أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - إصلاحات الصدر:الحل الحقيقي يبدأ بحل تياركم وأمثاله















المزيد.....

إصلاحات الصدر:الحل الحقيقي يبدأ بحل تياركم وأمثاله


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدم زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، قبل أيام قليله مشروعه الإصلاحي، إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام، وفي شقه السياسي – وهو الأهم والرئيسي من وجهة نظري- يطالب الصدر بأن يتضمن ( اصلاح الملف السياسي، تشكيل فريق يضم رئيس الوزراء الحالي وسياسيا مستقلا ومعتدلا وذا خبرة، وقاضيا معروفا بالشجاعة والحيادية والوطنية، وأكاديميا معروفا وموظفا متقاعدا من الدرجات الخاصة ذا خبرة عالية ومستقلا)، موضحا أن ( ذلك الفريق يعمل على تشكيل فريق وزاري متخصص يتمتع بالنزاهة والخبرة من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن الحزبية والتحزب، على ان يشمل الجميع من دون الميول الى حزب السلطة وسلطة الحزب، وتقديم اسماء مرشحة لرؤساء الهيئات لمجلس النواب للمصادقة عليها، وتقديم اسماء مرشحة لـ(الوكلاء والمستشارين والمدراء وأعضاء الهيئات والسفراء والخبراء).

أعتقد أن الإصلاح الحقيقي ينبغي أن يبدأ بالخروج من العملية السياسية الأميركية نهائيا، و حل التيار الصدري وتشكيل قوة سياسية عابرة للطوائف تطالب بإعادة كتابة الدستور من قبل خبراء دستوريين محترفين لا حزبيين، دستور يتأسس على أساس دولة المواطنة الحديثة والمساواة، وتحريم وتجريم الطائفية السياسية وإجراء انتخابات تشريعية على أساسه تنبثق عنها حكومة أغلبية ومعارضة فعالة. وفي التفاصيل أقول :

إن الدوافع والاستهدافات لما سماه الصدر "مشروع إصلاح" لا تختلف إلا جزئيا عن دوافع واستهدافات ما سمي "حزمة إصلاحات العبادي" و غير ذلك مما طرح أو سيطرح في السوق السياسية العراقية من مشاريع "إصلاحية" مستقبلا، فهذه المشاريع هي من حيث الجوهر نتاج مباشر لاختناق حكم المحاصصة الطائفية الذي جاء به الاحتلال، وموته سريريا من زمن طويل. والسبب هو تناقض هذا الحكم ودستوره من حيث الجوهر مع طبيعة المجتمع العراقي المتنوع والتعددي وآليات تشكل ما يمكن نسيمه اصطلاحيا "الهوية العراقية الحديثة غير مكتملة الاندماج".

إن النخبة السياسية الشيعة، ومنها قيادة التيار الصدري، أدركت – ليس اليوم طبعا- استحالة حكم العراق من قبلها بهذا الشكل الهيمني الفاسد والمفسِد، و الذي دأبت خلاله على أن تترك للخصم الطائفي السياسي بعض الفتات وتتحالف مع طرف مجتمعي آخر، حتى على حساب ثروات وسيادة و وحدة البلد، وأقصد هنا مع تحالف "التحالف الوطني" الذي يحتل التيار موقعا مهما فيه مع "التحالف الكردستاني". و اليوم خرجت اللعبة من أيدي هذه النخبة، ومن أيدي من سمح لها بالاستمرار ودعمها سرا وعلنا، وأعني واشنطن وطهران، ولكل منهما حساباته الخاصة، ولهذا السبب ولأسباب أخرى تتصل به تنهال علينا مشاريع الإصلاح والمصالحة والتطهير والإنقاذ مدرارا.

وإضافة الى هذا المأزق السياسي والاجتماعي العام -أعني داخل نخبة الساسة الشيعة - ثمة مأزق خاص بالتيار الصدري نفسه، ويمكن تلخيصه بأن هذا التيار، كان ومنذ البداية، قد وضع قدما في العملية السياسية التي جاء بها الاحتلال والقدم الأخرى في المقاومة المسلحة للاحتلال نفسه، وعاش طوال السنوات الماضية وحتى اليوم يعاني من هذا المأزق الذي لا فكاك منه بمشاريع كهذه.

وأخيرا فهذا المشروع يحاول إصلاح العملية السياسية من داخلها وبأدواتها وشخصياتها ومؤسساتها نفسها مضاف إليها بعض "البهارات السياسية" من قبيل تطعيم أو استبدال الطاقم الحكومي الإنقاذي مؤقتا بشخصيات خيالية قوامها صفات إنشائية وتمنيات طيبة من قبيل ( سياسي مستقل ومعتدل وذو خبرة، وقاضي معروف بالشجاعة والحيادية والوطنية، وأكاديمي معروف وموظف متقاعد من الدرجات الخاصة ذو خبرة عالية ومستقل ). لنلاحظ عرضا، أن هذه الصفات التي يدرجها السيد الصدر لمن سيشارك العبادي تنفيذ الإصلاح تكشف لنا ضمنا عن رغبة الصدر و كثيرين غيره من داخل الحكم، في أن يتبرع لهم أطراف مستقلون يحملون هذه المواصفات المعدومة في وسطهم لإنقاذ عمليتهم السياسية الفاشلة والميتة وهذا مستحيل مثلما هو مستحيل أن يحاول الطبيب إحياء جثة متفسخة بزرع أعضاء حية وسليمة فيها من جسد إنسان حي وسليم آخر!

