أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت الجزء الثاني















المزيد.....



بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت الجزء الثاني


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 06:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحاقا بما سبق ذكره في ورقتي السابقة، وجوابا على النقد البئيس للسيد أحمد شكت بخصوص اشارته إلى "أن الكاتب تناول الاحداث من منظور ديني شيعي بدلا من منظور مادي تاريخي، (وهو) تحليل يفتقد للتماسك النظري الثوري، كما أنه تحليل مثالي للواقع والظواهر الاجتماعية: المؤامرة الامبريالية، تواطؤ البلدان الرجعية، غياب أية إشارة إلى الصراع الطبقي الدائر في سوريا (الشعب الثوري السوري)". وبغض النظر عن تذكير الناقد بأنه قرأ المقال قراءة سطحية ولم يطلع على أي مقال لي من المقالات المتعددة لي حول نفس الموضوع، فسأحاول فيما يلي أن أذكره بمنهجية كتاباتي وخاصة المقال الذي تعرض له بنقده التجريحي. كما سأعمل على التركيز على أوضاع منطقة الشرق الأوسط المتهالكة، ومدى اتساقها مع ما يريد السيد أحمد شركت اسقاطه عليها من مصطلحات لا توجد سوى في مخيلته وتعتبر متنافرة تماما مع الواقع المادي.

إن الدراسات التي أقوم بها ليست لحساب أية جهة سياسية بل هي دراسات شخصية محضة قد تأتي في سياق اهتماماتي الشخصية وطبيعة تحركاتي كفاعل نقابي على وجه الخصوص وكمعبر سياسي عن انتمائي الطبقي البروليتاري. وللعلم السيد أحمد شركت لو كنت برجوازيا أو برجوازيا صغيرا لما أضعت جهدي في هذه الكتابات ولما دخلت معك في هذا الحوار الافتراضي العقيم. فالبرجوازية الصغرى انتهازية بطبيعتها وتختار دائما خدمة مصالحها بالدرجة الأولى، فإن كان الأمر كذلك بالنسبة لي، لاخترت انطلاقا من كفاءتي ومؤهلاتي العالية جدا، خدمة مصالحي المادية والمعنوية بالدرجة الأولى. وفي هذه الحالة سأكون منذ زمان عضوا نشيطا في أحد الأحزاب الرجعية، ومتموقعا في احدى المناصب العالية السياسية أو الإدارية. لكنني بروليتاري النشأة والتفكير ومنحاز لطبقتي، وقد اخترت بملا ارادتي هذه الطريق.

إن أول ما يفكر فيه البروليتاري الواعي مثلي هو محاولة الفهم العميق للواقع كما هو وبدون مسلمات مسبقة، أي التحليل الملموس للواقع الملموس. ومن أبرز محددات هذا الواقع هي البنيات التحتية الاقتصادية، لذلك تجد أبرز دراساتي للواقع تهم الواقع الاقتصادي وسيرورته محليا وعالميا، وعلى أساس تحليل هذا الواقع الاقتصادي أتمكن من فهم أطراف الصراع الطبقي. وأهم أطراف الصراع الطبقي هي البرجوازية المهيمنة والبروليتارية المرتبطة بها والمغتربة تحت وطأة استغلالها واضطهادها من طرف البرجوازية مالكة وسائل الإنتاج.

لاستكمال دراسة الواقع الاقتصادي المحدد للبنيات الفوقية الأيديولوجية والقانونية والثقافية والسياسية، أحاول أن أدرس أطراف الصراع السياسي كما يبلورها واقعها الاقتصادي دون أن أسقط عليها ما حفظته من شعارات شيوعية سواء في الكتب أو في الحلقات الجامعية كما تفعل. ان تحديد أطراف الصراع السياسي والسلوك السياسي لكل طرف على حدة من أجل فصل ما هو جوهري عما هو ثانوي وفهم مصادر هذا الجوهر في علاقاته الديالكتيكية، يجعلني أحدد بكل دقة فهمي للإشكالية موضوع البحث، ويمكنني آنذاك في مرحلة لاحقة أن أقترح المهام النضالية أو التكتيكات اللازمة التطبيقية التي يمكن من خلال تراكم استراتيجي معين تغيير الواقع.

بخصوص نقطتك النقدية بأنني تناولت موضوع أزمات الشرق الأوسط من منظور ديني شيعي بدلا من منظور مادي تاريخي، فهمت أنك مغرق في المثالية وتقرأ دون أن تفهم، وتريد من جميع الناس ان تفكر وتحلل مثلك، أي أن تحفظ عن ظهر قلب "قوالب تحليلية مادية تاريخية معينة" تم تعمل على وضع كافة القضايا التي تحللها داخل تلك القوالب، وبالتالي تخرج من العملية مرتاح البال مطمئن بأنك متمركس مادي تاريخي التحليل، وأن لا أحد يضاهيك في ماركسيتك اللينينية، بل تتهم كل من لا يفعل مثلك بالتحريفية والانتهازية وبالبرجوازية الصغرى وبالمثالية. مع الأسف السيد شركت، لقد سقطت على رأسك بدلا من أن تمشي على رجليك، في حين أن الرفيق كارل ماركس بدل مجهودا لقلب الفيلسوف العظيم هيغل الذي كان يمشي على رأسه لكي يجعله يمشي على قدميه. إن كارل ماركس عندما شرع في دراسة الرأسمالية في كتابه رأس المال لم ينطلق من أية خلفية مسبقة، بل شرع في دراسة أبسط حلقة في الرأسمالية وهي البضاعة كمنتوج مادي ملموس تنبثق عن العشرات من العلاقات الديالكتيكية، ومع تتبع حلقات الإنتاج تمكن من فهم مادي عميق للبنيات الاقتصادية التحتية، وانطلاقا منها استطاع استخلاص محددات البنيات الفوقية وسياقاتها. أنصحك بقراءة كتابي حول كارل ماركس والذي تجد نسخة منه بدون جداول أو بيانات في الحوار المتمدن على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=489025

خطأك السيد شركت هو أنك تنطلق من مخطط مسبق في ذهنك لكي تسقطه على الواقع، وهذا بالضبط ما يجعلك مثالي التفكير ولا علاقة لك بالمادية الجدلية والمادية التاريخية. بل منهجيتك تشبه الى حد كبير منهجية الملك بروكست اليوناني الذي كان يقطع ارجل وأيدي ورؤوس ضيوفه لكي تتناسب أجسامهم مع سريره المعروف "بسرير بروكست". في موضوعي الذي عملت على انتقاده، لم تنتبه إلى أنني اقتصرت على وصف الواقع كما هو في بلدان الشرق الأوسط بمختلف التيارات الدينية والاثنية الرمزية القائمة فعلا والتي لها تأثير قوي على نمط تفكير الجماهير الشعبية الكادحة وتخرجها بالتالي من قوالبك الجاهزة. وحتى وان كانت هناك قوى بروليتارية واعية وعدد من حاملي الفكر الشيوعي البروليتاري فتبقى مع ذلك أقليات ضعيفة من الصعب وقوفها في مجه ذلك السيل الجارف من الفكر الظلامي الخرافي المسيطر سياسيا والموظف في خدمة الطبقات الحاكمة وبالتالي خدمة الامبريالية المهيمنة بدون شريك.

إذن ما العمل لمواجهة مثل هذا الواقع بتعقيداته المتشابكة؟ إن أفضل منهجية هي دراسة أطراف الصراع الطبقي دراسة متأنية وبدون قوالب جاهزة بل دراسة الواقع الملموس كما هو، سواء بالنسبة لاستراتيجية البرجوازيات المهيمنة وايديولوجياتها ومخططاتها وعلاقاتها مع القوى الامبريالية، أو بالنسبة لاستراتيجية وأساليب مقاومة الجماهير الشعبية في حدود نمط تفكيرها ووسائلها.

سأواصل معك في ما يلي المهمة التي لم أتممها في المقال اليتيم الذي تمكنت من قراءته قراءة سطحية، وذلك من خلال قراءة متأنية لكيفية افلاس الدولة البرجوازية الشرق الأوسطية والخلفيات الاستعمارية التي قادت نحو ذلك الإفلاس.

افلاس الدولة البرجوازية في الشرق الأوسط

ولدت الدولة البرجوازية قسرا في الشرق الأوسط وتمت المحافظة عليها بل ومضاعفتها أربع مرات، خلال المائة سنة الماضية. لكن البرامج الديموقراطية البرجوازية وميولات البرجوازيات الوطنية إلى الوحدة القومية أقبرت وتم دفنها. ومع الأسف تم وضع "شعوبها" تحت نيران القمع أو تعبئتهم من أجل الدفاع بالوكالة عن المصالح الامبريالية وتحويلهم الى دروع بشرية في مواجهة نيران المدافع.

أن ولادة الدولة البرجوازية الجديدة في الشرق الأوسط تتم حاملة معها خطيئتها الأولى، فحدودها الترابية غير متناسقة، حيث تتشكل من خلال تجميع فوضوي من مختلف الديانات والاقتصاديات والثقافات. كما أن هذه الحدود تظل حدودا مصطنعة تتضمن أقليات مقسمة عبر حدود البلدان المجاورة؛ كل هذا لا يمكنه الا أن يؤدي إلى تفكك حتمي وإلى مواجهات متواصلة في الزمن حيث ينفجر الصراع على أساس ديني عرقي لغوي وليس على أساس اقتصادي طبقي.

وتتمظهر أزمة الدولة البرجوازية في الشرق الأوسط من خلال تعدد الأوطان المصطنعة، وانقسام الإثنيات والديانات وتساكنها في كانطونات وجدت قسرا لخدمة المصالح الامبريالية المنتصرة. فالديانات الثلاث الأساسية نجدها تنقسم هنا الى طوائف متعددة، وإلى نزاعات داخلية وخارجية متواصلة، فهناك الشيعيون والسنيون والمارونيون والمسيحيون الأرثودوكس والأقباط والعلويون، ... الخ. وهناك أقليات لغوية مهمة وشعوبا أصلية متعددة لا أرض لها مثل الأكراد والأرمن والفلسطينيين وحاليا السوريين اللاجئين.

خلال الحرب العالمية الأولى انهارت الإمبراطورية العثمانية وكنوزها التي كانت تسيطر على المنطقة لمدى سبعة قرون، كما حدث انهيار للموقع الاستراتيجي للشرق الأوسط (كصلة وصل بين الشرق والغرب، وبين أوروبا وافريقيا، قناة السويس، مضيق الدردنيل) وهو ما كان يثير أطماع القوى العظمى، حتى قبل أن يتم اكتشاف البترول في هذه المنطقة، ويتم الانتباه الى احتياطاته الهائلة. وعن طريق مقاومة التهديد الذي كانت تشكله الامبرياليتين ألمانيا وروسيا، ورغم التنافس القائم بين الامبرياليتين البريطانية والفرنسية، فإن هاتين القوتين هما من حدد الأشكال النهائية للدول البرجوازية الناشئة في المنطقة: سوريا والعراق ولبنان والأردن وايران والعربية السعودية، والمحمية الفلسطينية، فقد تم رسم حدود هذه الدول من طرف القوتين الامبرياليتين المنتصرتين، وظل كل طرف منهما يراقب في نفس الوقت شركائه ومنافسيه السابقين بحذر. راجع في هذا الصدد مقالي حول تطور القضية الفلسطينية في مقال تحت عنوان "لا خيار يعلو على صوت المقاومة" في الحوار المتمدن على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=491827

هذه "الدول البرجوازية الجديدة" المؤسسة على قواعد شاده، أصبحت تشكل بؤرا خصبة لعدم استقرار ساكنتها وموضوعا للنزاعات اللاحقة، ليس فقط بسبب الصراع الدائر بين القوى العظمى، وإنما أيضا، بسبب الصراع الجهوي القائم بينها أيضا. وقد وقف ذلك دائما وراء نزوحات مكثفة للسكان، بحجة ضرورة تشكيل وحدات وطنية متجانسة، وهو ما يشكل تغذية متواصلة للعنف بين الأديان وبين الطوائف، والتي أصبح اليوم على شعوب المنطقة أن تتحمله. فهذا العنف أخذ ينتشر بشكل أكثر فأكثر خطورة: فالسنيون قاموا ضد الشيعة، والمسلمون ضد اليهود، والمسيحيون ضد المسلمين، وطوائف أخرى أقدم كانت تعيش في سلام في الماضي، لكنها أصبحت اليوم تكشر عن غضبها اتجاه الامبريالية. كما تحولت المنطقة برمتها الى بؤرة لعنف الأنظمة الشمولية والاستبداد الشرقي، وللنزاعات الدينية، وللإرهاب وقانون الأقوى. ويشكل كل هذا دليل إضافي على أن لا حلول سلمية في ظل البربرية الرأسمالية، ما عدا الثورة الشيوعية. ومع وعد بلفور في نونبر سنة 1917، قدمت بريطانيا دعمها لإقامة مستوطنة صهيونية امبريالية بفلسطين؛ والتي تم اعتمادها كحليف محلي ضد منافسي بريطانيا الامبرياليين الكبار. وفي ظل الصراع العدواني العسكري الدموي مع القادة العرب تشكلت الدولة الصهيونية. كما أخذت الولايات المتحدة الأمريكية المستفيد الأكبر من الحرب العالمية الأولى، تحل محل بريطانيا تدريجيا كأول دركي عالمي وأصبح وجودها بديهيا في الشرق الأوسط.

في هذه الحقبة، كان الأتراك، والفصائل العربية والصهاينة يتأرجحون بين التبعية للإمبرياليتين البريطانية والألمانية؛ وقد اختارت الأغلبية الانحياز لألمانيا. ورغم أهمية هذه المنطقة للقوتين العظمتين، الا أنها استبعدت نسبيا من دمار الحرب العالمية الثانية، وذلك نظرا لأن ساحات الحرب الرئيسية كانت توجد في أوروبا وفي المحيط الهادئ. وعلى العموم، فإن الحرب ستؤكد حقائق جديدة على الارض، فبريطانيا وفرنسا قادا حربا خاسرة مسبقا في الشرق الأوسط وأمكنة أخرى في العالم، ذلك أن التراتبية الامبريالية تمت زعزعتها مع بروز القوة الامبريالية الأعظم المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تعزز هذا الاتجاه مع انشاء دولة الكيان الصهيوني سنة 1949، والتي حصلت على دعم قوي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية (وأيضا من طرف الاتحاد السوفياتي في البداية)، وكان ذلك على حساب المصالح الوطنية البريطانية. لقد أضاف إقامة دولة أمة صهيونية في المنطقة على الأراضي الفلسطينية بؤرة جديدة للنزاع وحيث أدت هذه النشأة الى خلق إشكالية هائلة متواصلة للاجئين المبعدين بالقوة، والتي عمقت مع تضخمها، من حالة الحصار العسكرية المتواصلة. ان ازمة اللاجئين في المنطقة لا تشكل قضية فارغة كما يبدو لك السيد أحمد شركت، بل هي صلب معاناة شعوب المنطقة من الامبريالية والصهيونية منذ اتفاقية سايس بيكو لسنة 1916. ان قيام الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المغتصبة هو بدون شك أحد الأمثلة الأكثر وضوحا عن كيفية نشوء الدول البرجوازية الجديدة في ظل التهالك الرأسمالي والتي لا تتحقق سوى بالحرب، كما تعيش عن طريق الحرب وتعيش ساكنتها في خوف متواصل من الحرب ومن مقاومة أصحاب الأرض الأصليين.

