أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جوهر - السيد مسعود البارزاني و استفتاء الاستقلال ...!















المزيد.....

السيد مسعود البارزاني و استفتاء الاستقلال ...!


وسام جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مرة اخرى و عشية احتفالات نوروز وكما جرت العادة يصرح السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، عن نيته او رغبته في اجراء استفتاء شعبي لمواطني كوردستان حول موضوع استقلال كوردستان، لقيام اول دولة قومية كوردية ، هذا اذا ما استثنينا جمهورية مهاباد في الشمال الغربي من ايران في عام 1946 والتي لم تدم اكثر من 11 شهرا و لم يدعمها سوى الاتحاد السوفيتي لغايات سياسية بحتة..
في ظل الظروف الطبيعية فليس ثمة ما يدعوا الى الدهشة و الاستغراب لان حق تقرير المصير مكفول في كافة الشرائع المعروفة بما في ذلك لوائح حقوق الانسان العالمية و في بنود المنظمات الدولية. ولكن ما هو الطبيعي هذه الايام في كوردستان و العراق و حتى في الدول الاقليمية التي يمسها هكذا طرح؟!
لقد دئب قادة اقليم كوردستان وفي مقدمتهم فخامة رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني على الايحاء باستقلال الاقليم و كآن مسالة الاستقلال و الانفصال عن العراق متروكة بالتمام و الكمال لرغبة قادة الاقليم. الملمون بالشان السياسي في الاقليم و العراق يعلمون جيدا بانه لو كان الامر هكذا لانفصل الاقليم في نفس اليوم الذي فيه سقطت حكومة بغداد و معها الدولة العراقية في نيسان 2003.
الحقيقة التي يعرفها الجميع و قادة الاقليم اكثر من غيرهم ان مسالة استقلال الاقليم ليست مرهونة لا بحق الكورد المشروع و لا برغبة قادتهم بل تتعلق و بشكل وثيق بمجموعة المصالح الدولية و الاقليمية وبتوازن المعادلة السياسية في الدول الاقليمية و خاصة تلك التي يعيش فيها الكورد كاقليات محرومة من ابسط حقوقها المشروعة كالعراق و تركيا و ايران و سوريا. وبكل تاكيد فان مسالة الاستقلال لا يمكن ان ينظر اليها بمعزل عن احوال السياسة محليا على مستوى اقليم كوردستان نفسه.
المعطيات تشير الى ان توقيت الاستفتاء في غاية من السوء و الخطآء.