إن احترامي لدور التيار الصدري في المقاومة المسلحة البطولية ضد الاحتلال الأميركي الهمجي، يدفعني لأن أخلص النصح له بصراحة و تجرد، وعليه أقترح وجهة النظر الشخصية التالية:

أعتقد أن العملية السياسية الطائفية قد ماتت وشبعت موتا، ولا ينفع فيها ومعها أي إصلاح شكلي وترقيعي من داخلها، و عليه، ينبغي على السيد الصدر أن يبدأ الإصلاح الحقيقي بعيدا عنها، بأن يبدأه من داخل تياره ذاته، وذلك بعقد مؤتمر عام له في أقرب الآجال، يعلن خلاله انسحابه النهائي والتام من العملية السياسية الطائفية، وحل الجسم التنظيمي والقيادي للتيار، بعد إقصاء المتهمين على نطاق واسع بالفساد ممن تولوا المناصب الحكومية والبرلمانية باسمه من صفوفه، و السعي لتشكيل تيار أو كيان سياسي جديد على المستوى الوطني بالاندماج مع تجمعات وكيانات سياسية قائمة أو ستقوم في جميع المحافظات العراقية، وبما يحول التيار من طرف سياسي داخل طائفة واحدة إلى جسم سياسي يمتد على المستوى الوطني يطالب بإنهاء العملية السياسية الأميركية وببدء عملية سياسية عراقية وطنية تطوي صفحة الدكتاتورية البعثية الصدامية والاحتلال الأميركي معا ونهائيا، وتبدأ بإعادة كتابة الدستور على أساس دولة المواطنة الحديثة والمساواة و تحريم وتجريم الطائفية السياسية، ثم يُطرَح – الدستور الجديد – على استفتاء شعبي، تليه انتخابات تشريعية جديدة على أساسه تنبثق عنها حكومة أغلبية نيابية فعالة تقابلها معارضة من الأقلية النيابية تشكل حكومة ظل.

إن هذا المقترح يمكن أن يكون مفيدا وصالحا للاجتراح والتنفيذ من قبل أي قوة سياسية من القوى والأطراف السياسية الأخرى ضمن هذه الطائفة أو تلك و التي تشارك التيار الصدري التوجه والمنطلقات والمعاناة من اختناق وموت العملية السياسية الأميركية مثلما تشاركه الطموحات الإصلاحية الحقيقية وهو مقترح قد يأخذ شكل شهادة أمام التاريخ وحجة على الداعين للإصلاح، شهادة و حجة لا تخلوان من رائحة التحدي فالتاريخ يسجل كل شيء والشعب العراقي شاهد حي وفطن!

*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاحات الصدر : حل تيارك وأمثاله بداية الإصلاح الحقيقي
- الإقليم السني وآخر تطوراته
- مشعان والأعرجي ومسرور يعترفون
- حزب المجلس يريد ضرب تأميم النفط وبيان فارغ لمتزعمي التظاهرات
- لا للتطهير الطائفي والعرقي في العراق
- الرقعة الطائفية وشقوق نينوى والأنبار
- والسيستاني والجبوري وأحداث المقدادية المأساوية
- هل الاقتتال الكردي الداخلي وشيك..؟ ومواضيع أخرى
- ج2/قراءة نقدية في كتاب ممنوع عن الفتوحات الإسلامية
- ج1/قراءة نقدية في كتاب ممنوع عن الفتوحات الإسلامية
- رصد لجريمة إعدام النمر في الصحافة ومواقع التواصل
- عن الشخصية الأكثر تأثيرا في العراق سنة 2015 وتبعية كركوك وتح ...
- هل باع صولاغ ميناء الفاو وماذا قال وزير العدل عن المخبرين ال ...
- محاصصة طائفية في الحشد الشعبي وأشياء أخرى
- المطبعون مع الصهيونية في العراق
- بارزاني قسم نفط كركوك وآخر تطورت الاحتلال التركي
- اليعقوبي والمادة 26 وقضية مجهولي النسي
- ج8 والأخير/ أحداث الموصل 1959 ..دعوة خاصة واستنتاجات
- حول التدخل الروسي في سوريا وتداعياته
- هل بدأت حكومة العبادي تسليم العراق لصندوق النقد الدولي؟


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - إصلاحات الصدر:الحل الحقيقي يبدأ بحل تياركم وأمثاله