أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - كلمات في مقام الشعر !















المزيد.....

كلمات في مقام الشعر !


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


** لمناسبة يوم الشعر العالمي ، كلمات في مقام الشعر !
------------------------------------------------

1 :

" أيها الواقفون علي حافة المذبحة
أشهروا الأسلحة !
سقط الموت ،
وانفرط القلب كالمسبحة
والدم انساب فوق الوشاح !
المنازل أضرحة ...
والزنازن أضرحة ...
فأرفعوا الأسلحة
وأتبعوني
أنا ندم الغد والبارحة
رايتي :
عظمتان ... وجمجمة ،
وشعاري :
الصباح ! "

= أمل دنقل / من أغنية الكعكة الحجرية =

2 :

بحق نداءاته التي أبدا
لم تكف
لا تغطوه بالسواد ...
فثوب الشعر دائما شفاف
إلتحف به لتبدو عاريا ،
واضحا وغامضا كما الحقيقة ،
و ... لا تخاف !

3 :

كنت ، قبل فترة ليست طويلة ، قد قرأت بيانا يعلن عن أن هنالك ثلاث فعاليات شعرية ناشطة في فضاء الشعر عندنا ( الحركة الشعرية ، منتدي مشافهة النص الشعري و مجلة البعيد الإلكترونية ) قد توحدت تحت مسمي : ( عشب ) ، وإنها ستعمل معا لرفد وإشهار صوت الشعر عاليا في الملأ ، فسعدت به جدا ، البيان وما يستتبعه من فعل وحراك . فمن خلآله حدست ان هنالك حشدا رائعا من المبدعين، شاعرات وشعراء قد تداعو ليكونوا صوب هذا الفيض النوراني للقصيدة ، إحتفاءا بها , تستحقه بلا شك , والتعرف علي راهنها وتعقيداته الكثيرة , وفيها الآشراق الشفيف , وفيها ايضا المعتم الداكن الذي يؤشر لخيبتها وخمودها بدلا من تقديم نماذجها المضيئة التي تضئ الحاضروتؤشر بمقدرات شعرية باذخة للمستقبل الافضل . ظللت ، منذ وقت مبكر من تواجدي في محبة الشعر ، أردد دائما مع شيللر:

" حلق بجسارة فوق عصرك
وليسطع ضوء المستقبل في مرآتك
ولو بشكل خافت ! "

4 :

قال أدوارد سعيد يوما : " النصوص دنيوية " ! نعم ، هي كذلك ، وكذلك أراها أنا ، أنها موجودة في بلبال هذا العالم ، في دنيا الأحداث والصراعات والهيمنات والمقاومات . ودنيوية النصوص هي علة فعاليتها السياسية والتاريخية ، فإذا جردناها من هذه الدنيوية تصبح كائنات خاملة ، يظللها ويدثرها السكون ، بلا حراك وبلا حركة ، تصبح تيها محضا ، لكنه متمترس في نصوصيات مغلقة بلا دلالات موحية ! والحال كذلك ، فاننا نستطيع أن نقول , بإطمئنان كامل ، إن النصوص بصفة عامة ، ويعنينا هنا الشعر بصفة خاصة ، لا ينبغي لها أن تعزل عن ظروفها والأحداث التي جعلت منها شيئا ممكنا ، رائعا وجميلا ، وذلك ببساطة لان النصوص ، هي في ذاتها ، دنيوية ، وهي ايضا ،أحداث بهذا القدر أو ذاك ... وهي فوق ذلك كله ، جزءا حيا من العالم الاجتماعي والحياة البشرية نفسها ! إذن ، نري أنه يجب أن يقرأ شعرنا الراهن وفق هذا المنظور، بفهم كامل لمحيطه واحداثيات الحياة من حوله !
الآن ، الشعر العربي في مفترق طرق خطير ، وللحق نقول : أنه قد اختار أن يخطو خطواته الواثقات بجسارة في طريق مغاير تماما لمألوف الشعرية عندنا ... مغاير لكنه برؤي جديدة وذات فرادة ظاهرة ومتوهجة ، وللجديد – دائما في عرف الناس ومسلماتهم – دهشة تقف كما الأشواك أمام تطور القصيدة ، تنهض – فجأة – أمامها عراقيل شتي ، وهي تعبد طريقا خاصا بها ، جديدا وغير مألوف ، بل يصادم السائد ، فيأخذها إلي حيث ذري الابداع وتخومه وشموسه الساطعات ذات البهاء !
هذا الواقع الملتبس ، يشكل تحديا مباشرا امام الشاعر ، يصدمه بعنف جارح صقيل حتي تهتز من جراءها شعريته وذخائره المعرفية كلها ، هي خضة إذن , وخضة عظيمة الخطر والتأثير عليه : فاما أن يبدع قصيدته فتسير به في محض وجهتها " القديمة " ، أو أن يخرج بها علي الملأ في وجهة حداثتها المفترضة غير المألوفة ، التي تثير الرعشة في جسد الحرس القديم ، تستفزه بقوة وتستنفره في ذات الوقت لكيما يقف امامها يجهد أن يسد عليها مسارب إنطلاقها ودروب سيرها ومنهاج تطورها النامي المتصاعد صوب المستقبل ومستقبلها كقصيدة جديدة ، تطلع باذخة ومضيئة – كما الشهب – في فضاء الشعر العربي الراهن ! وهي ، في ظني ، قادرة تماما أن تتجاوز كل تلك العقبات والعراقيل كلها وتذهب – واثقة وبإقتدار – إلي ذراها وإلي إنتصاراتها الوشيكة .
إن الشعر قد ادرك بشكل جلي ، هذه المرة ، أنه لايوجد شعر حقيقي خارج المحظور ، ولا إبداع خارج الممنوع ، فإلابداع هو " إنتهاك دائم للمألوف ، تعد علي ميراث الأجوبة النهائية ، أنه حالة عصيان فكري ، لذا ، علي من يطمع في إبداع شاهق يخترق سقف الحرية ، أن يكون جاهزا لكل شئ, بما في ذلك الموت مقابل حفنة من الكلمات " كما قالت مستغانمي بحق .