إن فصلا امبرياليا جديدا انطلق عندما أصبح الشرق الأوسط رهينة للحرب الباردة بين الكتلتين الامريكية والسوفياتية والتي تعمقت بعد الحرب العالمية الثانية حيث عرفت العديد من المواجهات العسكرية بالوكالة عن القوتين العسكريتين العظيمتين. وهكذا، وخلال الحربين الإسرائيلية - العربية لسنوات 1967 و1973، اصطدم المعسكران بالوكالة، وحيث حققت إسرائيل انتصارات ساحقة قلصت بشكل كبير من قدرة الاتحاد السوفياتي على المحافظة على مركز ثقلها الاستراتيجي في الشرق الاوسط، وخصوصا في مصر في عهد جمال عبد الناصر. وفي نفس الوقت، انطلقت مع عقد السبعينات ومع بداية عقد الثمانينات، مظاهر البذور الأولى للنزاعات متعددة الأقطاب الامبريالية وذات الانعكاسات الكارثية على منطقة الشرق الأوسط. وهي المرحلة التي ستعقب انهيار التحريفية السوفياتية وكتلتها الشرقية وبالتالي الثنائية القطبية.

لقد شكل اسقاط شاه ايران سنة 1979 انتصارا لنظام رجعي يميل نحو التحرر من هيمنة الكتلتين لكنه تمكن من تصفية الحركة العمالية الإيرانية التي كانت في أوج صعودها. لكن محاولة الاتحاد السوفياتي الاستقواء عن طريق استغلال التوازن الجديد المنبثق عن اسقاط نظام شاه إيران الدركي القديم للإمبريالية الغربية عبر محاولته احتلال أفغانستان سنة 1980، مما أدى الى جره نحو حرب استنزافية طويلة عبر تغذية الإسلام السياسي في أفغانستان مما شكل احد العوامل المساهمة في انهياره. وفي نفس الوقت، وعن طريق تفضيل تطوير المجاهدين الإسلاميين، بما في ذلك النواة التي ستشكل منظمة القاعدة في ما بعد من أجل محاربة الاحتلال الروسي، فإن الامبريالية الأمريكية والبريطانية والباكستانية كانت تعمل صناعة وحش ظلامي دموي سيتعاظم خطره منذ ذلك الحين. وخلال هذه الفترة، باشرت الامبريالية الأمريكية سحب قواتها من لبنان، تحت ضربات المقاومة طويلة النفس للبنانيين ضد القوات الصهيونية والأمريكية معا، كما شهدت هذه الفترة صعود نجم حزب الله وحركة حماس بدعم من ايران وسوريا.

وخلال هذه الحقبة بدأنا نلمس بدايات تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية كقوة امبريالية عالمية وحيدة، والتي هي في نفس الوقت مقدمة للتفكك والتعدد الامبريالي الحاصل حاليا. وبارتباط مع انهيار كثلة التحريفية السوفياتية سنة 1991، حصل تفكك موازي في التحالفات القائمة حول الولايات المتحدة الامريكية وبداية مرحلة استقلالية وتسابق استراتيجية كل امبريالية على حدة. وقد حاولت الولايات المتحدة الامريكية مواجهة هذه الوضعية الجديدة بقوة، تارة عن طريق تجميع حلف دولي من اجل إطلاق حرب الخليج لسنة 1990-1991، والتي أدت إلى مقتل حوالي نصف مليون عراقي (دون أن تتمكن من اسقاط نظام صدام حسين). لكن حقيقة استقلالية القوى الامبريالية عن بعضها البعض كان قويا جدا وأبان على أن تراجع الهيمنة الامريكية لا عودة فيه. وبعد أحداث 11 شتنبر 2001، أطلق المحافظون الجدد الاناجلة لمصلحة الامبريالية الامريكية حربا جديدة في أفغانستان ثم في العراق، بتبريرات مفبركة، متخذة طابع حرب صليبية ضد الإسلام، مغذية بذلك نيران الأصولية الإسلامية.


انزلاق الدول البرجوازية الشرق أوسطية نحو البربرية

في سوريا اليوم، هناك حوالي مائة مجموعة تقاتل نظام بشار الأسد كما تتقاتل فيما بينها، وكلها أو بعضها مسيرا من طرف قوى جهوية أو دولية. "الدولة البرجوازية" الجديدة، المسماة بالدولة الخلافة الإسلامية، بتوجهاتها الإمبريالية الخاصة، ودروعها البشرية، وغطرستها ولاعقلانيتها، هي في نفس الوقت تعبيرا بحد ذاته عن اتجاه الرأسمالية نحو الانهيار وانعكاسا لأزمة كافة القوى الكبرى التي وقفت وراء نشأتها بشكل أو بآخر. فالدولة الإسلامية البرجوازية تنتشر حاليا في مناطق متعددة، كما انشأت فروعا جديدة لها في افريقيا، كبوكو حرام في نجيريا. وتتنافس الدولة الإسلامية البرجوازية مع الطالبان في أفغانستان، والتي تنشر الرعب في منطقة هلمند، التي كانت لمدة طويلة قاعدة الجيش البريطاني. لكن اذا ما تم القضاء على الدولة الإسلامية، فستستبدل مباشرة بمجموعات أخرى من الجهاديين، مثل جبهة النصرة، التي تشكل أيضا احد فروع القاعدة. إن الفصل الثاني من الحرب "على الإرهاب"، كما كان الأمر بالنسبة للفصل الأول، لن يعمق سوى المزيد من الإرهاب القائم الان في الشرق الأوسط مع إمكانية تصديره نحو قلب البلدان الرأسمالية الامبريالية من جديد.

إن تحكم نمط التفكير المثالي وتعدد الاثنيات والديانات والطوائف لا يساعد على تشكل نمط تفكير بروليتاري طبقي أممي من شأنه توحيد الطبقة العاملة لخدمة مصالحها في القضاء على النظام الرأسمالي والدولة البرجوازية والنظام الطبقي ومن أجل مجتمع شيوعي. لكن كما يؤكد ذلك التحليل الملموس للواقع الملموس في البلدان البرجوازية للشرق الأوسط، ان الصراع الطبقي يجب ان ينطلق أيديولوجيا ضد الفكر المثالي الغيبي والتحول نحو الفكر المادي العلمي من أجل خلق قاعدة طبقية بروليتارية تنهي عهد الاستبداد الشرقي وتحكم الامبريالية في المنطقة.

ان احدى خصائص العدد المتزايد من الحروب في الشرق الأوسط سببه عودة الامبريالية الروسية على المستوى العسكري وتزويد الأطراف المتصارعة بالأسلحة اللازمة، وعن طريق تغطية أيديولوجية تتمثل في قيم الإمبراطورية القيصرية الروسية القديمة. خلال الحرب الباردة، تمكنت الامبريالية الغربية من طرد روسيا من مصر ومن الشرق الأوسط عموما، لان قوتها الاقتصادية والعسكرية كانت قد خارت. أما الآن، فتظهر روسيا، ليس على رأس كتلة منسجمة كما كان شأن الاتحاد السوفياتي في الماضي (فلا يوجد الى جانب روسيا سوى بضعة جمهوريات مصابة بالأنيميا وحيث تشكل أكرانيا مثالا على هشاشة هذه الجمهوريات) ولكن روسيا كقوة تقاوم تحللها الذاتي وتحاول اقامة امبرياليتها على أساس "الهوية" الوطنية. ان ضعف روسيا انفضح في محاولتها اليائسة لإقامة قاعدة عسكرية في سوريا، وهي الأهم بالنسبة لها في الخارج. كما أن هناك عامل آخر عمق هذا الضعف تمثل في التقارب الحالي بين الولايات المتحدة وإيران، وهو التقارب المرتبط بالاتفاق المبرم حول الإنتاج النووي سنة 2015. لكن هذا الاتفاق يعبر أيضا عن ضعف أساسي يخترق استراتيجية الإمبريالية الأمريكية ويعتبر مصدرا لتوترات مهمة بين الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين في المنطقة، مع كل من إسرائيل والعربية السعودية. مهما كانت الزاوية التي ننظر منها، فقد أصبح من المستحيل إيجاد حلول ناجعة لفوضى الامبريالية وأزمتها في الشرق الأوسط.

ويظهر أن مصالح تركيا في المنطقة تزيد الوضع القائم تعقيدا، والتي لم تتردد في صب الزيت على نار الحرب المستعرة. فحربها على الاكراد لن تكون لها نهاية نتيجة تزايد واحتدام مقاومة الاكراد واستفادتهم من انهيار النظامين العراقي والسوري، وتحاول تركيا أن تثير بعض حلفائها ضد الآخرين، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا وأوروبا. وقد رأينا كيف تراجعت علاقات تركيا مع روسيا نتيجة اسقاطها لطائرة روسية مقاتلة، ثم لجوؤها الى مبرر هجومها على الدولة الإسلامية من أجل الاغارة على القواعد الكردية في روجافا فقط. الى جانب كل هذا هناك مساهمة العربية السعودية والتي هي كما هو معروف حليفة للولايات المتحدة ولبريطانيا، لكنها تشكل في نفس الوقت صندوقا لتمويل مهم بالنسبة لمختلف العصابات الإسلامية في المنطقة، بفضل تصدير ليس فقط الأيديولوجية الوهابية ولكن أيضا الأسلحة والأموال.

وتشكل العربية السعودية فزاعة وهابية قادمة من تاريخ سحيق. فمع انهيار سعر برميل النفط، أصبح الاقتصاد السعودي ملغوما أثر بقوة على مداخيل ثروتها الوحيدة، والذي سيتم تعميقه من طرف ايران بعد رفع الحظر الاقتصادي عنها (حيث يشكل البترول ليس فقط عامل ضبط اقتصادي وانما كسلاح امبريالي) وتخشى السعودية أن تصبح التيوقراطية البرجوازية الإيرانية المنافسة من جديد دركي الشرق الأوسط بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية كما كان الأمر في عهد شاه ايران البائد، بعد ابرام معاهدتها الأخيرة مع الولايات المتحدة الامريكية. وقد حاول النظام السعودي استفزاز ايران لجرها نحو حرب محتملة وبالتالي تغيير موقف الولايات المتحدة، وذلك عند قيامه بإعدام الزعيم الشيعي المعارض الشيخ النمر النمر، وآخرون عبر قطع أعناقهم في اليوم الأول من سنة 2016، وهو ما تجاهلته كافة الصحف الغربية. ان هذا الاستفزاز المخطط له ضد ايران يفضح أيضا نوع من اليأس و ضعف النظام السعودي والخوف من أن تستفحل هذه الوضعية وتصبح خارج التحكم. إن السلوكات الأخيرة للنظام السعودي تؤكد من جديد على تناقض توجهات ومصالح واستقلالية استراتيجية كل قوة اقليمية على حدة وصعوبة احتوائها من طرف القوى الامبريالية العظمى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

هناك السيرورة المتصاعدة لمجموعة أخرى من التناقضات الى جانب ما سبق، خاصة فيما يتعلق بالتنافس الإيراني العراقي الحاد، مع ما يرتبط بذلك من آفاق تعميق الحرب الدينية والاثنية، واتساع نطاق المذابح والعسكرة بكامل المنطقة، بتوتراتها المتعددة وهشاشة التحالفات المؤقتة المتسعة. كما أن هناك اشتباكات مماثلة أخرى خاصة في مصر والتي تمولها السعودية الوهابية في اطار تناقضاتها مع الاخوان المسلمين ومحاولتها للحفاظ على نفوذها الديني داخل مصر، وكل هذا من شأنه ان يتعمق في المستقبل في ظل غياب شبه التام لطليعة الحركة العمالية الحاملة للفكر الاشتراكي.

أما الدولة الأمة في لبنان والتي سبق أن تعرضت للتمزيق الامبريالي عبر طوائفها المتعددة الأحلاف خلال عقد الثمانينات، واستهداف طليعة الحزب الشيوعي اللبناني كمهدي عامل وحسين مروة من طرف القوى الظلامية والصهيونية والامبريالية؛ وحيث ان التوترات ستتزايد داخل هذه الدولة الطائفية الهشة خاصة في ظل التهديدات الصهيونية واستمرار التهديد بشن الحرب ضد الفصائل الفلسطينية المقاومة وضد حزب الله في لبنان.

تجدر الإشارة أخيرا إلى الدور المتزايد للصين، حتى وان كانت بؤر نزاعاتها الامبريالية (مع الولايات المتحدة واليابان وآخرون) توجد في الشرق الأقصى. وحيث سبق للصين أن برزت كحليف ضمني للاتحاد السوفياتي في نهاية الأربعينات والخمسينات، فإنها بدأت تتخذ مسارا مستقلا منذ عقد الستينات (القطيعة الصينية السوفياتية)، والتي قادت بسرعة الى تفاهمها مع الولايات المتحدة خصوصا بعد وفاة ماو تسيتونغ سنة 1975 وانتقالها نحو المعسكر الرأسمالي. لكن، منذ عقد التسعينات، أصبحت الصين تشكل قوة اقتصادية امبريالية عالمية ثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية. وقد أدى ذلك فعلا الى اتساع طموحات الصين الامبريالية، ويمكن ملاحظة ذلك في جهودها المبذولة من أجل اختراق عدد من البلدان الافريقية. بالنسبة لتوجهات الصين الراهنة، فيبدوا أنها تتجه نحو العمل جنبا الى جنب مع الامبريالية الروسية في الشرق الأوسط، خاصة من أجل وقف المحاولات الامريكية لتدجين سوريا وإيران، لكن قدراتهما على خلق المزيد من الفوضى والتفكك في التوازن الامبريالي العالمي قوى جدا.

