أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تعريف العصيان المدني تاريخيا وأكاديميا














المزيد.....

تعريف العصيان المدني تاريخيا وأكاديميا


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العصيان المدني أسلوب سلمي احتجاجي يلجأ إليه الناس لمواجهة السلطة المحلية أو الأجنبية في بلادهم بهدف تغيير القوانين التي يجمعون على أنها غير عادلة وإيقاف الممارسات الظالمة ومظاهر الفساد بإنهاء تلك السلطات وانتخاب سلطات بديلة لها.

برز هذا المصطلح في القرن التاسع عشر، واكتسب تعريفه في علم السياسة والاجتماع على يد الباحث هنري دافيد ثورو، حين استخدمه في بحث له نشر عام 1849، في أعقاب رفضه دفع ضريبة مخصصة لتمويل الحرب الأميركية ضد المكسيك، بعنوان "مقاومة الحكومة المدنية".
وفي أوروبا تأخرت صياغة هذا المفهوم ولكن فكرة ( مقاومة قانون جائر أو غير عادل) كانت موجودة قبل القرن التاسع عشر. أما اليوم فقد اتسع هذا المفهوم ليشمل العديد من الأشخاص الذين يمارسون أفعالا تسعى للإحلال إعلاميا محل " الحركات المناهضة للدعاية".

وقد استخدم هذا الأسلوب السلمي في حركات مقاومة سلمية عديدة موَّثقة؛ في الهند (مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية، وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية)، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية. وبالرغم من اشتراك العصيان المدني مع الإضراب العام في كونهما وسيلتان تستخدمهما الجماهير للمطالبة برفع ظلم أصابها، إلا أن الإضراب العام مان في بداياته محصورا بحقوق العمال في مواجهة صاحب العمل (والذي يمكن أن يكون هو الحكومة). وكانت إحدى أكبر تطبيقات العصيان المدني وأوسعها نطاقا في لجوء المصريين إليه ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919 السلمية.

باختصار، فالعصيان المدني هو رفض الخضوع لقانون أو لائحة أو تنظيم أو سلطة تعد في عين من ينتقدونها ظالمة. هذا هو التريف العام أما التعريف الأكاديمي فثمة:

تعريف جون راولز وج. هابرمس للعصيان المدني: هو عمل عام، سلمي، يتم بوعي كامل، ولكنه عمل سياسي، يتعارض مع القانون ويطبق في أغلب الأحوال لإحداث تغيير في القانون أو في سياسة الحكومة. وباتخاذ هذا المسلك، يخاطب العصيان حس العدالة لدى غالبية المجتمع ويصرح، وفقا لرأي وتفكير ناضج، بأن مبادئ التعاون الاجتماعي بين أفراد يتمتعون بالحرية والمساواة في الحقوق لا يتم حاليا احترامها.

ويتسم فعل العصيان المدني بست خصائص:

1- خرق واع ومتعمد للقانون الظالم وفق اعتقاد الجماهير التي تقوم به.

2- عمل عام: أي أنه فعل وسلوك شعبي علني وشفاف وهو ما يميزه عن العصيان الإجرامي حيث يزدهر الأخير في الخفاء.

3- حركة ذات رسالة جماعية: يندرج فعل العصيان تحت مبدأ الحركة الجماعية. فهو الفعل الصادر عن مجموعة يعرفون أنفسهم بالأقلية الفاعلة، ويترجم بتضافر جهود هؤلاء. لذا تشير "حنا آرندت" إلى أن ( العصيان المدني، بعيدا في منطلقه من فلسفة ذاتية لبعض الأفراد غريبي الأطوار، إلا أنه ينتج عن تعاون مقصود بين أعضاء مجموعة تستمد قوتها على وجه التحديد من قدرتها على العمل المشترك.) وهكذا يكون العصيان المدني بطبيعته عمل جماعي.

4- حركة سلمية : يلجأ الممارس للعصيان إلى وسائل سلمية، فالعصيان المدني يهدف إلى إطلاق حوارات عامة ورفع شعارات وبرامج وأهداف محددة. ولبلوغ هذه الأهداف، فهو يخاطب " الضمير الغافل للأغلبية" أكثر مما يدعو إلى أعمال عنف. وهذه إحدى السمات التي تميزه عن الثورة.

5- الهدف من العصيان: تعديل قاعدة: يسعى العصيان المدنى إلى إدراك غايات مستحدثة. كما يهدف إلى "إلغاء" أو على الأقل تعديل القاعدة محل النزاع.مبادئ عليا:

ينادي القائمون على العصيان المدنى "بمبادئ عليا" تتفوق على الفعل موضع النزاع. وهو دون شك أهم ما يميز العصيان المدنى، إذ أن هذه السمة هي ما تضفى عليه "نوعا من الشرعية". وقد تكون هذه المبادئ العليا المشار إليها مبادئ "دستورية" أو "فوق دستورية"، ولذلك كانت مرجعية بعض الكتاب والسينمائيين الفرنسيين هي "الحريات العامة واحترام الإنسان" في أعمالهم التي كانت تنادى بالعصيان المدنى عام 1997 ضد مشروع قانون جون لويس دوبريه والذي كان يفرض على أي إنسان يستضيف أجنبيا في زيارة خاصة لفرنسا إخطار عمدة المدينة بموعد مغادرته.

كتب هذا المنشور باعتماد مصادر مختلفة منشورة في الموسوعات المفتوحة على النت مع شيء من التصرف الطفيف.


*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج3/هل كانت أحداث الموصل 59 حصان طروادة العراقي؟
- بين قنبر ونبراس ضاعت البردعة!
- ج2/ تنظيم الضباط الأحرار العراقي.. حقيقة أم خرافة؟
- الجزء 1/ تمرد الشواف 1959.. قراءة جديدة
- حين ينتقد رمز الفساد نظام المحاصصة الفاسد
- بين خطورة داعش وسلبيات الحرس الوطني
- الجزء الثاني/ نقد خطب المحاصصة الطائفية- اليساري-
- الجزء الأول/ نقد خطاب المحاصصة الطائفية- اليساري-
- حول خرافة الدولة المدنية
- بين معصوم والعبادي : دستور مهلهل وتفويض مليوني
- المهزلة الكبرى: أحزاب دينية تضع قانونا للأحزاب!
- أفندية بغداد سيقتلون الحركة الاحتجاجية
- محاولة خطيرة لإجهاض الحراك الشعبي في بغداد
- الجزء الثالث/ وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز
- الجزء الثاني :/ وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958
- وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958
- لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟
- تجريم التكفير الديني دستوريا ضرورة ماسة
- فؤاد معصوم و أحكام الإعدام
- العرب السنة بين الإبادة أو التهجير


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تعريف العصيان المدني تاريخيا وأكاديميا