أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالص عزمي - تزوير الارادة















المزيد.....

تزوير الارادة


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:28
المحور: حقوق الانسان
    


هم السذج وحدهم الذين يكتفون فقط بأدخال رؤسهم في صناديق الاقتراع الانتخابية ليروا فيما اذا كانت فارغة تماما من اية ورقة ؛ ثم ينظرون ثانية من خلال الزجاج بعد حشوها باوراق التصويت ليروا فيما اذا كانت هناك اوراق فائضة او مزورة في حين ان الاهم هو تركيز الاستقراء و البحث على ما يحدث قبل عملية الاقتراع وما بعدها .
فقبل الاقتراع تجري عمليات واسعة من تزوير الارادة وبطرق شتى وهي ما تسمى بالتزوير القهري ؛ وينبع هذا اللون المذموم من عدة مخابيء مختفية وراء قشرة واهية لا تكاد تظهر حتى يتكشف ما وراءها بشكل لا لبس فيه ( ثوب الرياء يشف عما تحته فاذى اكتسيت به فأنك عار ). اذن فلنتأمل ذلك جيدا ثم نضعه تحت عناوينه الفرعية كما يأتي : ـ

اولا ـالخطاب التهريجي : ـ هناك الوان من مثل هذه الخطب تختلف في الاسلوب وتتحد في الهدف ؛ منها الخطاب العلماني او الديني او الشعبي ؛ وكل منها ينقسم الى فروع في المعنى والمبنى ؛ ترتبط بالفئات اكثر من ارتباطها بالمجموع العام . فلو كان الخطاب الانتخابي يعنى بالاساس والبرنامج ؛ لكان صائبا في منحاه ؛ ولكن الاغلبية الساحقة من تلك الخطب تتقافز بمنطقها بحسب الفئات المستمعة ؛ ومع ذلك فلو كان الهدف من ذلك توضيح البرنامج طبقا للمستوى الثقافي لكان امرا محمودا حقا لانه مبني على قاعدة ( وكلم الناس على قدر عقولهم ) ولكن التوجه ليس على هذا الاساس ؛ وانما على قاعدة اللعب على الحبال والسخرية من قدرة الناخبين على الفهم و الاستيعاب . لقد روى لي احدالعائدين من الوطن الغالي نماذج من الذين يصعدون المنابر او يظهرون على الفضائيات المحلية ؛ وهم يخاطبون الجمهور بكلام سطحي وكأنهم يتجاذبون اطراف الحديث في مضيف هذه الجهة او تلك ؛ بل وحتى في مقهى المحلة حيث لا محاسبة على وزن ووقع الكلمة ولا معيار للبرنامج الذي يتخذونه شعارا للحملة الانتخابية ؛ لقد قال لي :
انه رأى بأم عينيه احد رؤساء الاحزاب اوالكتل التي تجاوز عددها ال (120) ــــ اللهم زد وبارك ــ وهو يخاطب جموعا من الفلاحين بافتتاحية من الاهازيج والهوسات دون التطرق الى برنامجه الاصلاحي الانتخابي ؛ ورآه مرة اخرى وهو يخاطب مجموعة من المتعطشين للجاه والمال وهو يؤكد لهم انه لو فاز وكتلته بالانتخابات فسيمنحهم امتيازات لا يحلمون بها ؛ وحينما سؤل عن برنامجه قال بالحرف الواحد(المشكلة هي في المطابع فهي كلها مشغولة لكن اوعدكم ان شاء الله بأن برنامجنا سيطبع قبل يوم الانتخاب !!!!) . ان هذا اللون من الكذب المفضوح ما هو الا صيغة من الخطاب التهريجي البائس الذي يريد اقناع وارضاء الجميع بكلمات صبيانية بعيدة عن البرنامج والهدف .

ثانيا ــ العرقية؛ الطائفية ؛ العشائرية : ــ ان الفرد الذي يقع تحت تأثير وتوجهات واوامر قيادات احدى هذه القلاع الضخمة سيكون لا شك من ضحايا تزوير الارادة الحرة المستقلة ؛ وبالتالي فأن ورقته التي يصوت بها لايمكن لها ان تكون نزيهة المصدر ؛ عفيفة الرغبة ؛ ففي هذه الاجواء الملغومة بالمحاصصات والهيمنة الحدية التي لاتغفر للناخب المرتبط بها تصرفه الفردي خارج ارادتها ؛ بصبح ذلك الانسان المغلوب على امره بيدق شطرنج محروم الافصاح عن رغباته ؛ غير قادر على تحديد مرشحه دونما الرجوع الى ذلك الموجه العاتي الماسك ابدا ( كرباج ) الترهيب ؛ او حلاوة الترغيب بيد ؛ وادوات ومعدات غسل الادمغة المصنوعة في معامل ( انا وابن عمي على الغريب ) بيد اخرى.

