أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بكراوي - التواصل غير اللفظي إنطلاقاً من كتاب: - انثروبولوجيا الجسد الأسطوري .. ورقة في الهوية والامتداد- للدكتور عبدالقادر المحمدي















المزيد.....

التواصل غير اللفظي إنطلاقاً من كتاب: - انثروبولوجيا الجسد الأسطوري .. ورقة في الهوية والامتداد- للدكتور عبدالقادر المحمدي


محمد بكراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 17:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


التواصل غير اللفظي
إنطلاقاً من كتاب:
" انثروبولوجيا الجسد الأسطوري ..
ورقة في الهوية والامتداد"
للدكتور عبدالقادر المحمدي
من إنجاز: الدكتور محمد بكراوي
• 1 ـ مدخل
• 2ـ تعريف وتحديد المفهوم
• 3ـ وظائف التواصل بصفة عامة
• 4ـ وظائف التواصل غير اللفظي ( توضيح ومناقشة)
• 5ـ التعبير غير اللفظي وعلاقته باللغة
• 6ـ التعبير غير اللفظي بين القصدية والعفوية
• 7ـ خلاصة
مدخل:
بداية أود أشير إلى أن الدكتور عبد القادر محمدي أتاح بهذا المؤلف الفرصة للبحث وربط جسور التواصل بينا وبين دواتنا أولا، ثم بين هويتنا وجذورنا الممتدة في عمق الجدلية المتحولة في تاريخ وجغرافية الكينونة. وفتح المجال للتبادل المعرفي،وإعادة التفكير في قضية التواصل أنثروبولوجيا مهما كان جزئيا في إطار تفكيك ما يسمى عقلية وذهنية، وبالتالي معرفة وتراث مغربي. والعمل على جره إلى موقعه من التاريخ، مما سيؤدي لامحالة إلى تعريته من هالة القدسية الأسطورية الحاجبة لحقيقته النسبية. وتعد هذه الورقة المتواضعة التي تحاول أن تلامس بعض الأفكار الواردة في كتاب : انثروبولوجيا الجسد الأسطوري .. بحث في الهوية والامتداد، مجرد أرضية لتوسيع النقاش. فإن كان فيها من الحياء العلمي ما يزينها ، فأنها تحمل من التوترات ما يجعلها مناسبة لتفجير الأسئلة، وإثارة النقاش والحوار العملي الجاد. ولا يمكن الإدعاء أنها مستقلة عن الكتاب، وليست قراءة نقدية له ولفكر مؤلفه، كما أنها ليست تلخيصا ولا دعاية له، لكونه متين، قوي بذاته. إنها بكل بساطة أرضية ملغومة مستفزة لكل الأطراف المستهدفة بالانتباه إلى قوة التقصير، وشدة العمى التاريخي والفقد لروح الحضارة.
أولاً: مفهوم التواصل:
التواصل: متعدد التعارف حسب المجالات العلمية التي تتخذه موضوعا لها، وأهمها اللسانيات والسيميئيات والفلسفة، وكل العلوم بما فيها البحتة الدقيقة. وهو أنواع:
• ـ التواصل اللفظي: لغة منطوقة أو مكتوبة أو هما معا بواسطة وحدة متوافق عليها ، أو صورة أو رسم . يمسى كل منها وحدة تعبيرية، والمجموع منها يكون جملة ذات دلالة ومفيدة أي ذات معنى.
• ـ التواصل غير اللفظي: "ينعت باللغة الصامتة، وطورا بلغة الجسد وفي بعض الأحيان بالفعل الحركي" ، وهو ليس ذاك الاتصال الذي قد يكون عفويا أو مقصودا إلا أنه ميكانيكي، معبر أو غير معبر. فما يميز التواصل بصفة عامة، هو:
1ـ القصدية
2ـ التفاعل
3ـ التعبيرية
ثانيا: وظائف التواصل
1ـ الإخبار.
2 ـ إبلاغ التعليمات أي التوجيه
3ـ التدليل أي بسط الحجج والأدلة قصد الإقناع.
4ـ الحفاظ على المعلومات، وحفظها، لجعل تأثيرها فعالا متتاليا راسخا.
5ـ التعبير عن الإحساس والوجدان.
6ـ المراوغة والتخفية.
7ـ الاستدراج.
ثالثا وظائف التواصل غير اللفظي: حسب بترسون
1 ـ نقل الأخبار
2ـ تنظيم وضبط التفاعل.
3 ـ التعبير عن الحميمية.
4ـ التعبير عن الرقابة الاجتماعية.

