الاوحد يه اضاعت العراق .......

هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد انقشاع الغيمة العثمانية الجاثمة على جسد العراق قرابة 500 سنة وظهور المنقذ البريطاني 1914-1917م وبسط احتلاله رسم خارطة العمل السياسي للنخبة المصطفاة .... وابرز معالم الخريطة هو (تقديس الحاكم) فبرزت مسميات اقرنت برجال الحكم ........ فمثلا اطلق على الملك فيصل الاول (صاحب الجلالة المعظم) و(فخامة رئيس الوزراء ) و (معالي الوزير ) والقاب لا يتسع المقال لذكرها .... وصاحب الجلالة نشر مذكرة استخف بها من ابناء الجنوب والوسط ومن جملة وصفه (انهم غوغاء) راجع تاريخ الوزرات العراقسة للمؤرخ المرحوم عبد الرزاق الحسني ....... اما اصحاب الفخامة والمعالي مرروا المعاهدة البريطانية ولم يأبهوا برفض الشعب لها .... هؤلاء لم يرعوا للعراق ذمار فالتصقوا بالمحتل وابتعدوا عن الشعب رغم ذلك جللوا اسماءهم بمسميات التعالي واحاطوا شخوصهم باسوار التجبر .... ولم يكن لعملهم السياسي اي اثر يلمسه المواطن .............في تلك الفترة الزمنية 1917- 1958م هجر المزارع حقله هربا من جشع وجبروت الاقطاع ... في تلك الفترة كبلوا العراق بحلف بغداد والاتفاقية العراقية البريطانية ... رغم ذلك يضج الطلاب صبااح كل يوم بنشيد يقدس الملك (( مليكنا مليكنا نفديك بالارواح ...عش سالما عش غانما بوجهك الوضاح .... نبتة التقديس والاوحدية وجدت ارض العراق فكانت أسوأ منبت .... سقط النظام الملكي 1958م واقدم العراق على زمن العسكر والانقلابات (العهد الجمهوري ) وهنا ترعرعت نبتة الاوحدية والقائد الواحد وتجلت بشخص الزعيم عبد الكريم ..... اذ جهد الاعلام والاحزاب
الموالية له بأضفاء مسميات لم يكن يألفها الشارع العراقي... مثل :- (ماكو زعيم الا كريم ) و (جبريل نادى بالسما ماكو زعيم الاكريم ) و (عيني كريم للامام ديمقراطية وسلام ) والاعلام اطلق عليه الالقاب التالية :- (الزعيم الاوحد ) و ( ابن الشعب البار ) وكثيرة هي الصفاة ... بالمقابل وصفه عبد الناصر بــ ( قاسم العراق ... وترك للمذيع احمد سعيد بتسفيل وتشويه صورة قاسم الذي لم يرض ان يدور في فلك عبد الناصر ,.... عبد الكريم اسقطه شبان البعث النزقين ليحيا العراق فترات داكنة غبشية ... ظهر فيها عبد السلام عارف - القومي - بطلاقوميا مؤمنا ... وتلاه انقلابات قومية بعثية ليأتي بطل المغامرات صدام فأخرج له الاعلام تسعه وتسعون لقبا ليوازي الاسماء الحسنى ... انتهى صدام بعد احتلال العراق 2003م وبرز قادة جدد زكاهم المحتل الامريكي .... القادة الجدد لم يكن لهم اي اثر بخارطة العراق السياسية في السابق ....... كان معظمهم لائذا باحد دول اللجوء ... بينما تطال الشباب مشانق صدام .... نحن الان في سنة 2016م تطالعنا قنوات وصحف ومواقع الكترونية تسبح وتقدس رجالا كانوا يبحثون عن وجودهم في الهوامش وغدوا بقدرة وبمباركة المحتل رجال الدولة بعد ضياع القانون وعياب رجال الوطن الشرفاء ....
ماذا يعني تقديس مراهق سياسي التاث بشبهات السطو والغصب والعنف ........... والمضحك المبكي التفاف جماهير موالين لحزبه منتفعين من فتات خيراته يسخرهم لتأليه اسمه ليكون مقدسا ... صوره تزخر بها شوارع المدن و تحركاته ترصدها عدسات الفضائيات ... انه حقا زمن التهافت... .. سراق وفسدة ... عمائم سوداء وبيضاء صنعت لها امجادا وعروشا لانهم ورثوا اسماء ابائهم واجدادهم اصحاب السمعة الحميدة والتاريخ المشرف فلوثوها بعد ان انغمست اياديهم بأكل اموال وممتلكات ابناء بلدهم ... لا يقتصر الامر عليهم بل هناك اشباههم من شيعة وسنه تعكزوا بماضي الاباء او الاسرة او العشيرة ... رجال العهد الحالي ارتقوا صهوة الاوحدية واحاطوا قلاعهم بالحرس والعسس واداروا ظهورهم لشعب كان يعتقد انهم شرفاء وامناء ............. بلمحة واحدة للعراق الحالي تكتشف بؤس حاله فلا يعرف من هو قائده ومن هو ربان السفينة ........ الاحزاب لها القيادة وبدورها قادت خيرات الوطن الى جيوب رموزها ونفخت كروشهم... خيرات حرم منها المواطن .... ووضعتهم في مواضع ليسوا لها اهلا واطلقوا مسميات تقدسهم وهم ابعد ما يكون عتها ... الزعامة والرئيس الاوحد صناعة عاهرة تستخف بمجموع الشعب وترغمه للسجود لاصنام صنعتهم ظروف غبيه ......... العراق تقوده مجموعة تقمصت روح صدام الديكتاتورية والاوحدية .... فهل برجى لهذا الوطن مصير مشرق ومتطور تحت قيادة رجالها شعارهم ( انا وانا وليكن من بعدي الطوفان)

#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل