أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - ولدوا .. تعذبوا.. وماتوا !














المزيد.....

ولدوا .. تعذبوا.. وماتوا !


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


قلتُ لها :

وُلدوا .. تعذّبوا .. ماتوا ..
هكذا اختصرَ الحكيمُ التّاريخَ للملكِ الذي يحتضرْ ..

لا تُصغِ لنداءِ النّارِ واحجزْ مقعداً للعمرِ في الخريف :
ألا تخجلْ أن تُقابلَ اللهَ بوجهٍ عربيٍّ بلا عينينِ ولا أُذُنين ..

امضِ مثلَ العاصفةِ بلا اتجاهٍ فلنْ تجني إلّا خيبةَ التّوقّعاتْ ..

وصوتُ أُمِّكَ يهمسُ من وراءِ الغيم :
سيأتيكَ الفجرُ بلا قلبٍ وبلا روح ..
وأوراقُكَ تتساقطُ ورقةً ورقةً ..
وكلُّ شيءٍ فيكَ يموتْ ..
والسّؤالُ ما زالَ يطوفُ في خاطركَ :
كيفَ ضعتَ في شعابِ خوفكَ القديم مثلَ إبرةٍ في كومةِ ظلام ؟

ما أطولَ نومك ..
ألا يُزعجُكَ ما تحملهُ إلى روحكَ كوابيسُ الظّلام ؟
الرّوحُ لا تشعرُ بالفرحِ في الغُرفِ الضّيقة ..
وهُناكَ مدافعُ مسمومةٌ تُطلُّ من النوافذِ مثلَ ثعابينِ الوديان ..

كلُّ المصابيحِ مُطفأةٌ في المُدنِ التي تُرخي جدائلها على الأنهار ..
لم تعد قادراً على تسلُّقِ الصّباح ..
فالنّهارُ الذي تُطاردهُ سلاحفُ الليل مهجور ..
والمدنِ التي حلُمتَ بها ذاتَ يوم تُحلّقُ في سمائها طيورٌ غريبةٌ وغربان ..

لا تروينَّ أحاديثَ الأجداد على لسانِ الثّعابين ..
فأُذنُ أُمِّكَ لا تُصغي لتلكَ الأحاديث ..
لا تروِ سيرةَ السّيوفِ العربية على لسانِ الثّعالب والذّئاب ..
فالرّأسُ لا يحتملُ الصُّداع ..

هُناك تنتظرُكَ العناكبُ وينتظركَ بردُ الجبال ..
لن تشعُرَ بالدفءِ في ذلكَ المكان ..

اخلعْ وجهكَ وآوِ إلى ما تعذّرَ من الأحزان ..
ففي أعماقكَ أفكارٌ مقموعةٌ ولغةٌ مُعتقلةٌ ..
وبقايا بطلٍ جبان ..

د.عاطف الدرابسة



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلٌ مريضٌ..
- الماء في النّهر تجمّد..
- هذا النّبضُ ...
- قلتُ لي ...
- مَن سرقَ الذاكرةَ .. ومَن اغتالَ الهويّةَ ؟!
- هروب ...
- العربُ ... من اكتئابٍ إلى انفصامٍ ..
- في ذكرى رحيل محمود درويش ..
- مدنٌ يبتلعها الظلامُ ..
- وطني الكبير ..
- صوتُ الرحيل ..
- نصٌّ غيرُ صالحٍ للنشرِ ...
- الحذاء
- الباب


المزيد.....




- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - ولدوا .. تعذبوا.. وماتوا !