أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالله حسن - أبو روزا في مستشفى المجانيين.














المزيد.....

أبو روزا في مستشفى المجانيين.


وليد عبدالله حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


-أذا أكثر السياسين اليوم في الدولة هم من المجاهدين الثّوار و المناضلين في زمن الدكتاتورية ؟.-اذن- لماذا يحصل كل الخراب والفساد والسرقات والحروب في بلدنا العراق؟هذا السؤال يردده كل يوم كالصلاة أبو الحسن جهادي من اهل الثورة سابقا ( ابو الحسن جهادي هذا أسمه الحركي الذي يعتز به اكثر من كل شي في الحياة ايام النضال السلبي قال لنا:-بعد الاحتلال 2003 جاء الثوار المجاهديين والابطال و كسروا أبواب مستشفى المجانيين( الشماعية) ، كنت أنا وصديقي نزلاء في المستشفى لمدة 10 سنين كسجناء سياسين لكن مصنفين مجانين .
هجم الناس على مستشفى الشماعية و سرقوا كل اثاث ومحتويات المكان والمرضى بجنون غريب، وبعدها كسروا الثوار أبواب السجن، وخرجوا أكثر المجانيين بفرح ودهشة عظيمة حفاة وبثياب ممزقة ورقص جنوني لايعرفون الى اين يتجهون، وحينها صرخت بأعلى صوتي النضالي وكبرت باسم الله -وابد والله ماننسى حسيناه
- لقد جاءت الثورة جاءت الثورة انها ثورة الامام الحسين على الطغاة انها الحرية٠-;-٠-;- جاءت الحرية ٠-;-٠-;-٠-;-اللعنة على الطغاة والدكتاتورية ٠-;-٠-;-٠-;-يسقط حزب البعث وصدام اللعين يا يا يا يسقط ويسقط بني صهيون والاستعمار والامبريالية الامريكية والماسونية العالمية يا يا يا يسقط٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-٠-;- ويعيش العراق يا يا يا يعيش ولطمت على خدودي ومزقت ثوبي وبكيت حد الموت..
- مسكت بيد صديقي وقلت لقد جاي زمن الحسين وجيفارا
-وفي حينها توسلت بصديقي أبو روزا أن يخرج معي من المستشفى، ونعيش كأحرار أحرار أحرار ماجمل الحرية… لقد جاء يوم الحرية ياصديقي تعالي وياي ارجوك.
- لكن بأسف شديد أصّر صديقي ابو روزا اليساري العقيدة و الانسان العظيم ورفض الخروج من المشفى واصر على البقاء.
زرته أخيراً في غرفته في مستشفى الشماعية بعد التعديل والترتيب اصبحت غرفته جيدة ،
- اردت ان أسئلة هذا السؤال؟ الذي حيرني وحيرة اصدقائي المجاهديين الشرفاء او من لم يدخل بعد في الحكومة او الدولة او بعده معارض.
وكالعادة في كل زيارة اجلب له الجرائد والمجلات والكتب واخبره عن حالنا وحال العراق كلما يسمع اسم العراق يبكي حد الشقهات.قلت له-هل تعلم ياصديقي أن أكثر اصدقائنا من الثوار الذين كانوا معنا في السجن أصبحوا في مناصب كبيرة في الدولة؟هل تتذكرهم فلان وفلان وووووالخ؟ اكثرهم من الاحزاب الاسلامية والوطنية أصبحوا قائدة وزعماء عظام.
قال لي :-هل تعرف صديقي ، لماذا البلد خراب في كل شي ابتداءا من العقول ومرورا بالنفس وصولا للضمير ، لان هولاء الثوار هم مجانين مثلي ومثلك ، لا يصلحون للسلطة والدولة والقيادة لقد اتلفت قسوة الحياة العنيفة والتعذيب السياسي في السجون ، وثقافة المعارضة وعنف الدكتاتورية وفوكاها الآلم واوجاع الغربة،واتعسها أحلام السلطة ،وهوس الايمان بالحزب والعقيدة، والدين والاشتراكية والشعارات، وثقافة الثورة واحلام السيطرة والانقلاب والحكم بقوة السيف، كلها ساهمت في جنون الثوار والمناضلين واهل الجهاد المقدس، ومكانا الحقيقي اصبح في المصحات النفسية .
- هل عرفت الان لماذا لم أهرب من سجني في مستشفى المجانيين؟ هل عرفت لماذا أنا سعيد هنا ومرتاح الضمير واحس نفسي ملك زماني؟- هل تعرف لماذا أنت حزين ومتألم وتعيس؟ لأنك ياصديقي صدقّت بأنك عاقل ولكنك في الحقيقة تعيش بين مجانيين لايحترموا عقلانتيك ولاضميرك ولاشرفك.
وهل تعرف لماذا اكثر السياسين في الدولة العراقية متوحشين وفاشلين وعنيفين؟ لأنهم مجانين رسمين ، ويساهمون في تحويل البلد الى مستشفى للمجانين حتى يتلائم مع عقولهم المهوسه بالدكتاتورية .هل تعرف ماهي الاشكالية الكبرى في خراب الحياة والانسان والدولة؟ هي أن المواطن او السياسي عاقل وسط مجانين، أو ربما مجنون وسط عقلاء يتوهمون العقلانية أو أن الشعب مجنون ويحكمة عقلاء، أو ان الشعب عاقل و يحكمة مجانين ،وأما الكارثة الكبرى ان يكون الشعب والحكام مجانين معا أكيد ستكون كل الشوراع والمدن والانهار والطبيعة مجنونة، حقا لابد ان نعتّرف بأن اكثر الثوار مرضى بعدم المعنى والحياة والجدوى ويتمتعون بممارسة الكراهية ، ويعشقون المال والدم والسلطة حد قتل كل الاحرار.
وأقول لك كلمة أخيرة أن أكثر هوس المناضلين والمجاهديين مرهون بصناعة الثورة من اجل لاشي وهذا نصف الخراب والنصف الاخر بديمومة هذا الجنون المقدس.



#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة تحتاج الى أسئلة
- من عطايا ومصائب الدولة الأسلامية في العراق(داعش)
- هكذا عرفت حزب الدعوة -2
- هكذا عرفت حزب الدعوة الاسلامية 4
- هكذا عرفت حزب الدعوة -1-
- قيادات بلا تنظيمات. مشاهدات هكذا عرفت حقيقة الاحزاب الاسلامي ...


المزيد.....




- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالله حسن - أبو روزا في مستشفى المجانيين.