أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بولات جان - أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!














المزيد.....

أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!


بولات جان

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 23:55
المحور: كتابات ساخرة
    


أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!
بولات جان
- أ تستطيع أن تسير من هنا إلى قمة الجبل؟ أعتقد بأنك لا تستطيع.
- نعم أستطيع.
- أقصد هل تستطيع السير من هنا الى الجبل في ساعة واحدة فقط؟ و أعتقد بأنك لا تستطيع.
- نعم نعم أستطيع أن أصل إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة فقط.
- لا أعتقد بأن تستطيع.
- بلى أستطيع.
- و هل تستطيع أن تقطع هذه المسافة خلال ساعة واحدة و أنت تحمل ثقلاً؟ مع العلم بأنه من المستحيل أن تقوم بذلك.
- بلى يا أخي أستطيع قطع المسافة خلال ساعة و أنا أحمل ثقلاً.
- لا أظنك تستطيع. أنت لا تستطيع أبداً و سوف تفشل.
- هات لنجرب و نرى هل بمقدوري فعل ذلك أم لا.
- لا أظن بأنك تستطيع الوصول إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة و أنت تحملني على كتفيك.
- يا أخي لماذا تصر على أنني لا أستطيع فعل شيء. تعال لأحملك على كتفيي و أوصلك إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة.
- لا لا لا أبداً لا تستطيع...
- بلى أستطيع. لا ضير من المحاولة.
- و هل تستطيع أن تحملني على كتفيك و تسير إلى قمة الجبل و تصلها خلال ساعة و أنت حافي القدمين؟؟؟ أكيد لا تستطيع.
- لِمَ هذا الاصرار على الإثبات بأنني لا استطيع؟؟ أعرف بأنه سيكون صعباً عليّ السير حافي القدمين في شِعاب الجبل الوعرة، لكن و مع ذلك أريد أن أؤكد لك بأنني أستطيع.
- مع أنني متأكد بأنك لا تستطيع، لكن لنجرّب، بشرط.
- ما هو شرطك يا أخي؟
- عليك أن تغني لي أجمل المواويل و الأغاني أثناء سيرك نحو قمة الجبل. يجب أن تسليني و أنا على كتفيك، فأنا شخص حساس و لا أتحمل الملل و التعب.
- طيب أخي طيب! لنتوكل على الله. سوف أغني لك و أحملك على كتفي و أمشي حافي القدمين و أصل بك إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة.
- لا أفهمك أبداً! كيف تستطيع فعل ذلك؟ أنا متأكد مليون بالمية بأنك لا تستطيع و سوف تسقط و تفشل و أنا سأكون محقاً.
- تعال و لا تتكلم أكثر. فأنت أخي و سوف أوصلك إلى الجبل بحسب شروطك. فقط لكي أثبت لك و لنفسي بأنني أستطيع.
- لا والله لا تستطيع!
خلع حذائه و حمل أخاه على كتفيه و بدء بالمسير نحو قمة الجبل و هو يغني. كانت الأشواك تدمي قدميه و الصخور الناتئة تحفر الأخاديد فيهما. كان يتسبب عرقاً تحت ثقل أخاه الذي كان بدوره يفعل كل شيء لكي يدفع أخاه للتراجع أو السقوط أو التأخر في الوصول إلى قمة الجبل في الوقت المحدد.
طوال الطريق كان الأخ يركله برجليه على صدر و ظهر و جانبيه حتى يزيده ألماً و يدفعه للتلكؤ و الوقوع و هو يكرر بلا توقف "لا تستطيع... لا تستطيع... سوف تسقط. سوف تفشل... لن تصل".
الآخر كان يسير رغم التعب و هو يغني و يتسبب عرقاً تاركاً خطاً أحمراً من الدماء النازفة من قدميه على شِعاب الجبل الوعِرة و يقول بين كل أغنية و أخرى : " سوف أصل... سوف أنجح... سوف ترى".
قبل أن تنقضي الساعة كان قد اقترب من قمة الجبل و لم يكن قد بقي إلا أمتار معدودة. كلما كان يقترب كان الآخر (المحمول) يزداد شراسة و هو يركله و يشد شعره و يعض أذنيه و ينكزه و يصرخ مولولاً للتشويش على عقل من يحمله و يدفعه للسقوط ارضاً و إفشاله في الوصول بالوقت المحدد.
- لن تستطيع الوصول. سوف تفشل. سوف تسقط...
- أنت مخطأ! سوف أصل. سوف أنجح و سوف ترى نجاحي.
- سوف تفشل... لن تنجح. قلت لك بأنك لن تنجح.
- سوف أنجح.



#بولات_جان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات كوبانية
- الطريق إلى شنغال-5
- الطريق إلى شنكال- 4
- الطريق إلى شنكال-3
- الطريق إلى شنغال-2
- الطريق إلى شنكال- 1
- خيوط المؤامرة و تفجيرات سروج
- ليست للطائفية و المذهبية أي محل بيننا
- ما الذي يجب أن نتعلمه من الأرمن؟
- 19 تموز
- مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ العَانِسّ الّتي اِشْتَهرت
- لنتعلم من الأعداء أن نتوحد
- القوة العسكرية القوية كفيلة بطرد الغُزاة المحتلين من كردستان
- كلما كانت المؤامرة كبيرة، ستكون المقاومة أكبر و أعظم
- على سيرة الحدود و الخنادق و الذي منه 1
- بولات جان: المجموعات المتطرفة تهاجمنا بدعم من نظام الأسد.
- مباركٌ ميلادك
- جزعة، يوم اندحار الإرهاب
- إنهم ثوار قبل أن يكونوا مُقاتلين
- راية وحدات حماية الشعب


المزيد.....




- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بولات جان - أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!