أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم مصطفى على - غراب جراده














المزيد.....

غراب جراده


ابراهيم مصطفى على

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


غراب جراده
على امتداد نياسم ترابيةٍ وتحت سياط شمس تموز
تقبع قرية من الطين مجاورة لتلال رمادية جرداء
بمنحدرها تجثو مقبرة تنتظر من تقع القرعة عليه
وعزرائيل يطمئن قبور فاغرة الافواه أن تنتظر
على حافة الطرق الترابية خيول بارزة الاضلاع وحماروحيد
لا يقوى على السير مطأطىء الرأس يطرد الذباب بآذنيه
ينهقُ لحبيبةٍ اندست مع آخرين لتتبادل القبل امام ناظريه
واسراب غربان سوداء وبُقْعِ اللون تطلق اصواتا مشؤومه
وثِيبات وعوانس وفتيات يحملن رزمٍ من الاشواك
وتنانير طينية تحمل عبق ارغفتها رياح مقبله
وعن قرب تلال تقبع تحتها حضارات تنتظر التنقيب
وسنابل سكرى كأنَّ نسيماً دغدغ اخصارها ورحل
ونخيل يحمل يمامات تتنهد قبل الهديل
وعصافير تحاول منعها باثارة الفوضى
بداخل القرية رجال يفترشون احصرة من البردي يستمعون
عن اشباح ليلية تتقافز وتختفي وسعالي تلاحق النساء والاطفال
وكيفية طرد ذكور الجن من بعض النساء
اِواخراج جنيه توطنت با صابع قدم فتى تروم منه الزواج
والبعض يطلب تفسير حلم ديكٍ صغير الارجل يقرء ويكتب !!
وهناك نساء يجلسن حول طبق من الخوص مملوء بالحصى
وخرز ملونة لبحث بخت فتاة تأخر ميعادها واخرى توفى زوجها
بلدغة افعى تنتظر من يتقدم لطلب يدها
في آخرالليل تهجع الاسر للنوم وتبقى الكلاب تطارد الارواح الشريرة
او ترد على عواء ذئاب وثعالب تحاول اجتياز الحدود لسرقة دجاجة
او طعام يحتوي على نتف من العظام
يسود القرية حزنا لربما من مواء بعيد او غربان ليليليه ولكن
اعثر على غراب يبكي فهذا مستحيل !!!
تسللت ليلا حول مصدر الانين وعلى حافة المقبره رأيت غرابا
مكسور الجناح يتلوى وبعيون حمراء نظر نحوي متوسلا
حملته الى داري ولففته بقطعة قماش وربطتها بحنان
نظر اليَّ وبكى هنا تذكرت غراب قابيل وهابيل وشاركته الحزن
قبل الفجر سمعت صراخا وهبوب عاصفة ترابية حمراء لفّتْ قريتنا
تذكرت حديث العرافة لامي بان حدثا سيحصل لقريتنا
وآمنت بان العرافات يمتلكن شيئا من علم الغيب
كنا معزولين عن شيء اسمه عالم
في الفجر نحلب البقرات لتمنحنا البقاء ونرحل لجمع الحطب
ثم نعود نستمع لصياح الديكة او فرار دجاجة تبحث عن حبيب
ونطاح ذكور الماعزلبعضها البعض او نطاح الحيطان
الى ان يحل الظلام ونهجع للنوم
ليس هذا وقت هبوب عاصفه لم نرى شيئا بادىء الامر
لحظات وخيم علينا الخوف اصواتا لم نالفها
تشبه هسيس الجراد
دقائق واذا بجرادة طويلة تحمل براسها ثلاث قرون
تمسك ظفائري وبصوت اجش تصرخ هذه لي
واخر يحمل عدة قرون كانه ملكهم يطلب ان تؤخذ كل
الفتيات ويقتل كل الرجال
لم اسمع الا ثغاء وثغاب
ذبحت عدة بقرات كوليمة
والاخرى ساقتها جرادات لمكان مجهول
دماء عائلتى جميعا ما زالت ساخنه
دفعني لغرفة المذبح
وهناك بدء عمله
وقال ستلدين نسلا منا
جرادة قويه تاكل الضرع والزرع والفرع
قلت وانا في النزع الاخير
هل السنن هكذا ومن اي بلاد انتم
اجاب!! نحن من كوكب آخر
نغزو كل بلاد بقوانيننا
نسبي النساء لنعدل تسلسل الكروموسومات
في ارضكم فسادا لا يمكن السكوت عنه
قلت ما ذنب قتل الرجال
قال الرجال اعداؤنا لتبقى نساء الارض ملك لنا
بعد دقيقة دخلت جرادة اخرى وحتى الصباح كنت قد استقبلت اكثر من عشرين
فقدت الوعي !!!وشعرت بواحدة تنغزني بخاصرتي
وتهتف جراده ! جراده !(نعم هذا اسمي الحقيقي )
ولا اعرف سببا لتسميتي بهذا الاسم
اشتد الوخز وسمعت صوتا متكررا جراده الوقت مضى
لابدَّ أن تحلبي البقرات
نهضت والفزع بعينيَّ انها امّي
تلمست ارجل عائلتي انهم بخير
والغراب المصاب بجنبي يغطُّ بشخيرِ على ظهره



#ابراهيم_مصطفى_على (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ترحلي
- اذكريني
- حبيبتي !! خِلّةٌ من ذهب
- شَعِْرُكٍ حرير
- شَعْرِكِ حرير
- الامل ينتظرنا !! مليكتي
- حزن حبيبتي
- (برزون) حضن حبيبتي
- (تالا) نرجس جهنم !!
- (تالا) نرجس جهنم
- امّي ! لعينيك
- لواحظ سقتني
- حقائب المنفى
- امرأة الارض اجمل النساء
- عقلي نطق ماما
- يا ملكة الورد
- نفحة المسك
- زيكا والكهرباء
- مليار قبله
- ليلى التونسيه


المزيد.....




- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...
- مشروع قانون فرنسي لتسريع إعادة منهوبات الحقبة الاستعمارية
- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم مصطفى على - غراب جراده