علامة مزيفة

فوزية بن عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 23:51
المحور: الادب والفن
    

ذات يوم مررت على دكان اسكافي
تساءلت آ مازالت هذه المهنة متواصلة
أي أنواع الأحذية يعتني بها
و الأحذية تكتسح الأسواق
لم تبخل علينا الصين بكرم الأحذية
نقتني الأحذية ذات العلامة المزيفة ونلتقي في المقهى
ذلك اليوم في المقهى كنا نشاهد مباراة العمر بين مدريد وبرشلونة
هناك من يموتون أثناء مشاهدة مباريات العمر
أدركوا هم أن الموت وفاءا لمباراة العمر أجمل وأنبل
من موت على ذكرى حبيب خائن ووطن متواطئ مع الموت
تعالت الأصوات بعد مراوغة جميلة من لاعب محنك
غير أن لاعبا جديد العهد نجح في افشالها
وحولها الى هدف هز شباك المرمى
من يناصر فريقه يتفاخر والخصوم يلعنون حظهم التعس
ولازالت الأحذية ذات العلامة المزيفة متقابلة
أحدهم كان يلبس حذاءا ممزقا
عله لا يعلم أن مهنة الاسكافي لازالت متواصلة
لم يكن يهمه حذاءه الممزق
كان الأهم لديه أن يفوز فريقه المبجل
فقد راهن بنصف راتبه وهو الآن في خطر بطلان نبوءته
أحدهم الآخر كان يجلس خارج المقهى
غير مهتم بمجريات المباراة كان يقرأ الجريدة
كم يهوى هو قراءة صفحة الحوادث
"قتل، اغتصاب،حريق ، قطع طريق، تفكيك عصابات"
قلب الصفحة، في أسفلها خبر يتحدث عن فقدان سائق شاحنة لساقه
بتروها بعد اصابة رجله اليمنى بجرح عميق
وكانت الأحذية المزيفة هي السبب
انتفض قارئ الجريدة ونظر الى حذاءه ذو العلامة المزيفة
يجب أن اشتري حذاءا جديدا
أخرج محفظة النقود وبدأ يعد أمواله
يلزمني ثلاثين يوما من العمل كي أتمكن من شراء حذاء ليس ذو علامة مزيفة
ولازال صاحب الرهان ينتظر انتهاء المباراة ويدعو في خشوع ربه
"فلترأف بحالي ولأربح الرهان".

#فوزية_بن_عبد_الله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل