أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - المطبعون مع الصهيونية في العراق














المزيد.....

المطبعون مع الصهيونية في العراق


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موجة مفاجئة ومشبوهة من الحنان والتعاطف مع " اليهود العراقيين" تجتاح عدة أطراف وأشخاص في الوسط الثقافي والإعلامي العراقي وتتخذ من أبواق معروفة بميولها ويتمويلها كفضائية المدى لصاحبها "شريف روما" التي تسوق الموضوع بنوع من الإلحاح والتفاهة الخارقتين للمألوف وجريدة "العالم" التي تنشر بين الحين والآخر مواد ذات ميول وأغراض تطبيعية مع دولة العدو الإسرائيلي كنا قد تصدينا لأمثلة منها في مناسبات سابقة.

لنسجل أولا، أن هذه الموجة مفتعلة و سطحية وذات توقيت مريب، ولها أغراض سياسية قد لا تخرج عن إطار التطبيع مع العدو الصهيوني تمهيدا لفتح سفاراته وقنصلياته في العراق وخصوصا في الإقليم، وثانيا لم يبقَ من العراقيين اليهود أو " من الطائفة الموسوية" كما تعرف في العراق، إلا عائلتان تعيشان بشكل طبيعي شأنهما شأن الأسر العراقية الأخرى، ما يعني أن حملة (التضامن مع اليهود في العراق) هي مجرد فقاعة لا قيمة لها، وثالثا، أن كاتب السطور وغيره كثيرين دافعوا مرارا وتكرارا طوال السنين الماضية عن ضحايا إسرائيل من يهود العراق و عن مواطنيتهم العراقية العريقة، وكتبوا عن إنجازاتهم الأدبية والفنية والاقتصادية، وطالبوا بمعاملتهم بشكل منصف وعادل، في حين سكت الآخرون عن ذلك سكوتا مطبقا، فلماذا يقترن "الدفاع عن اليهود العراقيين" اليوم بذم وهجاء العراقيين عموماً كشعب واعتبارهم "قطيعا من الحيوانات تحركه الغريزة الأنانية" وفق آخر ما كتبه برهان شاوي في جريدة" العالم" حول هذا الموضوع بعنوان "غريزة القطيع"؟

إن الكاتب، وبعد مقدمة نافلة، يستشهد فيها بكاتب أجنبي هو عالم الأحياء هاملتون و مقالته المعنونة "هندسة القطيع الأناني" يشارك في هذه الموجة " الحُنَيِّنَة" جدا للتضامن مع اليهود مسجلا الحكم الباتر التالي ( في حياتنا الاجتماعية العراقية هناك أمثلة كثيرة عن غريزة القطيع.. وفي تاريخ العراق الحديث تجلى ذلك في فترة (الفرهود) التي مورست ضد اليهود. أو في سحل أعضاء من الحكومة الملكية في شوارع بغداد..) كما يورد أمثلة أخرى منها "تصفيق العراقيين لنظام صدام ثم لمن أسقط نظام صدام و للحكام الجدد" خالطا عن عمد أو عن جهل أو عن كليهما بين نشاط يقوم به جمهور متحزب محدود ضمن أعمال التعبئة الحزبية ونشاطات مجموعات الجواسيس التابعين لمخابرات الغزاة الأجانب و البروباغندا المليشياوية والحكومية وبين نشاطات عامة وحياة شاسعة لشعب أو أمة بكاملها!

من الواضح أن الكاتب، لم يتعب نفسه قليلا و يقرأ أي مصادر أخرى تخالف قناعاته حول موضوع " الفرهود" ومنها مصادر إسرائيلية اعترفت بأن تهجير اليهود كان خطة نفذها بضعة عملاء للموساد بقيادة شلومو هليل و عضوية يهودا تاجر والبريطاني روبرت دوني/ عرض لكتاب الأستاذ في جامعة إكسفورد، عباس شبلاق، عن يهود العراق والمعنون "هجرة أم تهجير: ظروف وملابسات هجرة يهود العراق" جريدة الشرق الأوسط 30/مايو/2015، قاموا بتفجيرات إجرامية استهدفت اليهود العراقيين. ومعروف أن اليهود العراقيين أنفسهم رفضوا الهجرة من بلادهم في البداية، ثم اضطروا الى ذلك بعد ضغوطات وتفجيرات عملاء الموساد الإسرائيلي و تسهيلات مريبة قدمتها الحكومة الملكية العراقية التابعة لبريطانيا. أما بخصوص "الفرهود" أي سلب ممتلكات اليهود، وهي العملية المدانة والتي قام بها مئات الأشخاص في بغداد من الناقمين والجهلة والمضللين فلا يمكن اعتبارها دليلا على أن العراقيين أو البغداديين تصرفوا وفق ما يسميه شاوي غريزة القطيع، بل كانت رد فعل محدود ومدان ينبغي أن يؤخذ في ظروفه التاريخية وسياقه الخاص والذي شهد جريمة سلب فلسطين وتشريد شعبها في مخيمات اللجوء حتى اليوم، و أيضا ضمن ظروف وملابسات الإجهاض الدموي الذي قامت به القوات البريطانية لانقلاب عسكري وطني حدث في العراق "نقصد انقلاب رشيد عالي الكيلاني" وحملة الإعدامات التي تبعته بحق قادته. وعموما، فلست في معرض تبرير تلك الجريمة، بل في معرض وضعها في سياقها وظروفها الحقيقية وفضح الأباطيل والأغراض المشينة التي حدت بالبعض هذه الأيام لنبش هذا الملف والتباكي على اليهود العراقيين والإساءة للعراقيين كشعب و وصفهم بأوصاف أقل ما يقال عنها أنها ساذجة و " فطيرة" !

أما بخصوص المثال الآخر الذي ساقه الكاتب للتدليل على "قطيعية العراقيين" وغرائزيتهم الحيوانية فهو ( سحل أعضاء من الحكومة الملكية في شوارع بغداد) و قد أدينت هذه الممارسة من قبل الكثيرين من الكتاب العراقيين الرصينين والمنصفين ولكن دون تعميمات قدحية بحق الشعب العراقي برمته.

السؤال المهم الذي يمكن أن يوجه لهذا الكاتب و من في رهطه في "المدى" و "العالم" هو: لماذا لم تحتسبوا ممارسات الشرطة والقوات الملكية الهاشمية و القوات البريطانية الغازية التي قتلت مئات بل وآلاف العراقيين في الفرات والأوسط وشمال العراق/ كردستان وبغداد ذاتها في الانتفاضة السلمية / وثبة كانون 1948 و مجزرة الجسر التي ارتكبت خلالها، لِـمَ لم يحتسبوا كل هذا على مَلاك ظاهرة "غريزة القطيع الأنانية" ؟ أم أن الملكيين وأسيادهم البريطانيين هم من فصيلة "الأسياد ذوي الدم الأزرق النبيل" ولا يجوز نعتهم بالقطيع الغرائزي كالعراقيين !؟

*كاتب عراقي

روابط ذات صلة بالمقالة :
رابط مقالة برهان شاوي:
http://alaalem.com/index.php?aa=news&id22=34530
رابط عرض كتاب عباس شبلاق في الشرق الأوسط
http://aawsat.com/home/article/372596/%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%8A%D8%B1



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارزاني قسم نفط كركوك وآخر تطورت الاحتلال التركي
- اليعقوبي والمادة 26 وقضية مجهولي النسي
- ج8 والأخير/ أحداث الموصل 1959 ..دعوة خاصة واستنتاجات
- حول التدخل الروسي في سوريا وتداعياته
- هل بدأت حكومة العبادي تسليم العراق لصندوق النقد الدولي؟
- المكذبة مستمرة: أرقام المالكي بعد موت الجلبي
- ج7/ الكيلاني في محكمة المهداوي / أحداث الموصل - ثورة الشواف- ...
- ج6/ مؤامرة الكيلاني 1959 حقيقة أم تلفيق؟ -ثورة الشواف- في ال ...
- ج6/هجوم مضاد لليساريين والقاسميين : أحداث الموصل 59
- ج4/ بدايات حريق الموصل 1959/أحداث الموصل - ثورة الشواف- / مق ...
- اعترافات قنبر على معلمه الجلبي.. أين الحقيقة؟
- تعريف العصيان المدني تاريخيا وأكاديميا
- ج3/هل كانت أحداث الموصل 59 حصان طروادة العراقي؟
- بين قنبر ونبراس ضاعت البردعة!
- ج2/ تنظيم الضباط الأحرار العراقي.. حقيقة أم خرافة؟
- الجزء 1/ تمرد الشواف 1959.. قراءة جديدة
- حين ينتقد رمز الفساد نظام المحاصصة الفاسد
- بين خطورة داعش وسلبيات الحرس الوطني
- الجزء الثاني/ نقد خطب المحاصصة الطائفية- اليساري-
- الجزء الأول/ نقد خطاب المحاصصة الطائفية- اليساري-


المزيد.....




- لماذا لن يُعتقل بوتين في أمريكا رغم صدور مذكرة توقيف دولية ب ...
- ما أصل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
- قتلى بنيران إسرائيلية بين منتظري المساعدات، وبيان عربي يدين ...
- مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنو ...
- زيلينسكي غاضب من ترامب ويرفض التنازل عن أراض لروسيا
- القضاء بجنوب أفريقيا يأمر بإعادة جثمان الرئيس السابق لونغو ل ...
- مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غز ...
- الإعلام الإسرائيلي يرصد ردود فعل دولية ضد خطة احتلال غزة
- دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟ ...
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مقاتليها مستوطنة بغلاف غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - المطبعون مع الصهيونية في العراق