابية والسياسية لتبني أو الركوب على هذه النضالات والإضرابات البطولية لمحورتها سياسيا وتوجيهها وجهة التصالح الطبقي والحوارات الفاسدة والمفسدة لوعي العمال أولا وأخيرا.
تشهد أغلب المدن الفرنسية وقفات واعتصامات جماهيرية ليلا، وأشهرها اعتصامات ساحة الجمهورية بباريس وساحة الكابيتول بتولوزCapitol à Toulouse، إلا أن هذه الحركة كما قلت عمت جل المدن صغيرها وكبيرها. وانطلقت هذه الاحتجاجات ليلة المسيرات الوطنية ضدا على مشروع "قانون الشغل" (انظر على ضوء إضرابات العمال شيبا وشبابا خلال شهر مارس الحالي بفرنسا http://lutte-radicale.blogspot.fr/2016/03/blog-post_30.html). لا يمكن لي إلا أن أسجل غياب النقابات والأحزاب السياسية وابتعادها عن هذه الحركة، وهم يتقاسمون فكرة ورغبة منظمي هذه الوقفات والأمسيات النضالية في إبعاد الإطارات النقابية والسياسية عن استقطاب الحركة. إلا أن وراء هذا الأمر (استقلالية الحركة والاحتجاج ليلا) فكرة خاطئة مائة بالمائة، ألا وهي رفض تنظيم الحركة وصبغها بلون الفوضوية مقابل انتهازية وبيروقراطية وتواطؤ الإطارات النقابية والسياسية.
بعجالة، هذه هي بعض سمات الوضع السياسي الذي أحاط بانعقاد المؤتمر 51 لك ع شCGT. ويمكن الإشارة الى الوضع الداخلي للنقابة الذي يتميز بتنظيم بيروقراطي محكم ورؤية نقابية سياسية هجينة تعمل دور المطافئ وإخماد النيران المشتعلة في دورة الإنتاج الرأسمالي ومؤسساته الاقتصادية واليساسية، وذلك باسم الراية الحمراء للنقابة ذات دلالات سياسية ونفسية عميقة لدى العمال. أما الراية البرتقالية الك دف د شCFDT حبيبة الباطرونا وغريمة النظام والحزب الاشتراكي الفرنسيPS، فلم تعد نظرا للأوضاع السياسية المزرية للعمال تخفي تحالفها مع الرأسمال ونظامه الامبريالي بقيادة حزبها "الاشتراكي"، عفوا الانتهازي.
إن افتتاح المؤتمر لك ع شCGT قد طرح أسئلة من قبيل: أية آفاق نقابية وسياسية وأية مقاربة سياسية للوضع النقابي والسياسي بفرنسا. وككل افتتاح مؤتمر جاد، كان الخطاب مليئا ومشحونا بأفكار وآراء تحدد المسار والرؤية. وكثر الحديث عن الدينامية والنضالات الميدانية للعمال، وأراد الخطاب أن يكون شاملا ومنتقدا للحكومة، وليس انتقادا للنظام الرأسمالي بعينيه، حيث ركز على المشاريع القانونية التي تهم العمال وسائر الأجراء وشدد، أي الخطاب، على التراجعات في المجالات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد تحت قيادة الحزب الاشتراكيPS. وجاء نداء المؤتمر ليدعو العمال والمستخدمين الى مشاهدة يوم 28 ابريل يوم وطني للمسيرات واللقاءات والنقاشات والتعبئة ضد مشروع الحكومة "قانون الخومري »Loi Elkhomri. جاء الافتتاح والاختتام لينادي العمال وسائر الأجراء للنضال ضد "تفجير نموذجنا الاجتماعي »(كذا).(dynamitant notre modèle social
مند زمن ليس بقريب، عملت السياسات "اليسارية والشيوعية" بفرنسا، بلاد الثورات الاجتماعية، على تحديد ملامح سقف المشروع المجتمعي البديل للعمال، أي مشروع بناء الاشتراكية رغما عن التضحيات تلو التضحيات، ورغما عن النضالات تلو النضالات، ورغما عن الدماء والحياة، ولي عنق الزخم والعطاء النضالي والبطولي للعمال ووقف الى حين مسار الطبقة العاملة واختزاله قسرا في المطالبة بتحسين الوضع الاجتماعي للعمال مقابل إرغامهم على قبول استعبادهم من طرف الرأسمال ونظامه وتحويل النضالات والمعارك العمالية الى احتجاجات مطلبية محضة، وتجعل العامل يطمح الى القبول باستغلاله واستعباده وبيع قوة عمله في أحسن الظروف وبأغلى ثمن ممكن. والأخطر من ذلك هو الهمس في أذن العمال أن تغيير الأوضاع الاقتصادية وقلب نمط الإنتاج الرأسمالي ليس من انشغالاته ولا من مصالحه. وهذا ما كرسته قوى "اليسار"  بفرنسا بمناسبة برنامج "المجلس الوطني للمقاومة »le Conseil National de la Resistence, CNR عندما سلمت القيادات السياسية والنقابية الشيوعية بالسلطة السياسية للبرجوازية في شخص الجنرال دوگولGeneral De Gaulle، رغما عن الموازين الطبقية التي كانت في صالح الطبقة العاملة انذاك. إلا أن سياسة التحالفات التي تبناها الحزب الشيوعيPCF والك ع ش CGT آنذاك وبمعية من طرف الحزب الشيوعي السوفياتي فوتت الفرصة عن الطبقة العاملة في إنجاز مشروعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وقوضت أحلام وأفكار ودراسات وخطط العمال في المطالب وفقط بتحسين شروط استغلالهم.
إن هذا الانحصار في توجيه آفاق الممارسة النقابية والمقاربة السياسية للوضع النقابي والسياسي هو ما عبر عنه خطاب افتتاح المؤتمر ونداؤه الختامي في شروط المرحلة الحالية، وذلك بشكل هجين ومتعفن، حيث صيغة الدفاع عن النموذج الاجتماعي ضد تفجيره، أي أن القيادة النقابية تتموقع موقع المدافع عن النظام الرأسمالي الحالي واصفة إياه ب  "نموذجنا الاجتماعيnotre modèle social" وتدعو العمال الى التعبئة والانخراط ضد "تفجير" أو "قنبلة" نموذج (القيادة النقابية) "الاجتماعي".
وقد يقول قائل إن الهدف هو النضال ضد المشروع الحكومي في مجال الشغل وليتحد العمال من أجل إسقاطه. أقول ولنسقط المشروع الحكومي، بل لا لحجب مهمة إسقاط النظام عن أعين العمال كما أحجبتم عيونهم في الماضي وفي الحاضر عن طبيعة التحالف مع البرجوازية وعن طبيعة القيادة العمالية وتنظيم الطبقة العاملة من أجل البديل…



