أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - فروغ فرخزاد - ولادة ثانية














المزيد.....

فروغ فرخزاد - ولادة ثانية


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 18:54
المحور: الادب والفن
    


ولادةٌ ثانية
شعر: فروغ فرّخزاد
ترجمة: ماجد الحيدر

وجودي كلُّهُ آيةُ ظَلامٍ
تقودك في تكرارها
صوب صبحٍ من براعمَ
وازدهارٍ أبدي.
في آيتي أطلقتُكَ حسرةً
في آيتي طعَّمتُكَ بالشجر
طعَّمتُكَ بالماء والنار.
...
ربما كانتِ الحياة
شارعاً طويلا تذرعُهُ كلَّ يوم
سيدةٌ تحملُ زنبيلاً.
ربما كانت الحياة
حبلاً يشنقُ امرؤٌ به نفسه
من غصنِ شجرة.
ربما كانت الحياة
طفلاً يؤوب من المدرسة
ربما كانت الحياة
سيجارةً توقَدُ في استراحةٍ خدِرة
بين عناقين،
أو عابرَ سبيل ساهمٍ
يرفعُ قبعته محيّياً،
مبتسماً دون معنى
لعابرٍ آخرَ،
مبادراً بتحيةَ الصباح.
ربما كانت الحياة
تلكم اللحظة الموصَدة
حين تفني نظراتي
ذاتَها في عمقِ عينيك
وحيث أذيبُ ما بقلبي
بإدراك القمر
وأمزجه.. بفهمِ الظلام
...
في حجرةٍ بقدرِ الوحشةِ
قلبي الذي بقدر الحبِّ
يقلّبُ النظرَ بذرائعَ ساذَجاتٍ
لسعادته المُدّعاة
بالذبولِ الجميل لورود المزهرية
بالشجيراتِ التيِ زرعتَها
في حديقةِ بيتِنا
وبألحان الكناري التي تغني
في اتساعِ نافذة
...
آهٍ
تلك قسمتي
تلك قسمتي
قسمتي.
قسمتي سماءٌ يحجبها انسدالُ الستائر
قسمتي نزولٌ من سلالمَ مهجورةٍ
قسمتي أن أهوى لانتشال شيءٍ
من كل هذا الهمّ والاغتراب
قسمتي نزهةُ حزنٍ
في بستانِ ذكرياتٍ
واشتياقٌ يميتني لصوته
إذ يهمسُ لي:
كم أحبُّ يديك!
...
وأغرسُ كفّيَ في الحديقةِ
وأعلمُ، أعلمُ، أعلمُ أنّي سأخضَرُّ
وأن طيور السنونو ستودعُ بيوضها
في أنامليَ المَصبوغةِ بالمداد.
...
سأعلِّقُ في أذنيَّ
قِرطينِ حمراوين صغتُهما
من حبتَي كرزٍ توأمتين
وألصِقُ في أظافري
تويجات الداليا.
...
للآن ثَمَّ زقاق
ما زال صِبيتهُ الذين
أغرَموا بي ذات يوم،
بأعناقهم النحيلة
وشعرهم الأجعد
وسيقانهم الضامرة،
يذكرونَ الشفاه البريئة الباسمة
لصَبيّةٍ سرقتها الريح..
سرقتها الريحُ ذاتَ ليل.
...
وللآن ثَمَّ زقاق
سرقَه قلبي
من دروبِ الصِبا
...
شكلٌ مبهم يسافرُ عبرَ الزمان
يُخَصِّبُ الزمانِ اليبيس، يُلقِحُهُ.
شكلاً لم يزل يذكرُ صورته
عائداً من وليمةِ مرآة.
...
هكذا الأمر
شخصٌ يموت
ويلبثُ شخص
وما من صيّادٍ بهذا الجدولِ الضئيل
الماضي لحفرةٍ في الأرض
يظفرُ بصيدِ لؤلؤة.
...
أعرفُ جنيّةً
حزينةً صغيرة
بيتُها المحيطُ
قلبُهُا يخفقُ من نايٍ خشبي
مثل لحنٍ رفيقٍ رفيق،
جنية حزينة صغيرة
تموت في الليلِ من قُبلةٍ
وتُبعَثُ من قُبلةٍ
في الصباح.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأس المآل - شعر
- من الشعر الكردي المعاصر - العشق والثورة والتاج
- ثلاث قصائد للشاعرة الانكليزية سارا هاو
- وأنا أيضا عندي خطتي للإصلاح
- أمة تضحك الأمم - عدت يا يوم مولدي
- ترنيمة لمارك
- عشر قصائد للشاعرة الإيرانية فروغ فرغزاد
- على هامش الثامن من شباط.. كيف تصبح مؤرخاً في خمس دقائق دون م ...
- اليوم الأول بعد الأبوكاليبس - نص شعري
- ستيفي سمث- لا الوح بل أغرق
- ستيفي سمث - ولا حدثناه عنها - شعر
- ضحك كالبكاء - عن -السَن أوف ذا بِج- هنري كيسنجر والسقيفة وأخ ...
- رسالة الى كيسنجر العجوز
- وليم بتلر ييتس - حين تهرمين
- ظهور المخلِّص أو المجيء الثاني لوليم بتلر ييتس
- لانغستن هيوز - دكتوراه فلسفة
- أودن - أوقفوا الساعات
- إدث سِتويل - در ودر يا حصان الخشب
- أودن - الأكثر حبا
- أمة تضحك الأمم - وما على الحالمِ من حرج


المزيد.....




- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - فروغ فرخزاد - ولادة ثانية