أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عمر يوسف القراعين - رواية-يقظة حالمة-ووصف الأحاسيس















المزيد.....

رواية-يقظة حالمة-ووصف الأحاسيس


محمد عمر يوسف القراعين

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


محمد عمر يوسف القراعين
يقظة حالمة ووصف الأحاسيس
رواية "يقظة حالمة" للكاتبة شذا فاضل يونس، تقع الرّواية التي صدرت عام 2012 عن دار راية للنّشر في حيفا في 159 صفحة من الحجم المتوسّط.
صورة الغلاف في رأيي تمثل النمط الذي ترنو إليه ميسون في نظر الكاتبة، فيه مسحة من الجمال والثقة في النفس والرصانة، ولكن في داخله كبرياء وعنت، كما جاء في رواية جين أوستن الرومانسية تحت عنوان Pride and Prejudice حيث يمكن المقارنة بين الروايتين بشكل ما مع المفارقة. فهناك لدى آل بنيت خمس بنات يافعات يفكران بتزويجهن من رجال في الجوار ذوي ثروة. لم يكن الانفتاح في إنجلترا في القرن الثامن عشر كما هو الآن، إلا أن الاختلاط بين الجنسين كان شائعا مع بعض التحفظ، مما كان يتيح التزاور والدعوات مع المشاركة في حفلات الرقص بمرافقة الأهل. وبالرغم من بعض العقبات التي يثيرها التنافس للحصول على الشريك المناسب، فقد تم في الرواية تزويج ثلاث فتيات، في حين لم تتمكن كاتبتنا من إنهاء الرواية بخاتمة سعيدة، كانت تتمناها ميسون. فبعد أن طوحت بها بين نابلس ورام الله وعمان والولايات المتحدة، رتبت للقدر أن يقضي عليها بحادثة مريعة.
تتضمن الرواية حكاية ميسون البطلة الرئيسية، بينما الوجوه الباقون ليس لهم سوى دور ربما هامشي تابع في مسيرتها الحياتية والرومانسية الفاشلة. ولدى ميسون أسرة مفككة مطلقة، والدها في باريس وأمها سيدة أعمال، يوفران لها حياة رغدة مادية، وليست غنية روحيا. لم تكن صديقة لأمها تفضي لها بأسرارها كعادة الفتيات، لا الأمّ تغمرها بحنانها لأنها مشغولة بالبوتيك وأسفارها، ولا الأب بجانبها يدعمها، ومع ذلك كانت تعطف على المحتاجين والمظلومبن ممثلين برجاء التي أفقدها زوجها عينها وطلقها، وأولادها ربيع ومها اللذين تتحكم فيهما زوجة الأب. فلو كان لديها من يتعهدها بإرواء عاطفتها بالحنان، لتعززت ثقتها، ولم تكن مهزوزة تعيش في الخيال، وتذرف دموعها ليلا، حتى أنها تقع تحت سيطرة أحلام جامحة بشاب تكون قد سألته عن عنوان ما معتقدة أن التفاهم الروحي قد يتم بلحظة واحدة.
كان لميسون عالمها المتفرد، حيث كانت واثقة لو أن أيّ شاب تتمناه كل فتاة رآها لتمناها تماما كما تمنت هي الحب، لذلك عند إقامة علاقة عاطفية مع حسام المناسب لها، نجدها تتردد متخيلة إمكانية وجود شاب قد يكون عاشقا أفضل منه. تغار لوجود فتاة أخرى في مكتبه، فيفلت منها، وبعد أن يتزوج تلاحقه بطريقة صبيانية. عندما جمعتها المؤلفة مع عائلتها الممتدة، تغير سلوكها إلى الأحسن، وخاصة بعد تخرجها ونجاحها في مكتبها كمهندسة ديكور، ودعوتها لزيارة أمريكا، غير أنه لم يكتب لها النجاح في الحب لأنه من نوع خاص، فهي تضع المحاذير في طريقة ارتباطها، إذ كانت مع حسام محتارة أين تتجه جاهة الخطبة، إلى بيت أمها أو عائلة والدها، ومع أدهم الفلسطيني من يافا التي تعرفت عليه في المطار يوم عودتها من أمريكا، أخذت تفكر بالقوانين التي تعرقل ارتباطهما، كونها من الضفة وهو من إسرائيل. وأخيرا عاد رامي إليها، وهو أول من أحبته أو حلمت به، جاء ليكلفها بتصميم ديكور لمنزله، فعاودها الحب القديم، وبعد أن وضعت يدها في كفه راضية كان القدر لها بالمرصاد.