إن ظهور الدولة البرجوازية الذي انطلق على أسس سوسيولوجية وأخرى أيديولوجية واقتصادية منذ أواخر القرن الخامس عشر، وعرفت أوجها في نهاية القرن التاسع عشر، كان يتسم بنزعة تطورية تقدمية رغم طابعه التوسعي الاستعماري. لكن مع دخول الدولة البرجوازية مرحلة الامبريالية

مع بداية القرن العشرين بدأت طبيعة هذه الدولة تتحول من الايجاب نحو السلب، ففي سنة 1900 كانت هناك حوالي أربعين دولة مستقلة، وفي بداية عقد الثمانينات ارتفع عدد الدول البرجوازية المستقلة الى 170 دولة، وحاليا هناك 195 دولة برجوازية. وكان آخر دولة برجوازية تم تشكيلها هي دولة السودان الجنوبية، وقد تم الاعتراف بها، كما لقيت دعما من "المنتظم الدولي". لكن هذه الدولة انهارت اقتصاديا واجتماعيا بسرعة مباشرة بعد تأسيسها وانفصالها عن السودان. وهذا معناه أن المسار الذي تسير فيه الدول البرجوازية في ظل أزمة المنظومة الامبريالية الهرمية العالمية ونمط الإنتاج الرأسمالي المحتضر، هو تعبير صارخ عن تفكك وانحلال النظام البرجوازي المهيمن بدون شريك. ولادة الدول البرجوازية الجديدة خلال القرن الواحد والعشرين لن يشكل تعبيرا عن عنفوان وشباب النظام الرأسمالي بل على العكس من ذلك يعبر عن مأزق النظام حيث تولد ضعيفة وعقيمة ومقيدة داخل شبكة امبريالية لا فكاك منها، تزودها بأجهزة القمع الداخلي(وزارة الداخلية والأجهزة السرية والجيش) ثم العسكرة الخارجية عبر العهود والمواثيق الدولية وبروتوكولات الدفاع المشترك، واستزراع المستشارين الأجانب والقواعد العسكرية للقوى الامبريالية الكبرى، إضافة الى برقرطة الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية والتي يتم بواسطتها خنق الحياة السياسية تماما كما يحدث عندنا في المغرب.

جميع الدول البرجوازية اليوم تحاول دغدغة النزعة الوطنية لتعبئة الجماهير الشعبية لخدمة مصالح البرجوازية الحاكمة وتدبير أزماتها ونقلها على كاهل الطبقات الاجتماعية المسحوقة. بل أصبحت النزعة الوطنية وسيلة يتم اللجوء اليها لإخفاء التطلعات الامبريالية للبرجوازية المهيمنة. وتستعمل النزعة الوطنية كوسيلة أيديولوجية لتعبئة الجماهير الشعبية لخوض الحروب بالوكالة محسوم في أمرها مسبقا لخدمة مصالح الامبريالية والطبقة البرجوازية الحاكمة، بينما تشكل مجزرة رهيبة للملايين من الكادحين الابرياء. إن العسكرة والحرب بالنسبة للدول البرجوازية تشكل وسيلة أخرى لتفريغ الازمات الداخلية والخارجية وتشويه الفكر البروليتاري وأسلوبا للمحافظة على استمرارية نفس النظام. إن كل أمة وكل نموذج دولة برجوازية، وكل نزعة وطنية وكل هوية اثنية أو دينية أصبحت تشكل تعبيرا مباشرا لخدمة مصالح الامبريالية.

لقد ابتدأنا باستعراض الطبيعة الرجعية للدولة البرجوازية في منطقة الشرق الاوسط، وحيث كانت الدولة البرجوازية عند نشأتها في الماضي تعبيرا عن التقدم، بينما أصبحت اليوم ليس فقط عرقلة أمام تقدم الإنسانية وانما تهديدا لاستمرار وجود النوع البشري نفسه. فالانفجار الداخلي لدولتي سوريا والعراق، أرغم الملايين من الناس على الهروب من الحرب كلاجئين وتفادي الانخراط تحت هيمنة هذا الجانب أو ذاك. ثم إن ولادة الدولة البرجوازية الإسلامية، والمشروع الوطني البرجوازي لجبهة النصرة، والدفاع الوطني البرجوازي للشعب الكردي، تشكل أيضا تعبير عن انهيار نموذج الدولة البرجوازية. فالدولة البرجوازية والمنظومة الامبريالية التي تسندها لم يعد لها شيء آخر تمنحه لساكنة هذه المناطق سوى البؤس والموت. وليس هناك من علاج لتفكك وانحلال دول الشرق الأوسط البرجوازية في قلب الرأسمالية حيث يظل بقائها الافتراضي مؤقتا.

