أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد السلام أديب - تحية للمرأة المغربية المناضلة














المزيد.....

تحية للمرأة المغربية المناضلة


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 08:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تقع مدينة أولوز بسوس العليا على السفح الجنوبي للأطلس الكبير، بمحاذاة واد سوس، واغلب مساحة المنطقة عبارة عن سهول خصبة بينما يتكون الباقي من مرتفعات جبلية. فأولوز يتمركز بشمال شرق إقليم تارودانت. حيت يبعد عنها بحوالي 82 كلم؛ وتعتبر المنطقة تابعة لعمالة تارودانت ولجهة سوس ماسة درعه.

تم الشروع في بناء سد أولوز في سنة 1985 هو سد واقع على واد سوس وتبلغ سعته 110 مليون متر مكعب من المياه ومعظم مياهه تأتي من جبال الاطلس الكبير ومن سد المختار السوسي. ويتواجد هذا السد في منطقة اولوز المعروفة بنشاطها الفلاحي كما عرف افتتاح مشروع سد سبت الكردان ومناطق من هوارة بمياه السقي كما ان هذا السد يعتبر مورد الحياة لمعظم فلاحي منطقة اولوز والفايض واداوكماض كما يعتبر مورد الموت لما يتسبب به من فياضانات في الفصول الممطرة.

وبدلا من ان يشكل بناء سد أولوز مصدرا لتنمية أوضاع الفلاحين الفقراء في المنطقة وتحسين معيشتهم، شكل على العكس من ذلك مصدرا لنهب أراضيهم وتشريد العديد من اسر الفلاحين الفقراء الذين كانوا يسكنون في الأراضي التي تحولت الى حقينة السد لتخزين مياهه، وذلك دون تعويض او إعادة إسكان الفلاحين الفقراء المنتزعة أراضيهم. كما اصبحت مياه السد تنقل عبر الانابيب نحو ضيعات كبار ملاكي الأراضي الفلاحية البعيدة عن المنطقة بعدما استنزفت الفرشة المائية بشكل خطير، بينما تحرم من هذه المياه أراضي الفلاحين الفقراء القريبة.

غير ان حدثا غير متوقع، مكن أراضي الفلاحين الفقراء القريبة من السد من مصادر مياه غزيرة نتيجة حدوث تشققات وثقوب في حقينة السد وهو ما قام الفلاحون الفقراء بمعالجته وتوزيعه على كافة أراضي الفلاحين الفقراء. لكن السلطات الفلاحية لم تقبل بهذا الوضع الذي يمنح استقلالية وتنظيم أكبر للفلاحين الفقراء ويجعلهم ينظمون انفسهم في مواجهة أي تدخل خارجي لتهديد استقرارهم ونهب أراضيهم.

في هذا الاطار تفتقت ذهنية الاقطاع والهيمنة عن فكرة جهنمية تتمثل في مفاوضة الساكنة الفلاحية لإقفال تلك الشقوق في الحقينة التي تتسرب منها مياه السد مقابل مد أراضي الفلاحين الفقراء بقنوات مياه معدنية يمكن أن يتم إيقافها او فتحها في أي وقت، مع فرض أنواع من الزراعات الموجهة نحو التصدير على الفلاحين الفقراء وهي الزراعات التي سيتحكم في تسويقها كبار ملاكي الأراضي الفلاحية طبقا لمخطط المغرب الأخضر، وبعبارة أوضح التحكم في مصير الفلاحين الفقراء من طرف كبار الاقطاعيين.

لكن الفلاحين الفقراء الذين استشعروا مخاطر هذا المخطط الذي سيضعهم تحت وصاية كبار الاقطاعيين ويدمر بالتالي امنهم الغذائي عبر الخضوع للإنتاج الوحيد الموجه نحو التصدير والذي سيدمير تنوع المغروسات في المنطقة والتي كانت تشكل وحدة الانسان والطبيعة في المنطقة طيلة قرون من الزمن، سينتفضون إذن ضد المخطط رغم ضغوطات السلطة ومحاربتها لهم عبر كافة الاشكال القانونية وغير القانونية والتي بلغت درجة تدمير زراعاتهم عنوة لدفعهم الى بيعها الى الاقطاعيين ومغادرة المنطقة. لكن مقاومة الفلاحين الفقراء لمنطقة اولوز الصلبة أصبحت مضربا للامثال وداع صيتها حتى خارج البلاد مما دفع بالعديد من المهتمين الأجانب الى زيارة المنطقة وتقديم الدعم التضامن لهم.

وفي خضم هذا الزخم النضالي برزت المناضلة كلتوم ايد عبد الله أخت الشهيد حسن اد عبدالله المؤسس لحركة الفلاحين الفقراء في المنطقة منذ عقد الثمانينات من القرن العشرين، كقائدة نقابية لنضالات الفلاحين الفقراء. كما برزت الى جانبها العديد من النساء الفلاحات المناضلات الأخريات.

لكن السمة البارزة لهؤلاء المناضلات هو كونهن في نفس الوقت فلاحات صغيرات يتعهدن اراضي صغيرة لا تتجاوز مساحتها الهكتار الواحد، لكن نظرا لضعف مداخيلهن المتأتية عن انتاجهم الفلاحي الهزيل فإنهن يتحولن الى عاملات زراعيات برغبتهن في أراضي كبار الاقطاعيين في المنطقة، ولو بأجور زهيدة جدا لا ترقى حتى للحد الأدنى للأجور المطبق في المدن. لكن هذه الاستماتة هي من أجل المحافظة على اراضيهن وعدم الاقدام على بيعها للإقطاعيين.

ومعلوم أن جل هؤلاء الاقطاعيون الكبار جاؤوا الى المنطقة انطلاقا من مدن أخرى، أغلبيتهم قريبون جدا من مربع السلطة، واستطاعوا الاستحواذ على العديد من القطع الأرضية الصغيرة للفلاحين الفقراء، شكلوا بواسطتها ضيعات كبيرة رأسمالية منتجة لعدد من المنتوجات الفلاحية القابلة الى التصدير نحو أوروبا كالحوامض على سبيل المثال. وهذهالمنتجات بالمناسبة مستهلكة للكثير من المياه الجوفية مما جعل أساليب استخراجها تستنزف بشكل خطير الفرشة المائية وبالتالي تعريض الكثير من أراضي الفلاحين الفقراء الى الاجتفاف وبالتالي الى التحول الى عمال زراعيين أو الإسراع ببيع أراضيهم والانتقال نحو المدن للعمل في الورشات الصناعية او الحرفية.

وتعتبر عملية حرمان الفلاحين الفقراء من مياه الري وسيلة مثلى لدفع هؤلاء الى بيع أراضيهم والتحول بالتالي الى عمال زراعيين في ضيعاتهم بأجور زهيدة، علما بأن لجوء هؤلاء الاقطاعيين الرأسماليين المتزايد الى مكننة الإنتاج الزراعي يقلص بشكل كبير من عدد العمال الزراعيين، إضافة الى أن أغلبية عائدات الزراعات المصدرة الى الاتحاد الأوروبي خاصة يتم ايداعها في الابناك الخارجية، وهذا ما يضرب في الصميم الاقتصاد المغربي سواء من حيث انهيار الامن الغذائي أو من حيث استنزاف الفرشة المائية أو من حيث عدم استفادة البلاد من عائدات المنتجات المصدرة.

هذا هو إذن الخطر الذي تأسست على أساسه نقابة الفلاحين الصغار، لمكافحة الاقطاعيين والسلطات المحلية الموالية لهم والتي تبدل كافة الجهود لتحقيق أهدافهم الهيمنية. وتتصدر صورة المرأة النقابية الفلاحة والعاملة الزراعية واجهة النضال ضد هذا الخطر المدمر في ظل غياب تام للأحزاب والمركزيات النقابية التي لا تفعل سوى مباركة السياسات اللاشعبية واللاديموقراطية واللاوطنية. فتحية للمرأة المغربية المناضلة السائرة على خطى الشهيدة سعيدة المنبهي.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبكة المغربية الديموقراطية للتضامن مع الشعوب
- الاستهداف الامبريالي – الرجعي لشعوب دول الشرق الأوسط وشمال ا ...
- نداء السنة الجديدة 2016 الى كافة الرفاق والرفيقات
- سياسة الميزانية لسنة 2016، مؤطرة مسبقا من طرف صندوق النقد ال ...
- هل كردستان العراق ضد كردستان سوريا (رجافا وكوباني)؟
- لا خيار يعلو على صوت المقاومة
- المتصرفات والمتصرفون يضيعون موعدا مع التاريخ خلال مؤتمرهم ال ...
- لا تحرر للمرأة من دون انعتاق المجتمعات من نمط الانتاج الرأسم ...
- كارل ماركس
- التنديد بمسؤولية المملكة العربية السعودية عن عدد من الانتهاك ...
- في ذكرى تأسيس الرابطة الدولية للعمال 28 شتنبر 1864
- 2016 سنة الاحتقان أم سنة تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي
- رسالة بنكيران التقشفية لميزانية 2016
- الميلودي موخاريق الامين العام للاتحاد المغربي للشغل يسيئ لمب ...
- الشباب والاشتراكية
- ازمة الامبريالية وتفكك الدولة الوطنية
- الحصيلة الحكومية
- المسألة النقابية في المغرب والنضال العمالي
- اشكالية مطلب الزيادة في أجور العمال
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ...


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد السلام أديب - تحية للمرأة المغربية المناضلة