لو كانت القصة حقيقية، لقلت أن لا ذنب للقاصة في ذلك، فمثل هذا يحدث في الحياة، أما الرواية فيتدخل الكاتب ليقدمها بالثوب الذي يرتئيه للقارئ، ضمن الظروف المحيطة التي يساعد الروائي في حلها، فهل هي عدم اهتمام بالنهاية أو نوع من السادية، مع أن المؤلفة كما يبدو لي خبيرة في توصيف أحاسيس المرأة، أو أنها رسالة تدعو فيها لتغيير العادات والتقاليد المعيقة في المجتمع في رأيها، و التي جعلتها تقدم ميسون هكذا؟ وهذا ما تبين لي بأن الرواية هادفة ونقدية. المؤلفة من جنين حيث النساء منطلقات أو متحررات أكثر من مناطق الضفة الغربيّةالأخرى، لأن جنين كانت الأغنى، وليس عبثا أن جمعت المؤلفة ميساء من الخليل التي تهرب من التقاليد المتشددة للدراسة في نابلس، حيث الجو أكثر تحررا. تتزوج ميساء من زميل لها من رام الله يرفضه أهلها لأنه جاء لخطبتها وحيدا، ومع ذلك يتزوج الشريكان منفردين، مع أن الزواج عائلة وعمّات وخالات كما تقول الممثلة يسرى في أحد أفلامها. أمّا أميمة القروية فيرفض والدها زواجها من زميلها في الجامعة، ظنا منه أنهما كانا على تواصل دائم، ويزوجها رغما عنها لأرمل كبير السن له أبناء من زوجته الأولى (هذا حصل مع قيس وليلى وعنتر وعبلة في سالف الزمان), كما أن العنف ضد المرأة يتمثل في ضرب رجاء مما أفقدها إحدى عينيها.
تشير الرواية إلى عادة النساء إخفاء الوجه عن الرجال، حتى لو اضطرت الواحدة إلى رفع ما ترتديه إلى الأعلى ووضعه على وجهها، إذ المهم أن لا يعرفوها من وجهها، بينما أعضاء جسمها الأخرى لا تدل عليها. كما أن الشاب يتبع الفتاة من بعيد إلى البناية، ولا يقف معها في الشارع حتى لا يراهما أحد خوفا عليها من أن يعيبها الناس، بينما في يافا بلدة أدهم يعيش الرفيقان معا قبل الخطبة أو الزواج، كما أنه يجب على المرأة مهما كان سنها أن تأخذ موافقة ولي أمرها عند السفر، كما فعلت ميسون لدى قبول البعثة. من أجل هذا لم تنتظر أن تصل أمريكا كي تشعل سيجارتها في الشارع، بل فعلت ذلك في العاصمة عمّان، وهذا ما يظهره الغلاف من الصورة المعاكسة للحياة عندنا. وأخيرا فإن الطفل الذي يحاول جاهدا السيطرة على خطواته ليجاري من يمسك بيده، يمكن أن يمثل عندها المرأة التي تسير خلف زوجها. وبما أن كل هذه العادات المعقدة ظهرت في رواية شذا، فلم يكن بالإمكان أحسن مما كان، حيث "تطربقت" الأمور على رأس ميسون.
تعترف المؤلفة أنها ليست روائية فصيحة، فاللغة فيها تعابير عامية، كما أنها أحيانا تحور الكلمات شكلا ونحوا، كما تستعمل الجملة الممتدة كفقرة بدون ترقيم تجمعها الفواصل بدون أدوات ربط، ومن الناحية الأخرى فإنها تجيد وصف الأحاسيس والعواطف وحتى المؤثرات الخارجية.
"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع"



#محمد_عمر_يوسف_القراعين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية غفرانك قلبي- والتّمسّك بالأرض
- زمن وضحة وبداية التّنوير
- سأحاولكِ مرة أخرى ....أنا جنونك - ريتا عودة


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عمر يوسف القراعين - رواية-يقظة حالمة-ووصف الأحاسيس