أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جوهر - قراءة في رسالة عادل مراد الى شعب كوردستان















المزيد.....

قراءة في رسالة عادل مراد الى شعب كوردستان


وسام جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السويد 11‏/2/2016

في رسالة موجهة الى شعب كوردستان ومنشورة على صفحات الانترنت، يتحدث السيد عادل مراد سكرتير اللجنة المركزية للاتحاد الوطني الكوردستاني عن جملة من امور الساعة التي تخص حالة الاقليم وازماته السياسية و الاقتصادية.
ما دفعنا الى قرائتنا هذه هو ان عادل مراد ليس كاتبا او محللا سياسيا فحسب بل هو سياسي مخضرم كان دوما في مقدمة الصف السياسي الكوردي الاول منذ ايام شبابه وهو اليوم ليس اقل من ابرز قيادي الاتحاد الوطني الكوردستاني في منصبه كسكرتيرا لللجنة المركزية لواحد من اعرق و اكثر الفاصئل السياسية الكوردية نفوذا في الساحة الكوردية عموما و اقليم كوردستان العراق على وجه الخصوص.
و عادل مراد علاوة على ما تقدم شخصية سياسية مثقفة وبراغماتيا حاذقا، لو قدر له ان يلعب دوره السياسي كما يريد ويرى لراينا تغييرات واقعية في اتجاه طموح الشارع الكوردستاني، الا انه مقيد الى حد كبير من قبل صقور حزبه الذين يعيشون في زمن العقلية البارتيزانية و نمط القيادة العشائرية و العائلية مما قيد و يقيد كثيرا الانتقال الى مرحلة جديدة من العمل السياسي في كوردستان الحاضر و المستقبل.
بدون توطئات و مقدمات او لف و دوران يذهب الاستاذ عادل مراد الى امر في غاية الخطورة عندما يصدر حكمه القاسي على حكومة كوردستان و احزابها باعتبارها فاقدات حق التبجح باسم الشعب وا دعاء تمثيله اذ يقول: "... لا اعرف كيف ابدأ حديثي ومن اين ابدأ وهل بقي للكلام من معنى، في ظل المأسي والولايات والمعانات اليومية التي يشهدها المواطنون في اقليم كردستان، بعد ان فقدت الاحزاب والحكومة ومؤسساتها الحق في التبجح باسم الشعب وادعاء تمثيله. ... " انتهى الاقتباس.
الشيء المثير والواضح جدا ان السيد عادل مراد القيادي في حزب متنفذ لا يستثني حزبه من هذا الحكم ....و الحق يقال كدت ان اسميه ب "مشعان الكوردي" اذ كما هو معلوم ان السيد مشعان الجبوري النائب البرلماني العراقي اثار جدلا كبيرا بتصريحاته الاخيرة عن الطبقة السياسية الفاسدة دون ان يستثني نفسه من الفساد، تصريحات سرعان ما استدرك و رجع ليقول انه لا يعدها رشوة او فسادا لانه اخذ الملايين دون ان يغلق ملف النزاهة الذي كان قد فتح بحق مسؤول ارشى مشعان الجبوري كي يغلق له ملف عليه لدى لجنة النزاهة البرلمانية. وكآننا امام موضة سياسية جديدة يراد منها السياسي تبرئة الذمة من خلال اطلاق الاحكام العامة الشاملة. فماذا يريد السيد عادل مراد من هذه الرسالة؟
يمضي السيد مراد ليقر بان قادة ومسؤولي الاقليم قد تحولوا الى انتهازيين و تجار حرب واثرياء بطرق غير شرعية وعلى حساب الشعب الصابر المعدوم....! فيقول: " .... لم نكن نعلم حين ذاك باننا سنتحول في عيون الشعب الى تجار حرب انتهازيون يبنون قصورا وفلل في كردستان واوربا وامريكا، يرتفعون بالابراج ونطاحات السحاب بالسحت الحرام وغسيل الاموال، على حساب المعدومين الصابرين على المحن من ابناء شعبنا ..." انتهى الاقتباس ...
انه كلام قاسي حقا و يستوجب التوقف عنده ...ها هو قيادي في حزب لا يستطيع باي حال من الاحوال ان يتنصل من مسؤولية الوصول الى الحالة التي يحاول الان السيد عادل مراد ان يثور ويتمرد عليها وكانه خارج النخبة السياسية في الاقليم. مهما حاولنا ان نكون منصفين لا يمكننا وصف هذا الكلام اكثر من كلمة حق يراد بها باطل مع ان الرجل يستحق الثناء لجرئته و صراحته اي كان غرضه الحقيقي. اضف الى ذلك فان ثقافة ازدواجية الاخلاق السياسية ليست غريبة على الاتحاد الوطني الكوردستاني ...هذه الازدواجية نقرأها دون جهد كبير على طول الخط فهو اي الاتحاد يأكل مع الذئب و يلطم مع صاحب الشاة ...هل نسى السيد عادل مراد ام يريد ان يتناسى شراكة حزبه في زواج سياسي حميم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ... شراكة اوصلت رئيس حزبه وقائده مام جلال الى كرسي رئاسة جمهورية العراق التعددي و لفترتين متتاليتين و أوصلت الاقليم على ما هو عليه من حالة مزرية؟! شراكة املكت حزبه او على الاقل قيادات حزبه اسيا سيل وما ادراك ما اسيا سيل؟! شراكة سببت في كل فساد و ثرائات غير مشروعة لقيادات و مسؤولين كبار في الاقليم و حزبه ليس استثناء باي حال من الاحوال .... شراكة اغضبت شارع الاتحاد الوطني غضبا تجسد في ضربة كادت ان تعصف بكل الاتحاد الوطني نضالا وتاريخا عندما انشق احد ابرز قيادي الاتحاد و مؤوسسيه السيد نوشيروان مصطفى في معارضة جديدة باسم "حركة التغيير او كوران" ..
.لوكان كل ما ينتقده القيادي عادل مراد ينتمي الى الماضي في يوم كتابة رسالته لاختلف الامر، على الاقل بعض الشيء، الا ان الطامة الكبرى فان السيد كوسرت رسول و السيد قباد طالباني وريث الحزب و اخرين من قياديي الاتحاد يتنعمون بمناصبهم الادراية في الحكومة التي يعدها السيد عادل مراد غير شرعية ......! هل اصبحنا ميكافيليين الى هذا الحد استاذ عادل؟ الاتحاد الوطني يمسك العصا من الوسط في واحد من اصعب الظروف التي يمر بها الاقليم ولا يرتقي ابدا الى مستوى التحديات و الى مستوى تاريخه النضالي الطويل ....بل اصبح كالحا دون لون ...فلا هو قوة في السلطة و لا هو معارض لقرشين!
هل خال للسيد عادل مراد ومعه قيادات الاتحاد دون استثناء انه حقا فقد الكثير من الدعم الشعبي بسبب هذه الازدواجية و البراغماتية التي لم تعد تنطلي على المواطن المسكين ...الاتحاد الوطني ارتضى لنفسه دور الحزب المساند لحزب السلطة و خلق بذلك شرعية الحزب القائد مقابل امتيازات مالية و مناصب سياسية و حكومية شكلية ...اليس هذا هو بالضبط ما يعنية السيد عادل في كلمته ب "تجار الحرب ..." ؟.
يتباكى السيد عادل مراد على بطون و جيوب البيشمه ركه الخاوية و لكن اين هذا الموقف الواجب من حزبه في هكذا حالة؟ ماذا كان موقفه و الاتحاد معه طبعا عندما منع وزير البيشمه ركه ذاته من ممارسة عمله؟ طبعا الصمت كان الموقف... لماذا؟ لان الانتهازية الحزبية هكذا اقتضت في انتهاز الفرصة باضعاف حركة التغيير و المعارضة السياسية لا لشيء، سوى لاضعاف واذلال المعارضة السياسية اللامعارضة طبعا. لا يدفعه اي الاتحاد سوى الانتقام السياسي وتصفية الحسابات في صمته وسكوته، موهما نفسه و متوهما بان المعارضة اذا ما اذلت اليوم، فانه بمأمن من الاذى ناسيا ان الغد لقريب للاتحاد نفسه في هكذا سيناريو.... كيف يفوت هكذا امر حزب و قادة من طراز السيد عادل مراد؟؟؟ انت ليس امامك الا ان تختار بين ان تؤثر في حكومة ان شريك فيها مؤديا دورك السياسي و الاخلاقي او انك تترك هذه الحكومة اذا كانت حقا تتسلط على رقاب الشعب. نشاطر السيد مراد رؤيته فيما يخص سياسات قادة الاقليم التي فيها كثيرا من المغامرة في انغماسها في محاور سياسية اقليمية و دولية ...و نعم ان الاملاءات الخارجية لا تصب في مصلحة الامن القومي لكائن من كان ... ولكن ماذا عن ايران و العلاقة المصيرية التي تربط الاتحاد بها؟! هل من لم يتذكر كيف ان مام جلال عبر عن حميمية هذه العلاقة ايام كان رئيسا لجمهورية العراق و استقبل السيد رفسنجاني موصفا زيارته للعراق بزيارة خير و بركة ...مهينا بذلك منصب الرئاسة و الدولة العراقية ....اذ هل رأيتم ان رئيس دولة يتملق الى هذه الدرجة لرئيس زائر وضيف له ...؟!!! يا ترى لماذا؟
الحريص على امن قومه بحق لا يرهنها لكائن من كان ...تركيا او ايران .. وحتى امريكا. من بلوغ السيل الزبى و طفح الكيل الذي يحذر بهما السيد عادل مراد في ايحاء واضح للحزب الديمقراطي الكوردستاني نقراء او نسمع اجراس خطيرة تدق و ان الانقسام الذاتي للاقليم على نفسه اقرب الى الواقع اليوم من انفصاله و استقلاله عن بغداد ما لم يتحلى الجميع بما فيه الاتحاد الوطني مسؤولياته لتجاوز الازمة الخطيرة التي تهدد تجربة الاقليم برمتها، فمصير العراق و الاقليم على كفوف عفاريت كبار تتناطح ولن تتردد في اية لحظة في للتخلي عن هذه الفئة او تلك ساعة ما انتفت مصالح امنها القومية فيها.
اي كلام من نوع التنصل من المسؤولية لا يمكن له ان يكون جزء من الحل بل جزء من المشكلة.... و كلمة اخيرة فان وضع و حال الاتحاد الوطني الكوردستاني يذكرني بحال الحزب الشيوعي العراقي وخاصة في النصف الاخير من سبعينيات القرن الماضي عندما كانت قياداته تغرد في واد و قاعدته الجماهيرية المخلصة الوفية في واد اخر و كلنا نعرف ما الت اليه الامور لاحقا لواحد من اقدم الاحزاب السياسية في المنطقة وليس العراق فقط.... الاتحاد الوطني في امس الحاجة الى اعادة حساباته السياسية و بجرئة سياسية بمستوى الحدث قبل فوات الان.



#وسام_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على : التصيّد بالمياه العكرة مهنة الصيادين الفاشلين ن ...
- السيد مسعود البارزاني و استفتاء الاستقلال ...!
- كنت خير رؤية اخرجت للناس ... تامرين بالتعددية
- العلمانية خير رؤية لبناء الدولة
- بئس التسيس في الدين و التدين في السياسة
- نادية مراد ... شاهد على العصر
- دعاء يزيدي...!!!
- الاحتلال الامريكي للعراق من السلاح النووي الى النصر
- القومية الايزيدية ...حق مشروع
- مات صدام ...هل سيعيش العراق؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جوهر - قراءة في رسالة عادل مراد الى شعب كوردستان