الواقع المزري للتعليم في إقليم الأهواز، النقص في الكادر التعليمي يصل الى 11 الف متخصص

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 09:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

فيما تنعم مقاطعة الأهواز بالكثير من الخيرات والمنتجات المادية وفي مقدمتها الثروة البترولية، ظلت هذه المقاطعة وبفضل سياسة التجويع والتجهيل التي تمارسهما الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم في إيران، تعاني من عوز على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد تزايد هذا العوز في ظل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نظرت وتنظر لشعبنا على انه مجموعة من الأفراد الخارجة عن القانون، تارة تربط مطالبه العادلة والمشروعة بالأنظمة العربية ذات التوجهات القومية، وتارة أخرى بالتيارات الإسلامية السلفية، وأخيرا وليس آخرا ربطه بدوائر القرار العالمي، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية المتواجدة على الأراضي العراقية.
ولعل من بين الجوانب التي يتجلى بها الظلم في اشد مظاهره الجانب التعليمي، فهو لم يعد وسيلة من وسائل التفريس وحسب، بل وسيلة أخرى من وسائل التجهيل أيضا فقد أثبتت الإحصائيات إن 50% من الطلاب العرب يتركون مدارسهم نتيجة لعدم تجاوبهم مع ما يدرس أليهم باللغة الفارسية، وكذلك نتيجة لقلة المدارس ولنقص في الكادر والتعليمي، فقد صرح قبل مدة احد أولياء أمور الطلبة في مدينة المحمرة انه ونتيجة لقلة أبنية المدارس فان بعض من طلاب هذه المدينة اتخذوا "الزرايب " الأماكن الحيوانية كمحل لمتابعة دروسهم.
ورغم أن خريجي أبناء الشعب العربي من شباب وشابات يعانون من البطالة ويبحثون ليل مساء عن فرصة عمل، إلا أن السلطات تمتنع من توظيفهم، وذلك لسببين، الأول أن تواجد هؤلاء داخل الدوائر الحكومية ولاسيما دائرة التعليم سيخلق تواصل بين الطالب والمعلم العربي وهكذا بين المراجع والموظف الأمر الذي من شانه أن ينمي الشعور القومي لدى المواطن العربي، والسبب الثاني أجبار هذه الشريحة على الهجرة إلى داخل إيران للبحث عن فرصة عمل هناك وهذا ما يمثل جوهر السياسة الإيرانية الرامية إلى تغيير النسيج السكاني العربي.
ولكي لا نتجنى على حكومة الجمهورية الإسلامية العتيدة، ولكي لا يتهمنا أصدقاءها بالتآمر عليها ننقل أليكم التصريحات التي أدلى بها في الأسبوع الماضي بهزاد علوي معاون التربية والتعليم في إقليم " خوزستان " على حد تعبيرهم إلى وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الذي قال فيها أن دائرة التربية والتعليم في هذه المقاطعة تعاني من نقص في الكادر التعليمي يصل ألي 11 ألف كادر متخصص في شؤون الأمور التربوية وان هذا النقص سيجعل هذه المقاطعة مستقبلا تواجه معضلة كبيرة تتخطى نطاق السيطرة عليها وتنعكس سلبا على كافة الأمور التعليمية في هذه المقاطعة.
وفي أطار إشارته إلى موافقة مجلس الشورى الإسلامي على قبول وزير التربية لتولي منصبه الجديد، أعرب عن أمله إن الوزير الجديد سيعمل على إيجاد حل لهذه المعضلة وذلك من خلاله برنامجه المعلن والهادف إلى تحسين الوضع الدراسي في عموم مقاطعات البلاد بما فيه مد يد العون إلى هذه المقاطعة التي تعاني من نقص في مجال القوى الإنسانية العاملة في مجال التربية والتعليم.
وأضاف مساعد دائرة التربية والتعليم في المقاطعة قائلا وان كانت قد اتخذت خطوات جادة نحو تدعيم هذه المديرية وذلك عبر جذب المزيد من الكادر المجرب والمتخصص إليها إلا أن هذا لا يتجاوب مع توقعات المواطنين ولا مع طموحات الطلبة الدراسيين في هذه المديرية.
وفي ختام تصريحاته قال المعاون، يجب على وزير التربية الجديد أن يأخذ بعين الاعتبار الاستعدادات والإمكانيات الموجودة في كل مقاطعة، وان يعمل بجد في سبيل تامين الإمكانيات ورصد الميزانيات المناسبة للارتقاء بتقوية البنية التعليمية وزيادة مستواها الكيفي.
وهذا يبقى شعبنا العربي الاهوازي يستقبل مدير بعد مدير وتصريح بعد تصريح ألا واقع الحال يبقى كما هو عليه ألا أننا على ثقة تامة إذا ما استمرت انتفاضة شعبنا التي انطلقت في الخامس عشر من نيسان على هذه الوتيرة سوف يقلب السحر على الساحر وسوف يحقق المزيد من المكاسب التي سوف تؤله مستقبلا من تقرير مصيره بنفسه.

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل