أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - الجواهري، في استذكارغائب طعمة فرمان: طوت العصور ألف بساط وبساط من اسمار السلاطين والفراعين والمترفين، ولكنها لم تقدر، ولن تقدر، أن تسحب بساطاً واحداً من تحت أقدام فنان أصيل














المزيد.....

الجواهري، في استذكارغائب طعمة فرمان: طوت العصور ألف بساط وبساط من اسمار السلاطين والفراعين والمترفين، ولكنها لم تقدر، ولن تقدر، أن تسحب بساطاً واحداً من تحت أقدام فنان أصيل


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 23:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجواهـري، في استذكارغائب طعمة فرمان:
طوت العصور ألف بساط وبساط من اسمار السلاطين والفراعين والمترفين، ولكنها لم تقدر، ولن تقدر، أن تسحب بساطاً واحداً من تحت أقدام فنان أصيل
- توثيق: رواء الجصاني
-----------------------------------------------------------------------
بعد رحيل الروائي المتألق، والشخصية الثقافية العراقية البارعة، غائب طعمة فرمان، خريف عام 1989 بعث الجواهري الكبير، رسالة صميمية، لتلقى نيابة عنه في ندوة متميزة اقيمت بالمناسبة، في العاصمة السورية – دمشق، وقد كان قد املاها شفاها على احد المقربين، ليكتبها تحريرياً، اذ كان الشاعر الخالد يعاني أنذاك من ضعف البصر- لا البصيرة- وهو في تسعيناته الحافلة .. وفي التالي النص الجواهري:
--------------------------------------------------
أخي الحبيب أبا سمير
لو تعلم كم أنا حزين عليك، أسيفٌ على فقدانك حتى لأكادُ استميحك العذر في ان استبق في هذا كل الحزينين عليك، بلدك الحبيب الشاخص أمامك حتى الرمق الأخير، وكلّ الموهوبين والملهمين الذين يشاركون اليوم في ندوة تكريمك، ومن هنا وهناك، وممن تعرفوا عليك، خلال ابداعاتك وانجازاتك وألواحك الملونة والأصيلة ومنها (نخلتُكَ وجيرانُكَ) ولا أدري من منّا كان قد استبق الآخر، فلربما قد ذكَّرتني ولربما ذكَّرتُكَ، وأنا أناغي أيضاً نخلتي وجيراني. عندما أقول:
وسدرة نضدها خضر – وساقيةٌ وباسقُ (النخل) معقوف العراجين
حبيبي الغائب
يا أبا سمير هذه لوعة من القلب وعلى الورق، لم أردها أن تكون برقية يتاكَّل البرق من الخاطب، الكثير من وهجها وحرارتها. وانما أردت منها مجرد الاشارة إلى انني انتظر بلهفة اليوم، بل الساعة التي يسعفني بها الزمن وأنا غير مرهق ولا مثقل بالهموم وغيابك في الصميم منها، بل ولا أنا عاجزٌ، لأن أضع القاريء في الصورة منها، من بعضها، من واحدة منها.
وفي ذلك اليوم وفي تلك الساعة سأكون سعيداً أنني عرفتك فناناً وانساناً وطفلاً بريئاً، وهذه (الماسات) الثلاث المقدسة التي أعرف، ويعرف كل قاريء كم هي الكثرة الكاثرة التي تحمل المزيف منها والمصنوع والمقلَّد، ولكنني لا أعرف ولا المنجِّم يعرف، من هم وكم هم الذين يجرؤون ان يقول الواحد للآخر أو الآخر إنني احملها إنني امتلكها، إنني استحقها، إنني أنا الفنان، أنا الانسان، أنا الطفل البريء.
يا أبا سمير، لقد طوت العصور ألف بساط وبساط من اسمار السلاطين والفراعين والمترفين، ولكنها لم تقدر ولن تقدر أن تسحب بساطاً واحداً من تحت أقدام فنان أصيل. ولا أن تمحو اسماءهم وسمارهم ولا فرحهم ومرحهم (وهم يحملون همومهم على منكب، وهمّ سواهم على منكب) ولا "انهم" يستعجلون الموت حباً منهم بالحياة، وبساطك الأخضر الساهر والسامر واحداً منها.
أخي غائب
ان مدى حبي لك هو قصوري وتقصيري معاً في أن أعبر عنه، أما مدى حبك لي فهو نفس من أنفاسك الكريمة والأثيرة والأخيرة.
أخوك
محمد مهدي الجواهري
هوامش واحالات : --------------------------------------------------------------------
- نُشر النص اعلاه في عدد مجلة "البديل" المزدوج (16-17) الصادر عام 1991عن"رابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين" .
- شارك في الندوة التابينية – الاستذكارية، للفقيد غائب طعمة فرمان، كل من: يمني العيد، عبد الرحمن منيف، سعد الله ونوس، فيصل دراج، خيري الذهبي.. وزهير الجزائري، وقدمها الكاتب السوري: سعيد حورانيه.



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - بابيلون- للثقافة والاعلام في يوبيلها الفضي
- عن بعض -مثقفي- الارهاب في العراق
- سلاماً ايها الاحباب، من قطعوا ومن وصلوا
- بين الجواهري والامام الحسين.. مآثر وشعر
- تساؤلات حول بعض حال العراق اليوم (5)
- نهارنا وليلنا، وعيدنا.. دماء في دماء
- تساؤلات حول بعض حال العراق اليوم(4)
- اضواء حول بعض سبعينات الجواهري في براغ
- وتساؤلات حول- التساؤلات- بشأن التظاهرات العراقية الراهنة
- -حزمة ثالثة- من التساؤلات حول التظاهرات الراهنة في العراق
- عشرة تساؤلات اخرى حول التظاهرات الاحتجاجية في العراق
- تساؤولات حول التظاهرات الاحتجاجية في العراق
- ثمانية عشر عاما على غياب الجواهري الخالد/ سيبقى ويفنى نيزكٌ ...
- وصفي طاهر ... رجلٌ في تاريخ العراق الحديث/ وقائع وشهادات عن ...
- تراتيل ما بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر(8)
- تراتيل ما بعد الغروب... وعند أعتاب الفجر (7)
- تراتيل ما بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر (5)
- تراتيل.. بعد الغروب وعند اعتاب الفجر (4)
- تراتيل.. بعد الغروب، وعند اعتاب الفجر (3)
- ما حيلةُ الراعي إذا أغتُصبتْ -عنزٌ- ولم تتمردُ الغنمُ


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - الجواهري، في استذكارغائب طعمة فرمان: طوت العصور ألف بساط وبساط من اسمار السلاطين والفراعين والمترفين، ولكنها لم تقدر، ولن تقدر، أن تسحب بساطاً واحداً من تحت أقدام فنان أصيل