أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الهدف وراء مناورات النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟















المزيد.....

ما الهدف وراء مناورات النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساؤلات كثيرة تدور في أذهان الكثير من الناس داخل العراق وخارجه والكثير من الأجانب المحبين لشعب العراق إذ هم يتساءلــون: ما الهـــدف وراء مثل هذه المناورات ولصالح من؟ الجواب عند الكثير من بنات وأبنـاء الشعب، وليـس عنـد الجميع، وهو الأمر الذي يستوجب تغييره.
المناورات الجارية بالعراق داخلية وإقليمية ودولية، إنها مناورات يشارك فيها كل أطراف العملية السياسية المنتهية فصولها، ابتداءً من رئاسة الجمهورية ومروراً برئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب، ومجلس القضاء الأعلى، رؤساء الأحزاب الإسلامية السياسية، وقادة التحالف الوطني، وقادة المليشيات الطائفية المسلحة، وانتهاءً بقادة وقوى التحالف الكردستاني دون استثناء. المناورات جارية على قدم وساق، تشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وإيران وتركيا والسعودية ودول الخليج، رغم التباين في التفاصيل والأهداف التفصيلية، المناورات تهدف إلى إبقاء النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية على حالهما، فالحكام هم المستفيدون من هذه الأوضاع، وبالنسبة لهم "ليس بالإمكان أبدع مما كان!". في حين إن المآسي والكوارث التي تعصف بالبلاد من نصيب الشعب، وخاصة الفقراء والمعوزين والكادحين منه, فالنظام القائم يضمن للمشاركين في الحكم جميعاً استمرار السلطة والفساد بكل أبعاده، حتى في ظل تراجع أسعار النفط، فالذي يتحمل كارثة أسعاره هم العام وليس الخاصة، ليس النخب السياسية الحاكمة، فهم بخير وبحبوحة لا تختلف عن بحبوحة صدام حسين ورهطه في فترة الحصار الاقتصادي الظالم على العراق. فالحكام كلهم دون استثناء يستفيدون من هذا الواقع المرير، في ما عدا الشعب العراقي بغالبية قومياته وفئاته الاجتماعية كالبرجوازية الصغيرة والمتوسطة وفئة المثقفات والمثقفين الديمقراطيين والتقدميين، لا ذوي الثقافة الصفراء الطائفية والشوفينية، الذين يعيشون تحت مظلة الحكم الطائفي الأثني القائم.
هكذا تجمع كل هؤلاء ليشكلوا فريقاً واحداً يلعبون أدواراً مختلفة، رغم صراعاتهم الداخلية لتحقيق أفضل الامتيازات لكل منهم، إنه الصراع على الموقع الأفضل في السلطة والنفوذ والجاه. مع الإصلاح دون التفريط الكلي بالنظام المحاصصي القائم، فهم مصرون على امتصاص الغضب والنقمة والرغبة في الخلاص بأساليب شريرة ومكشوفة، ولكن هذه المناورات لا تمر على الجميع، هدفها تجاوز هذه الفترة، وتجاوز الهبة الشعبية. منهم من ركب الموجة ليلعب على حبال غير متينة سرعان ما تتقطع، وسرعان ما ينكشف وتظهر عورته للجميع، وكما يؤكد المثل فأن "حبل الكذب قصير، كما إن أرجله قصيرة"!! ما يحصل في مجلس النواب عبارة عن مسرحية سرعان ما تنتهي إلى لا شيء، إنها امتصاص للنقمة، إنه لعب على الذقون، وليس كلهم بالضرورة, وهذا هو أحد الأهداف في تضييع التباين بين الراغبين حقاً في التغيير والرافضين له. إنه موقف مأساوي إن استمر الوضع على هذه الحالة لأنه سيتحول إلى مهزلة كبيرة ومأساة أكبر.
رغم العمر السياسي الطويل للكثير من العراقيات والعراقيين، ورغم الخبرة المتراكمة عبر العقود المنصرمة، ورغم المعرفة الجيدة بطبيعة النخب الحاكمة الجديدة ورثاثتها الفكرية والسياسية والاجتماعية، ورغم الحديث القائل "العاقل لا يلدغ من جحر مرتين"، فأن الكثير من العراقيين، ولا أقول العراقيات، من ذوي الذاكرة الضعيفة أو القصيرة، قد لدغوا عشرات المرات، وهم ما زالوا يلدغون من قبل شذاذ الآفاق والجماعات السياسية الرثة فكراً وممارسة.
بكلمة واحدة بدأ الاعتصام وزحف المعوزون والحالمون بالتغيير والمغتصبة إرادتهم لتدينهم، وبكلمة واحدة أيضاً انتهى الاعتصام!، وكأن لم تكن هناك مطالب شعبية حقيقية يراد ملاحقتها وتحقيقها. وحزن كثيرون. ثم بدأ اعتصام جديد وسينتهي، وما من جديد. مثل هذه التقلبات اليومية لا يمكنها أن تقود إلى تغيير الوضع بالعراق. إلا إنه سيمهد لعودة نوري المالكي، أبو "ما ننطيها" و"المعركة مستمرة بين أنصار الحسين ويزيد..!"، إن لم يحزم الناس أمرهم ويمنعوا وقوع البلية، ويأن لم يسعون للتغيير بالطرق السلمية التي يمكن أن تتعاظم قوة وشعبية وسعة يوماً بعد آخر بعد أن يزداد الوجه الملطخ بالعار لطغاة العراق أمام أنظار الشعب!
