كارثة بيئية تهدد مدينة المحمرة وأثارها تمتد للبلدان المجاورة والمسئولون الإيرانيون يلوذون بالصمت

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:09
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

تناولت الصحافة الإيرانية في الأسابيع القليلة الماضية الكارثة البيئة الناتجة عن انهيار السدود المانعة لمخلفات عمليات أرواء مشاريع قصب السكر والمتدفقة نحو المحمرة الأمر الذي يهدد بوقع اكبر كارثة بيئية قد تصيب هذه المدينة في تاريخها الحديث.
ومن الجدير بالذكر أن المياه الناتجة عن عمليات مشاريع قصب السكرتحتوي على نسب عالية من المبيدات والمواد الكمياوية القاتلة وقد دمرت في طريقها وهي متجهة نحو مدينة المحمرة الأخضر واليابس وقتلت الآلاف من الطيور المهاجرة والحيوانات البرية المستوطنة وفي حال استمرار وانسيابها في حوض نهر كارون ومن ثم شط العرب ستهدد الثروة المائية وفي مقدمتها الثروة السمكية خاصة وان تلك المياه تتوجه نحو الخليج و الأراضي العراقية الأمر الذي يستوجب من القائمين على شؤون سلامة البيئة لاسيما في كل من العراق والكويت التحرك السريع لاتخاذ السبل المناسبة لتفادي هذه الكارثة البيئية المميتة.
وفي هذا الصدد كتب مراسل جريدة اعتماد الطهرانية السيد عارف دروتي في عددها الصادر في 18 |9|2005 أن هذه السيل الناتج عن انهيار السدود المانعة للمياه الناتجة عن مشاريع قصب السكر يتجه نحو مدينة المحمرة على شكل فيضانات تحمل معها آلاف الطيورالمهاجرة الميتة وأضاف المراسل أن المسئولين أعلنوا حالة الخطر لان هذه المياه تحمل سموم قاتلة وقد وصلت في الوقت الحاضر على بعد 5 كيلومترا من مدينة المحمرة ودمرت في طريقها الثروة النباتية والحيوانية.
أن القائمين على مشاريع قصب السكر وفي سبيل درء الآفات النباتية التي تشكل خطرا على سيقان نبتة القصب تستخدم أنواع مختلفة من المبيدات القاتلة و المميتة وكانت مياهها تخزن خلف سدود وبحيرات خاصة وبانهيار هذه السدود الواحد تل الآخر تدفقت المياه على شكل فيضانات و توجهت نحو مدينة المحمرة مما يجعل سلامة المواطنين في هذه المدينة معرضة للخطر الشديد.
وتضيف الجريدة أن عدد من المسئولين والآلاف من الأهالي المحلين قد تفقدوا لمشاهدة الآثار المدمرة الناتجة عن هذه السيول الملوثة وشاهدوا بأم أعينهم آلاف الطيور المهاجرة الميتة حيث اعتبروا ما حدث اكبر كارثة بيئية تصيب هذه المنطقة وطالبوا المسئولين اتخاذ التدابير الضرورية العاجلة من اجل إيقافها.
وفي محاولة من الحكومة لإخماد غضب الأهالي، قال مهر علي تبار معاون المدعي العام لمدينة المحمرة لمراسل جريدة اعتماد انه بعد الإطلاع على آثار هذه الكارثة البيئية التي تسببت بهلاك الآلاف من الطيور المهاجرة وتعفنها، تسبب الخطر الجدي على حياة المواطنين وأرواحهم و انه سوف يتابع هذا الموضوع حيث سوف تتخذ التدابير الرادعة بحق المقصرين من مسئولي البيئة وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم.
وفي الوقت نفسه صرح قائم مقام مدينة المحمرة محمد علي شرايي أن رسائل هذه القائمقامية إلى مسئولي البيئة الإيرانيين في مقاطعة " خوزستان " على حد تعبيره بقيت دون جواب، في حين أننا أعلنا عن الإخطار الناجمة عن هذه المياه الملوثة قبل وقوعها وقبل انهيار السدود التي كانت تحول دون اندفاعها، إلا إننا لم نتلق أي جواب ولم تتخذ أي مبادرات جادة من قبل القائمين على الأمر للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة المفجعة.
ويضيف قائم مقام مدينة المحمرة إن المسئولية في وقوع هذه الكارثة البيئية الكبرى هو نتيجة لإهمال مديرية البيئة في المحافظة وكذلك المدير العام لتوسيع قصب السكر في مدين الأهواز فقد تحدثنا لهؤلاء المسولين شفهيا وكاتبناهم عبر مذكرات رسمية وأنذرناهم إن سكة الحديد والطريق المعبد اللذان يربطان مدينة المحمرة بمدينة الأهواز قد تغمراهما المياه في أي لحظة ولكن حتى هذا التاريخ لم يتم الرد على أي من مذكرتنا.
وأضاف قائم مقام المحمرة ان مسئولي أمور البيئة في المحافظة الذين يتحسسون لموت فروج واحد في مزرعة دواجن قد وقفوا موقف أللمبالي إزاء هذه الكارثة التي تسببت في موت عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة وكذلك الأضرار الجدية التي لحقت بالمحيط البيئي و أن كارثة من هذا النوع لا يمكن السكوت عليها أبدا.
وصرح الدكتور بني احمد المدير العام لمديرية الصحة والعلاج في مدينة المحمرة إثناء تفقده للمناطق المتضررة قائلا:
حقا إنها كارثة مفجعة حيث إن النظام البيئي في هذه المنطقة قد تغير كليا، كما انه أعرب عن قلقه ومخاوفه إزاء احتمال تفشي الإمراض الناتجة عن موت آلاف الطيور وتعفنها وناشد المسئولين أن يكسروا صمتهم المطبق وان يفكروا في الطريقة التي من شانها ان تحول دون تدفق هذه المياه الملوثة والإخطار الناجمة عنها .

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل