أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس القيسي - المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكورية














المزيد.....

المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكورية


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 03:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكورية

أما لماذا لا أؤيد التحرر بالمطلق، فذلك لأن الرجل العربي المتحرر لا وجود له. وهو بإهانته المتكررة للمرأة، سواء ذاك جاء من رجل يلبس جلابية أو رجل يلبس البدلة الأجنبية والبابيون، قد يفعل ذلك بمسبة وسخة يطلقها من فمه غير المحترم، باتجاه المرأة التي تضعف أمام قذارته، بحيث لا تستطيع أن تنزل إلى مستواه المتدني. بل إن الرجل المتجلبب قد يحترم المرأة أكثر من خريج جامعات أجنبية، يتفلسف عن تحرر المرأة التي يحبها بتنورة قصيرة وقميص مفتوح، وعصرية تخرج معه إلى كل مكان بعلنية، فهذا من ضريبة تحررها، التي تدفع المرأة ثمنها وحدها.

ومعركة التحرر هذه هي معركة المرأة، لا علاقة للرجل بها. ولكنها معركة وللأسف تفسدها الذكورية، التي تريد أن ترى جانبًا مثيرًا في المرأة وفقط لا غير. وهكذا تتلوث مسألة تحرر المرأة بسبب الأهداف المغرضة للذكور. ثم إن أية حركة تحرر إجتماعية، يجب أن تكون قضية مجتمع لكي تنجح. لا يكفي أن نقول أن هناك فئة في المجتمع تطالب بتحرر المرأة. أو أن ننسى المطالبة بتحرر الرجل والمرأة؟ لماذا على المرأة العربية أن تتحرر لوحدها؟ ما الفائدة من ذلك؟ لأن هذا التحرر سيقودها إلى طريق تسيرها وحيدة. فيما أن القصد أن يدخل التحرر قي الحياة الإجتماعية المكملة لبعضها، والمتكاملة والكلية. بحيث يفرز جميع أفراد المجتمع أنماطًا سلوكية وفردية متقاربة ويشكلون موازين حب وعدالة ومشاركة قائمة.

إن طرح مسألة تحرر المرأة تأخذ مناحي خطأ، إذ أنها قد تعني بأنها شيء ضد شيء، جديد ضد قديم، مبادئ وقيم جديدة عوضًا عن المبادئ والقيم القديمة، ذاكرة وأحلام جديدة ضد ذاكرة وأحلام قديمة. إن كل هذه الأمور الوجدانية تستغرق الكثير من الوقت لكي تتحول الأفكار القديمة إلى أفكار جديدة. وهذه تعتمد على جاهزية المجتمع واستعداده لهذا التغيير. لكن التغيير الحقيقي الذي يخص المرأة يتأخر دائمًا. إذ أن الذكورية تقسم الأجندة إلى نصفين، نصف مع ونصف ضد وهذا يحصل أيضًا داخل الأفراد، الذين يريدون خليطًا من القديم والجديد، وليس كل أي منهما على حدة. إن هذي التركيبة قد تكون صحية لمن يؤمنون ببعض مظاهر التحرر وليس كله.

فعلى مستوى العائلة العربية، فأنا أعتقد أن المرأة العربية قد خلقت لها وجودًا مميزًا في المؤسسات العلمية. فمعظم الفتيات العربيات يكملن تعليمهن الآن في هذا العصر. والحياة الجامعية تتيح أجواءً حرة، بحيث تتشكل أفكارهن بتجاذبٍ بين هنا وهناك، وهذه هي الأفكار التي سيأخذونها معهن مدى الحياة، وسوف يستندون إليها كقواعد للفكر الحر وبالتالي، سيمنحون أبناءهن وبناتهن مساحة أكبر من الحرية الفردية والخصوصية والتطلعات المستقبلية. ولهذا دائمًا نجد الأجيال الجديدة أكثر جدية بخصوص المستقبل وأكثر حرية من جيل أبائهم الذين سبقوهم.

إن التحرر بطبيعته نوعيًا وكميًا وجمعيًا، فما الفائدة من شخص متحرر وسط آخرين محافظين أو حتى متشددين. صحيح أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام، إذا أردنا أن نبقى متفائلين، لكن من الواضح جدًا أن وضعًا كهذا لا يخلق حوارًا بل إنه على الأغلب سيؤدي إلى صدام. لذلك لا مفر من تجزئة الحرية واختيار تقاطعاتها مع الفئات الأخرى للمجتمع في الوقت الراهن. نعود لمثال التعليم، الذي قد يرفضه المحافظ والمتشدد، لكن ليس من المستحيل إقناعهما بتدريس أولادهما، بقليل من الجهد. ولكن سيكون من المستحيل إدخال فكرة احتراف بناتهن الرقص كفن. لذا، قصدت المجتمعات العربية على اكتساب حقوقها وشيئًا من حريتها عبر السنين من خلال إدخال هذه الأفكار تدريجيًّا وبازدياد مضطرد ومن جيل إلى جيل. لكن، هذا لا يشفي غليل الطبقات الليبرالية، التي تتغنى بالحرية والحريّة لا بد أن تكون شيئًا جميلاً وقد يكون لها ثمن باهظ وقد تكون حرية مسؤولة، كما هو مرغوب بها في البلاد العربية. والآهم من كل ذلك؛ الحرية لا تتجزأ.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز لعمارتي : الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنت ...
- المرأة العربية 9: علياء المهدي، كابوس مصر
- مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل
- باريس وأضواؤها الساطعة وزقاقها المرعبة
- المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير
- المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس القيسي - المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكورية