أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - ايران وكاس السم الاقليمي















المزيد.....

ايران وكاس السم الاقليمي


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايران وكاس السم الاقليمي
صافي الياسري
كؤوس السم التي تجرعتها ايران خميني منذ الكاس الاول الذي ارغم خميني على تجرعه بيد العراق باتت سمة تتكرر في كل منعطف انحداري تتدحرج فيه ايران ولاية الفقيه ،فمن كاس السم النووي الى الكاس الاخرى التي تعدها لها المعارضة السورية والمجتمع الدولي والاقليمي ،ما نصطلح على تسميته منذ الان كاس السم الاقليمي ،وعلى وفق الطرح التالي الذي يعتمد انفراط التحالف الروسي الايراني في سوريا .
** تقوم عقيدة امن نظام ولاية الفقيه في ايران على القتال دفاعا عن النظام انما في الخنادق المتقدمة بعيدا عن حدود ايران وتحديدا في سوح المدن العربية في اليمن ولبنان والعراق وسوريا ، فسقوط هذه السوح او ابعاد القوات الايرانية وعملاء الملالي عنها يعني القتال على حدود ومداخل المدن الايرانية وبضمنها طهران ،وهو ما صرح به كبار المسؤوؤلين الايرانيين مرارا وتكرارا ، وعلى خلفية تهدئة الاجواء في سوريا على وفق الاتفاقات الاميركية الروسية وامكانية وقف اطلاق النار بين النظام السوري والثوار ،بات نظام الملالي يقلق بشدة من تداعيات هذا الاتفاق على مواقعه في سوريا ،التي ربما جرت الى تداعيات مماثلة في العراق ،وهو ما دفعه الى ارسال سليماني الى بغداد لترتيب اواع عملائه ومواقعه .
وما عزز هواجس النظام الايراني بهذا الشان فضلا على خبر الاتفاق الأولي على وقف اطلاق النار في سوريا، في الأيام الأخيرة. هو أعلان وزير الخارجية الأمريكي الاتفاق بهذا الخصوص . وابداء قلق النظام انما يتناقض مع الحديث عن احراز نجاحات وتقدم في سوح القتال في سوريا. وهذا التناقض كان بارزا في انعطاف مواقف زمرة رفسنجاني والصمت النسبي لزمرة خامنئي بشأن التطورات الروسية. وعلى سبيل المثال بينما كان روحاني يقول في 8 فبراير أنه «لو لم يكن قادتنا الأشاوس يساعدون الحكومة السورية في دمشق وحلب ... لما كان لنا أمن» خصصت صحيفة جمهوري اسلامي التي تعكس آراء رفسنجاني في افتتاحيتها الصادرة يوم 16 فبراير الى «برجام 2» (الاتفاق النووي المرحلة الثانية» واستنتجت بأن «في برجام 2 يجب اعطاء الأولوية لقضايا المنطقة» لمنع اندلاع «النار التي من المقرر اشعال فتيلها في سوريا وتركيا والعراق». هذا القلق لم يكن خاصا بزمرة رفسنجاني بل شوهدت اثاره بين عناصر ومقالات وسائل الاعلام التابعة لخامنئي أيضا. ابتداءا من قلق ولايتي «بسبب تدخل الدول الخارجية... ودعم بعض دول المنطقة» الى افتتاحية صحيفة ”حمايت” الحكومية في (14 فبراير) حيث كتبت تقول «صمت روسيا تجاه دخول جيوش الدول الراعية للارهاب ( المقصود هو استعداد القوات السعودية والتركية وقوات التحالف) يعني المساس بالثقة الايرانية».
السؤال المطروح الآن هو ماذا حصل حتى تحولت كل التقولات والتشدقات بشأن التقدم في سوريا الى ابداء القلق والمخاوف؟ والى اعادة اثارة «برجام 2» أي «برشام» أي تجرع كأس السم في سوريا؟ بحيث خصصت صحيفة حكومية افتتاحيتها تحت عنوان «دومينو نكول الروس» لتبدي قلق النظام من نكوث الروس بعهدم لايران والاسد؟؟ (صحيفة شرق 20 فبراير).
من أجل الاجابة على هذا السؤال من الضروري القاء نظرة الى جذور قيام نادي الائتلافات والاصطفافات في الأزمة السورية. هناك ائتلاف يضم النظام الايراني وروسيا وفي الطرف المقابل هناك تحالف بين العربية السعودية وتركيا. وهذا الائتلاف الأخير قائم على مصالح حيوية مشتركة. قادة البلدين أكدوا مرارا أن ما يحصل في سوريا يرتبط بمصالحهم الوطنية. ولهذا السبب فان تحالفهما قائم على أساس مصالح حيوية وأستراتيجية. فيما لا نجد في المقابل هذه المصالح المشتركة في التحالف بين روسيا ونظام الملالي. حضور النظام في سوريا وبتكاليف خيالية وبثمن تقاطر متزايد لتوابيت أفراد الحرس وميليشيات التعبئة لنظام ولاية الفقيه أمر حيوي يرتبط بكون أو عدم كون النظام واستمرار وجوده من عدمه. وقال خامنئي يوم 5 فبراير في اشارة الى آفراد الحرس القتلى في سوريا «لو لم يناضل هؤلاء لكان العدو يهاجم داخل البلد... وكان علينا أن نحاربهم في كرمانشاه وهمدان وسائر المحافظات». ولكن روسيا ليست لها مصالح حيوية في سوريا. وحسب الكثير من المتتبعين فان حضور روسيا في سوريا ليس الا لكسب تنازلات أخرى من الغرب منها اقتصادية والغاء العقوبات والامتيازات السياسية بشأن اوكرانيا أو القرم. لذلك فهي ستغادر سوريا حيثما اقتضت مصالحها وشعرت أنها بلغت ما كانت تصبو اليه في الحصول على امتيازات أو اذا ما كان استمرار حضورها في سوريا سيقترن بمخاطر كبيرة.
والآن وبهكذا تقييم يمكن القاء نظرة الى الميدان. النظام والجيش الأسدي تمكنا فقط في ظل القصف العنيف الهمجي والمدمر الروسي من احراز بعض التقدم. اذن وجود روسيا في خندقهما أمر حيوي. ولكن هل روسيا التي الحرب في سوريا ليست بالنسبة لها حرب «وجود أو لا وجود» وتريدها فقط من أجل كسب امتيازات في الصفقات اللاحقة، مستعدة للمخاطرة والبقاء في سوريا حتى آخر لحظة وان زادت الضغوط؟
والآن وقد بدت مظاهر انفصال الخط الروسي عن جبهة نظام الملالي. بخاصة على خلفية اكبر مناورة عسكرية في الشرق الاوسط بين جيشي تركيا والعربية السعودية والسودان وباكستان ، ما يوحي بامكانية التدخل بريا في سوريا وان حاول الاتراك التقليل من مخاوف دول المنطقه .
وبعد ان بدأت تركيا قصف القوات الكردية المتحالفة مع الجيش الأسدي
المناورة العسكرية بقيادة العربية السعودية ضمت 20 بلدا. وتشارك فيها 2500 طائرة حربية و20 ألف دبابة و450 طائرة هليكوبتر. كما أعلن بموازاة ذلك وزير الخارجية السعودي انه «يجب تسليح المعارضة السورية بصواريخ أرض جو».
وكما يبدو على هذه الخلفية أن روسيا أدركت النقطة المناسبة للانعطاف دون مخاطرة ومغامرة. وقال مفسر سعودي لقناة الجزيرة في 20 فبراير «يبدو أن الرسالة قد وصلت الى موسكو... فلماذا دعا الرئيس الروسي الملك سلمان لزيارة موسكو ؟؟». كما آعلن بوتين «انه يبحث عن آليات ديبلوماسية لحل الأزمة السورية».
وفي هذا الوقت أعلن بشار الأسد «هناك خيار واحد أمامنا» وتشدق باستمرار العمليات العسكرية. فيما وجه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة صفعة سياسية لوجه نظام الملالي والآسد بقوله «تصريحات الأسد لاتنسجم مع الجهود الديبلوماسية الروسية». كما ان مقال صحيفة كومرسانت الروسية التي استقطبت أنظار وسائل الاعلام تبرز هذه الحقيقة حيث أشارت في عددها الصادر يوم 20 فبراير الى «الشرخ الجدي بين مواقف موسكو ودمشق» وكتبت تقول «موسكو تدعو دمشق الى قبول الحل السياسي في اطار مسار جنيف... عدد من الخبراء يعتقدون أن مواقف بشار تفشل مساعي روسيا لتحويل النجاحات العسكرية في سوريا الى منجزات سياسية.. هذه المواقف تنذر بافساد مواقف العلاقات الروسية مع الغرب ومع العالم العربي».
ويبدو الآن أنه يجب اعتبار تصريحات ولايتي المضحكة التي كانت زوبعة في فنجان لدى عودته من روسيا ، من اثار اليأس الناجم عن الخروج الروسي المحتمل من الائتلاف في سوريا. حيث قال ردا على صحيفة اسبانية «التنسيق بين روسيا وايران ليس بشأن سوريا فقط. وانما بشأن العراق ولبنان ومن المتوقع أن ينسحب هذا التعاون في المستقبل على اليمن أيضا». (صحيفة البايس الاسبانية 21 فبراير).
والآن وباعلان خبر الاتفاق الأولي لوقف اطلاق النار يمكن الاجابة على السؤال التالي لماذا تحولت فجأة كل تقولات وادعاءات النظام الايراني بشأن الانتصارات والتقدم في الجبهات السورية الى قلق متزايد وتوجه لتجرع كأس السم الاقليمي الذي بدأـ تناقشه وسائل الاعلام الايرانية قبل غيرها ؟؟



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الايراني في الشان العربي سافرا
- مهزلة الانتخابات الايرانيه 12
- مهزلة الانتخابات الايرانيه - 10
- مهزلة الانتخابات الايرانية -7-
- مهزلة الانتخابات الايرانيه - 8-
- مهزلة الانتخابات ايرانيه -9-
- مهزلة الانتخابات الايرانيه - 6-
- مهزلة الانتخابات الايرانيه -4-
- مهزلة الانتخابات الايرانيه -5-
- مهزلة الانتخابات الايرانيه -2-
- مهزلة الانتخابات الايرانيه -3-
- اتساع الهوة الطبقية بين شرائح الشعب الايراني
- دراسة قانونيه في التطرف الايراني
- الزرادشتيه والاسلام هل هما من ذات المنبع
- وزارتا خارجية ودفاع السنه
- انتهاكات حقوق الانسان هي اس فرض العقوبات على ايران
- دعاة الاقاليم
- سوريا نحو مجازر جديده
- ميليشيات ايران في العراق وسوريا ولائحة الارهاب
- ولاية الفقيه العراقيه


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - ايران وكاس السم الاقليمي