أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقولا الزهر - التضليل السلطوي حول خطر الإسلام السياسي















المزيد.....

التضليل السلطوي حول خطر الإسلام السياسي


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التضليل السلطوي حول خطر" الإسلام السياسي "
كثر الكلام في السنين الأخيرة حول خطر الإسلام السياسي والعودة إلى تجذر "الدولةِ الدينية" في المنطقة العربية. ومن أكثر الأطراف التي ضمَّنت خطابها السياسي المزيد من هذا التضخيم والتهويل الأجهزة الإيديولوجية والأمنية لدى الأنظمة العربية الحاكمة؛ وعلى وجه الخصوص تلك الأنظمة التي رفعت حينما صعدت إلى السلطة شعاراتٍ قومية ووحدوية ويسارية واشتراكية، والتي تحولت فيما بعد إلى نظم تسلطية وقمعية وفاسدة؛ وضمن هذه الفئة يمكن إدراج النظام السوري والنظام العراقي السابق والمصري والجزائري والليبي. فالسلطات الحاكمة في هذه البلدان استخدمت ورقة التهويل من خطر التيارات الإسلامية والعودة إلى تكريس الدولة الدينية لتفزيع التنوعات الدينية غير الإسلامية والتنوعات المذهبية غير السنية، والتيارات القومية واليسارية والعلمانية والفعاليات الاقتصادية داخل مجتمعاتها.
واشتدت درجة التهويل بعد أحداث الحادي عشر من أيلول لتفزيع الخارج والدول الكبرى التي بدأت تطرح ضرورة تغيير الأنظمة غير الديموقراطية في المنطقة باعتبارها لم تعد (تخدم مصالحها ولم يتبين أنها تستطيع تأمين الاستقرار في المنطقة بعد ستين عاماً من دعمها)، و ذلك لأن بنيتها السياسية والاقتصادية والإيديولوجية كانت (عاملاً رئيساً في خلق وتفاقم الإرهاب الدولي).
بالفعل لقد لعبت هذه الأنظمة دوراً رئيساً في النكوص إلى التعصب الديني في مجتمعاتها أفقياً على مستوى العدد وشاقولياً على مستوى الفكر التكفيري والإقصائي العدواني تجاه الآخر. وفي الواقع هذا التعصب لم يكن موجوداً لا من حيث الشكل(الطقوس والأزياء) ولا من حيث المحتوى(الطرح والموقف من الآخر) قبل صعود هذه الحكومات إلي السلطة في خمسينات وأربعينات وحتى ثلاثينات وعشرينات القرن الماضي. ونظرة مقارِنة هادئة ومتأنية لجامعاتنا ومدارسنا ونسائنا وفتياتنا ومكتباتنا تؤكد لنا هذا الواقع الراهن. هذه هي الحقيقة فدول الاستبداد والقمع وإخراج الشعوب من السياسة والنهب والفساد والإفساد والتمييز والاستئثار بالثروة، هي المنتج الرئيس للأمراض الاجتماعية والنفسية القهرية التي هي اللوحة الخلفية للتطرف الديني والدعوة إلى إعادة تشكيل الدولة الدينية التي كانت في طريقها إلى الاضمحلال في النصف الأول من القرن العشرين.
فالسلطة تستثمر لصالح ديمومتها ازدياد الهواجس والخوف من تكريس الدولة الدينية لدى المنتمين إلى الأديان والمذاهب التي لا تشكل أكثرية السكان مثل المسيحيين بمختلف مذاهبهم والعلويين والاسماعيليين واليزيديين والصابئة وغيرهم؛ لذلك فعند ظهور أي حراك سياسي يطرح مسألة التغيير الديموقراطي تضع السلطة التشكيلة السكانية بمجموعها أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما بقاء النظام الراهن أو مجيء الدولة الدينية.
ويلقى (خطاب التهويل السلطوي) أذاناً صاغية لدى طرف آخر يتألف من شرائح يسارية وعلمانية وليبرالية .
فالسلطات الراهنة في هذه البلدان تستخدم الإسلام السياسي الذي ازداد دوره بشكل بارز خلال أكثر من أربعة عقود من حكمها، فزاعة لتقزيم المعارضة وبالتالي لسد الطريق أمام أي تغيير . وكذلك تستخدم هذه السلطات الإسلام السياسي منذ بداية العمليات الإرهابية وخاصة منذ أحداث 11 أيلول فزاعةً لتخويف الخارج وبالتالي لإقناعه بالحفاظ على دورها ووظيفتها والإبقاء عليها.
التخويف من (التسونامي الإسلامي الذي سوف يأكل الأخضر واليابس)؛ هو أحد المغازل الرئيسة التي تغزل الأنظمة القمعية العربية عليها سياساتها الآن مع الخارج ومع الداخل.
ولذلك فقوى المعارضة تقع على كاهلها مهمة تفنيد هذا التضليل وكسر هذه الحلقة المفرغة. وهنا نرى أن المعارضة الديموقراطية والعلمانية والليبرالية واليسارية تخطئ خطأ جسيماً إذا استمرت في تجاهل وجود الإسلام السياسي ودوره في ساحة الشأن العام؛ ومن طرف آخر نرى أن المعارضات الإسلامية المعتدلة والوسطية تخطئ خطأ جسيماً إذا لم تشتغل على نزع الهواجس الموجودة موضوعياً في المجتمعات العربية التي تنشط فيها، والتي تستخدمها السلطات القائمة كورقة رابحة ن أجل بقائها في الحكم ومنع التغيير. في رأينا أن نزع الهواجس والمخاوف يتطلب أكثر من التكتيك السياسي والمرحلي، فلا بد أيضاً من خطوات مماثلة على المستوى الفكري. ولا يكفي في هذا المجال الكلام العام، فالمرحلة المعاصرة ومتطلبات التغيير تحتاج إلى الدخول في بعض المواقف التاريخية حول فكر الحاكمية وولاية الفقيه والدولة الدينية وعلاقة الدين بالدولة والموقف من المرأة، وكذلك المرحلة المعاصرة تتطلب الدخول في بعض التفاصيل وخاصة فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية وقضايا الزواج والطلاق وتعدد الزوجات وقضايا الإرث والتساوي فيه بين المرأة والرجل بسبب تغير الأزمان والتغير الذي طرأ على دور المرأة في المجتمع الحديث من حيث عملها ودورها داخل الأسرة. فلم يعد مفهوماً على الإطلاق أن تأخذ المرأة نصف حظ الذكر في الإرث في الوقت الذي تعيل في كثير من الأحيان والديها أو أخاها وحتى زوجها. وكذلك لابد من موقف عصري بالنسبة إلى الزواج المختلط والزواج المدني.
وحول الدولة الدينية بدأنا نسمع في الخطاب السياسي لجماعات الإخوان المسلمين في العالم العربي كلام هنا أو هناك لا يؤيد قيام مثل هذه الدولة في مجتمع متنوع الانتماءات والأديان والمذاهب، ومنذ أيام قلائل على شاشة المحطة اللبنانية للإرسال، في برنامج الحدث الذي تقدمه الإعلامية(شذى عمر) يقول أحد قادة الإخوان المسلمين في مصر (عبد المنعم أبو الفتوح): نحن لا نسعى للدولة الدينية ولا نؤيد مثل هذه الدولة وإنما نعمل لدولة ديموقراطية ولتداول السلطة". ولكن حينما تساءلت الإعلامية عن مدى الانسجام بين الديموقراطية وشعار (الإسلام هو الحل) الذي كان شعار الجماعة في الانتخابات المصرية الأخيرة فإجابته حول هذا الموضوع، رغم كل تفسيراته، بقيت تحمل الكثير من التناقض. لأن نص الشعار مهما جرى عليه من تفسيرات وتأويلات يبقى شعاراً إقصائياً بامتياز في مجتمع يحوي على الأقل على 10% من تعداد سكانه من الأقباط ويحوي على شرائح مرموقة من اليساريين والعلمانيين.
أعتقد أن أهمية "إعلان دمشق" تأتي من كونه خطوة تأسيسية على طريق كسر أسطورة التهويل من خطر الإسلام السياسي، ولو أنه لم يوفق كثيراً في الطرح والصياغة فيما يتعلق بتنوع المجتمع السوري ومفهوم الأقلية والأكثرية، الذي لا ينسجم مع معظم الطروحات الأخرى التي وردت فيه.
في الواقع حين ننظر للإسلام السياسي علينا أن ننطلق من كونه(إسلامات سياسية)، فهنالك الإسلام السياسي السلفي التمامي المتطرف، وهنالك الإسلام السياسي المعتدل الوسطي، وهنالك إرهاصات (إسلام سياسي ديموقراطي)، ما أثار انتباهي وأنا أكتب هذا المقال ما لمست من هذا الإسلام الديموقراطي في اللقاء الأخير في محطة الجزيرة بين الإعلامي ذي التوجه الإسلامي أحمد منصور ورئيس الوزراء التركي (طيب أردوكان)، حينما قال هذا الأخير: " نحن لدينا ثلاث خطوط حمر لا نسمح بدعمها هي(القومية العرقية، والقومية الدينية، والقومية الإقليمية..). يستخدم هنا أردوكان مفهوم القومية الدينية فهو لا يعترف بها وفي كل تقليبات هذا المفهوم الذي استخدمه في حديثه ينفي عن الدين صفة الأمة.. ثم يعتبر رئيس الوزراء التركي الدين "علاقة بين الإنسان وربه". وليس ديناً للدولة ويعتبر الإسلام "حضارة وثقافة نعتز بها".
وهنا لا بد من بعض التساؤلات المشروعة: لماذا يا ترى انخرط الإسلام السياسي التركي في فصل الدين عن الدولة الذي كرسه أتاتورك؟ ولماذا الإسلام السياسي العربي المعتدل يتوجس حتى الآن من الاقتراب من هذه المقولة؟.
ولكن السؤال الآخر يتعلق بهذا المخاض الذي يشتعل أواره الآن في العالم العربي والشرق الأوسط، من هي أطرافه؟ -1 مروحة الأنظمة/الفكر التكفيري -2تقارب القوى الديموقراطية والعلمانية مع الإسلام السياسي المعتدل. -3الصراع الموضوعي المستجد بين الخارج والأنظمة الحاكمة في العالم العربي حين اكتشف هذا الخارج أنها لم تعد تخدم مصالحه وأنها الحاضنة الرئيسة للإرهاب. في هذه المرحلة التاريخية التغيير باتجاه تكريس الديموقراطية والمواطنة المتساوية هو الحل....
نقولا الزهر
دمشق - في 23/11/2005