بكل تاكيد فان تشابك المصالح الدولية في هذه المنطقة و ما يتبع ذلك من ضرورة توازن المعادلة السياسية الدولية تشكل عقبة رئيسية و حقيقية في طريق استقلال الاقليم. الحالة هذه نكاد نجزم بان قادة الكورد في الاقليم و على راسهم السيد مسعود البارزاني يدركون جيدا ان موضوع الاستقلال غير واقعي وذلك لسبب و الف سبب، وعليه يبقى السؤال الذي يطرح نفسه و بالحاح ... يا ترى لماذا هذا الاستفتاء؟
الامر واضح جدا بان السيد البارزاني يريد من اعلان نية اجراء استفتاء الاقليم ان يرسل اكثر من رسالة و لاكثر من جهة.
محليا:
اما داخليا فان مشاكل الاقليم السياسية و الاقتصادية في وضع سيء لكي لا نقول خطير... لعله على راس قائمة ازمة الاقليم نجد الفراغ الدستوري الذي يخيم على الاقليم، حيث ان رئيس الاقليم يمارس سلطاته حاليا كامر واقع بعد ان انتهت فترة تمديد الرئاسة له في 20 اغسطس الماضي 2015 دون التوصل الى اتفاق سياسي او الدخول في انتخابات رئاسية جديدة.
موظفوا الاقليم لم يستلموا رواتبهم منذ شهر ايلول الماضي و الاعتصامات اصبحت جزء من المشهد السياسي و بات الامر يهدد بالانفجار اذا ما استمرت الحالة على ما هي عليها الان ... بنك كوردستان من الناحية العملية مفلس طالما كان غير قادر على صرف ايداعات المواطنين حسب حاجتهم .... و علاوة على كل هذا انهارت اسعار النفط فلم يعد بمقدور النفط ان يكون ذاك الينبوع الذي يدر على الاقليم ملايين الدولارات ... اما المناخ السياسي في الاقليم فانه على شفير الهاوية واقل ما يقال فيه ان القوى السياسية منقسمة على امور ليست بالثانوية و لا يمكن اخفائها تحت سجادة الخطاب القومي العاطفي ...ساسة الاقليم منقسمين على فريقين يختلفون على شكل ومحتوى الدستور في امور مهمة جدا كمسالة تحديد السقف الاعلى لعدد فترات رئاسة الاقليم وحاجة الاصلاح في صلاحيات رئيس الاقليم الشبه المطلقة من عدمها. ان ما صرحت بها كتل نيابية كوردية في برلمان العراق لهو تعبير واضح لعمق الخلافات السياسية في الاقليم ... اذ صرحت هذه الكتل بضرورة تفعيل عملية البحث و التفتيش لجرد اموال وممتلكات الزعماء و المسؤولين في الاقليم و العراق ونزولا الى درجة المدير العام، في الخارج و التحقق من مصادر هذه الثروات لهم و لعوائلهم و اقربائهم، في تلميح الى قيادات كوردية متنفذة.
الحالة هذه ... اميل الى الاعتقاد بان الاقليم ليس متفقا في الذهاب باتجاه الاستقلال ، على الاقل في المرحلة الحالية و ان اي اصرار من جهة سياسية معينة ستكون مغامرة سياسية قد تؤدي الى انقسام الاقليم على ذاته في ادارة تؤيد الانفصال رغم كل شيء و ادارة ترى المصلحة القومية في بقاء الاقليم ضمن العراق التعددى، على الاقل حتى اشعار اخر حيث تتوفر الاجواء السياسية المناسبة محليا و اقليميا و عالميا..
اقليميا:
اما اقليميا ...فان الامر على اقل تقدير لهو اعقد من من الوضع المحلي للاقليم ...السؤال ههانا : على ماذا يعول من يريد الذهاب باتجاه الانفصال؟ هل يعقل ان تصفق تركيا الاردوكانية لقيام الدولة الكوردية على حدودها الجنوبية الملتهبة !!! الاجابة على هذا السؤال تحتمل امرين اولهما قبول السيد اردوكان بالامر وعندها، ليس عاقلا من يصدق بان شروطه لن تكون اقل قساوة على الكورد من تلك السائدة اليوم في اقليم كوردستان العراق. اي انه قبول مرهون بان يكون الاقليم امارة كوردية تركية من الناحية العملية. اما اذا كانت الاجابة بالنفي فسيكون الامر على غاية من المغامرة بالمكاسب المتحققة لحد اليوم، لان الاقليم او بالاحرى الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيجازف بحليف فاعل وحيد له في المنطقة ...و الراي عندي ان الحزب لن يقدم على هكذا مغامرة ..
اما ايران التي خرجت للتو من العزلة الدولية و التي فتحت بوجهها ابواب العالم الذي يرى في ايران استثمارات و مزايا اقتصادية هائلة علاوة على انها خرجت منتصرة في معارك الشرق الاوسط السياسية الى جانب حلفائها ... كل هذا يجعل ايران اليوم اقوى من ايران الامس، و اذا ما اضفنا العلاقة المصيرية التي تربط جهات سياسية في اقليم كوردستان العراق مع طهران ناهيك عن الدور الفعال لايران في بغداد و نفوذها الشبه المطلق على شيعة العراق، لن يبقى لنا الا ان نستنتج بان ايران بالكاد ستصفق و تسهل عملية استقلال الاقليم خاصة اذا ما اضفنا بعدا اقليميا اعمق يخص تقارب اقليم منفصل مع تركيا صاحبة الصراع التاريخي الازلي مع ايران.

اما سوريا فليس لديها سوى ما يجعل الشائك اكثر تعقيدا فهي و كرد على التدخل التركي واقليم كوردستان في شؤونها الداخلية قد انتهت الى تفاهمات سياسية غير معلنة عنها مع حزب العمال الكوردستاني المنافس الاقوى لقوى الاقليم السياسية على الساحة القومية و على وجه التحديد للحزب الديمقراطي الكوردستاني. مجرى الاحداث على ارض الواقع قد جعلت من حزب العمال الكوردستاني قوة سياسية و عسكرية لا يستهان بها. اذ تبين انه من انجح الفصائل العسكرية في مواجهة قوات داعش مما فرض نفسه على الساحة الاقليمية وفي معادلة السياسة الدولية و دخل عمليا في التحالف الشرقي (روسيا، ايران، سوريا) ...ساذج من تصور بان هذا الفصيل الثوري سيقبل باي استقلال يشعر بانه على حساب مطامح الشعب الكوردي عموما و اكراد تركيا على وجه التحديد.
هل حقا من الحكمة ان يعول دعاة الاستقلال على الخليج و السعودية في مقدمتها؟! نرى في ذلك مغامرة سياسية لا يجرىء عليها سوى من كان ناويا على الانتحار السياسي.... فالسعودية متورطة في اليمن ايما تورط ...وهي اي السعودية تبحث اليوم عن مخرج لها في سوريا يحفظ لها ماء الوجه ...و السعودية متهسترة هذه الايام من الانفتاح العالمي على عدوتها الكبرى ايران بعد ان كانت تحلم بجر امريكا و الغرب الى تورط من نوع التورط العراقي ...الا ان حساباتها فشلت تماما ...فلا الغرب هاجم ايران و لا اسقط لها النظام السوري ....و الان ما هذا الذي ستجنيه السعودية من تحديها الكثير و الكثير من اجل سواد عيون الكورد ؟ هل يا تري بين قادة الاقليم من حقا يراهن على ان يكون الاقليم الشرطي السعودي على حدود ايران الشمالية الغربية؟ نرى في هكذا اعتقاد احلام وردية.
مما تقدم وهناك المزيد و المزيد الذي يصب في خانة الاعتقاد الشبه الجازم بان قيادة الاقليم في اعلى هرمها تدرك اكثر من غيرها بان الاستفتاء ليس الا مورفين (مخدر) قومي عاطفي يراد منه تهدئة النفوس المضطربة و الغاضبة على سياسات الاقليم الفاشلة ...وهذا الادراك نقراه من تعليقات السيد البارزاني حينما يقول بان الاستفتاء، او نتيجته المتوقعة لدى الجميع بان الاكثرية الساحقة سيجيبون بالنعم، ليس ملزما لقيادة الاقليم ....اذن لماذا هذا الاستفتاء الغير الملزم، و الداعين اليه يعرفون مسبقا نتائجه ؟
هذه الدعوة ليست الا زوبعة في فنجان الاقليم المضطرب جدا وتمويه للراي الكوردي العام و تصريف اهتماماته من ضروريات المرحلة الى احلام اليقظة ... نرى من الاولى، العمل الجاد و الجدي في تناول مشاكل الاقليم السياسية المتآزمة من اجل توحيد الخطاب الكوردي السياسي اولا و كقاعدة صلبة نحو مسالة الاستقلال ....
من الاولى حل مشكلة رئاسة الاقليم و صرف رواتب البيشمه ركه و الموظفين و محاربة الفساد الذي ينخر جسد الاقليم نخرا ... من الاولى انتهاج سياسة اقل تصادمية مع الشركاء و اكثر تصالحية ...متى تبدء مرحلة بناء دولة القانون و المؤسسات ...اوليس كافيا فترة الثلاث عقود ، على الاقل للبدء بهذا الاتجاه؟
عراقيا:
بغداد اليوم ليس بغداد 2003 فلقد تغير الكثير و الكثير سياسيا و اقتصاديا, فمياه غزيرة جرت تحت الجسور منذ ذلك التاريخ، فهي لا ترى ما تخسره اكثر مما فعلته في تصادم محتمل و من اي نوع كان في المستقبل ... ليس بمقدور بغداد حتى و ان ارادت ان تكون سخية تجاه الاقليم لعيون علاقات شخصية سياسية اصبحت جزء من التاريخ و بغداد تعاني هي نفسها من ازمة انهيار اسعار النفط مما يجعلها بدون شك اكثر تزمتا مع الاقليم.
عرب العراق اعني سنة العراق، سيجدون انفسهم تحت هكذا طرح بين خيارات احلاها مر ...بين استقلال ابعد الى الخيال منه الى الواقع و بين ان يصبحوا اقلية في اقليم كوردستان السني وهذا امر في غاية التعقيد لاسباب قومية و تاريخية...او بين الاصطفاف مع شيعة العراق ضد توجهات الاقليم و ذلك امر على صعوبته ممكن الحدوث في عالم السياسة ....
اذن و بالمختصر المفيد لا يمكن فهم تصريحات السيد مسعود البارزاني بخصوص استفتاء الاستقلال، سوى محاولة لصرف الانظار عن مشاكل الاقليم الحقيقية و المتازمة جدا، و تسويف لهذه المشاكل بدلا من مواجهتها وفتح ابواب الشراكة السياسية الفعلية على الفرقاء السياسييين في الاقليم الذي يمر بمرحلة مصيرية صعبة و خطيرة تحتم على الجميع تحمل مسؤولياتهم السياسية والاخلاقية للخروج من عنق الزجاجة ....



#وسام_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت خير رؤية اخرجت للناس ... تامرين بالتعددية
- العلمانية خير رؤية لبناء الدولة
- بئس التسيس في الدين و التدين في السياسة
- نادية مراد ... شاهد على العصر
- دعاء يزيدي...!!!
- الاحتلال الامريكي للعراق من السلاح النووي الى النصر
- القومية الايزيدية ...حق مشروع
- مات صدام ...هل سيعيش العراق؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جوهر - السيد مسعود البارزاني و استفتاء الاستقلال ...!