جريمة ودعوة للتطهير العرقي

فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 377 - 2003 / 1 / 24 - 17:01
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

 

 

من المستحيل المقارنة بين أخلاقيات المجتمعات الغربية والمجتمعات الشرقية .وتلك مسألة شائكة تحتاج للكثير من التدقيق والبحث . ولكن لو أجبرت على المقارنة مع شيء من العقلانية أجد عندي أن كفة الميزان تميل لصالح الغرب في جميع المناحي.لست راغبا الآن في نقاش هذا الموضوع ولكن المؤلم والقبيح أن يكون الشرقي في عقر دار الغرب ووسط ثقافتهم وحضارتهم ولا يتورع عن تقيأ كل عقده الملوثة الموروثة وبألوان قباحاتها المنحطة.أن يروج ترهاته وشططه المخبول وينظر ويدعوا للاستعداء وقتل البشر وإبادة الجنس والتطهير العرقي دون أن تلجمه نوازع ضمير وأخلاق إنسانية أو خوف من محاسبة فذلك عجب العجاب .وأضن أن تلك صفة حاملها معتوه يستحق الحجر والعلاج.أجزم أن مثل هؤلاء ليس بالعدد الضئيل بين شتاتنا وهم نتاج أفكار الخراب الجمعية المتوارثة ولا يمكن إقصائهم أو الحجر عليهم دون تعقب جذور المشكلة لجعل الفرد يقترب رويدا رويدا من هواجس الخير في ذاته أكثر وأكثر .
في محفل كتابات تنموا وتتغذى أشد نوازع الإنسان العدائية وأكثرها بغضا ومقتا لكل ما هو خير وإنسانية فالمناكدات ،المهاترات ، استعداء ،كذب ،تلفيق ،رياء ، نفاق ، تملق ، تدليس ،مخاتلات ، تزوير ، إهانات مجانية ،تبرع رخيص للإيذاء وكل ذلك ربما يكون طبيعي ومن شروط الصفحة إباحة نشر الغسيل بأية شاكلة كان وعلى أي حبل موجود ولربما لا يلام المشرفين على الصفحة لأن ما يصل لهم  هكذا شاكلته وهو نتاج مقنع لمستوى كتبته .ولكن أن تصدر دعوات للقتل والتطهير العرقي من لدن بعض ضعاف النفوس والمجانين فتلك مصيبة لا يحتملها العقل والضمير.
أنها جريمة علنية يعاقب عليها القانون في دول الغرب ولذا أسأل أصحاب صفحة كتابات عن علاقتهم بالهم الإنساني وقبلها أسألهم عن مدى  وعيهم بما ينشر . إذا كان موقفكم كخصوم مع طرف فهل يبيح لكم ذلك نقاشه أم الدعوة لقتله وأبادته .وأسألكم هل تدركون المسؤولية الأدبية والأخلاقية والقانونية لتسمحوا بنشر دعوات القتل المجاني والتطهير العرقي. هل تدركون مسئوليتكم الشخصية أمام القضاء كونكم ناشر لمثل هذه الدعوات أم تضنون أن الآمر مزحة لا تتعدى كونها مهاترات وإهانات يفضلها بعض الصبية ساخنة ويمكن تلافيها بتدليس ونفاق وتبويس لحى.ولو تصورنا أن أحد أخوتنا من الأكراد نقل الأمر الى إحدى المحاكم في دولة أوربية فما هو  موقفكم اتجاه تلك التهمة .ليست الموضوعة تكفير هذا وتسفيه ذاك أو شتيمة علان وتكذيب فلان أو طعن أخلاقية السيد أو الأمام أو تكفير الشيوعي الملحد.لا يا سادتي أنها دعوة صريحة للقتل الجماعي والتطهير العرقي صدرت من فاشي معتوه وقمتم أنتم بنشرها وتعميمها وفي ذلك تقع عليكم المسؤولية الأخلاقية والقانونية حالكم حال المعتوه خضير طاهر ولربما أكثر. ومن حق الفعاليات الكردية أفراد وجماعات إقامة الدعوى ضدكم وضد المدعو خضير طاهر الذي نشرتم موضوعته المعنونة ( الأكراد .. وضرورة نزع أسلحتهم مستقبلاً ــ خاص بكتابات )) يوم 23 يناير 2003
أعتقد من المناسب للسيد الزاملي المشرف على صفحة كتابات مراجعة النفس والاحتكام للهم الإنساني والمسؤولية الشخصية ثم مسؤولياته كناشر ليتسنى له تدارك مثل هذه الجرائم والبشاعات والاقتناع بأن مثل هذه الأمور مجلبة للإيذاء أكثر مما هي اقتراب من النجاح.

#فرات_المحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل