ثلاثسة اشحق دويتشر الجزء الاول الفصل الرابع :تعاون فكري

ياسير بلهيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 20:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

في الفترة التي ظهرت فيها مقالة "مهامنا السياسية " في غشت 1904 ، عرف الحزب تبدلات في خريطة موازين قواه بين المناشفة و البلاشفة ، فأولياء الاشتراكية الأوروبية و الألمانية انضموا إلى جوقة واحد ضد لينين ، واتهم هدا الأخير تروتسكي "بمفسد التنظيم " ،وإزاء دفع المناشفة في اتجاه الانشقاق ، بات تروتسكي مضطرا للعب دور معتدل مقربا بين وجهات النظر ،بغية المصالحة ليكتشف أن المناشفة الذين ساندهم يحظون "بمفسدي التنظيم الكثر" ،بات سلوكه المعتدل مثيرا للشك إلى درجة حذر المناشفة منه . وفي نظر البلاشفة بات اخطر عنصر في فريق المناشفة .
حينئد بالذات خضع لتأثير غريب ، ويتعلق الامر الأمر ب أ.ل.هلفاند يهودي روسي يقيم بالمانيا (انضم الى أقصى اليسار الألماني)، اكتسب شهرة اقتصادية. صحفي ، كاتب لعدة مؤلفات ماركسية ،كان يتعاون مع النويزايت (الدورية الاشتراكية الاعظم اهمية في الانتشار في فترتها)عرف باسم مستعار هو بارفوس ،تنبأ هذا الكاتب مند 1895 بالحرب الروسية اليابانية التي ستنتج ثورة في روسيا ، وبتعاونه مع الايسكرا ، لم يخفي تروتسكي حذره منه ،لكن مع ذلك حاول بارفوس ان يصلح بين طرفي الصراع .
طرد تروتسكي من الايسكرا مختلفا مع الجميع ، وغادر جنيف في اتجاه ميونيخ حيث مسكن بارفوس ، اقام عنده و زوجته الثانية سيدوفا،حيث سيطر عليه أثير بارفوس بعلمه وتجربته وحكمه الأدبي، والى زمن ليس بالقليل ظل ينسب إلى بارفوس نظرية الثورة الدائمة مفرغين تروتسكي من كل إضافة.
بعد وقوع التنبؤ في الحرب الروسية اليابانية ، اخد بارفوس يكتب سلسلة دراسات عن " الثورة و الحرب" وسترك هده الكتابات أثار طويلة لدى تروتسكي ،حيث هزته بشدة : كانت الفكرة المركزية لدى بارفوس ان الدولة القومية ،كما نمت وتطورت مع الرأسمالية، لم تعد تفعل غير الاستمرار من غير مبرر، مشيرا إلى أنها في طريق الزوال ورأى في الحرب الروسية اليايانية 1904 مسارا تقاتل في الدولة القومية لضمان بقائها ، وان ميل القيصرية إلى الغزو الخارجي وقع تحت تأثير الضغط الداخلي .
كان تروتسكي يعتقد أن الثورة الروسية ستبدأ بإضراب عام ، وكانت تلك فكرة جديدة ، فنزاعات العمل في روسيا أنداك كانت قد بقيت حتى ذلك الحين محلية ، وبقول تروتسكي في كتاب "حياتي " انه تصور هذه الفرضية مند عام 1903 ، لكنه لم يتبناها نهائيا إلا عام 1904 ، لذلك تجده قصد وصف ثورة اكتوبر 1905 وثورة 1917 من خلال "خطة عمل " التي لم تستلهم أي نموذج سابق . ارتكزت على مطلب وقف الحرب و إقامة الجمعية التأسيسية .
بعد جولة من المحاضرات عاد تروتسكي غالى ميونيخ / حيث التقى بارفوس وعرض عليه آراءه ، ليتحمس بارفوس ويدعمها بكل ما يملك من سلطات وتأثير ، وفي يناير 1905 شرع يكتب لدى بارفوس سلسلة من الدراسات بعنوان " بعد انتفاضة بطرسبروغ " تنتقد بحدة الليبراليين وتحمس للثورة جاء فيها :" إن نضالنا من اجل الثورة ، سوف يتماشيان مع نضالنا الذي لاهوادة فيه ضد الليبرالية من أجل التأثير على الجماهير ، ومن أجل دور البروليتاري القيادي .."

#ياسير_بلهيبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات