أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - فتاح فال ...














المزيد.....

فتاح فال ...


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتاح فال ...
قديما كانت هناك في قرانا ومدننا ... في موسم بداية الصيف تأتي نساء غجريات ( كاولية ) يمتهنون صناعة الأسنان الفضية ويقرؤن الكف ويبتاعون التمر والدبس وغير ذلك من قماش ومأكل وملبس ..
فأعادتني تلك الذكريات الى الزمن الذي أعتقد بأنه كان جميلا بالرغم من بساطة الحياة !.. وحتى عسرها بعض الشئ... لكنها تتميز بالتماسك الأجتماعي نتيجة للنشاط الأقتصادي المبني على نفس القواعد ( من ظهور الملكية الخاصة لوسائل الأنتاج ) فمصالح الناس مرتبطة مع المالكين لوسائل الأنتاج ، فهناك مالك .. وهناك الأيدي العاملة التي يحتاج أليها هذا المالك .. وكون القرى والأرياف تغلب عليهم السمة الزراعية والبستنة ، فمصالح الناس من المالكين والشغيلة مرتبطة أرتباط وثيق ببعضهم ، وهي التي تفرض عليهم نمط هذه العلاقة كمصلحة مشتركة ، لذلك الجميع كان حريص على أن تكون هذه العلاقات على أحسن ما يكون ... وبعد تطور الحياة ودخول الصناعات الحديثة وأنشاء المصانع والشركات في خارج الرقعة الجغرافية للقرية والريف ، تغيرت مصالح الناس وتغيير نمط الأنتاج والمالكين ، وبدء شكل جديد من العلاقات !.. مختلف تماما مع ما كان سائد !.. ومحدوديته في القرية والريف ، فلم تستمر تلك العلاقات التي كانت سائدة في فترات وبدايات القرن الماضي وحتى نهاية العقد الخامس منه ... وبدء التنوع في وسائل الأنتاج وكذلك أختلاف وسائله وأدواته .. وأثر ذلك مكانا ... كما ونوعا ، في الوقت الذي كانت الشغيلة مرتبطة أما في الأرض مباشرة !.. أو بمالكين الأراضي والبساتين ، كونهم بحاجة دائمة الى الأيدي العاملة للعمل في الأراضي والبساتين كشغيلة وبأجر يومي ومن دون ضمان في حال العجز والمرض ، والطرفين كانوا بحاجة لبعضهما للدورة الأقتصادية الطبيعية ونتيجة لطبيعة الأنتاج في القرى والأرياف ..
ولكن بعد دخول المكننة والصناعات الحديثة وتطور وسائلها ، زاد الطلب على الأيدي العاملة ، ولأسباب أجتماعية وأقتصادية وسياسية وأخلاقية ، ولعدم قدرة الدولة من أستيعاب النشاط الأقتصادي بما ينظم هذه العملية الجديدة ، وعدم السماح بالهجرة العشوائية من القرية والريف الى سد الغراغ ... لحاجة الثورة الصناعية للأيدي العاملة ، ولشتى الحرف والمهن في المدينة ، فبدءت الشغيلة بالهجرة غير المنظمة والعشوائية ... من الريف والقرية الى مراكز المدن وبالأخص العاصمة بغداد .
والذي أحدث أرباك شديد في توازن العرض والطلب على الأيدي العاملة ، مما أحدث نقص حاد للأيدي العاملة في القرى والأرياف ، بالمقابل أحدث فائض بالأيدي العاملة في المدن ، والذي أضعف الريف والقرية ...أنتاجا وأصلاحا وتسويق للمنتجات الزراعية ... وأحدث أصطفافا أجتماعيا وطبقيا غير منظم ، مما أثر سلبا على العلاقات الأجتماعية وتطورها الطبيعي في عملية البناء الاجتماعي .
والذي أدى الى أختفاء شرائح أجتماعية وطبقات كانت تنمو كما ينمو الوليد في رحم أمه .
فضعفت الطبقة الوسطى كونها هي القوة الملازمة لحركة المجتمع وريادتها وتصدرها للبناء الأجتماعي .. وهذا ناتج عن عوامل كثيرة ومتعددة لا مجال للخوض فيها .. سياسية وثقافية وأجتماعية وتربوية وأعراف وغير ذلك .
أن محاولات التأثير السلبي على حركة المجتمع ، بأتباع مجموعة من الوسائل المنافية لحركة الحياة ... من خلال نمو أنظمة قمعية ودكتاتورية ، ومتقاطعة تماما مع حركة الحياة ، ستكون عواقبها وخيمة في التطور الطبيعي للمجتمع !.. أي مجتمع !... ولن يترعرع وينمو طبيعيا في رحمه الجنين ، نتيجة لتلك الحالات القسرية والقمعية ، وسيلد مولود مشوها وغير قادر على الأنجاب السليم لمستلزمات نشوئ هذا الوليد ...حياة تصنع الجديد المفيد والمجدي ، والصانع لكل شئ حسن ، مثلما يحدث في بلدنا وشعبنا وفي المنطقة بشكل عام .
وهنا لابد من حركة نشيطة وواعية ومتبصرة للمهمات الواجب على بنات الحياة والمتبصرين والواعين من شغيلة اليد والفكر أن يأخذوها بنظر الأعتبار ، والتصدي وبمسؤولية أدبية وأخلاقية لكل الظواهر والممارسات والسلوكيات للسلطة ومؤسساتها المختلفة ، وكذلك لمؤسسات المجتمع المدني ، والنهوض الواعي في تقويم كل ما من شئنه أن يحرف الحراك الأجتماعي عن مساره ، وعن أهدافه في الأنتقال من مرحلة دنيا الى مرحلة أسمى ... كون حركة المجتمع تحددها قوانين وضوابط محكمة الدقة والتنظيم ، ولكن جوهرها الناس ، كونهم ...هم صانعي الحياة .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
18/1/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر ..هل العراق أيل الى التقسيم ؟
- أستذكار الرفيق .. يعقوب قوجمان ... أبو سلام .
- ما العمل ؟ ... ومصيرنا المجهول !
- الممارسات الفاشية والارهابية لحزب البعث ونظامه المقبور .
- في ذكرى مرور ستة واربعون عاما على زواجنا .
- الى شياطين الأرض ...كنتم حسبتموهم ملائكة ..
- رسالة مفتوحة الى الصديق أبراهيم البهرزي ..
- الى من يماثلون الحزب وقيادته العداء !..
- دع عنك لومي فأن اللوم أغراء ...!
- تغريدة اليوم الجديد ..2016 م .
- الى من غمروني بحبهم ...
- القلم يكتب عندما تداعبه كلمات أمرأة !
- كلمات تخجل من ناديا القديسة الطاهرة !
- حوار مع النفس ..من دون رتوش .
- في منتصف الليل ... والناس قد رقدوا !
- لا تخف من سهام لحظها والمبسم .؟!..
- الذكرى الحادية والعشرون لرحيل الحاج محمد عبد الكريم الدبش
- العين تعشق قبل الأذن أحيانا .
- تهنئة بالعام الجديد .
- أمي ...هذا الكائن الملائكي .


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - فتاح فال ...