أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - ثلاثة وخمسون عاماً على كارثة شباط االاسود في العراق (2/2) - زوجة الشهيد وصفي طاهر، تتذكر ... وتؤرخ لعشية انقلاب البعث الدموي، وساعاته الاولى/ ( القسم الثاني والاخير) - رواء الجصاني















المزيد.....

ثلاثة وخمسون عاماً على كارثة شباط االاسود في العراق (2/2) - زوجة الشهيد وصفي طاهر، تتذكر ... وتؤرخ لعشية انقلاب البعث الدموي، وساعاته الاولى/ ( القسم الثاني والاخير) - رواء الجصاني


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 06:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثلاثة وخمسون عاماً على كارثة شباط االاسود في العراق (2/2)
زوجة الشهيد وصفي طاهر، تتذكر ...
وتؤرخ لعشية انقلاب البعث الدموي، وساعاته الاولى
( القسم الثاني والاخير)
رواء الجصاني
------------------------------------------------------------------------------------------------
في هذا القسم الثاني والاخير من توثيقنا بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين للانقلاب الدموي في العراق (شباط 1963) نستمر في اجتزاء نصوص اخرى من مخطوطة مذكرات / ذكريات: بلقيس عبد الرحمن، زوجة العميد الشهيد وصفي طاهر، احد ابرز اقطاب ثورة / حركة الرابع عشر من تموز 1958 التي اسست للجمهورية الاولى، واغتالها البعثيون الاوائل في ذلك الانقلاب المشؤوم، بالتحالف مع العسكريين المتعصبين، وغلاة القوميين والمناطقيين والطائفيين، واقطاب وموالي العهد الملكي المتضررين...
وإذ لا نريد الخوض في التفاصيل خلال هذه الكتابة، نؤشر وحسب الى بعض ما تشي به النصوص والاجتزاءات التالية- بل وتؤرخ بشهادات عيان - لجوانب من نتائج التفرد السلطوي الذي تبناه زعيم الجمهورية الاولى، عبد الكريم قاسم، فكراً ونهجاً عملياً، مستهيناً بكل الاصوات والمواقف التي حذرت من عواقب ما ستؤول اليه الامور، ودعت لضرورة الانتباه والتصدي والردع، ولكن لا حياة لمن تنادى، فحدث المتوقع، وكانت الحصيلة انهار دماء، واحداث ومآسٍ ما فتئت تداعياتها – كما نزعم – تتضاعف وحتى يومنا الراهن، والعديد الغالب منها، يتسبب به ورثة فكر ومنهج وممارسات انقلابيي شباط الاسود، وان تغيرت المواقع والاساليب والادعاءات والمزاعم، وتدرع اربابها بهذه الاقنعة او تلك، فالجذور ذاتها، والقتلة انفسهم.. ومرة اخرى، ومن جديد، بل ودائماً، نكرر الحكمة الجواهرية المدوية:
ومن لم يتعـظْ لغـدٍ، بامسٍ، وان كان الذكيّ، هو البليدُ
---------------------------------------------