5ـ تيسير المصلحة المهنية" .
وعليه فإن التواصل ليس عملية مجانية اعتباطية، بل سلوك يتم لتحقيق أهداف متنوعة عبر إنجاز وظائف متعددة.
وإذا كانت وظيفة نقل الخبر متيسرة للإدراك والاستيعاب، وتمثل مضمون الرسالة في حينها بين الطرفين، بل تبادل الرسائل بشكل مباشر وفوري، و التعليمات التي هي عبارة عن أوامر أو قواعد للتنفيذ وتوجيه إرادة وفعل الطرف الثاني المستقبل للرسائل؛ فإن وظيفة التدليل تفيد الأعداد والترتيب وكيفية تقديم. فيتم التواصل غير اللفظي مثلا بتردد وتوالي مجموعة من الإشارات والحركات في سياق ومقام محدد.
والمنطق المتحكم في التركيب يفيد الحجاج، وبالتالي يؤدي إلى إقناع المقصود بالرسائل. وإذا كانت وظيفة التعبير عن المشاعر والأحاسيس مهما كان مجالها: كراهية ـ شفقة ـ تضامن.. متيسرة، فإن وظيفة المراوغة والتخفية تتم بحنكة وتدريب، يسمح بإظهار عكس المضمر للوصل إلى غاية محددة. وكذلك وظيفة الاستدراج بجعل الطرف الثاني يسير سلوكيا في اتجاه لم يكن مقتنعا ولا راغبا وربما غير منتبه ولا مهتم به.
إذن وظائف التواصل غير اللفظي متعددة حسب تنوع الغرض منها، وفيما يخص الوظيفة التي وردت في الكتاب ، موضوع العرض، والتي أشار إليها بترسون بوظيفة تيسير المصلحة المهنية نلاحظ أنه استعمل لفظة تيسير بمعنى تسهيل، ماذا؟ الوظيفة المهنية أي الأداء للأدوار والانجازات لتحقيق منتوج أي ما يعبر عن مهنة.
وبكثرة تكرار هذه الأنواع من التواصل تصبح ضمن العادة ومصدرا للقانون الإلزامي للجماعة الخاصة.
ومن التواصل الغير اللفظي التواصل بالجسد، ليس بسلوكات وإيماءات ينتجها الجسد جزئيا أو كليا في المعاش اليومي بل في تواصل الذات بالجسد مع الأجساد والأشياء الأخرى انطلاقا من جسد يفكر في نفسه وسلامته قبل تنبؤ العقل المتيقظ. يتصل بالسيارة الآتية عن بعد، ويقدر المسافة ويتخذ الدماغ الإجراء اللازم من غير ترو، ويشار إلى هذا بسرعة رد الفعل أو البديهة.
ومن التواصل غير اللفظي أيضا ما يتم بالجسد المتعلم المبنين، وذلك بالرقص المتناغم مع الموسيقى. كل جملة موسيقية، لها ما يقابلها بتواز معها رقصا أو جملة رقصية. وهذا ما يوضح وجود سنن وقواعد وسياق. وعليه يكون هذا الجسد، الذي يتمكن من الانجازات الفنية، والإبداع المعبر والمؤثر والمنتظم مبني حسب هندسة محددة وتصور مسبق مضبوط.، جسد مكوناته تخضع للتمارين المدروسة، والترويضات الخاصة، لكي تؤدي دورها في تناسق مع مثيلاتها ومتمماتها أولا، وبالتالي في تناغم مع الموسيقى غالبا.
أما على مستوى المسرح، فهذا أمر آخر حيث يضحي الممثل من أجل الدور بشخصه أولا، بتقمص الشخصية المراد إظهارها على الخشبة. يقدم جسده قربانا للمتفرج. الممثل وحده قادر على أن يسكن شخصية أخرى إضافية، رغم ما يحمله للأولى من مكونات ،ورغبات ،وعادات، وذاكرة جسدية.
فالتعبير غير اللفظي كليا، يعرف بالميم . وهو تعبير بالجسد خالص، حيث يتم إنتاج جسدي قمة في الروعة والفنية.
رابعا : التعبير غير اللفظي وعلاقته باللغة
من المعلوم أن هذا الكون مليء باللغات التي تعتبر حاملة للأخبار والمعلومات، ومشحونة بالعواطف والرغبات والإستهامات، ومن اللغات:
• الطبيعية كلغة الألوان والروائح.
• الصناعية التي تعتمد الرمز وهذا يسكن صوتا، صورة، أو لونا...
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ما علاقة التعبير غير اللفظي بهذه اللغات؟ إنها علاقة الهيمنة والاستثمار. فهو يوظفها كمكون وعنصر منه. فالجملة في هذا الكلام تتكون من لون ـ رائحة ـ ظلال ـ صوت، ضوء... فتتحول إلى مجموعة من الدوال على مدلولات أي معاني أو معاني للمعاني.
وبالتالي يحق السؤال: ما هذه اللغة؟ فالجواب شقين، الأول محدد بارز المعالم،والمواصفات والخاصيات عكس الثاني، والمقصود به اللغة الكوليغرافية، وتتكون من لغات على رأسها لعب، الجدية، الرقص، الميم المسرحي. ولكل منها قواعد بالاتفاق وللتكرار وأساليب أداء. أما الشق الثاني فهو كل ما يخرج عما سبق، وهو أداء منجز مؤثر يحصل به الفهم وربما التحاور فالإقناع أو الانحياز أو الجدال وهو غير لفظي.
خامسا : التعبير غير اللفظي بين القصدية والعفوية
" إن اللغة الكوليغرافية تفرض تموقع الجسد داخل فضاء زمكاني حيث يتحرك بفعل قوة" .
إذن تحديد وتأثيث الفضاء بمكونيه الزمان و المكا،ن لا يكون عفويا بل بقصد، لتحقيق إدراك وتمثل ورؤية خاصة لمعنى محدد عند المرسلين على اختلاف مستوياتهم. فالكاتب والمخرج، والممثل والراقص يشتغلون لتحقيق إنتاج معين في حالة محددة بقصد دقيق، يبين مقصد المرسل والقصد المراد إثباته في فكر ونفسية المتلقي.هذه القصد هو ما يتحكم مثلا في قانون الرقص:
• على مستوى الفضاء حيث تتجلي الحركة المباشرة / وغير المباشرة التي يجب التحكم فيها وإلا انقلب القصد وتغير المعنى .
• على مستوى الزمان أي الفضاء الذي تتجلى فيه سرعة الحركة وبطؤها.
• على مستوى الطاقة الحركية في حد داتها قوية ـ ضعيفة ـ خفيفة.
للتوسيع يمكن العودة إلى الكتاب ص 53.
فالزمان يتكلم كالفضاء والأثاث والجسد، بواسطة التعبير الغير اللفظي "4.
وتتكلم الطقوس والعادات والمعتقدات، فتفتح أبواب الأساطير والكرامات والمعجزات على مصارعها. وبذلك تتم استعادة الزمن الأول: زمن النبع والخلق والخوارق. ويعيشها الإنسان وكأنها تحدث لأول مرة بكل صفاء ونقاء. ( وهنا أستحضر ما تفعل بي مناسبة عيد الأضحى، وخاصة لحظة النحر،وما تخزنه ذاكرتي نحو هذه اللحظة من تساؤلات واستفسارات، وتقمص أبي لشخصية إبراهيم، عليه السلام، والخروف الذي يقدم قربانا وفدية لروحي او لروح أحد إخوتي.فكل عيد تعيد القصة نفسها أمامي، وبكل إلحاح وكأنها تحدث ولأول مرة. )
وفي هذا الحال يتداخل اللون والرمز والموسيقى لتعطي "بنية تنطوي على مزيج من الأصوات والإيقاعات والألحان" 5 ، في جو من الاندهاش المطلق.
الخلاصة:
• إن التعبير غير اللفظي سابق على اللفظي بعدة حقب.
• إن التعبير غير اللفظي فن راق مبنين ومتعدد.
• إنه صادق فنيا قبل أن يكون صادقا أخلاقيا.
• إنه مشترك إنساني لا يدل على البدائية ولا البهائمية.
• إنه مهيمن متطور يكتسح كل المجالات من غير عنف.
• 5نفس المرجع ص110
د. محمد بكراوي



#محمد_بكراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية و دمقرطة اللغات
- القيم في التراث الشعبي بين الماضي والحاضر والمستقبل : أية قي ...
- حول سؤال التعليم في الغرب
- الغيد والوردة
- ماذا فضح المسار؟
- حول التعليم في المغرب
- علمتني كرامتي
- أسطورة العين الزرقاء -مسكي-


المزيد.....




- -وقف فوري لإطلاق النار بغزة-.. شاهد ما قاله بايدن في خطاب بح ...
- ما سر قدرات أدمغة البشر الاستثنائية وما هي آفاق -ما بعد الإن ...
- ماذا نعرف عن وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان الذي يرا ...
- البيت الأبيض: بايدن قطع إجازته لمتابعة حادث طائرة -الرئيس ال ...
- وسائل إعلام إيرانية: لا صحة للأنباء عن سماع صوت انفجار أو وج ...
- -واي نت- تجيب على سؤال هل نجا رئيسي ومن معه من حادث المروحية ...
- مصر تعلق على حادث طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
- بيان سوري عن حادث مروحية الرئيس الإيراني
- محمد بن زايد يوجه بتقديم ما يمكن من دعم لعمليات البحث والإنق ...
- -تسنيم-: تم تحديد الموقع الدقيق للمروحية التي كانت تقل الرئي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بكراوي - التواصل غير اللفظي إنطلاقاً من كتاب: - انثروبولوجيا الجسد الأسطوري .. ورقة في الهوية والامتداد- للدكتور عبدالقادر المحمدي