محسن حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 09:15
المحور:
كتابات ساخرة
من أين أبدء والبداية عادةً ما تكون عصية على الكتابة, هل أبدء من تلك الأخبار الدامية التي تطالعنا بها الصحف السلطوية كل صباح, عن ماذا فعل فلان, وكيف أبدع علاّن , أم أبدء من هاتيك الصور المرعبة, التي تتكرم علينا بها الفضائيات العربية, على مدار الأربعة والعشرين ساعة, فالأيادي المقطوعة والأرجل المخلوعة والرؤوس المقلوعة والمتناثرة على مساحة الذاكرة, أضحت صور مزمنة في العقل الواعي واللا واعي عند المواطن العربي, فإن لا يرى رأساً هنا وقدماً هناك يستغرب أيّما استغراب وربما تصيبه الحازوقة من شدة الاندهاش, لكن سرعان ما يتبدد استغرابه وتعود زلعومته لوضعها الطبيعي, والسبب خبر عاجل وبثٍ حيٍّ ومباشر, لانتحاري قنبل نفسه وتشظّى, في عرس, أو طابور من المدنيين لتعود تلك الأشلاء تتراكم صوراً فوق بعضها لتشكل هرماً دموياً آخر في يافوخه الممتلئ أصلاً بالويلات..
أم تراني أبدء من تلك التحليلات السياسة على الفضائيات الإخبارية لأساطين التنجيم فالضرب بالشكر بكر,والاستعانة بقارئة الفنجان هي السما السائدة عمّا سيصير وما هو مصير تلك البلدان التي لا ترضخ لمطالب الأمريكان..
وربما كنت سأختم بالإصلاح السياسي , والترميم الاقتصادي , الذي ينشده المواطن بقصيدة, بلادي وإن شحّت عليّا غنيةٌ, وينتظر( على الوعد يا كمون, حتى يأتيه المنون), وأبيّن بكلمات مقتضبة فوائد المصالحة الوطنية كيف هي المتراس الأول والأخير في وجه التهديدات العابرة , لا بل الحاجز الفولاذي الذي ستنصهر عليه تلك الكلمات الملتهبة والتي يظن أصحابها بأنها ستقض مضاجع الحالمين, وتصنع بالجزمة الحرية للمواطنين..
سأكتفي الآن بهذا القدر من العناوين وأترك سبر أغوارها للقادمات من السنين .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