|
خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 00:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية ، لا بد من التأكيد على أن المساس بأمن الوطن ، مرفوض جملة وتفصيلا ، وأن هذا الرفض جرى ترجمته بالإلتفاف جميعا ، خلف الوطن والملك ، وهذا هو الوضع الطبيعي. جاءت خلية إربد الإرهابية بإمتياز لتثير أسئلة عميقة في هذه المرحلة بالذات ، والتي تشهد ضغوطا شديدة وغير مسبوقة ، من القريب قبل البعيد ، ليفتح الأردن حدوده من أجل الدخول إلى سوريا ، وما نلاحظه أن غالبية الشعب الأردني رغم موقفنا من نظام بشار "..."، إلا أننا نرفض دخول الجيوش الأجنبية من الأردن ، لأننا لا نريد تكرار تجربة العراقيين الذين جلبوا التحالف الدولي لتدمير بلدهم ، لكننا لن نمانع لو أن الشعب السوري هو الذي حسم الأمر وتخلص من بشار وطغمته. النقطة الثانية هي : لو ان الضغوط التي تمارس على الأردن الرسمي ، كانت لفتح حدوده من أجل السماح للجيوش العربية والإسلامية لتحرير فلسطين وتطهير الأقصى من دنس الإحتلال ، لوجدنا الشعب الأردني يسير في مسيرات مليونية للمطالبة بالموافقة ، والإعلان أنه سيكون رأس حربة التحرير ، لأنه لن يقبل التفرج في لحظة مقدسة مثل هذه. السؤال الأول الذي أثارته خلية إربد الإرهابية ، هو سؤال الوقت ولماذا تحركت في مثل هذا التوقيت بالذات ، وفور عودة الملك من واشنطن بعد قمة مع الرئيس الأمريكي أوباما ؟ وهل أراد المخططون بغض النظر عن اوكارهم ونواياهم إحراج الملك ، أم انهم أرادوا حرق المراحل ليرضخ الملك للضغوط ويقامر بمستقبل الأردن ؟ أم أن هناك نوايا للتدخل في إتجاهات الرأي الأردني؟ السؤال الثاني الذي أثارته هذه الخلية الإرهابية هو كيف ولماذا تحرك مؤيدو النظام السوري في الأردن وبهذه السرعة ، وتوقيعهم على عريضة كبيرة ، تطالب الأردن الرسمي بالتنسيق مع الجيش السوري لمكافحة الإرهاب ، وهذا يعني أن يضع الأردن الرسمي نفسه في خندق النظام السوري. وفي علم السياسة والمنطق ، فإن لذلك تبعات سوف لن يتحملها الأردن ، لأن النظام السوري حرق كافة المراحل بأكملها مع شعبه ، ورغم أنني قلبت الأمور مرارا وتكرارا وعلى كافة الوجه ، إلا أنني لم أصل إلى نتيجة ، تتعلق بسرعة هذا التحرك والجرأة في الطرح ، وكأن الأمور مفصلة بالمسطرة والقلم والفرجار ، ناهيك عن صراحة الدعوة للتنسيق مع نظام حرق بلده وإستعان بالأجنبي لتدمير ما تبقى منها ، ومن ثم تقسيم سوريا بحصول العلويين على كانتون طائفي لهم ، تنفيذا لرغباتهم الدفينة منذ الجلاء. لا يفهم مما تقدم أن الأردن الرسمي يقف في خندق معاد للنظام السوري أو يبيت امرا لسوريا ، بل على العكس من ذلك ، نحن في الأردن لا مصلحة لنا بإنهيار النظام وفق الأسس الحالية ، بل مصلحتنا تكمن بوحدة سوريا ، ووجود نظام عروبي تكاملي. أخلص إلى القول في هذه الجزئية تحديدا ان هناك شكوكا حول الدعوة للتنسيق مع النظام السوري ، وعلاقة ذلك بخلية إربد الإرهابية ، فالمنطق يقول أن هناك شيئا ما في الأفق ، رغم وجود الكثير من الإحتمالات وبعضها لا يقال طبعا. أما السؤال الثالث الذي أثارته خلية إربد الإرهابية ، فهو أن الخوارج الجدد خريجي كهف جبل الكرمل بحيفا ، وصنيعة الإستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ، البلاك ووترز –اكاديمي،"داعش" ، لم تعلن تبنيها لخلية إربد الإرهابية كما جرت العادة عند كل مواجهة من هذا النوع في أقاصي العالم ، وهنا لا بد من الوقوف مليا عند هذه الظاهرة ، إذ يتوجب الإعادة إلى الأذهان أن مستدمرة إسرائيل تتبع مثل هذا الأسلوب عادة ، فهي في بعض العمليات المفصلية تلجأ إلى الصمت ولا تعترف او تنفي صلتها بالموضوع ، في حين انها تسارع بتبنيها للعملية فور وقوععها . عموما ، إن الزمن كفيل بكشف ملابسات ما جرى ، والنتيجة التي خرجنا بها بإمتياز في الأردن أننا جميعا وقفنا مع الوطن ومع قيادته ، ولسان حال الجميع يقول ، أننا لا رغبة لنا في خوض أي مغامرة او مقامرة ، أو خوض حرب بالوكالة نيابة عن الاخرين ، ولكننا على إستعداد لتغيير موقفنا في حال ظهور من يرغب بشن حرب على مستدمرة إسرائيل وتحرير فلسطين والأقصى ، فنحن أرض الحشد والرباط ، ولا أظن أن العشائر الأردن الأصيلة سيكون لها موقف مغاير .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجليات في سرادق الشهيد الزيود
-
سوريا على مذبح التقسم
-
الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
-
الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
-
سيناريوهات التدخل البري في سوريا
-
وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
-
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
-
مضايا ..الموت المفاجيء
-
إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
-
إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ...
...
-
مناسبة سحّابية عطرة
-
إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
-
خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
-
صراع عربي- إيراني جديد
-
الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟
-
كش داعش
المزيد.....
-
-لا توجد طريقة لعدم موت أحد-.. سائقة تدهس موكبًا من الأشخاص
...
-
متحف أمريكي يخطط لإعادة تمثال يتجاوز عمره ألفي عام إلى ليبيا
...
-
هل هي ثورة صناعية جديدة؟...شركة -إنفيديا- تعلن عن مشاريع ومن
...
-
السعودية.. وزارة التجارة تشهر بمواطن ومقيم من ميانمار وتكشف
...
-
استطلاع: 21% من الألمان يفضلون المزيد من اللاعبين البيض في ا
...
-
شاهد: الزوار يتدفقون على حديقة حيوان ناشفيل لمشاهدة نبتة است
...
-
نجوم من المنتخب الألماني يتنقدون بشدة استطلاعا للرأي حول اله
...
-
-أنا ابن صحفي-.. جورج كلوني ينفي -ملاحقة الصحفيين الروس-
-
ترامب يشكر جونسون على دعمه
-
السيسي يصدر بيانا بعد استقالة الحكومة
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|