أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - ليس ربيعاً














المزيد.....

ليس ربيعاً


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما جرى في البلدان العربية سمي الربيع العربي، وهو المصطلح الذي يتكرّر في الإعلام، ومن النخب، وكأنه التعبير الحقيقي عما حدث منذ 17/12/2010. هل هو ربيع عربي؟ أي ربيع مكمّل لما حدث في "ربيع براغ" سنة 1968، وما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا؟
كان المنظور الذي حكم كل هؤلاء اعتبار أن ما يجري في الوطن العربي استمرار لما حدث في بلدان أوروبا الشرقية وروسيا، حيث سقطت الشيوعية وانتصرت الديمقراطية. وهي الحالة التي أدت إلى تعميم خطابٍ تحت مسمى العولمة، يقول بنشر الحرية والديمقراطية، الخطاب الذي كانت الإمبريالية تعمل على تعميمه في دول أوروبا الشرقية وروسيا، من أجل فكفكتها وإنهاء الشيوعية. لكن، لم يكن الخطاب هو الذي أفضى إلى الانهيار، على الرغم من أنه كان يلامس أزمة المجتمعات التي كانت تحكمها أنظمة شمولية، بل إن أزمتها الداخلية، واتساع الفوارق بين الشعب والبيروقراطية الحاكمة من حيث الوضع المعيشي، وتعمُّق الاعتراب نتيجة الشمولية المفرطة، كلها أضعفت النظام وعزّزت من الميل لتجاوزه. وقد حمل هذا التجاوز الميل إلى تحقيق الحرية والديمقراطية، والعودة إلى الرأسمالية.
فتح انهيار الاشتراكية الطريق لسياسة أميركية جديدة، تقوم على تعميم اللبرلة وفتح الأسواق، وتحقيق انفلات النشاط المالي. ارتبطت هذه السياسة "العملية" بخطاب "تحرّري"، يركز على مواجهة النظم الشمولية، وعلى تدخل الدولة في الاقتصاد، حيث هدف خطاب الحرية والديمقراطية إلى تقزيم دور الدولة في المجال الاقتصادي بالأساس، وليس لتحقيق نظمٍ ديمقراطيةٍ حقيقية. لكن النخب العربية انساقت خلف هذا الخطاب، وأخذت تكرّر مجمل عناصره، بما في ذلك قبول اللبرلة، وباتت تركّز جل نشاطها حول ذلك. كان نشاطها، طوال العقدين السابقين للثورات، على "الإصلاح السياسي" و"الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية"، وأخذت تكرّر مصطلحات الخطاب العولمي الذي قام على مفهوم المكونات بالمعنى الطائفي والإثني، وعلى بناء النظم الطوائفية، وكذلك التركيز على الانتخابات، من دون التأسيس المجتمعي الضروري لذلك، مثل مفهوم المواطنة الذي يتجاوز مفهوم المكونات.
هذه الأجواء هي التي فرضت النظر إلى الثورات على أنها ربيع عربي، ربيع يكرّر الربيع الأوروبي الذي حمل هدف الحرية، والربيع الذي طاول البلدان الاشتراكية، وحمل مطلب الحرية في مواجهة شمولية ونظم دكتاتورية. فقد أضفت النخب على ما جرى مطمحها هي، ومنظورها الذي تبلور في كنف خطاب العولمة بالتحديد. ولهذا أرادت أن يحمل ما حدث هدف الحرية والديمقراطية فقط، لأنها لا تعارض اللبرلة التي حققتها النظم، وربما كانت تريد لبرلةً أكثر. ولم تلمس أن سبب الثورات هو اللبرلة، وما أفضت إليه، بل قاتلت من أجل أن تفرض على الثورات منظورها الليبرالي الديمقراطي (على الرغم من تشوّه مفهوم الديمقراطية لديها). بالتالي، كان مصطلح الربيع مرتبطاً بالسعي نحو الحرية والديمقراطية فقط، وكانت النخب تريد حصر الثورات في هذه الحدود.
بالتالي، ما جرى ويجري ليس ربيعاً، ولن يكون ربيعاً بالمعنى الذي جرى تعميمه. وهو المصطلح الذي سمح بالحديث عن "خريفٍ إسلامي"، آلت إليه الأمور بعد "انتصار" الإسلاميين في الانتخابات، ومن ثم إلى "شتاء جهادي"، أو "شتاء إرهابي"، بعد أن جرى نشر المجموعات "الجهادية" في العراق وسورية وليبيا واليمن، وكل المنطقة. ومن ثم اعتبار أن ذلك كله هو نتاج طبيعي لانفجار الثورات، ويبرّر العودة إلى تكريس استبدادية النظم، تحت حجج "الحفاظ على الدولة"، و"الحاجة لمحاربة الإرهاب". وهو الأمر الذي حوّل "دعاة الديمقراطية والحرية" إلى قبول الاستبداد، ويقفون ضد "المطالب الفئوية" التي تفضي إلى احتجاجاتٍ وإضراباتٍ وتظاهرات، ويدعون إلى قبول الشعب بـ "النظام الجديد" الذي هو النظام القديم مجدداً.
ما حدث إذن، هو ليس ربيعاً بل ثورات حقيقية، ثورات اجتماعية، هذا ما يجب أن يكون في أساس الفهم، حين تناول الأحداث منذ 17/12/2010.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات من الثورة.. هل تغيرت بنية الدولة؟
- بعد خمس سنوات.. هل أعادت النظم ترتيب بنيتها؟
- صدمة المعارضة السورية بالموقف الأميركي
- ملاحظات على الملاحظات
- روسيا لا يمكن أن تكون إمبريالية؟
- تحالف الممانعة الروسي -الإسرائيلي-
- الإمبريالية الروسية وهوس القوة
- عن النصرة والقاعدة وداعش والأصولية
- الإجرام الروسي أيضاً
- اليسار الممانع في مساره المتقلب .. التحولات والعلمية الغائبة
- سوريا والعراق.. اشتباك المصالح وصراع الكبار
- الإمبريالية والإمبريالية الروسية
- سياسة أميركا في الشرق الأوسط
- مشكلة روسيا مع سورية
- من نقد السماء إلى نقد الأرض
- نقد‭ ‬نزعة‭ ‬الأنتي‭ ‬إم ...
- صدام‭ ‬اللغة‭ ‬والأيديولوجيا في̷ ...
- هل هي انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
- حرب باردة أو أفغانستان جديدة أم حل سياسي؟
- روسيا إمبريالية؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - ليس ربيعاً