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسحاب من غزة بين الامتحان الفلسطيني والتجربة الإسرائيلية
- أعمدة بلاسقف ولا جدران هل يستمر لبنان؟
- من مصر وسوريا ...إلى سوريا ولبنان
- جذور السنديان تغور في الأرض
- حول آفاق الإصلاح أو التغيير في سوريا
- عيد الجلاء في سوريا قبل نصف قرن
- رسالة إلى صديق بعيد...ولا أقرب
- مذكرة دفاع شخصي
- الساحة الفلسطينية ما بين الأمل بالسلام والتقاط الأنفاس
- المراة في سوريا...أحوال وآفاق
- العالم العربي يدخل في حقبة نهايات الأحكام السلطانية
- علمانية طه حسين ومواقف اليمين واليسار
- رسالة إلى غابة السنديان
- مفهوم العالم ما بين اللغة والفلسفة
- مداخلة حول - علمانية لايربطها رابط بالإلحاد
- في عالم المفاهيم - الفرق بين الأصول والهويات
- حوار ذو شجون حول السجون
- حكاية النذور المتراكمة
- خبر من مقبرة الزمان عن الزيت الغريق
- في عالم المفاهيم(حول العلاقة بين النسبي والمطلق)


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقولا الزهر - التضليل السلطوي حول خطر الإسلام السياسي