#وكزيز_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق باناما ، رواق من أروقة النظام الرأسمالي
- على ضوء إضرابات وتظاهرات العمال شيبا وشببا خلال شهر مارس الح ...
- هفانا رغما عن باريس
- سابقة سياسية وقضائية بفرنسا: احكام بالسجن في حق نقابيي ك ع ...
- الشهيد المهدي بنبركة وندوة -رفيقه-/-عدوه- عبد الرحمان اليوسف ...
- الوقاية الاجتماعية محور النضال النقابي والسياسي...
- من أمن الذئاب على قضايا شعوبنا؟..
- تداعيات أزمة الرأسمال باليونان
- فاتح ماي 2015.. لا جديد بسماء باريز…
- الانتخابات الفرنسية موضع تساؤل..
- ذكرى يوم الأرض: أرض الثورة ضد الكيان الصهيوني وحلفائه
- الساحة السياسية والنقابية بباريز (قلب فرنسا)…
- السلطة وحكومة سيريزا..
- انتفاضة 1984، تحولات الأمس… والحاضر لا للولاء… لا للولاء
- من يريد خنق الحركة الثورية بالمغرب وابقاء النظام على رقاب ال ...
- ذكرى الشهيد بنبركة.. ألف ذكرى.. على الجرح نمشي
- إضرابات نقابية لخبطة بيروقراطية والتيه والترتليه
- ندوة الجبهات الموالية للنظام الرأسمالي و فرقعات حزب النهج ال ...
- رسالة المدعو عقاوي لاعتقال وتصفية المناضلين ما رأي مسئولي حز ...
- النهج الديمقراطي -يحاور- قتلة الشهيد على هامش مسيرة 06 أبريل ...


المزيد.....




- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - وكزيز موحى - مؤتمر الطبقة العاملة الفرنسية 51 وقيادة نقابية هجينة...