أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الحسناوي - الميتافيزيقا في الفلسفة الديكارتية














المزيد.....

الميتافيزيقا في الفلسفة الديكارتية


عماد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


إن الميتافيزيقا في العصر الحديث مع ديكارت ستنتقل من دراسة الوجود إلى دراسة المعرفة، لان الميتافيزيقا الديكارتية تهتم بالذات التي تعرف أكثر ما تهتم بالموضوع الذي يمكن أن يعرف. والميتافيزيقا عند ديكارت علم دقيق يمكن إثبات قضاياه بيقين شبيه باليقين الرياضي ولهذا وضع مشروع أسماه "الرياضيات الشاملة". وجعل من الميتافيزيقا الجدر الراسخ في هذا البناء الرياضي الشامل، وتشمل جميع المعاني الواضحة التي نجدها فينا إلى جانب صفة الله. وهناك الفيزيقا التي تهتم بالبحث عن المبادئ الصحيحة للأشياء المادية المرتبطة بطبيعة الأرض والاجسام، وطبيعو الانسان التي من خلالها نستطيع معرفة العلوم الاخرى التي هي منفعة له وفي هذا الصدد يقول ديكارت : "الفلسفة بأسرخا أشبه بشجرة جذورها الميتافيزيقا وجدعها الفيزيقا والفروع التي تخرج من هذا الجذع هي كل العلوم الاخرى التي تنتهي بتلاشي العلوم الرئيسية مثل الطب و الميكانيكا والاخلاق، وأعني الاخلاق الارفع والاكمل التي كما كانت تفترض معرفة تامة بالعلوم الاخرى فقد بلغت المرتبة الاخيرة من مراتب الحكمة." السؤال الذي يمكن إستنتاجه من قول ديكارت هو أين موقع الرياضيات من كل هذا ؟ مع الرغم أن الرياضيات لا مكان لها في هذه الشجرة إلا أن وجودها مهم عند ديكارت فالرياضيات هي التي تقدم لنا منهج البحث في جميع المراحل بدءا بالميتافيزيقا و إنتهاءا بالاخلاق، ولو شئنا أن ندخل الرياضيات ضمن هذا التشبيه لقلنا : "إنها العصارة التي تسري في الشجرة من جدورها حتى أغصانها وثمارها." والسؤال الذي يمكن طرحه الان هو كيف يمكن أن تصل الميتافيزيقا الديكارتية الى يقين راسخ لا يقل أهمية عن يقين الرياضيات ؟ الخطوة الأولى التي ينطلق منها ديكارت لكي يصل الى هذا اليقين هو الشك وهنا يقول ديكارت إنني قد وطت العزم على البحث عن الحقيقة فقد رأيت أنه من الضروري أن أسلك طريقا مغايرة، فأفرض كل ما يمكن أن يكون موضع أدنى شك لكي أتبين هل ثمة في عقيدتي شيء أكيد بصورة مطلقة." واول ما شكك فيه ديكارت هو الحواس ولقد عرض هذا في كتابه التأملات الميتافيزيقا بالخصوص في التأمل الاولويقول إن ما أعتبره حتى الان أصدق الأشياء وأوثقها قد إكتسبته من الحواس او من خلالها. غير أنه تبين لي أن الحواس خدعة أحيانا، ومن الحكمة أن لا نتق بمن خدعنا ولو لمرة واحدة." ويرفض شهادة العقل ذاته " لان بعض الناس يخطئون في أبسط المسائل الهندسية ولما كنت معرض للخطأ كغيري من الناس فقد رفضت كل البينات التي إعتقدت من قبل أنها أدلة قاطعة و إعتبرتها باطلة." وسط هذه الشكوك كاد اليأس يمتلك ديكارت لكن هذا لم يمنعه في مواصلة البحث عن ركيزة أو نقطة لبداية فلسفة يقينية، ومن هنا ديكارت قارن نفسه بأرخميدس مكتشف الطفو قائلا : لكي أتمكن من سحب الكرة الأرضية من مكانها ووضعها في مكان أخر لا يتطلب مني أي شيء سوى نقطة الثابتة ومضمونة." ويمكن إعتبار هذه النقطة هي الكوجيطو الديكارتي. فقد قال في التأمل الثاني " أنا أفكر" ومهما شككت في هذه الحقيقة فالشك في حد ذاته نوع من أنواع التفكير، أي ان المرء مهما شك فهو يفكر وطالما ملكة التفكير مرتبطة بالوجود، فكل من يفكر فهو موجود وهذه هي البداهة العقلية التي توصل إليها ديكارت وإعتبرها القاعدة الاولى من قواعد المنهج. لكن ديكارت يرى أنه إذا عاد الى نفسه فأول ما يتبدى له هو نقصه ويقول ما كنت لاعرف أني كائن ناقص متناه لو لم تكن لدي فكرة الكائن الكامل و اللامتناه، وهذه الفكرة لا يستطيع أحد أن يضعها في نفسي إلا موجود لا منتاه وهو الله الذي هو اليقين الثاني. وتوصل ديكارت الى اليقين الثالث (وجود العالم) إنطلاقا من وجوده ووجود الله، فأنا موجود تعني أن لي نفسا متميزة عن بدني إذن فهي خالدة لا تموت، والله موجود واليقين به منزلة رفيعة ، فلو لا الله لا كنت سجينا في الكوجيطو لان وجود الله ضمان لكل علم، لكل يقين وبوجوده أستطيع أن أعبر الهوة التي حفرها الشك بين فكري وبين الأشياء وأستطيع أن أطمئن الى وجود عالم خارجي. وبهذا يكون ديكارت قد أسقط كل المعارف والمعتقدات السابقة -للبدء من نقطة الصفر- للوقوف على بداية طريق الحقيقة. هذه البداية عي الكوجيطو أي إثبات الحقائق الثلاث الكبرى التي يقوم عليها بناؤه الميتافيزيقي وهي النفس و الله و العالم .



#عماد_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميتافيزيقا الأفلاطونية
- ما الميتافيزيقا ؟
- الوجود و الماهية في فلسفة نيتشه
- أزمة العقل عند نيتشه
- دور الثقافة الأروبية في ظهور البربرية
- خيانة الضيوف للجسد
- الدين الكوسمولوجي كبديل للدين التاريخي عند كانط


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الحسناوي - الميتافيزيقا في الفلسفة الديكارتية