5 :

الشعر، الآن ، في مرحلة تحول عميق ، وهو ليس تحولا في طرائق الاداء واساليب الكتابة وحسب ، لا ، أنه تحولا في الرؤية نفسها ، لكيما يروض العالم المفتت ليجعل منه وجودا متماسكا ، ولكنه ينشط بفعالية تجعل من الوجود نفسه أطروحة فكرية مقذوفة بإتجاه مستقبل مضئ ، يراه ويستشعره ويستغرقه ... وهو إذ يفعل ذلك ، يخرج برؤياه من الأطر الثابتة والجواهر المستقرة / المطمئنة في عرف الناس ... ، وإنتسابا – في ذات الوقت – إلي حيث التاريخ والأعراض المتحولة ! يوجد – الآن ايضا – وعيا جماليا أكاد أراه ، قد بدأ يتكون ويتخلق في الرحم الولود للشعرية لدينا ، وهنالك ، ايضا وايضا ، وعي معرفي آخذ في التكون ، فقد بدأت القصيدة تفزع لتختلط ، إختلاطا ثريا بالحياة المعاصرة بكل تعقيداتها وتناقضاتها وصراعاتها و... ثوراتها ، فتتسع معرفتها بالوجود فتتواجد بكثافة وفاعلية في الحياة وبين الناس !

6 :

كل هذا الحديث ، وكل هذا " الشجن العائلي " ، إستدعاه إلي القلب والذاكرة البيان المضئ " ذلك البيان ( التوحيدي ) ، و ... التوحيد هو نوعا ما من التنظيم والحراك الجماعي ، ثم تلك الفعالية المعلن عنها بجسارة بهيجة إحتفاءا بيوم الشعر العالمي ، بتلك الصورة الفريدة ، نوعيا وحركيا ، إجلالا وتحية في الملأ للقصيدة وللحساسية الطالعة من نفسها ، من ذاتها إلي وجهها ومن ثم إلي جسدها وشرفاتها . فطوبي لكم ايها الرائعون ، الشاعرات والشعراء ، يامن جعلتم للشعر ، عبر هذا الحراك الواعي قضية مضافة ، بجدارة الجدوي ، إلي قضايا شعبنا ووطننا !

أنكم ، جميعا الآن ، في رفقة وعي جديد وحساسية جديدة ، بصيرة وتعي ما فيها وما حولها ، فلا مندوحة من خوض هذا الغمار كله ، بجسارة القول والفعل والإصغاء الرحيم ، وهل ثمة خشية من ذلك الغريب الذي سيجئ ، هل ثمة عتمات في الشعر ؟ لا ... ، ليس هناك مكان لها هنا ، فالمكان برمته للجمال . حيث القصيدة إندغام في مجهول ، يحفر بدأب ولا يتوقف قط ، في تجاويف الجسد ... لا يؤول عزلته الشعرية ، بل يكتبها ، يعيشها ، متنسما – بأريحية ونقاء يتعذر وصفهما – لجسد منخطف ، ومنخرط في ذات الوقت ، في هندسة إنخطافاته ، شأن ساحر نزاع إلي إبتكار معادلاته ، التي هي بين كينونته الشاعرة والكلام ، بين وداعة المراثي وقساوة الشذرات ... مستدعيا الإنصات العميق كحالة ضرورية جدا لمحاورة شعره ومجاورته ، قريبا من القلب ، مندغما في غرائبية الرؤيا ، شعره ذو الوجازة الملغزة ، المحيرة ، الغامضة ، لكنها ، " واضحة ، أو واضحة " علي قول درويش الحبيب ... أظنه حقا ما رأيته هنا ، ف " القبول يضئ الوجه / الرفض يزيده بهاء " ، كما قال رينيه شار . إذن ، دعونا نكون فيه ، في غموضه الواضح ، في غرائبيته أيضا ، ولندع القصيدة تقول – وحدها – قولها فينا ، بلا أية إشتراطات ، وسلاااااام إليك أيها الشعر ، أيها الفرح المختلس علي قول أمل !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة إليه ، إلي الحزب وإلي شعبنا لمناسبة رحيله !
- دعوة للجنون !
- د . محمد محمود يكتب بعد موت الترابي ...
- الهوستس ، بين العجيلي ويوسف إدريس !
- كمال الجزولي بخير ...
- كمال الجزولي ، لا تتركنا بالله عليك !
- وداعا عثمان إبراهيم ، العامل الشيوعي ، قائد الحزب في شرق الس ...
- وداعا خليل كلفت ، الشيوعي النوبي الجميل !
- الشيوعيون أيضا ، يحبون عثمان بشري !
- أعراس محمد محي الدين !
- في التشكيل ، - أب سفة - حين يستنهض الألوان !
- رسالة بدر إلي جابر ...
- وداعا يعقوب زيادين !
- في مدني ، وأسيني الأعرج يتجلي فيمتدح الأمير !
- ود المكي وكت نزل مدني ...
- القدل الآن في تأمل حال البلد ...
- سكينة عالم ، شعاع الضوء في النفق ، والراية في الوطن !
- عن مرض كجراي الذي رحل فيه !
- حين دخلت الكنيسة !
- في الليل أيضا ، و ... في عشقها !


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - كلمات في مقام الشعر !