قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 12:05
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
ودعنـا اليوم الـى حيث الخلــود، الأخ الصديق ، الشـاعر والفنان ســبتي الهيتي . ودعّنا القلب الذي توقف نبضه بعد سـتة وسبعين عاما ، كدح فيهـا وناضـل وتشرد. تعلّمَ منها وعلمَّ . قرأها بوعي؛ فكتب ورسم ونَظم.
-
مات سبتي وفي نفسه أمنية لم تتحقق ، فلن يتوسد الثرى في مدينته التي أحبها ، وتغنى بها وتغزل. مات دون أن يُصلى عليه في جامع الفاروق الذي عاش جارا له سنين طويله. مات دون أن يسير أهله وأصـدقاؤه ومحبـوه خلـف نعشـه فـي دروب المدينة التي رسمها لوحات جميلة.
-
مات الإنسان سبتي ، مات البارٌ بأهله ، الوفـيٌ لمدينـته ، المحـبٌ لأصدقائــه ، المخلص في عمله، الساعٍي للبحث عن الأجمل، والأحسن، والأفضـل ، التـوّاقٌ للعطاء ، المُجدٌ المثابر.
-
مات الشـاعر، فلـن نسـمع بعـد اليـوم قصيدة عن بقايا دالية أو ناعور. ولكننا سـنبقى نقرأ ما ترك لنا من شــعره في دواوينه السبعة : أوراق مسافر، و ذاكرة الخلود ، وأوراق لدار الســلام، وقصائد المراثي ، و ملصقات علـى أبواب المدينة ، ومزامير ديموزا ، وأغانينا.
-
مات الفنـان الذي عوّدنـا على أن نعـيد قراءة تاريخ مدينتنـا في لوحاته. مات الرجل سبتي، في يوم لن نحيي ذكراه بعد موته إلا كل اربع سنوات . مات في 29 / شباط / 2016 ، مات ســبتي وسنموت بعده ، وهكذا هي الدنيا فـ:
-
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ
يَوْمـاً عَلَـى آلَـةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُـولُ
-
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