الانقلابيون يستولون على السلطة
في صفحات عديدة من ذكرياتها، تكتب بلقيس عبد الرحمن، خلاصات عديدة عن الانقلاب المشؤوم في ساعاته الاولى ومنه: "حين وصل وصفي الى بيت عبد الكريم قاسم، وكان قريباً من بيتنا، اتصلوا في الهاتف بمعسكر الرشيد، وطلب منهم الزعيم ان يخمدوا الفتنة، ولكنهم كانوا يسخرون منه ويشتمونه... وقال وصفي لعبد الكريم – بحسب شهود عيان - هذه نتيجة أخطائك وهذا ما كنا نتوقعه، فأجابه: "ليس الآن وقت ملامة يا وصفي، تعالوا معي الى وزارة الدفاع لنرى، ونتصل بالقطعات العسكرية الاخرى"، وهكذا ذهبوا جميعاً الى هناك، وقد كان في مقر الوزارة نفسها معادون، الى جانب الضباط والمراتب المخلصين هناك... وتضيف بلقيس: "كان وصفي قد أبعد العسكريين المعادين للجمهورية من كتائب الدروع، وعيّن المؤيدين بدلهم، احترازاً مما قد يحدث. فقد كان المتآمرون قبل ان يقوموا بأي شيء، يحسبون لقطعات الدروع الف حساب، لذلك اوهموا عبد الكريم قاسم بان وصفي، ومؤيديه، ومعه الحزب الشيوعي، سيقومون بانقلاب عسكري ضده، ويتسلمون الحكم. وقد صدقهم، بل راح يشكّ حتى بوصفي، فكلّف أجهزة الامن بمراقبته".
ولتأكيد بأن هناك من كان يتابع تحركات وصفي طاهر، تكتب زوجته بلقيس: "ذات مرة، كنّا، ومعنا ابنتنا الأصغر هند، في السيارة، وكان وصفي يقودها، واذا بسيارات من الأمن، تتبعنا وكان السائق يجلس في المقعد الخلفي. ولم يتحمل – وصفي - تلك المتابعة فاستدار وراح يلاحقهم، فأخذت سيارتهم تسير بسرعة، وهو خلفها، وكلما أسرعوا، أسرع وراءهم في محاولة للقبض عليهم، ولم يتركهم إلا بعد ان توسلنا به ليترك الموضوع"...
وفي موقع آخر ذي صلة، توثّق بلقيس بان محاولة جرت لتسميم وصفي طاهر، بقهوة قُدمت له من الخياط الذي كان يخيط عنده ملابسه، وأصابته جراء ذلك رجفة، وحمى شديدة، ثم جرت معالجة الحالة طبياً، وقد هرب ذلك الخياط بعدها... كما جرت محاولة أخرى لاغتياله في عيادة طبيب الاسنان، الذي أخبر وصفي بمحاولة يقوم بها البعض للحصول على مواعيد مجيئه للمعاينة، وفشلت المحاولة أيضاً.
وفي سياق ذي صلة، تنقل بلقيس أيضا، عن وصفي طاهر ان العميد الطيار جلال الأوقاتي، قائد القوة الجوية، كان مراقباً أيضاً بحسب اوامر الزعيم قاسم، لأنه كان عضواً في الحزب الشيوعي، ومن قبل قيام ثورة 14 تموز. وقد استقال من الخدمة العسكرية في العهد الملكي، وفي اول يوم من الثورة عيّنه عبد الكريم قائداً للقوة الجوية، باقتراح من وصفي، وقد كانا أصدقاء، ويحملان أفكاراً ديمقراطية، ولذلك فان المتآمرين وقبل ان يقوموا بأية خطوة ساعة انطلاق تحركهم في 8 شباط 1963، نفذوا عملية اغتيال جلال الأوقاتي، وقد كانت تلك ساعة الصفر للانقلاب المشؤوم"...
... وفي صفحات تالية من ذكريات / مذكرات بلقيس نقرأ: في صباح اليوم التالي (9/2/1963) وكنت قد غفوت قليلا، واذ صحوت، وجدت الجميع يبكون ليخبروني باستشهاد وصفي، وعبد الكريم، والمهداوي، ولم اصدق الخبر من هول المفاجأة. ثم رجعنا الى بيتنا في منطقة العلوية، وجاء عمي طاهر (والد وصفي، ووالدته، وجمع من الاهل، وأولهم أخي، قدري عبد الرحمن، وزوجته، نوال علاء الدين، ووالدة زكي خيري) في محاولة للمواساة وتخفيف الفاجعة"...
توثيقات عن الساعات الأخيرة
مثلما كانت هناك العشرات من "الشهادات" و"الاجتهادات" و"التوثيقات" بشأن تأرخة شؤون التهيئة لثورة 14 تموز 1958 وتنفيذها، ومسيرتها، ومن ثم الاجهاز عليها في 8 شباط 1963... ظهرت "شهادات" و"اجتهادات" و"توثيقات" بشأن مصرع وصفي طاهر واستشهاده، مدافعاً عن قناعاته ومبادئه...
... تكتب بلقيس في ذكرياتها – مذكراتها التي تركتها مخطوطة قبل رحيلها عام 2001: علمت بعد شهور من انقلاب شباط الاسود، ومن احد العسكريين المرافقين واسمه نعيم سعيد، بأن وصفي طاهر ذهب مع عبد الكريم قاسم الى مقر وزارة الدفاع في باب المعظم، وكان يعاتبه بشدة ويقول له، "هذا ما حذرتك منه"، وكان الأخير يردّ: "ليس وقت هكذا حديث الآن". وحينما اشتد القصف على الوزارة، وكان وصفي يتصدى للانقلابيين، طلب من مرافقه وسائقه، ان يخلّصا نفسيهما ويتركاه لوحده، فهو سيدافع عن الثورة الى اخر قطرة من دمه، وذلك ما كان بالفعل.
وبعد نحو عدة أعوام، وفي 2007 تحديداً، يُعرض برنامج تلفزيوني ببغداد، بمناسبة الذكرى السنوية للانقلاب الفاشي، ويتحدث فيه أحد آخر عسكريين اثنين بقيا مع وصفي طاهر حتى اللحظات الأخيرة، وهو مرافقه الشخصي نعيم سعيد، فيؤكد أن وصفي طاهر طلب منه، وكذلك من سائقه فيصل عذاب، وكانوا جميعا في مقرات وزارة الدفاع يقاومون الانقلابيين، طلب منهما ان يسلما نفسيهما، بعد وضوح النتيجة، ونفاد الذخيرة، قائلاً لهما انه هو المطلوب أساسا من الانقلابيين، وحينما استدارا، وبعد ذلك بلحظات، سمعا صوت طلق ناري، انهى بها وصفي طاهر حياته.
وهكذا يتخذ وصفي طاهر القرار، كما قرر، وأفصح عن ذلك، أمام زوجته، وأمام عبد الكريم قاسم بالذات، في أوقات سابقة، بأنه سيقاوم أية محاولة لاسقاط الثورة، وسيحتفظ بآخر طلقة لنفسه...
وبحسب المتحدث، نعيم، في البرنامج التلفزيوني الذي جرت الاشارة اليه في السطور السابقة، فانه، وفيصل، مددا وصفي طاهر، واغمضا عينيه، وقاما بتسليم نفسيهما للانقلابيين. ومن المعروف والموثّق، كيف عرض تلفزيون بغداد، الذي سيطر عليه انقلابيو 8 شباط جثة وصفي طاهر، وبأسلوب حاقد ولئيم، لا لشيء إلا لاحباط عزائم المواطنين، المقاومين للانقلاب في حينها، وكذلك لطمأنة أنفسهم من الرعب الذي كان يحيط بهم من قيادات الثورة التموزية.
واستطراداً في الحديث عن هذا الشأن، تنقل هند، إبنة وصفي طاهر الصغرى، انها، وبعد عودتها الى العراق اثر سقوط نظام الطاغية صدام حسين، في نيسان 2003 اتصل بها مواطنون محددون ليدلوها الى قبر جماعي "سري" في مدينة المعامل ببغداد، يضم عدداً من رفات شهداء انقلاب الثامن من شباط الدموي، ومن بينهم وصفي طاهر... وقد حافظ بعض العراقيين الأوفياء على ذلك السر، طيلة أربعة عقود، ليكشفوا الأمر بعد انهيار الحكم البعثي الثاني في البلاد... ومازالت الاجراءات الرسمية، والإنسانية، مستمرة الى اليوم، للكشف والتوثيق حول ذلك الموضوع.
-------------------------------------------------------------------------------
(*) شهادات بلقيس عبد الرحمن مستلة من مؤلًف: " وصفي طاهر.. رجل من العراق" – كتابة وتوثيق: رواء الجصاني ونضال وصفي طاهر، الصادر عام 2015 بطبعتين عن: بابيلون للثقافة والاعلام - براغ، ودار الرواد المزدهرة – بغداد .



