عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 18:33
المحور:
الادب والفن
علموني
كيف أجمع نبضات القلب
دقة دقة ،
،نقرة نقرة
كي أصوغ منها سمفونية لحب الحياة
علموني
كيف ألتقط
أجمل الذرات
لأصوغ منها عقد لآليء
يزين عنق ما تبقى من العمر
أملا وتفاؤلا
بالحاضر والآت .
,
فما الحياة إلا وهم
عابر للأمكنة واللحظات
والحقيقة الواحدة
أن تتشبث بأذيال الفرح
ولو كنت على حافة الهلاك
وحتى الممات
علموني كيف أداوي جراح القلب
بالعرفان والرضى
بما أوتي من نعم و ملذات
من خيار البساطة والصذق
أنسج بوصلة
لسفر
الروح عابر للأزمنة والقارات
لتسقط الحواجز
لتسقط الأقنعة
لتسقط قيود الزيف المنبثقة من
أحط القوانين و الأعراف
وأشواك الثقافات
الآتية من ظلام
الكهوف والمغارات
لنختر الشموس المضيئة
كي يتوهج الفكر والقلب
بألق أجمل
المنارات
ما أكثر ندوب القلب
أي نعم ،
لكن لن تزيده المحن
إلا صلابة
وقوة في الضخ
وانتظام للخقفات
بوصلة الحب
أقوى من كل الأحقاد
من البؤس
من الانحطاط
من قتامة الفكر والمشاعر
وانواع الكراهيات .
لينهبوا ما شاءوا ,
لن ينهبوا أشعة الشمس
ولا الهواء و لا الذرات
لن يجثتوا الجبال من أوتادها
ولن يغيروا مجرى الوديان
و البحار و المحيطات
لن يوقفوا عناق الأشجار
ولا رقص النباتات
على وقع نسيم الصباحات
لن يوقفوا سفر الرياح
الرياح والطيور عبر القارات
و لا انتشار عبق الأزهار و الورد
عبر الأثير
عبر الفضاءات
لن يوقفوا اخضرار السهول
ودوران الكواكب و المجرات ,
لن يطفئوا بسمات الرضع
ولا انبثاق الأرواح
في الأرحام
ولن يجففوا الحليب
من أثداء الأمهات
لن يوقفوا تيار الحب
من قلوب العشاق
و الآباء
و الأحباب
و الإخوة والأخوات
لن يوقفوا رحمة الإنسان
بالإنسان
مهما طفت على السطح
فقاعات النزاع
وأردان الكراهيات ,
إلهي كريم
عظيم ،جبار ،
قادر على عقاب أعتى الجناة
و سحق الطغاة
سيأتي حسابهم ذات يوم
مهما بغوا في الأرض
واستفادوا من ولاء
أرذل الحماة .
فلنقاوم اليأس
ونتشيث بأذيال الحياة
و لنجعل من الأمل
جذوتنا ضد أعداء
الحق والعدل والإنصاف
والمساواة ,
الرباط , 11-04-2016
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