نحن أمام ظاهرة قديمة متجددة تعبر عن وعي غير متنور، عن وعي ضعيف، لا يعي تماماً الأسباب الكامنة وراء المأساة التي يعيشها يومياً ومنذ عقود، نحن أمام وعي زيف دينياً واجتماعياً وسياسياً، بحيث يبدو الفرد الراكض وراء فرد آخر، وكأنه جزء من قطيع لا يعي ما يعاني منه، ولا يرى ما يراد له ومنه، ولا يدرك حقيقة المستنقع الذي حط فيه المجتمع، ويأتمر بأوامر غيره! وأخيراً قدم محمد تقي المدرسي حلاً " إعجازياُ وتاريخيا ًلمعضلة مجلس النواب الخائب بكل شيء، حتى في "فورته!" المدبرة من أغلبية نيابية فاسدة، أن يذهب إلى المرجعية بالنجف لحل المشكلة!!
الحراك المدني الشعبي يفترض ألا يصاب بالعطل نتيجة تراجع أحد أطرافه، بسبب عجزه عن الصمود ومواجهة الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها، لأنه يشكل جزءاً من النخب الحاكمة، ومن المجمع الديني في البيت الشيعي، فالانسحاب السريع من الاعتصام يمكن أن يتسبب في إحباط المتظاهرين. وتتحمل قوى الحراك المدني الشعبي التصدي لهذا الإحباط وتجميع الصفوف ومواصلة النضال السلمي. فالجماهير الواسعة التي شاركت في الاعتصام تقف من حيث المبدأ في المواقع الخاطئة التي يمكن أن يغير مسؤولوها وجهة مسيرتها بسرعة فائقة. وتلك الجماهير هي التي تحتاج إلى وعي وضعها وأسبابه، ومن يمكن له مساعدتها في تجاوزه. ومثل هذه العملية ذات صيرورة وسيرورة طويلة ومعقدة ولكنها ممكنة، وكما قال الصديق والكاتب رضا الظاهر، "نحت في الصخر"، وعلينا مواصلة هذا النقر بدأب ودون كلل..
قوى الحراك المدني الشعبي طلاب حق وعدل وتغيير، وحركة التطور معهم، رغم صعوبة التغيير وتعقيداته وجراحاته وضحاياه رغم سلميته، والقوى الطائفية السياسية ونظامها السياسي ومحاصصاته طلاب تمييز وتهميش وإقصاء، طلاب نهب وسلب وفساد، طلاب اغتناء فاحش والعيش على السحت الحرام، طلاب حسابات في بنوك أجنبية وقصور وعمارات وشركات تجارية على حساب عيش الشعب وحياته وكرامته. وهم ضد حركة التطور الاجتماعي وقوانينه، وضد الإنسان وإرادته وحقوقه ومصالحه. والسباق بينهما كثير الحركة والتعرج، إنها زگزگة طبيعية في حركة التاريخ، ولكنها تنتهي في المحصلة النهائية لصالح الشعوب، وليس عبثاً حين صدَّح بصدق وصواب الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر
ولا بد لليل أن ينجــــــــــلي ولا بد للقيـــــــــــــــــد أن ينكســـــر
ولار يمكن لهذا الشعب أن يكسر القيد ما لم يتحرر من الأوهام التي زرعتها الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية الشوفينية وشيوخ الدين غير المتنورين وغير الواعين، وشيوخ العشائر غير المدركة للتحولات الجارية في العالم، رغم الفورة العشائرية الراهنة التي لن تصل بنا إلى شاطئ الحرية والديمقراطية والعدل والسلام! يجب ألاّ ينتظر الإنسان من شفاثة عافية، كما يقول المثل الشعبي العراقي القديم.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تسبب بسيول الدماء والخراب والبؤس بالعراق؟
- أفكار للمناقشة: مفهوم الأصولية والإصوليات الإسلامية
- صراع بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية الطائفية!
- الكرد الفيلية ومعاناتهم بالعراق، وطنهم الأصلي
- الحراك المدني والجماهيري: إصلاح شكلي أم تغيير جذري؟
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!
- دماء وأشلاء بشرية تتناثر في باريس وبروكسل، من المسؤول؟
- تحية وتهنئة للحزب الشيوعي العراقي بعيد ميلاده الثاني والثمان ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدة الفاضلة شروق العبايچي
- الأخطار المحدقة بالعراق واستهتار قادة الكتل السياسية
- الدولة الهشة والدولة الموازية بالعراق!
- من أجل لجم الاستبداد التركي في الداخل والخارج
- رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر
- معاناة شعب مصر من تحالف العسكر مع السلفيين
- من هم محركو وقاعدة وأداة التغيير وأهدافه بالعراق؟
- دور المثقف والفئات الاجتماعية الأخرى في الحراك الشعبي الجاري ...
- هل تعمل القوائم الكردية لتكريس المحاصصة الطائفية والأثنية با ...
- العمل لإنجاح ندوة -كولون-/ألمانيا الفكرية حول حالة حقوق الإن ...
- هل للسيد العبادي ملف فساد محفوظ عند المالكي؟
- ما الموقف من المتطوعين والحشد الشعبي بالعراق؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الهدف وراء مناورات النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