|
المغفله - للروائي الروسي - تشيخوف - ---- مقاربات تأريخية في مفهوم التغيير !
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:30
المحور:
الادب والفن
المغفلة— للروائي الروسي " تشيخوف " مقاربات تأريخية في مفهوم التغيير!!! عبدالجبارنوري-السويد ثمة ظاهرة معاناة الأنسان الصغير أو الأنسان المسحوق برزت لامعة في سرديات الأدب الروسي ، أمثال تشيخوف في قصصه القصيرة المغفلة و البدين والنحيف التراجيدية الساخرة ، وناظر المحطة لبوشكين ، والمعطف لغوغول ، والمساكين لدستويفسكي--- وضمن هذا التيار الأصلاحي الثوري سوف أستعرض قصة تشيخوف القصيرة " المغفلة " التي تقوم أصلاً على نظرية مفهوم الصراع الطبقي الذي يكون ملازماً لحتمية التأريخ في التغيير ، وأحاول( وبالنقد الساخر) أن أجعل من القصة القصيرة التشيخوفية قصة عراقية طويلة ومملة يبدو فيه الشعب العراقي ليس فقط مغفلا مستكينا وعاجزا ولمدة 13 عاما بل ينتظر الحل من (السيد ) في أعتصامات الخضراء الذي هو جزء من منظومة الحكم الأسلاموي ، فهل يرتجى الأمل من حاكمي خصمي ؟؟ ---- لذا سأقوم ( بتوليف وتوظيف ) قصة تشيخوف القصيرة والمشهورة " المغفلة " وبفضاءات سوسيولوجية جمعية لمعاناة الشعب المقهور والمغفل والمخدّر بأفيون ( الأسلمة السياسية ) والذي كان المفروض به أن يعي إلى الخلاص والتغيير ، ويستذكر تضحيات الأجداد في ثورة العشرين ، وأنتفاضة الجسر ، وأنتفاضة آذار 1991. وسأوجز سردية قصة المغفلة بتركيز وأختزالٍ شديدين لضرورة فنية ---- { أجرى تشيخوف لقاءاً مع مربية أطفاله ( يوليا فاسيليفنا ) وأعّدّ لها درساً قاسياً ليختبر قوّة أعصابها ، وتبيان مدى تأثير جرعات الصراع الطبقي في عندياتها ، وهل هي مستعدة وراغبة في التغير ؟ أم أنها وطبقتها المسحوقة مقتنعة بالكفاف والمسكنة ! : { لقد أتفقنا على أن يكون مرتبك 30 روبل ، قالت 40 ، رد عليها بتأنيب : يا ( يوليا ) أنهُ مسجل عندي ، المهم أنّكِ أشتغلتِ شهرين فقط ، ردت يوليا هامسة وبخجل شهرين وخمسة أيام سيدي ، وكرر أنّهُ مسجل عندي ، أذن تستحقين 60 روبل تخصم منها : 9 روبلات لتسعة أيام آحاد . 2 روبل لكسرك فنجان وطبق . 12 روبل لثلاثة أعياد . 10 بسبب تقصيركِ لتسلق الولد الشجرة وتمزقت سترته . 5 روبلات بسبب تقصيرك أيضاً سرقت الخادمة حذاء الطفلة . 10 روبلات أخذتِ مني سلفة في يناير الماضي --- هنا همست يوليا لم آخذ ! وكرر السيد أنه مسجل عندي ---- المهم مجموع الخصم 48 روبل --- وهنا أحمرّ وجهها وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ، وأغرورقت عيناها بالدموع وقالت بصوت متهدج وحزين مليء بالأنكسار : أنا لم آخذ سلفة سوى 3 روبلات من حرمكم ، أنتفض السيد حقاً؟ أنا لم أكتبه أذن أصبح مجموع الخصم 51 بقي لك عندي 9 تسعة روبلات فقط ، فتناولتها وقالت : " شكرا " سيدي . وهنا أنتفض السيد وأستولى عليه الغضب وهو يردد ياللشيطان ( على ماذا تشكرينني ؟؟) أنّي نهبتك ! وسرقتك وسلبتك ، فعلام تقولين شكرا ؟؟ قالت في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً ، قلت لم يعطوك ؟؟؟ أليس هذا غريبا !! لقد مزحتُ معك هذه نقودك الثمانين في المظروف جهزتها لك مع درس قاسٍ لك أن لا تكوني عاجزة ، أحتجي ، لا تستكيني بل يحتاج أن يكون لك أنيابٌ حادة--- وقالت بصوتٍ واضخ " يمكن " وسألتها الصفح ، وتمتمتُ مع ذاتي ( ما أبشع أن يكون الأنسان ضعيفاً في هذه الدنيا ) ---- وليسمح لي الكاتب العبقري " تشيخوف " بأستنساخ قصته القصيرة هذه على ما جرى ويجري في طننا العراق وبسردية أطول قصة ولا تزال أحداثها المأساوية تجري منذ 2003 ولحد الساعة وأضنها لم تنتهي أحداثها بعد ! وتقسيم الأدوار : ستمثل حكومة الأسلمة السياسية دور الكاتب ، وللشعب العراقي دور المغفل ، وأستحقاق الشعب بميزانية مليارية في كل عام حوالي 110 مليار دولار أمريكي ، ولكنه خرج صفر اليدين بميزانية خاوية ، وبثالوث الفناء ( المرض والفقر والجهل ) ومادا يده للقروض الدولية ، ووقع صيدا سهلا تحت تأثير مخدر الديماغوجية بالوعود الكاذبة المؤطرة بالخُدع السرابية الموهومة ، لقد أنجزنا لكم خمسة مستشفيات تخصصية بمبلغ 20 مليار ، وعشرة ملايين دار سكن بمبلغ 30 مليار ، وعشرة ملايين رواتب فضائية ، فأصبح مجموع الأستقطاع من الموازنة 60 مليار ، والباقي صُرفتْ في مجالات خدمية كمكافحة البطالة والأمية ، وأحياء مصانعنا ( النايمه ) ها نحن نصدر ألى اليابان والصين } --- وأخيراً أختم المقالة بهذه الحكمة { حينما يسير اللصوص في الطرقات آمنين ، فهناك سببان : فأما النظام لص كبير أو الشعب غبي أكبر} لي كوان مؤسس سنغافورا في – 1 أبريل - 2016
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعر - كاظم السماوي - ----- في تقييم الكبار !!!
-
سكرتير الحزب الشيوعي العراقي --- في قصر الرئاسة
-
هل فقدت الحكومة العراقية - هيبتها - ؟
-
زهير الدجيلي--- أبو الأغنية العراقية
-
المؤتمر - العاشر - للحزب الشيوعي العراقي / أضاءات وعبر
-
هيكل ---- والدرس الأخير
-
الموصل ليست للبيع
-
يوم الشهيد الشيوعي ------ ذكريات مرّة
-
الأسلمة السياسية ---- تحت المجهر !!!
-
ماراثون بغداد المحبة والسلام
-
كليوباترا/ قراءة نقدية في تجليات الأدب المقارن
-
حديثة ---- مدينة الصمود والتحدي
-
مصروفات - الضيافة - / ضحك على الذقون !!!
-
ناديه مراد / القديسة
-
نقاط ساخنة
-
ملحمة كلكامش/مقاربات سياحة تأريخية في مفهوم - الخلود-
-
رؤية تحليلية موضوعية بين أسقاطات 2015 وفوبيا المجهول في 2016
-
أنّها - طبخة أمريكية - سعودية - بطعم سعودي مُرْ !!!
-
سياسة - التصفير - الغبية لأردوغان !!!
-
سد الموصل / أفقٌ رهيب !!! في ظل الأهمال الحكومي
المزيد.....
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|