أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - مشروع التفكيك الجديد














المزيد.....

مشروع التفكيك الجديد


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يعتبر مشروع داعش جديداً بخصوص تفكيك دول المنطقة، أم أنه إحدى حلقات التفكيك الجديدة لمشروع قديم، ابتدأ منذ نحو قرن من الزمان؟ فخلال الحرب العالمية الثانية اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم المشرق العربي إلى دول وكيانات، وأبرمت في العام 2016 اتفاقية عُرفت باسم اتفاقية سايكس ــ بيكو، لكن ثورة أكتوبر الروسية العام 1917 كشفت هذه الاتفاقية السرّية والدبلوماسية التي تقف خلفها، والتي تسعى إلى فرض الهيمنة على المنطقة، محرجة كل من بريطانيا وفرنسا، وهو ما ظهر في مراسلات الشريف حسين ــ مكماهون.
والسؤال هل استنفد مشروع التفكيك القديم أغراضه؟ أم أن ثمة تغييرات وتطورات جديدة، تستوجب استكمال المشروع القديم أو الاستعاضة عنه بمشروع جديد يحقق الأهداف الاستراتيجية ذاتها؟ جدير بالذكر أن مشروع التفكيك الجديد يأتي مترافقاً مع الموجة الجديدة من الإرهاب الدولي والتطرّف والتعصب التي ضربت المنطقة، والتي ساهمت في زيادة تخلّفها وعزلتها، فضلاً عن ارتفاع منسوب العنف، تحت عناوين الدين والطائفية والإثنية وغيرها.
لقد اقتضت المرحلة الثانية ما بعد اتفاقية سايكس- بيكو إخراج مشروع «إسرائيل» إلى حيّز النور، بعد أن كان في الأدراج والمؤتمرات والكتب، وفي أحسن الأحوال عبر وعد منحه «من لا يملك لمن لا يستحق»، حسب تعبير جمال عبد الناصر، والمقصود بذلك وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا، الذي أعطى بموجبه لليهود حق إقامة دولة لهم في فلسطين العام 1917.
وقد عملت الصهيونية قبل ذلك وبالترافق معه، على احتلال العمل واحتلال السوق واحتلال الأرض لاحقاً، تمهيداً لقضمها بالتدرّج والتوسع منها لاحتلال كامل فلسطين وأجزاء من الأراضي العربية، في عدوان شامل ومستمر واجتياحات وغزو. وهو ما تم وضع خطته من جانب الصهيونية العالمية منذ مؤتمر بال العام 1897.
وحصل الأمر بالفعل، فقد أنشئت دولة «إسرائيل» بقرار من الأمم المتحدة، وبإخراج دولي ساهم فيه الغرب والشرق، بصدور ما سمي بقرار التقسيم رقم 181 العام 1947 وتأسست بالفعل في 15 مايو/‏‏أيار العام 1948. وتوسّعت «إسرائيل»على حساب العرب في إطار عدوان وقضم مستمرين ومشاريع حرب جاهزة، ابتداء من العدوان الثلاثي الانكلو- فرنسي «الإسرائيلي» على مصر العام 1956، وعدوان 5 يونيو (حزيران) العام 1967، وحرب العام 1973، وإن ألحقت هزيمة عسكرية لأول مرة بالجيش «الإسرائيلي»، و«بإسرائيل» وحلفائها اقتصادياً باستخدام سلاح النفط، لكن نتائجها السياسية لم تكن تتوافق مع الانتصار العسكري، وغزو جنوب لبنان العام 1978 واجتياحه واحتلال العاصمة بيروت العام 1982، ثم عدوان العام 2006 ضد لبنان، والعدوان المتكرر على غزة المحاصرة منذ العام 2007.
وكان برنارد لويس الباحث والمستشار الأمريكي الجنسية، البريطاني الأصل، والصهيوني التوجّه، الذي عمل مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، قد بلور نظرية أخضعت للدراسة والمناقشة، بهدف بلورتها في إطار ما يُعرف «تروست الأدمغة» في عهد الرئيس جيمي كارتر 1977-1981، وهو المجمّع الفكري- الأكاديمي الإعلامي للعقول، الذي يقدّم خدماته للمجمّع الصناعي - الحربي وللرؤساء تحديداً، والذي ارتفعت مكانته منذ عهد الرئيس جون كينيدي الذي اغتيل في 22 تشرين الثاني/‏‏نوفمبر العام 1963.
وجوهر نظرية لويس يتعلق بتفكيك دول المنطقة، من خلال دفع شعوبها ودولها للاقتتال والاحتراب، ثم تأتي الخطوة اللاحقة لحصد النتائج ورسم الخرائط، من خلال تشطيرها إلى دول ومجاميع وكانتونات ودوقيات، عرقية ودينية ومذهبية وطائفية، وتحديد حدود كل مجموعة إثنية، أو دينية، أو مذهبية، ليتم التفكيك أولاً، وليصار إلى تقسيم المقسّم وهكذا. ولا شك في أن هناك عوامل داخلية تُمكن القوى الخارجية من الاستناد إليها لتنفيذ استراتيجياتها، ونقصد به شحّ الحريات، وعدم إقرار التعددية والتنوّع والاعتراف بحقوق المجموعات الثقافية، وعدم المساواة، فضلاً عن الفقر والأمية والتخلّف.
لا يحتاج المرء إلى كثير من التكهن ليعرف أنه سيتم القضاء على «داعش» إن آجلاً أو عاجلاً، لأنه ضد منطق الحياة، وضد الطبيعة الإنسانية، وضد التطور، ولكن ماذا بعد «داعش»؟ إنها الخشية الحقيقية إلى وصول مشاريع التفكيك إلى صيغتها التنفيذية، أي القبول بها باعتبارها أسوأ الحلول الممكنة، بعد احترابات دموية وصراعات عنفية وحروب ونزاعات عسكرية إقصائية وإلغائية.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج جبّور : بين كتابين !
- إسرائيل عنصرية مقننة
- تحيّة وداع إلى زها حديد من جامعة أونور
- تمنيت أن يتّبع الحزب الشيوعي المقاومة المدنية السلمية اللاّع ...
- عن تفجيرات بروكسل
- حوار الحضارات أم صدامها؟
- .. وماذا عن سد الموصل؟
- الجامعة ومستقبل العمل العربي المشترك
- الحق في الأمل
- العراق.. الأزمة تعيد إنتاج نفسها
- كيف نقرأ لوحة الانتخابات الإيرانية؟
- اللاجئون واتفاقية شينغن
- العقد العربي للمجتمع المدني
- كيف ستدور عجلة التغيير في العراق؟
- عن الهوية والعولمة
- كيسنجر والتاريخ والفلسفة
- سوّر مدينتك بالعدل
- أحقاً وزارة للتسامح وأخرى للسعادة!؟
- - مستقبل التغيير في الوطن العربي- - تأملات فكرية في الربيع ا ...
- من الدولة العميقة إلى الدولة الغنائمية


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - مشروع التفكيك الجديد