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة وخمسون عاماً على كارثة شباط االاسود في العراق عام 1963 ...
- الجواهري، في استذكارغائب طعمة فرمان: طوت العصور ألف بساط وبس ...
- - بابيلون- للثقافة والاعلام في يوبيلها الفضي
- عن بعض -مثقفي- الارهاب في العراق
- سلاماً ايها الاحباب، من قطعوا ومن وصلوا
- بين الجواهري والامام الحسين.. مآثر وشعر
- تساؤلات حول بعض حال العراق اليوم (5)
- نهارنا وليلنا، وعيدنا.. دماء في دماء
- تساؤلات حول بعض حال العراق اليوم(4)
- اضواء حول بعض سبعينات الجواهري في براغ
- وتساؤلات حول- التساؤلات- بشأن التظاهرات العراقية الراهنة
- -حزمة ثالثة- من التساؤلات حول التظاهرات الراهنة في العراق
- عشرة تساؤلات اخرى حول التظاهرات الاحتجاجية في العراق
- تساؤولات حول التظاهرات الاحتجاجية في العراق
- ثمانية عشر عاما على غياب الجواهري الخالد/ سيبقى ويفنى نيزكٌ ...
- وصفي طاهر ... رجلٌ في تاريخ العراق الحديث/ وقائع وشهادات عن ...
- تراتيل ما بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر(8)
- تراتيل ما بعد الغروب... وعند أعتاب الفجر (7)
- تراتيل ما بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر (5)
- تراتيل.. بعد الغروب وعند اعتاب الفجر (4)


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - ثلاثة وخمسون عاماً على كارثة شباط االاسود في العراق (2/2) - زوجة الشهيد وصفي طاهر، تتذكر ... وتؤرخ لعشية انقلاب البعث الدموي، وساعاته الاولى/ ( القسم الثاني والاخير) - رواء الجصاني