ثالثا ـــ التخويف والتهديد وشراء الذمم : ــ مما يدخل تحت هذا الفرع من القهر الاجباري في تزوير الارادة هو التعذيب النفسي بوسائل عدة منها ؛ ارعاب البسطاء بدخول النار ان لم يصوتوا لهذه القائمة او تلك!!!! ؛ او بالفصل من العمل ؛ او بالطرد من العشيرة ؛ او بحجب البطاقة التموينية ؛ او بالاعتقال او بالخطف ... الخ فهذا الطوفان من الرعب والتهديد بعظائم الامور ؛ تجعل ارادة هذا المواطن او ذاك مشلولة الحرية مسلوبة الارادة ؛ بمعنى ان الصناديق التي يفترض فيها الاعتماد على الرأي المستقل والظميرالحي قد انتهى دورها وحلت مكانها صناديق مزورة الاختام والاسانيد والرغبات يقف وراءها ( اسطوات ) بارعون من ذوي القوة والسلطان يحرسونها ويزكونها .وفي هذا السياق ايضا؛ يدخل في برمجة مصادرة الارادة ؛ نثر النقود على جمهور من البؤساء والعاطلين والجياع وما شابه .... في حين لا تستطيع جبهة المرشحين التي تعتمد على السمعة والكفاءة والنزاهة ان تصمد امام ذلك الطوفان الكاسح من الغش والاكاذيب والخداع و الذي ينبع مصدره من الاحتكار واللاديمقراطية واللاتكافؤ المادي والعنف والتعصب .
و تقع تحت هذه التفرعات عشرات الامثلة المعيبة التي مورست في السابق وهي الآن في طريقها الى التطبيق العملى سواء بأسلوبها القديم ام بأسلوب اكثر تفننا وبذخا ومراعاتا لتطور ( فبركة ) البهرجة الدعائيةالانتخابية المصنعة محليا طبقا للمواصفات المرغوبة في هذه المنطقة او تلك ؛او طبقا للوسط الديني اوللتجمع العلماني الشكلي لا الواقعي ؛ ولو كان الامر مقتصرا على الاسلوب لحمدنا الاعتماد على مبدأ ( لكل مقام مقال ) ولكن أن تتغير المواقف والمباديء والمناهج تبعا لقواعد تجريد الانسان من ارادته فيا لها من استهانة به وتجاوز على اختياراته بل وعلى الحريات العامة التي كفلتها الشرائع السماوية ولائحة حقوق الانسان

في المسرح الكوميدي هناك نوعان أساسيان من المسرحيات ؛ الاولى تعتمد الموقف ؛ والاخرى تهريجية تعتمد الاضحاك المجرد من فلسفته ويستند الى النكتة المكررة المستهلكة في كثير من الاحيان .وفي مسرحيتنا الجديدة ذات العنوان الخلاب ( الانتخابات القادمة على الابواب ) ؛ يستطيع الناقد الموضوعي ان يجلس قريبا من خشبة المسرح ليشاهد بامعان وتفحص كيف تتوالى المشاهد بدءا من الخطاب التهريجي مرورا بسطوة التعصب والطائفية والعرقية والعشائرية والعنف وتصفية الحسابات ؛ وانتهاءا بتزوير البطاقات الانتخابية او تحطيم الصناديق او استبدالها بغيرها او نفيها بعيدا عن ساحة الفرز .... الخ وعلى اية حال فلا يستطيح المرشحون ( المقرر عدم فوزهم سلفا ) او وكلاؤهم من احتضان الصناديق ليل نهار ومراقبة حركة تنقلها منذ انتهاء الاقتراع حتى لحظة فرز الاصوات . وعند كل هذه المواقف الهزلية سيصبح بمقدور المشاهد الناقد ان يتعرف على المشهد الاخير دون الحاجة الى معرفة النهاية ؛ لانها واضحة ومحسومة سلفا لصالح تزوير الارادة . ولكل حادث حديث

ويا لعظمة الجواهري حينما قال :

أي طرطرا تطرطري وهللي وكبــــــري
وطبلي لكـــــــل ما يخزي الفتى وزمري

فغالطي وكابري وحـــوري وزوري



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثرية دامية مسلسل التعذيب
- يحكى أن ...ثانية
- تمثال عبد المحسن السعدون
- التماثيل
- كتب جديدة
- الحدقه
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- المنظومة
- امريكا خسرت القلوب ولم تربح الحروب
- مشروع الدستور العراقي 3
- مشروع الدستور العراقي 2
- مشروع الدستور العراقي 13
- التشادق والغريب في عيون الاخبار
- مبدأ المقابلة بالمثل
- شخصية الدستور
- الاعداد للانتخابات القادمة
- هوية العراق العربية .... رسالة عاجلة الى لجنة كتابة الدستور ...
- المرتكبون
- والنجم
- يحكى أن


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالص عزمي - تزوير الارادة