أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكرياء قانت - الأوقيد(قصة )














المزيد.....

الأوقيد(قصة )


زكرياء قانت

الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


مررت من قرب عمارةجلس أمامها تلك الليلة رجل عجوز لم يتبق من عمره إلا بعض السنوات ،و قد ظهر لي ذلك جليا من تجاعيده و عينيه الغائرتين طلب مني عود ثقاب لم يطلب مني ولاعة أو "شعلة" كما يسميها البعض طلب مني عود ثقاب بدى لي الأمر عجيبا و مضحكا للوهلة الأولى فأعواد الثقاب انقرضت من هذا الوطن لم تعد تباع كثيرا أذكر أننا كنا نملك بعضها في المنزل كانت جميلة الاشتعال يظهر وهج نيرانها بمجرد حكها مع علبة أنيقة رسم عليها أسد يلهب قلوب الأطفال حماسا فترة عاشوراء .
لعل ذلك الرجل الذي خاطبني بصوته المرتجف :
-وليدة شي اوقيدة
لا يعيش في هذا الزمن لعله ما زال يعيش أيام جيله في جيلنا من المحتمل أن بيته مليئ بصور فاتن حمامة و مارلين مونرو و أسطوانات موسيقى من زمن يحكى أنه كان جميلا زمن الهيبي و التجوال زمن الماركسية و التمرد في وجه حرب الفيتنام تمرد الشباب في تلك الفترة مشو عراة في الشوارع يرفعون الشعارات بكل سلمية لا تتحرك أيديهم إلا لترفع شارات النصر و تقدم الورود لكل من لاقته في طريقها .
أمي الجميلة كانت من ذلك الزمن تسرح شعرها و تلبس ملابسها تخرج أنيقة لتعانق أشعة الشمس لم ترهبها نظرات متطرفين ملؤوا الشوارع اليوم بعد أن غزت منازلنا كتب و خطب قذرة قادمة من بلد الرمال و الذهب الأسود .
رقصات أحواش كانت لا تزال ترقص لم تكن في طور الاندثار لأن ملتحيا يتوضؤ ببول البعير يظن أن الاختلاط حرام و أن المرأة عورة .
رغم أن بعض الكتب المعينة أو تفكيرك في الكتابة كان جنحة و سببا كافيا للاعتقال إلا أن شباب ذلك الزمن لم تسحقه السجون و لا ضربات الجلادين .
أعطيت العجوز تلك الليلة ولاعة ليشعل سيجارة الكازا خاصته إلا أنه امتنع عن ذلك كان مصرا على الحصول على عود ثقاب أخبرني أنه لا يثق بالولاعات و أنه يفضل بساطة أعواد الثقاب ودعته لأكمل طريقي تاركا إياه ينتظر عود ثقابه المنتظر






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الضوء و العدم
- أراقص أنفاسي
- جمال المشنقة أبهره (قصة قصيرة)
- أرثي نفسي
- يستلذون أسواط الزبانية
- غبار القمر
- نص القانون
- كأنك الهيروين
- سجائر تدخنني
- طوبى للتونسيين
- الواقع المر
- التحرش ليس بالأمر العادي
- النفاق الإجتماعي
- المغرب بالألوان‎
- لهفة لقاء
- مرت من هنا
- الحريات الفردية بالمغرب
- إهانة الإسلام للمرأة
- نكاح الميتة فى الإسلام
- شراييني تلبس الظلمة


المزيد.....




- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكرياء قانت - الأوقيد(قصة )