أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - عائلة الحرب ... أقاصيص 4














المزيد.....

عائلة الحرب ... أقاصيص 4


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


القنابل

القنابل تخطىء دائما .. فحين يوصونها بقتل الدواب والحمير والبغال والكلاب .. تقتل متعمدة نفرا من الجنود الأصدقاء والأصحاب
وحين يصوبونها نحو أمراء الالوية والسرايا والفصائل .. تصرع برعونة كل من الطباخ والسائق والحلاق والحانوتي وأب جاء ليسأل عن ابنه الذي غاب طويلا
وحين يأمرونها بقتل قوّاد الفرق والفيالق والأركان والدفاعات الجوية والأرضية .. تبيد بوحشية جحافل جنود الألوية والفرق والفيالق وتكنس قرى وبساتين وفلاحين ورعاة وعابري سبيل
وحين تتجه القنابل العمياء نحوي مباشرة كوني جنديا سائبا غير مكترث بالموت فانها بغفلة مني تقتل صاحبي وحيد أهله
وثمة قنابل ذكية يبرمجونها ويلقنونها ويرسلونها صوب السيد الرئيس حصرا .. لكنها بغباء مفرط تنهال على الشعب .

المدفعية الثقيلة

المدفعية الثقيلة جد ثقيلة بجبروتها وضجيجها وسحق أرواحنا الغضة بخفة وعشوائية أجل أنها أثقل من كابوس الموت وأسرع من عزرائيل في حصد الضحايا
المدفعية الثقيلة شعالات لهب ونيازك نار تتوهج في السماء وتنور حديد وصديد يشوي أجساد الجنود على الأرض حين تنهال نيرانها بهستيرية على مواضعنا وخنادقنا في المقدمات فذاك ايذان بهجوم صاعق
وحين تبتعد القنابل المجنونة للمدفعية الى الخلفيات فذاك ايذان بوصول قطعان المشاة والدروع قرب سواترنا
المدفعية تدكنا والدبابات تحاصرنا ومشاتهم كالجراد يزحفون ويتقدمون ويهجمون ونحن نتوارى في جحورنا بعد أن أطرشتنا المدفعية وأخرستنا وخدرت حواسنا وبطشت بحيواتنا
وجعلتنا طرائد منهكة لصيادين مغامرين يفخرون بحسم معركة طائشة حصيلتها مئات القتلى ومئات الأسرى هم نحن الجنود المذعورين الناجين من هول نيران المدافع
تلوكنا وكالات الأنباء كخبر طازج لنشرة ساخنة سخونة الحرب .

خوذ وبساطيل

الجندي كائن خاكي يشغل حيزا ما بين الخوذة والبسطال , الخوذة تقي رأس الجندي من الرصاص الطائش , والبسطال يقي قدميه من نتوءات الأرض ووعورة الحياة
وللخوذة مزايا جمة فهي تستخدم كآنية طعام للرز والمرق والشوربة وتغرف بها الماء من النهر أو الهور أو العيون وتستعمل كقعادة براز حين يحاصر الجندي في الملجأ ساعة انهمار القنابل من كل حدب وصوب
وللبسطال مزايا جمة فهو أسود كبيذنجان وثقيل ككابوس وبطيء كسلحفاة ونتن كمرحاض , البسطال الأسود يرمز للجندي والأحمر يرمز للضابط , والأقدام الحافية ترمز للفرار والهزيمة والخذلان
وعادة تحصى ضحايا معركة شرسة بعدد الخوذ والبساطيل المتروكة
الخوذ المثقوبة والبساطيل المخرومة للجنود الميتين ترقد الآن في المتاحف كايقونات ولقى حربية بعد ان خرّت الحرب صريعة هتاف الحمقى والموتورين الذين استوردوا هذا الكم الهائل من ذخائر الموت المجاني.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائلة الحرب ... أقاصيص 3
- عائلة الحرب ... أقاصيص 2
- عائلة الحرب ... أقاصيص 1
- علينا مغادرة المتحف الاسلامي
- دعهم ينامون .. دعني أحلم
- ندى وأمل والأشباح
- ها أنا استذكركِ بعد كل هذا الغياب
- في رثاء خضير ميري
- نشيج وطني
- مفارقات المحنة العراقية
- حكاية الغزاة
- مصادر الارهاب في الاسلام السياسي
- هذا الولد مولع بالنساء
- الحب على الباب
- درس الحب
- هذا القلب
- مواويل عاشق
- أنتِ صنيعة قلبي
- في مديح نهديكِ
- في مديح الجسد


المزيد.....




- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - عائلة الحرب ... أقاصيص 4