في مواجهة كل ذلك، يعتبر من الحيوي أن أن تنهض الطبقة البروليتاريا المنظمة وأن تطور نمط تفكيرها وايديولوجيتها ومصالحها الخاصة ضد مصالح الدولة البرجوازية. كما أن الطبقة العاملة الواعية في البلدان الرأسمالية المركزية المتقدمة تمسك بمفاتح الثورة البروليتارية، أخذا بعين الاعتبار الضعف المبالغ فيه لبروليتاريا مناطق الحرب في الشرق الأوسط. وإذا كانت البرجوازية تعمل على اخضاع الطبقة العاملة في قلب البلدان الرأسمالية لضغط إيديولوجي متواصل عبر يمينها المتطرف وتنظيماتها الفاشية واعلامها المأجور في مواجهة قضايا اللاجئين والإرهاب المفبرك لإثارة النزعة الوطنية، فإنها لا زالت لا تجسر على تعبئتها بشكل مباشر من أجل خوض حرب واسعة النطاق. إن الطبقة العاملة تبقى هي أكبر منقد وتهديد في مواجهة النظام الرأسمالي. لكن لا زال على هذه الطبقة أن تتمكن من تحويل هذه الامكانية الى حقيقة واقعية. فمصالح البروليتاريا تعتبر أممية، كما أن الدولة البرجوازية ليست اطارا صالحا لاستمرار الحياة الإنسانية، بل تشكل جزءا أساسيا من الأزمة، لذلك على الطبقة العاملة ان تتحد عالميا من أجل نفس الهدف وهو اسقاط النظام الرأسمالي لإنهاء عهد البربرية ومن اجل الاشتراكية وعالم آخر ممكن.

خلاصة القول السيد أحمد شركت، فإن نقدي لنقدك البئيس ليس ترفا أو مجابهة أو مزايدة سياسية، لقد علمت للتو أن عمرك لا يتجاوز نصف عمري، ان حواري معك هو قبل الماركسية اللينينية وقبل نمط التفكير البروليتاري الصحيح، هو حوار مع طالب جامعي مبتدئ وحتى مع ماركسي لينيني مبتدئ. وقد أردت أن أوضح لك من خلال هذا الحوار أن الخفة الزائدة في التحليل والانطلاق من قوالب جامدة مثالية خاطئة لن تذهب بك بعيدا في حياتك العلمية أولا ثم في حياتك السياسية ثانية، وأن استمرارك في نفس الطريق ستجعلك بعد بضعة سنوات ترتمي في احدى الاحزاب الرجعية لخدمة مصالح وتطلعات انتهازية برجوازية صغرى. لقد كان الامر كذلك مع العديد من الراديكاليين السابقين من أمثال أحمد حرزني المؤسس لمنظمة ج لنخدم الشعب الماوية واختار لنفسه الثورة المسلحة وكان ينعث مناضلي الى الأمام آنذاك من أمثال عبد اللطيف زروال بالتحريفية والاصلاحية والبرجوازية الصغرى. لكن أحمد حرزني انقلب رأسا على عقب مع بداية عقد الثمانينات من القرن العشرين. نفس الشيء حدث مع ابراهام السرفاتي رغم نضاله السابق في منظمة الى الأمام ومعاناته الطويلة مع السجون، لكنه لم يحترم تاريخه النضالي فارتمى في مزبلة التاريخ، وهو ما وصفه الرفيق عزيز المنبهي بالموت الأخير للسرفاتي. فأين أنت السيد شركت من كل هؤلاء؟



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت
- حزب الله حركة ثورية وطنية ضد الصهيونية والامبريالية والرجعية
- تحية للمرأة المغربية المناضلة
- الشبكة المغربية الديموقراطية للتضامن مع الشعوب
- الاستهداف الامبريالي – الرجعي لشعوب دول الشرق الأوسط وشمال ا ...
- نداء السنة الجديدة 2016 الى كافة الرفاق والرفيقات
- سياسة الميزانية لسنة 2016، مؤطرة مسبقا من طرف صندوق النقد ال ...
- هل كردستان العراق ضد كردستان سوريا (رجافا وكوباني)؟
- لا خيار يعلو على صوت المقاومة
- المتصرفات والمتصرفون يضيعون موعدا مع التاريخ خلال مؤتمرهم ال ...
- لا تحرر للمرأة من دون انعتاق المجتمعات من نمط الانتاج الرأسم ...
- كارل ماركس
- التنديد بمسؤولية المملكة العربية السعودية عن عدد من الانتهاك ...
- في ذكرى تأسيس الرابطة الدولية للعمال 28 شتنبر 1864
- 2016 سنة الاحتقان أم سنة تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي
- رسالة بنكيران التقشفية لميزانية 2016
- الميلودي موخاريق الامين العام للاتحاد المغربي للشغل يسيئ لمب ...
- الشباب والاشتراكية
- ازمة الامبريالية وتفكك الدولة الوطنية
- الحصيلة الحكومية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت الجزء الثاني