أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد بكراوي - الغيد والوردة














المزيد.....

الغيد والوردة


محمد بكراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 00:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حكى حكيم مرة على مسمع الصغار : أنه في قرية مثل مدشرهم، كانت تسكن غيد حسناء، جميلة القوام هيفاء، تبتسم على استحياء، تتحرك فوق الأرض بلطافة ونباهة من غير استرخاء. لا تطيل الكلام ولا الإلحاح، مما يثير الشعور بالاستبطاء. غير عجولة في أمرها، دأبها يسر الناضر، ويوحي بأنها تلتمس من الأبد الرقيب لحظة لتنجز مع المارة لقاء. تعين قدر ما تستطيع فعله القريب والبعيد من ميز لأنها لا تعرف عداء. كأنها مرصودة لقضاء حوائج الناس من غير غي ولا وقوع تحت رحمة الرغبة؛ لا تريد جزاء ولا شكرا ولا تقديرا كماء النهر ينساب من يدها الكريمة الجميل الذي تراه واجبا لا غير. تعرف في كل الأمور بخفة. لها عادة عبر السنين تزيدها زينة و بهاء كلما حل فصل الربيع؛ ذلك أنها تنطلق توزع وردة على كل من العابرين. فمن يلقيها على الأرض، تقول له:" تشمت بنفسك، انتبه ثغر يبتسم لك، قد يكون لأمك أو لساحرة تنثر العجائب وتقهر بك الغبن والمستحيل." فإن لم يعرها اهتماما ـ وهذا كثير الحدوث ـ لا تعود أدراجها، ولا تبين على حنق رغم ما تعانيه من غيظ. تجمع ورودها ولو داستها الأموات من غير شفقة؛ ثم تنتظر كأنها تترقب هلالا أو طالع سعد، فلما يبدو أحدهم على مرمى البصر، تنشرح. وتتصنع الخطى نحوه، و عندما تلاقيه تقوم بفعلتها المعلومة. فمن تقبل منها الوردة ليحملها الى أم أو عزيزة، تقول له:" لتكن حياتك كلها حب، لا أثر لسم الحقد عليك ." وبما انه قد حل فصل الغرس، فإن لم يتبق لها ورد، تقدم للمار قضيبين من غرس الوردة طريين. وهذا قد يكون من طينة الأول أو يخاف الشوك يلقيهما أرضا؛ فتجمعهما من جديد، وهي تقول:" انظر الى الورد ولا تهتم بالأفاعي، انظر الى المستقبل ودع الأيام الخوالي، فلقد ولى زمن النفث والعقد." بعد هذا تتقدم بحيوية و جرأة، وتغرس القضبين حيثما أمكن وكل مرة ترسم بالأغراس أشكالا من وحي الطبيعة والارادة منا الدائرة والقلب والمربع تقريبا ولا أحد يستطيع قراءة الطلسم أو يؤوله.. وعندما تهتز الأرض وتخضر، تبرعم الورود وتكثر. وبتوالي الأيام أصبحت تقام لها المواسم . وما بقي شيء يثير الغيد إلا انشاء طقوس للورد وربطها بالقلاع لما في ذلك من تاريخ الأذى والاستعباد عوض التهليل والانشاد.
الإيجابية روح الحياة وهي أقوى من همجيات الأموات، لأنها تحكي بالفعل والقوة والابتسامة، وتنشد الصفاء، والحب والخلود.
فسأل أحد الطفال ببراءة:" من تكون هذه الغيد ؟ أ هي ساكنة الغابة؟ أ ساحرة؟"
أجابه الحكيم الصغير : إنها المرأة المطلة دائما من الريف العميق، حمالة الحطب، مطية الصبية، مرتادة الحقول والقمم والأودية، إمامة المدرسة، قبلة العاشقين، سيدة النواعم والكواعب. إنها قبلة الشوق والرغبة، الأم والأخت، والزوجة العشيقة مرقد هموم الضعيف الولهان ومصدر الحنان والمحبة: المرأة.
شكرا للحياة الحسناء وكل مارس والمرأة ملفوفة بالسعادة ، محاطة بالعافية والهناء والعزة والكرامة . أنت أستاذة العالم في: المشي واللغة، البناء والحضارة، الثورة والنبوة أنت مرجع الأشاوس والأنبياء، في الصبر الى حد التفاني في الجرأة. نعم تستحقين التقدير والتقديس والاعتراف بالامتنان. مكناس 05ـ03ـ2014



#محمد_بكراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فضح المسار؟
- حول التعليم في المغرب
- علمتني كرامتي
- أسطورة العين الزرقاء -مسكي-


المزيد.....




- “فرحة في البيوت” بدء صرف دفعات منحة المرأة الماكثة… هل اسمك ...
- “بشروط بسيطة وسهلة” رابط وخطوات التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد بكراوي - الغيد والوردة