أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - ضياع رأس خيط الإصلاحات














المزيد.....

ضياع رأس خيط الإصلاحات


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحصل رئيس حكومة في العالم؛ كما كان مع العبادي قبل عام، الذي لاقى دعم شعبي وسياسي ومرجعي وعالمي، وخرجت الجماهير بعفوية تأييداً لحزمة أصلاحات اطلقها، وصوت النواب وأكتسب الشرعية والقانونية والشعبية.
وَعَد العبادي بضرب الفساد بيد من حديد، وإنتهى الأمر الى الإنكماش والتعكز على هجمة شرسة يشنها؛ أعداءه في مواقع التواصل الإجتماعي.
إنحصرت مطالب الجماهير بعدة نقاط لا تتجاوز أبسط الحقوق، وإنهاء المحاصصة والفساد وتقديم الفاسدين للقضاء، وفي ذروة التظاهرات وبداية إعلان العبادي؛ أيّدَ مجلس النواب بالإجماع، وبعضهم نشر صوره وهو يصوت، ولم يستطع أحداً من الوقوف ضد قرارات تجنب العراق إنهياره الأمني والإقتصادي والإداري.
طلب العبادي أخيراً تفويضاً لإجراء تغيرات جوهرية، وذهب للبرلمان مُطالباً؛ بعد سحب تفويضه في الصيف الماضي، وكأنه يُريد البناء من الهرم ويترك القاعدة، ويُلمع النهايات، ويترك الأسس والبدايات، وفي عصر سابقه يتهم البرلمان بالتقصير، واليوم التغيير يُراد للوزراء، وكأن العراق ليس دولة ديموقراطية؛ فيها سلطات ثلاث مفصولة الصلاحيات، ورقابية بين بعضها متكاملة الأدوار.
هل أن مشكلة العراق بالوزراء فقط، وهل كلهم فاسدون؟! وإذا كانوا متهمين بالفساد فعلى رئيس الوزراء محاسبتهم وإحالتهم للقضاء، وإذا غير ذلك؛ لا يمكن تبديل من لم يثبت فسادة بنزيه محتمل، وكان الأولى الإلتفات لطبيعة النظام الإداري، الذي ما يزال بقوانين دكتاتورية وتراكم معها محاصصة حزبية، وروتين ومركزية وتضارب الصلاحيات بين المركز والمحافظات، ومنع مجالس المحافظات من إقالة مدير عام دون علم وزيره وبالعكس؛ حسب النفوذ الحزبي وطبيعة التحالفات، أو يُعطي الوزير صلاحيات ما يخص وزارته لمحافظ حزبه؛ ويعطل طلب مشروع لمدينة آخرى، وبعضهم يتقاسم المقاولات ويقايض الملفات.
إن الوزراء إختارهم رئيسهم بنفسه، ولم يلتفت الى إلحاح بعض القوى؛ الى النظر الى الهيئات المستقلة والوكلاء والمستشارين والمدراء العامين ورؤوساء المؤسسات، اللذين يعملون بالوكالة، ولهم إرتباط مباشر بالأموال والتعينات والتنقلات التي تُخفى على الوزير أحياناً، وكثيراً ما تحدث العبادي عن معرقلات وقوى تمنع الإصلاحات، ولم يتحدث عن وزير فاسد، وأما الإصلاحات ذاتها؛ فقد أنطلقت بداية حكومته وكانت تهدف الى ردم مكامن الفساد وضرب رؤوسها الكبيرة، ولكن كما قالت المرجعية الى أن بُح صوتها وقالت: " لا إصلاحات دون ضرب الرؤوس الكبيرة"، والحكومة لا تشكل دون موافقة البرلمان.
دعوات الإصلاحات؛ كانت تهدف لمحاسبة المقصرين والفاسدين من الحكومة السابقة والحالية، وليس إدخال البلاد بدوامة التوافقات والمزايدة الوطنية، ولا فَتل عضلات لإغتنام المناصب.
مثلما يُريد العبادي تفويضاً من البرلمان؛ كان الأولى به منح وزارءه تفويضاً لمحاسبة الفاسدين، وتفعيل قانون المحافظات، الذي يضمن له حل سبعة وزارات، ودمج بعض الوزارات وتقليل الترهل الحكومي، وصحيح أن الإصلاح الوزاري مهم ولكنه جزء من جملة خطوات يفترض على رئيس الوزراء إتخاذها، ومنها تقديم مرشحي الهيئات المستقلة والوكلاء والمدراء العامين، وإعتماد الكفاءة والنزاهة، والإبتعاد عن المحاصصة والحزبية، ولكن السؤال الأهم؛ هل أن القوى التي تدعي دعم الإصلاحات بالفعل تعني ما تقول؟! أم أنها منقسمة؛ أحدهما نجح في توريط العبادي، والآخر يريد التقارب معه للحصول على مناصب أكثر، وثالث ناصح لا يسمع الرئيس كلامه؟! وبذلك ضاع رأس خيط الإصلاحات.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الصحة؛ إجراء صحيح في وقت خطأ
- مصلحة المركز والأقليم
- من الشفافية الى الجوهري تلاعب بالمصطلحات
- العبادي بين الواجب والمستحب
- . الأنبار مرشحة لموسوعة غينيس وجائزة نوبل؟!
- الفلوجة ترحب بكم؛ إرهاب وكباب
- بين مغشوش ومنحوش ساعدنا إنتشار الفساد
- استنكار المرجعية والطوفان القادم
- ظهور التماسيح في البصرة
- الفساد إرهاب أخطر من النازية والشوفينية
- بين الحامي والحرامي العراق أولاً
- شايف جنابك قانون الاحزاب
- حاجة الحوار بعد العار والدمار
- ثلاثة حروب في آن واحد
- حملة أعمار الفساد
- ثورة القبور على القصور
- مقدمات داعشية بثياب عشائرية
- لا نسمح لهم بالهروب
- ماذا سرق داعش من مول الجوهرة؟!
- أهزوجة عفك بإستشهاد وليد أبن الرمادي


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - ضياع رأس خيط الإصلاحات