أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عمر يوسف القراعين - يوميات كاتب يدعىX والتّعميم














المزيد.....

يوميات كاتب يدعىX والتّعميم


محمد عمر يوسف القراعين

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


محمد عمر يوسف القراعين:
يوميات كاتب يدعىX والتّعميم

علمتنا الدّراية أن نتوثّق من سَند النّصّ الذي يقدم لنا، بالإضافة إلى معقولية المتن، فلم تعجبني فكرة أن يختبئ الكاتب وراء نكرة مثلX ، وخاصّة عندما تتخطى الفكرة الكلام المباح، فعلى رأيه ربّما ناقل الكفر ليس بكافر. لم يقبل الناس بادئ ذي بدء ما نقله الأنبياء ممّا أوحي لهم، فكيف يفرض بنا السّذاجة بقبول ما يتبجح به X في صفحة 30؟ حيث يُظهر في العلن امرأة تتوله به بشكل مفضوح، مع أنّ لي رأيا آخر في المرأة. ويبدو هذا التبجّح برجولته وفحولته في صفحات أخرى، ممّا جعلني أنفر من متابعة النّصّ، وخاصّة أنه يعبر عن ثقافة الفيسبوك، في حين أنّ ثقافتي تعتمد على الورق. ولما تمعّنت بما كتبه النّقّاد للكتاب، تغاضيت عن هذه التلميحات السّمجة ووصف الحكي الزائد، والجموح الخارج عن التّهذيب أحيانا.
يبدو صاحبنا خبيرا في أمور كثيرة، ففي العلاقة بين النّاس، يرى أنّ إمكانية تمتين التّعارف محدودة، فروّاد اللقاءات العامّة والمهرجانات من الجنسين، الذين تجمعهم حوارات دينيّة أو سياسيّة، يتصرّفون في اللقاء التّالي كما لوأنهم غرباء. وكثيرا ما تتردّد في رسائله إشارات من العواطف الإنسانيّة، والحبّ الذي في رأيه لا بدّ أن تشعّ بوارقه، لأنّه لو التزمت عواطفنا الخفاء، فمن سيعلم الأجيال صناعة طقوس الحبّ الجميل؟ كما يقدّم في قطعة أخرى نصائح للمرأة، أن تعبر عن نفسها وعن عاطفتها، وأن لا تخجل من أن تكون إيجابية بسبب ما طُبعت عليه من الخجل. فهو يحبّها، تأتي إليه لتعلن أنّها أنثاه الأبديّة، وهو رجلها المجنون بها. وبلغة جميلة وتلميحات ذكيّة، يقول بضرورة تقارب السّنّ بين الشريكين، وأن لا تكون الأفضليّة للرّجل فقط.
أعجبني تعلقه بأمّه وإخلاصه لذكراها، فهي الوحيدة المخلصة الوفيّة، مهما مرّت السّنوات الخدّاعات، وتقلبت النّساء المتقلّبات المتحوّلات، تبقى هي الثابت الوحيد، لن تغيّر موقفها منه مهما كانت العواصف عاتية. هذا يُذكر بما قاله أخو الخنساء صخر بن عمرو أثناء مرضه الشّديد:

أرى أمّ صخر لا تملّ عيادتي وملت سليمى مضجعي ومكاني
فأيّ امرئ ساوى بأمّ حليلة فلا عاش إلا في أذى وهوان

في حواره مع ظله، يبيّن أنّ المدنّس والمقدّس تصنيف بشري تاريخيّ أوجده البشر، أمّا رأيه في الصّداقة، فهو يعي تماما أنّ الصّديق قد يكون مختلفا، يساعده على أن يرى ما لا يراه؛ ولا تخلو بعض الرّسائل من الرّدح الخفيف، كرسائل نصّيّة، وبعض الفلسفة والتّعبيرات الغريبة، كأن يقول: إنّ أجمل ما في الأمر، هو أنّ أكثر شخص يحبّك، هو من يتفّ في وجهك، وأن من يكرهك، لا يتف عليك تفّا خفيفا ناعما رومانسيّا، إلا أنّه عند الجدّ يتطرّق إلى مواضيع تصلح للنّقاش، كالصّراخ الذي يملأ حياتنا، فهو روحها وجسدها وشعارها، منذ لحظة الولادة وحتّى الموت، حتى أنّنا نستعين بالوسائل الحديثة لتعميم الصّراخ، كالميكروفونات في الأفراح والمآتم، وعلى الجميع أن يفرحوا معنا أو يحزنوا، والنّاس لبعضهم البعض، هذا بالإضافة إلى أنّ الحزن والكآبة تستهوينا، ربّما لأنّنا من أمّة أتقنت الحزن، ولم تعش يوم مرح حقيقيّ، مع أنّه مقتنع أنّ الحياة سميت كذلك لحيويّتها، متى نعيشها فرحين رغما عن الحزن؟ ياليت.



#محمد_عمر_يوسف_القراعين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية بورسلان- والرّبيع العربيّ
- تأمّلات فيصلية ومنابع الفكر
- البلاد العجيبة والخيال المطلوب
- قراءة في رواية-الهروب-لسليم دبور
- رواية -فانتازيا- لسمير الجندي
- رواية-رولا- والمجتمع الذّكوريّ
- رواية-يقظة حالمة-ووصف الأحاسيس
- رواية غفرانك قلبي- والتّمسّك بالأرض
- زمن وضحة وبداية التّنوير
- سأحاولكِ مرة أخرى ....أنا جنونك - ريتا عودة


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عمر يوسف القراعين - يوميات كاتب يدعىX والتّعميم