سجن المفاهيم

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 16:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المفاهيم تحجب الواقع الحقيقي.
لقد اطلقت المفاهيم على كل ماحولنا من امور، واطلقت الاسماء والتعريفات، وعندما نريد ادراك "الوردة" فاننا ندركها من خلال التسمية والتعريف الذي اعطي لها فنخوض في عطرها وشكلها ومعانيها ولونها وتفسيراته وتبريراته، ونحن في كل ذلك لا نكون الا اننا ابتعدنا عن الوردة، لانها تحولت لدبنا الى مفهوم ذهني مجرد، بينما كان علينا ان نرى تلك الصلة الخفية التي تربطنا فيها، او فقط نستشعرها بحواسنا الداخلية، وهي ستقول لنا امور عديدة.
تتحكم بنا المفاهيم والاسماء تلك التي الصقت بكل شيء حولنا، يقول فاشيستا : عندما تضعف المفاهيم، يقل تأثر المرء بالسعادة والتعاسة، وبمعرفة زيف الاشياء يصبح سهلا تجنب التعلق بها. فعندما لا يكون هناك امل لا يكون هناك فرح ولا كآبة، اي ان جميع هذه الانفعالات تتخذ لها مفاهيم ذهنية تصبح هي المسشيطرة على الانسان.
العبودية هي العبودية للأفكار والمفاهيم، الحرية هي التحرر منهم. وحتى الحرية اتخذت مفهوماـ ولذا هي تختلف بين امة وامة، وكذلك الصداقة، والعطاء، والحب، وغيرها، تقريبا كل مايتعلق بنا ومايحيطنا اصبح سجين الافكار والمفاهيم.
ايكارت تول يدعو الى تأمل الوردة، بدون التفكير باسمها، ويقول دعها هي تعرفك بها، دعها تقول لك باغتها، وانت ستفهم لغتها لانك معها في وحدة كاملة.
لقد صنعت اللغة حواجز بين كائنات هذا الكون، وضعت قيود، فاصبح النظر يتم غالبا من خلال المفاهيم ومانعرفه، لكن الاجمل هو مانعرفه، وهو الذي يدخل الى اعماقنا مباشرة لانه تخطى حدود اللغة والافكار.
ان المودة هي الصداقة، وانت عندما تكون ودودا ستكون صديق الجميع، بدون ان تحدد اطار علاقتك بالصداقة.
تأمل في الطبيعة فقط ودع الوعي الكوني يعرفك بكل شيء
لقد حبست افكارنا بالمفاهيم، والكلمات، فالتصور الذهني هو الذي يعطينا معاني الاشياء، بدل ان نقيم بها علاقة باحساسنا.
ان التحديد يفقدنا الرحابة، ويضيق الخناق على تواصلنا مع كل الاشياء في الكون لانه يحدها ويحددها، بينما علينا تقبلها بشكلها المطلق حيث الوعي المطلق هو مايجمعنا ويشكل فهمنا.
ان تعميق المعرفة بالذات هو مفتاح الخروج من سجن وقيود المفاهيم.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل